تردد أنباء قوية عن تعيين الدكتور أحمد هنو عميد كلية الفنون والتصميم بجامعة الجلالة، وزيراً للثقافة.


الدكتور أحمد فؤاد هنو حاصل على  بكالوريوس كلية الفنون الجميلة قسم حفر 1992، و ماجستير في أفلام الرسوم المتحركة التجريبية من جامعة القاهرة 1997.
ودكتوراه في فلسفة الفن، متخصص في الاتصال المرئي وإبداع أفلام الرسوم المتحركة .


من مواليد شهر ديسمبر 1968. 
ضطلع الدكتور أحمد فؤاد هنو بوظائف و مهن منها: 
- معيد بكلية الفنون الجميلة قسم الجرافيك شعبة رسوم متحركة وفن الكتاب.
- أستاذ مساعد بقسم الجرافيك بكلية الفنون الجميلة .
- أستاذ بقسم الجرافيك بكلية الفنون الجميلة .
- عميد كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان اغسطس 2019 سابقاً .
- نائب الرئيس لشئون الطلاب وعميد كلية الفن والتصميم بجامعة الجلالة .

شارك بأعماله فى المعارض الطلابية.
- صالون الشباب الثانى 1990.
- معرض ( فن الجرافيك المصرى المعاصر ) بمركز الجزيرة للفنون بالزمالك ابريل 2015 .
- معرض ملتقى فنانى الغد بمركز سعد زغلول الثقافى بمتحف بيت الأمة مارس 2018 .
 شارك فى اللجان المنظمة لملتقى الأقصر الدولى للتصوير ثلاث دورات
 

البعثات و المنح



- منحة دراسية من برنامج التبادل الألمانى .

المهام الفنية التى كلف بها و الاسهامات العامة

- عضو اللجان المنظمة لملتقى الأقصر الدولى للتصوير لثلاث دورات .

الموسوعات المحلية و العالمية المدرج فيها اسم الفنان

- موسوعة صالون الشباب الجزء الاول اعداد الدكتور/صبحى الشارونى 1994 إصدار قطاع الفنون التشكيلية. 

المؤلفات و الأنشطة الثقافية

- ورشة عمل فنية متخصصة (رسوم متحركة) على هامش مهرجان الإبداع التشكيلى الخامس ( صالون الشباب الثانى والعشرون ) أكتوبر 2011 .
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وزيرا للثقافة جامعة الجلالة كلية الفنون والتصميم

إقرأ أيضاً:

