كعادتها تستدعي ميليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، شماعة "مواجهة الحرب الناعمة" لتلفيق الاتهامات للمناهضين لهم، متناسين سيل الجرائم والانتهاكات البشعة التي تتعرض لها المرأة في مختلف المحافظات اليمنية الواقعة تحت قبضتهم المسلحة.

خلال الأيام الماضية، بثت الميليشيات الحوثية اعترافات جديدة لمن تدعي أنهم خلية تجسس أميركية- إسرائيلية، وركزت على تورط الخلية في "الحرب الناعمة" و"زيادة الاختلاط" و"ممارسة الرذيلة"، وغيرها من الاتهامات التي سعت الميليشيات إلى استغلالها خلال السنوات الماضية لقمع المرأة اليمنية وانتهاك حقوقها في التعليم والعمل والدراسة والتنقل بحرية.

وتعمد القائمون على نشر الاعترافات المفبركة للترويج لأهدافهم الخبيثة وأجندتهم المفضوحة التي يسعون إلى تحقيقها من خلال استهداف المرأة اليمنية. فخلال السنوات الماضية ظلت الميليشيات تمارس جرائم وانتهاكات بشعة بحق النساء من إجبارهن على ترك العمل والجلوس في المنازل وفصل الطالبات ومنع الخروج والتجوال دون محرم في المتنزهات الخاصة والكافيهات وغيرها من الأماكن العامة. الكثير من الممارسات التي تمارس بحق المرأة أظهرت الوجه الحقيقي لهذه الجماعة التي تحاول بشكل كبير نقل تجربة "داعش" و"طالبان" إلى اليمن.

جملة الجرائم والانتهاكات سوقتها الميليشيات الحوثية وقياداتهم الإجرامية تحت مسمى مواجهة "الحرب الناعمة". وباتت هذه الشماعة عصا الميليشيات التي تستغلها لتبرير انتهاكاتها بحق المواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

وبحسب مصادر حقوقية في صنعاء، فإن الهدف من وراء نشر اعترافات المختطفين بشأن "الاختلاط" و"الحرب الناعمة" وتخصيص لهذا الجانب مساحة كبيرة، يؤكد أن الميليشيات بصدد توسيع دائرة أعمالها القمعية لتقييد تحركات المرأة ضمن وصايا سيدهم "عبدالملك الحوثي" الذي شدد على عزل المرأة وإبقائها في المنزل فقط دون السماح لها بأي مشاركة في الحياة.

وأشارت المصادر أن المخطط الحوثي هدفه التوجه نحو شرعنة انتهاكاتهم ضد المرأة مستغلين ما تم نشره من اعترافات حول استهداف النساء في اليمن وغيرها من الشماعات التي تروج لها لتبرير أي تحركات قادمة. 

وبالعودة لاعترافات المختطفين التي نشرت قبل أيام، حرصت القيادات الحوثية التي فبركت الاعترافات على تأكيد ادعاءاتها وتبرير جرائمها السابقة ضد المرأة اليمنية بأنها تأتي لحمايتها من الغزو الفكري الغربي، ومواجهة المخططات الأميركية والإسرائيلية التي تستهدف النساء في اليمن من خلال المنشآت التعليمية أو البرامج الثقافية والأنشطة المدنية وغيرها من الفعاليات والمشاريع التي تهدف بالحقيقة إلى تعزيز دور مكانة المرأة في المجتمع ومشاركتها في الحياة الاجتماعية والسياسية.

وتؤكد الناشطة الحقوقية في صنعاء، سكينة حسن زيد، أن هناك تيارا عميقا وخفيا في جماعة الحوثي هدفه الأول والأساسي دعشنة اليمن، وأن هذا التيار يحاول خلق الأسباب ويجيز كل شيء من أجل الوصول إلى هذا الهدف من خلال تعبئة وتحريض الجهلة والمتعصبين لنشر هذه الدعشنة. مضيفة: "بصراحة، اعترافات الخلية جعلت الأمر كله يبدو كأنه مجرد تمثيلية، من أجل سن قوانين قريباً تلزم النساء بالبقاء في البيوت".

والناشطة سكينة هي ابنة القيادي البارز في ميليشيات الحوثي "حسن زيد" الذي تعرض للتصفية الداخلية نهاية أكتوبر 2020، وتتعرض بشكل شبه يومي إلى سيل من الاتهامات والشتائم من قبل نشطاء وقيادات حوثية على خلفية مناهضتها للجرائم والانتهاكات التي تتعرض لها المرأة في مناطق سيطرة الميليشيات.