في صالون علي مهدي ومساجلات أشخاص ذو مواهب وطبائع متباينة

في صالون علي مهدي
ومساجلات أشخاص ذو مواهب وطبائع متباينة
الدكتور فضل الله أحمد عبدالله
لا أحد يملك الحق في أن يقول : ” ذلك هو الدرب الصحيح ” وفي وسعه أن يقترح ربما ، ولكن في سبيل المناقشة لا الفرض . أثمن ما نملكه جميعا بين أيدينا هو الشك ، لا اليقين .
الشكوك هي التي تدفعنا إلى التفكير ، أما اليقين يسبب الشلل والجمود . لا بل يحولنا إلى مومياءات . الشك يخصب ويحيي .
ذلك قول ” جوزيه ساراماغو ” الروائي البرتغالي ، سيد اللغة الأستثنائية ، هذا العصامي الفارع الذكاء والموهبة ، الذي أعطى ما يزيد على ثلاثين مؤلفا في الرواية والشعر والمقاربة والمسرح .. هو أنقى الملعونين الذين التقيتهم – بحسب جمانه حداد –
وقال أيضا :
الناس يعرفون الحقيقة ، لكنهم في الوقت نفسه مقيّدون وموضّبون داخل أحكام مسبقة طاغية وتعميمية .
ثمة نوع من التفاهم الاجتماعي الضمني يدفع إلى التفكير بالطريقة ذاتها ، وقول الكلام نفسه والتصرف على النحو ذاته ، ما ينقصنا هو الأختلاف .
ومن أقوى تجلياته مقولته :
” يقولون لي دائما ، يا لك من إنسانا متشائما ، يا جوزيه ساراماغو ، فأجيبهم : لا ، بل هو عالمنا مشؤوم . في أي حال أرى أن التشاؤم هو فرصة خلاصنا الوحيدة . وأن التفاؤل شكل من أشكال الغباء . أن يتفائل المرء في أوقات كهذه ، ينم إما عن انعدام إحساس أو عن بلاهة فظيعة .
تلك أقوال ما فتأت أستحضرها وأستدعيها ، كلما دخلت صالون الفنان الأستاذ ” علي مهدي ” صاحب المنزل الجامع لأهل الفكر والثقافة والٱداب والفنون .
عشرون عاما ونيفا من عمر الزمان الماضية من العمر ، وكاتب المقال ملازم هذا الصالون ، بطابعه الثقافي الإبداعي ، الإجتماعي الهيئة والروح .
داخله إرتحلنا ، في عقول أشخاص ، وشخصيات مبدعة يحملون مختلف مياسم أهل السودان وقسمات وجوههم . وحساسياتهم الرؤيوية ، مثقفين ذو طبائع متباينة ، قوس قزح من ألوان المدارس الفكرية ومشاربها المتعددة ونذكر منهم :
الدكتور عبدالله علي إبراهيم ، الناقد الثقافي السوداني الأكثر حضورا في ذروة الفكر المفضي إلى ثورة الإبداع ، صاحب مشروع فكري حداثي ، يتأبى على التسليم الخانع ، والاتباع القانع أو التقليد العاجز ، في مشروعه الأكاديمي الدارس للثقافة السودانية ، أو في منجزه الإبداعي المسرحي و دراساته النقدية ، يزرع في الناس روح التمرد والمغامرة والتطلع إلى المستقبل ، هو ضد إجماع الإذعان ، وكل شيئ عنده في موضع المساءلة ، تجده محاورا نفسه ، بذات القدر الذي يحاور به غيره ، لن تجد في ما يكتب ، إلا الأسئلة المعرفية المفتوحة ، والإجابات التي لا تعرف حدود الإنغلاق .
الدكتور عبدالله علي إبراهيم ، السلطة عنده هي سلطة الوعي ، وهو الثقافي الثوري المبدع غير أحادي البعد ، ولا المحدود ، ولا الثابت ، ولا صاحب اليقينيات المنغلقة ، فالثورية عنده ، أعمق وأوسع وأشمل من المعنى الإيديولوجي .
الدكتور عبدالله علي إبراهيم ، إلتقيت به لأول مرة في حياتي داخل بيت علي مهدي وفي خاطرتي ، حالة انفعاله العقلي ، الذي كتبت عنه فاصلا في كتابي :
” المسرح السوداني مقاربات الأنا والٱخر ” درست إبداعيته المكتوبة مسرحية ” الجرح و الغرنوق ” ومنها قوله :
سأعوي طويلا ، حتى يخال لكم أن رئتاكم هي التي تشق من الهواء ، حتي يكون العواء نظاما في الكون . عواء مفرط مقابل كل جرح في جسدي ..
لن تاسن جراحي كالبرك ، جراحي نهر ضفتاه من العواء .
عبدالله علي إبراهيم … الكاتب المسرحي الذي عندما نقف عنده – كما قلنا في كتابنا السابق ذكره
– إذ نحن أمام مسرح ذي ثقافة نصوصية مغايرة .
ففي إبداعه يفرض علينا تفكيك الأشياء وإعادة تركيبها ، والنظر إلي التاريخ من أبعاده البعيدة بمنظورات الحادثة في حوار مع الذات من جهة ، ومع الآخر من جهة أخرى .
والنظر إلي حقائق الواقع الموضوعي ، دون الاتكاء علي منهج المكابرة القليظة وفق مقتضى الكسب الآني .
السودان في نصوص مسرح عبدالله علي إبراهيم . مناقشة المسألة الثقافيه بمستوياته المتعددة : العرق ، التاريخ ، الحداثة .
هكذا يستضيف ” علي مهدي ” في صالونه ، دائما نفرا من القادرين على الإستقراء والتحليل والإبتكار ، واستشراف ورصد الظروف المستقبلية والفهم العميق للشخصية السودانية ومحددات هويتها ومهدداتها .
صالون يجمع فسيفساء المشتغلين بالإنتاج الذهني ، بجميل المودة والإحترام بين الناس في زمن الجمال الظاهري الغالب .. إذ أننا نعيش في عالم همه الأساس هو الهيمنة ، يبتعد الواحد منا عن الٱخر ، ونمعن في انتهاك حقوقه كأنسان له رؤيته الخاصة في الحياة وموقفه الوجودي . بتنا نعيش لنتناحر .
بيد أن هذا المجلس الصالوني يروض ضيوفه دائما على العمل لزراعة المستقبل بتغير معطيات الواقع هذا .
ومن أولئك الذين إلتقيناهم ولأول مرة ” يوسف عيدابي ” الكاتب المسرحي ، الشاعر ، الناقد ، الأقرب إلى الوجد الوطني ، ولطافات روح البلاد ، ملك مملكة اللغة الناصعة البلجاء ، صاحب مشروع ” مسرح لعموم أهل السودان ” الذي كتب لوحته الأولى في نص مسرحيته : ” حصان البياحة ” – مبتدأ سنوات السبعينيات – هي تمثلات الإنتماء في زمن عز فيه الإنتماء . نص ممتلأ بدلالات الشخصية الثقافية السودانية وشاراته وعلامته .
رأيت ، يوسف عيدابي يومئذ ، في كامل الوقار والهيبة ، وكأنه يردد معي لحظتها قول الكاتب المصري ” توفيق الحكيم في مقدمة مسرحيته ” الملك أوديب ” قائلا :
” أنا أتحرك دائما في عالمين ، وأقيم تفكيري على عمودين ، ولا أرى الإنسان وحده في الكون ، إنني أومن ببشرية الإنسان ، وأرى عظمته في أنه بشر ، بشر يوحى إليه من أعلى .
ويوسف عيدابي هو من طرح أطروحته ” مسرح لعموم أهل السودان ” .. وفق منظورات ، أنيقة السمت ، وقورة الكلمات ، نبيل الفكرة .
إجترح لنا ، طريقا رازما بكل عبء مشهديات الواقع السوداني ، لصيقة بجوهر الحدث والإشتغال الذهني المتثاقف .
عمد يوسف عيدابي ، إلى كسر ” التابو ” الأرسطي ومفهوم المسرح بشروطه الغربية ، مستندا إلى الوجدان الجماعي السوداني والغوص في مكونات شخصيته الثقافية . رمزا ودلالة وإشارات تبوح بذاتنا وتصرح .
رأينا ، هنا ، وعلى توالي السنوات . مجمعا لأعلام الفكر والإنتاج الذهني ، المدرسة الفكرية ونقيضها وجسر الوصول إليها معا في ٱن .
الفنان التشكيلي ، الحاذق ، الوقور ” إبراهيم الصلحي ” المبدع السوداني ، الذي ظل ومنذ السبعينيات ، ممن تلوكهم أرض الله الواسعة ، منفى ، فمنفى . وقفنا في مقامه وهو ضيف كريم داخل هذا البيت – صابون علي مهدي – في الخرطوم التي جاءها بعد غياب طويل عن الوطن مشاركا أحدى الفعاليات الثقافية الوطنية .
تحدث إبراهيم الصلحي ، عن الثقافة السودانية والتفكير بالفنون ، حيث كان الحوار ساعتئذ عن معنى التمييز بين المفكر وغير المفكر ، وكانت الدهشة كيف إرتفع مجلسنا ذلك في صحبة إبراهيم الصلحي بمعنى مغاير عن المألوف : فالأقرب إلى الصواب أن الإنسان مطلقا هو مفكر .
وفي هذا البيت نفسه ، ما فتأت روحي تستدعي بمحبة واحتفاء ذلك الوجه العزيز .. الراحل المقيم فينا الفنان التشكيلي ” أحمد عبدالعال ” سيد الكلام الرصين والفكرة المبدعة .
الذي تقلد منصب عميد كلية الموسيقى والدراما بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا لدورتين زهاء – ثمانية سنوات – ثم بعدها عميدا لكلية الفنون الجميلة والتطبيقية في الجامعة نفسها .
أحمد عبدالعال ، فنان تشكيلي ، وقاص باهر الكلمة ، وإداري وقائد صعب المرتقى قولا وفعلا .. ذرب اللسان ، واضحا كالشمس في رأد الضحى .
وحتى موته الفاجع ما حاد أحمد عبدالعال عن جادة الطريق والأستقامة .