وعبر صفحتها على منصة "إكس" نشرت الناشطة سكينة سلسلة من التغريدات التي وجهت الكثير من الانتقادات لقيادات الميليشيات التي تستغل موضوع "الاختلاط" لصالح أجندتها الخاصة. مضيفة: "أعوذ بالله من الإجرام والتهديدات بالقتل والسجن والاتهامات المتناقضة كلها من شق وطرف! هذا دليل أنكم تلفقون التهم للأبرياء!؛ مشيرة إلى حملات منظمة ومكثفة يشنها نشطاء وموالون للحوثيين على اتهام نساء اليمن وأخلاقهن بأوصاف غير لائقة، رغم أن المجتمع اليمني محافظ وذو حشمة أكثر من أي بلد في العالم.

وخاطبت الناشطة سكينة الحوثيين بالقول: "أيها المتطرفون يا أعوان الشيطان، هذه ستكون النتيجة الوحيدة للشحن المتطرف الذي تشحنون به أتباعكم، ولن نسامحكم ولن يسامحكم الله. ما أبعدكم في هذا الجانب عن نهج الإمام علي وما أقربكم للدواعش"، محذرة من أنه "سيأتي اليوم الذي يتفرغ فيه أتباعكم لملاحقة النساء والاعتداء عليهن في الشوارع بدعوى منع الاختلاط ومنع خروج النساء من المنازل، وبالتأكيد ستحصل فتن ومجازر وأنتم ستتحملون المسؤولية أمام الله والناس".


المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: الحرب الناعمة وغیرها من

إقرأ أيضاً:

ميليشيا الحوثي ترفض أي تحرك عملي لإحلال السلام في اليمن

كشف عضو مجلس القيادة الرئاسي، عثمان مجلي عن رفض ميليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران، البدء بأي خطوات عملية لتحقيق السلام وإنهاء الحرب في اليمن.

عضو المجلس في تصريح لجريدة الشرق الأوسط، أكد أن جهود السلام الجارية توقفت من طرف الحوثيين في ظل استمرارهم بحفر الخنادق في الجبال وتخزين الأسلحة، واستهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وهو ما يتناقض مع جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة لإيقاف الحرب في البلاد.

وقال جهود السلام توقفت من طرف الحوثي، ولم تتجاوز المقترحات التي قدمت على الورق، مشيراً إلى استمرار الحوثي بالانتهاكات، وتهريب المعدات لحفر الجبال، وتخزين الأسلحة، واختلاق معارك من طرف واحد في كل الجبهات وعلى جبهات الحدود.

وأكد مجلي أن الشرعية تتعامل بحكمة، في مراعاة واضحة لوضع الشعب اليمني الذي أنهكه الانقلاب الحوثي، وما تسبب فيه من دمار شامل للبنية التحتية والقطاع الاقتصادي، وانهيار العملة، وتراكم وترحيل الأزمات، ومتاجرة الحوثي بها.

ويعتقد مجلي وفق الصحيفة، أن مشروع الحوثي لن يقضي عليه إلا اليمنيون الذين يهددهم في حياتهم، والذين يعرفون قدراته الحقيقية وأن ميليشيا الحوثي تمثل تهديداً خطيراً على اليمن والإقليم ومصالح المجتمع الدولي، من خلال الأعمال الإرهابية التي تقوم بها في البحر الأحمر، المصنف والمعروف بوصفه ممراً عالمياً".

وتابع: "هذه التجهيزات ليست للسلام، بينما يسعى شركاؤنا للسلام، ونحن في الشرعية ندعم جهودهم ونباركها".

مقالات مشابهة

  • هكذا رد الحوثي على تهديدات واشنطن للشركات بشأن عدم التعامل مع موانئ اليمن 
  • معاناة النساء وكفاحهن..قصص يسردها مهرجان فيلم المرأة في الأردن
  • شي يرد على ترامب: الصين لا تخاف ومواجهة العالم تؤدي إلى عزلة من يقدم على المواجهة
  • ميليشيا الحوثي ترفض أي تحرك عملي لإحلال السلام في اليمن
  • قافلة عيدية من إدارة تنمية المرأة بصنعاء لأبطال القوات المسلحة
  • قافلة عيدية من إدارة تنمية المرأة في صنعاء للمرابطين في الجبهات
  • ما هي الورقة التي حذر “الحوثي” من تفعيلها ان مضت واشنطن في حماقتها 
  • موقف الإيمان والتحدي: اليمن وقضية فلسطين في خطاب السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي
  • محمد علي الحوثي يرد على التلويح الأمريكي بتهديد موانئ اليمن
  • صنعاء.. اجتماع يناقش سبل تطوير الأداء الإعلامي ومواجهة الشائعات التي يبثها العدو