ماثل الريشة الأمينة ومن ألوانها تنبثق الفلسفة وإشراقة المعاني الرانيات .
ظل أحمد عبدالعال بحساسيته يسكب داخل منجزه الفني التشكيلي والأدبي تأملاته الفلسفية التوحيدية ، فتنسرب أخيلة رائعة التصوير في عمق إبداعه .
وفي “أمشاج ” نصوصه الأدبية كان مختلفا في منهج القص القصير عن غيره من الرواية .
وإن تعجب يا قارئي ، فاعجب لإيقعات صوت حنجرته عندما يتكلم مجلجلا الفضاء ، صوت هو السحر أو الأسطورة .الكلمات تخرج منه مثل صليل الأجراس ، يأخذ مجامع القلوب ، ويملأ النفوس بالفخر والأعتداد .
أحمد عبدالعال الفنان التوحيدي الفلسفة ، في المجلس ، يحدثك بمفرداته الآسرة الفاتنة فيعطيك ويمنحك معارف لا حدود لها ، هو ” أمشاج ” الثقافة ، الذي أمسك بكلتا يديه بالوجدان السوداني .
وأبهرنا في ليلة ذات ليالي الخرطوم ” الزول ” السمح الأثر ” الطيب صالح ” في صالون علي مهدي
و” الزول ” عندنا في السودان ، يماثل معنى ” الزلمة ” عند أهل الشام . و ” الريال ” عند أهل جزيرة العرب ، يجعلون الجيم ياء ، وكلمة ” زول ” في المعجم من معانيها الشخص اللطيف المهذب .
أشار بذلك الأديب زولنا السمح ” الطيب صالح ” إذ يقول وجدتها بهذا المعنى عند أبي العلاء المعري .
ويقول : أن ” زول ” هي أحسن مرادف للكلمة الإنجليزية Gentleman فهل كل أهل السودان إلى ” أزوال ” ؟
والكلمة تستخدم للمرأة أيضا ، وقد قال ” الحاردلو ” يذكر إنسانة جميلة ألهته عن حضور العيد مع أخيه عبدالله ، وكان شاعرا أيضا :
الزول السمح فات الكبار والقدره
كان شافوه ناس عبدالله كان يعذرو
السبب الحماني العيد هناك ما احضروا
درديق الشبيكه النزلو فوق صدرو
و ” الشبيكة ” حلى متشابكة تعلق على صدر الفتاة ، ويقول ” الطيب صالح ” وقد وجدتها بصفتها وباسمها هذا في متحف قطر الوطني الذي يديره الشاعر الدكتور ” درويش الفار ” في الدوحة الميمونة الطالع .
و” حمى ” بمعنى ” منع ” أكثر جريا على الألسن عندنا من ” منع ” .
ورأيت في بيت الفنان علي مهدي شخصيات من أروبا الدراماتورج الألماني ” توماس أنجل ” ونجوم ٱخرين من أمريكا وأفريقيا وعدد من نجوم الفن العربي ” نور الشريف ” و ” فردوس عبدالحميد ” و ” عفاف شعيب ” و ” أسعد فضه ” و ” محمد صبحي ” والكاتب المسرحي الإماراتي إسماعيل عبدالله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح ، ومن الكلمات السامقة التي إلتقطها من ذا المكان ، هي :
” إن الأيديولوجيا في العالم العربي أنتجت مثقفين سيكولوجيين ، لهم في كل وجه عين واحدة وليس أكثر . هذه العين الواحدة لا تدرك إلا لونا واحدا ، ولا تعترف إلا بحقيقة واحدة موحدة ”
تلك الكلمات ، من لقاء مباشر بيني وبين الكاتب المفكر المسرحي المغربي ” عبدالكريم برشيد ” الذي قال أيضا :
” إن العلم لا يصادر حق الأشياء ، في أن تعبر عن نفسها بنفسها ، وأن تثبت بالملموس ، حقائقها الكائنة والممكنة ، غير أن الإيديولوجيا هي عكس ذلك .
الإيديولوجيا مسكونة بالنوايا وبالأهواء ، فهي وجهة نظر لا تعرف ولا تعترف بأنها مجرد وجهة نظر ، قد تكون صائبة وقد تكون خاطئة ، وقد تكون مجرد هلوسات ذهنية ، ولا شيئ أكثر .
هذه الإيديولوجيا بتمركزها على الذات ، قد أضرت كثيرا بثقافتنا ” .
عبدالكريم برشيد ، الأسم الذي يختزل أمة . أسعدني الزمان بصحبته لأكثر من مرة وفي سنوات متباعدة ، وفي كل مرة يزور فيها السودان فالمضيف هو مهرجان البقعة الدولي للمسرح ، وصالون ” علي مهدي يجمعنا به لنرتحل إلى عقله وروحه وحياته ومزاجه وربما مكبوتاته ولا وعيه ، ترحال داخل شخصيته وشخصيات مسرحياته التي يقول على جريا على لسانها :
فأنا لا أحسب بالأرقام ، فأجمع وأطرح وأضرب وأقسم ، ولكنني أحسب بالمعاني ، وبالكلمات وبالصور ، وفي حسابي هذا ، لا أعرف إلا القسمة ، وكل شيئ لا يقتسم ، لا يعول عليه .
اللحظة مقتسمة ، والرزق مقتسم ، والوطن مقتسم ، وكل شيئ نقتسمه يمكن أن يقل ، إلا الفرح ، يزيد ، ويجعل من حجم الوطن أوسع .
يا أيها الناس ، فالنقتسم هذا الوطن بالحب لنصنع لأنفسنا الفرح ، فإن صناعة الكراهية تضيق علينا مساحات الفرح بهذا الوطن .
الدكتور عبدالكريم برشيد ، الكاتب المسرحي المغربي ، من أعمق الكتاب العرب ، كتب دراسات وأبحاث بصرامة الأكاديمي وعذوبة الشاعر ،
هو المسرحي الجاد الدؤوب في مسيرة الأفكار ومسار الوجود ، متمكن من أدواته الأبداعية في الرؤية والإمعان ، وبمثلما أن المسرح في إبداع عبدالكريم برشيد ، ارتحال في الزمن المطلق ، وفي المكان المطلق ، تجلس بجواره فيرتحل بك في العقل والروح .
ومن أعمق المعاني التي أتحفنا بها عبدالكريم برشيد ونحن نقدمه من فوق المنصة ، هو قوله ” الحق في الأنانية ” تعبير إفترعه مرتكزا على قول أحد الحكماء عندما سئل مرة السؤال التالي :
* ما هو تعريفك للإنسان الأناني يا سيدي ؟
وكان جوابه :
* إن الأناني الحقيقي هو ذلك الذي لا يحترم أنانيتي .
وبناء على هذه المقولة يقول محدثنا الدكتور عبدالكريم برشيد :
إن ذلك الآخر الذي يسكن العالم الغربي ، لا يحترم أنانيتنا ،
ولا يحترم حقنا في أن نكون الآخر بالنسبة لذلك الآخر ،
وأن تكون لنا ثقافتنا المختلفة ،
وأن تكون لنا لغتنا المغايرة ،
وأن يكون لنا إبداعنا الأدبي والعلمي والفكري والصناعي الذي يشبهنا ونشبهه ،
وأن تكون لنا دول ذات سيادة حقيقية ،
وأن يكون لنا حق في الأحلام المشروعة ،
ويقول برشيد مستدركا :
ولو كان الأمر كذلك فقط لهان الأمر ،
بيد أن طعم المرارة الذي فينا اليوم هو أكبر ..
وذلك للعبث الذي بيننا ،
فأغلب مجتمعات مستلبة ومقتربة ،
هي ذوات مريضة ومعطوبة ومعوقه ، نفسيا وفكريا ووجدانيا وروحيا .
ذوات هلامية وشبحية ،
مصيبتها الكبرى أنها لا تعرف حدود أنانيتها ، وأنها لا تحترمها ، ولا تعتز بها ، ولا تدافع عنها ،
وهي ذوات هشه وغير متوازنة ،
تعاني من داء فقدان الثقة في الذات ،
سواء في بعدها الفردي أو الجماعي ،
وسواء في مستواها الواقعي أو التاريخي ،
تتحرك دائما في إتجاه نسيان أناها ،
وأن تقفز على أنانيتها ،
وأن تكون الآخر ،
وأن تتخلى عن مركزها الحقيقي ،
وأن تجري باتجاه المراكز الوهمية والمتخيلة .
ومن معجم أقواله الخاصة قوله :
إياك والسلطة يا بني ، السلطة أنثى الشيطان ،
وقال بلسان المهرج القزم في مسرحيته “مقامات بهلوانية ” :
إن السلطة مجنونة ، وملعونة ما أقترب منها كائن من بني الناس إلا أفرغته من إنسانيته ، وما أقترب منها عاقل إلا جردته من عقله ، ونزعت عنه علمه وفهمه ، وقد تمسخ ذاكرته وتاريخه ، وتعيد إنشاءه من جديد .
وعن تعزيز دور الفنون في بناء الصورة الجمالية للرسالة المحمدية إستضاف الإستاذ الفنان علي مهدي في بيته الداعية المتصوف الشيخ الحبيب ” علي زين العابدين الجفري ” ..
ففي ذات يوم من تلك الأيام النضرة من أيام السودان ، توافد أهل الثقافة والفنون ، وتألق الشيخ الحبيب الجفري أمام الجمع في معنى من معاني الكلام الجليل إذ قال :
إننا بحاجة إلا إبراز جمال وجلال صورة الرسالة المحمدية بالتدافع الجميل مع الإنسانية في وجودها المطلق وقيمها العليا ، و يكفينا قولا لهذا المعنى قول سيدنا محمد صل الله عليه وسلم : إنما جئت لأتتم مكارم الأخلاق .
إن الحركة والتجدد هو شرط من شروط وقتنا هذا ، و إعمال العقل للإنتاج الذهني بما يتوافق مع الأوان هو شرط من شروط التدين والتقرب إلي الله .
كما أن عمارة الحياة والسعي المعظم لها و إحترام الناس في حيواتهم و رفع الأذى والضرر عنهم من مكونات صورة الرسالة المحمدية .
والفن جدير بأن يعمل على تعزيز ذلك المعنى وبعثه والتحول الكامل إليه .
وشخصيات عاملة في ميدان الفكر السياسي والممارسين لها من شتى المذاهب أسماء عديدة تزين بها الصالون ضيوفا بين أهل الثقافة والفنون

الدكتور فضل الله أحمد عبدالله

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • وزيرا الشباب والتضامن الاجتماعي يشهدان المؤتمر الصحفي للبعثة المصرية المشاركة بالألعاب العالمية الشتوية
  • وزيرا الشباب والتضامن يشهدان استعدادات بعثة الأولمبياد الخاص للمشاركة بالألعاب الشتوية
  • أخبار الوادي الجديد| مبادرة مطبخ المصرية لدعم الأسر الأكثر احتياجا.. وإنشاء كلية تمريض بالمحافظة
  • في صالون علي مهدي ومساجلات أشخاص ذو مواهب وطبائع متباينة
  • رئيس جامعة الإسكندرية يفتتح جدارية «تميمة الحضارات» بسور كلية الفنون الجميلة
  • رعاية الشباب بجامعة حلوان تنظم الحفل الختامي لمسابقة «أنت النجم» بمجمع الفنون والثقافة
  • رعاية الشباب بجامعة حلوان تنظم الحفل الختامي لمسابقة "أنت النجم"
  • كلية الفنون التطبيقية بجامعة بني سويف تنظم معرض مصر المستقبل
  • لتعزيز دور الشباب.. جامعة أسيوط تقيم حفل بتنصيب اتحاد طلاب كلية الهندسة
  • شوبير: نشأت في أسرة بسيطة.. وتركت كلية الشرطة من أجل كرة القدم