انطلقت أيام السينما المجرية، أمس الاثنين، بمدينة الصويرة، وهي تظاهرة ثقافية استثنائية تسلط الضوء على غنى التجربة السينمائية المجرية وتحتفي بالذكرى الـ 65 للعلاقات الدبلوماسية بين المغرب والمجر.

وتميز حفل الافتتاح بعرض فيلم “Bad Poems” (قصائد سيئة)، بحضور مستشار الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة-موكادور، أندري أزولاي، وسفير المجر في المغرب، ميكلوس إريك تروملر، بالإضافة إلى دبلوماسيين وشخصيات أخرى من عالم الثقافة والسينما.

وتروم أيام السينما المجرية، التي تنظمها جمعية الصويرة-موكادور بشراكة مع سفارة المجر بالرباط وبتعاون مع المعهد الوطني للسينما في المجر إلى غاية 03 يوليوز الجاري، تعزيز الروابط بين المملكة والمجر.

وأشاد إريك تروملر، في كلمة بالمناسبة، “بالعلاقات المتميزة بين المغرب والمجر”، مؤكدا على أهمية مثل هذه التظاهرات لتعزيز الفهم المتبادل وترسيخ روابط الصداقة والتعاون بينهما.

وأبرز أن السينما تعد وسيلة قوية للتقريب بين الشعوب، مشددا على الدور المهم للثقافة كجسر بين الأمم، يمكن من إثراء التبادل وتعزيز قيم التنوع والاحترام المتبادل.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضح الدبلوماسي المجري، أن هذا الحدث السينمائي يدعو الجمهور المغربي لاكتشاف مختلف جوانب الفن السابع والثقافة المجرية.

وأضاف أنه “بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ 65 للعلاقات الدبلوماسية بين المغرب والمجر، سننظم العديد من الفعاليات الثقافية طوال هذه السنة، تتمثل في المعارض واللقاءات السينمائية، والورشات الفنية والفعاليات الموسيقية”.

وفي هذا السياق، أعرب الدبلوماسي المجري عن أمله في أن تساهم هذه المبادرات في خلق تبادلات جديدة وتعاون فني بين المملكة والمجر.

وتابع : “نأمل أن تعرف هذه الفعاليات الجمهور المغربي  بالثقافة المجرية بشكل أفضل وتخلق فرصا للحوار والشراكة بين الفنانين والمؤسسات الثقافية من كلا الجانبين”.

يشار إلى أن فيلم “قصائد سيئة” (باللغة المجرية: “Rossz versek”) الذي أخرجه غابور ريسز وصدر خلال سنة 2018، هو كوميديا درامية ترصد قصة تاماش، الذي يبلغ من العمر 33 سنة، وبعد انفصال عاطفي مؤلم، ينطلق في رحلة تأملية في ماضيه لاستيعاب مكامن الخطأ في حياته.

ومن خلال سلسلة من الذكريات غالبا ما تكون غامضة ومؤثرة، يتطرق الفيلم لتيمات الفقد والندم والبحث عن الذات.

وبأسلوب بصري مبتكر وسرد مفكّك، يجمع هذا العمل السينمائي الذي تجري أطواره في 97 دقيقة بين الفكاهة والسوداوية ليقدم صورة صادقة ومؤثرة عن حياة وعلاقات رجل يبحث عن المعنى.

المصدر: مراكش الان

إقرأ أيضاً:

الرياض تحتضن دمشق..

 

أمل عبد العزيز الهزاني*

وسائل الإعلام نقلت صور استقبال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للرئيس السوري الجديد أحمد الشرع. كان استقبالاً دافئاً، يعكس رسالة مؤداها أن السعودية تعترف وتتفق وتؤيد وتدعم سوريا في هذه المرحلة الحرجة التي يقودها أحمد الشرع.

أخبار قد تهمك منظمة التحرير الفلسطينية : موقف السعودية تجاه فلسطين راسخ وواحد في السر والعلن 9 فبراير 2025 - 7:47 مساءً الكويت تدين تصريحات رئيس وزراء قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد السعودية 9 فبراير 2025 - 10:46 صباحًا

والكل يسأل: ماذا يريد كل طرف من الآخر؟ ولماذا اختار الرئيس السوري الجديد الرياض لتكون قبلته الأولى؟

قبل أي تفصيل، السعودية لديها ميزة قد تكون ندرت خلال عقدين من الزمن هبت فيهما رياح الصراعات في المنطقة، كانت فيها كل دولة تذود عن مصالحها، وبعضها أدخلنا في دوامة من الصراعات الدموية المروعة. الرياض ببساطة لا تملك أجندات آيديولوجية ولا سياسية تجاه سوريا. تاهت هذه الميزة من دول كثيرة نتيجة الصراعات والاستقطابات والسلاح المتفلّت، وانكشفت أجندات قومية ودينية ومذهبية أشاعت جواً من الضباب تجاه المواقف التي اتخذتها بعض الدول، بما فيها أوروبا والولايات المتحدة وروسيا تجاه سوريا. الرئيس الشرع يدرك أن الرياض تملك نفس أهدافه؛ أن تمر سوريا في هذه المرحلة بسلام، بأقل الأضرار، وبأكبر التحولات الصحيحة. الذي يؤكد طرحي، أن السعودية تاريخياً كانت مع السوريين منذ الانتداب الفرنسي، كانت داعمة سياسياً ومالياً للكتلة الوطنية السورية التي أرادت التحرر من الاستعمار. وكان الملك عبد العزيز، رحمه الله، ومنذ ذلك الحين، يؤكد ألا أطماع له في سوريا، وأن سوريا للسوريين وحدهم، وكان يوصيهم بالتلاحم والتضامن.

بعد الاستقلال ظلت يد السعودية على كتف سوريا، في مراحل تاريخية مملوءة بالأحداث والحروب والصراعات السياسية. تشكل كيان «الجمهورية العربية المتحدة» جامعاً مصر وسوريا، من جانب الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وبدافع من حزب البعث السوري، وهي الوحدة التي لم يُرَ فيها سوى مزيد من التشرذم العربي، مع وجود حلف بغداد الذي برر عبد الناصر تأسيس الدولة الجديدة لمواجهته. السعودية احتفظت بموقفها الجيد مع طرفي الحكم في الدولة الجديدة؛ الرئيس عبد الناصر وشكري القوتلي، حتى تهاوت الوحدة بعد ثلاث سنوات فقط بانقلاب، وبعد أن حل عبد الناصر الأحزاب السياسية السورية وبدأ حركة التأميم. استمرت العلاقة السعودية – السورية تقاوم المزيد من الأمواج المرتفعة من النزاعات، وتدخلت الرياض، نهايات السبعينات ممثلة بالملك عبد الله بن عبد العزيز، الأمير حينها، لوقف حرب وشيكة بين البعثيين؛ العراق وسوريا، حين اتهم صدام حسين، الرئيس حافظ الأسد بالقيام بمؤامرة تطيح حكمَ العراق. وعندما ثارت الحرب العراقية – الإيرانية ووقف حافظ الأسد إلى جانب إيران، لم تتخذ السعودية موقفاً معادياً للأسد، كانت ديمومة العلاقة مع سوريا مهمة بالنسبة للسعوديين حتى في أحلك الظروف.

فعلياً، لم تتغير هذه القاعدة إلا مع بشار الأسد، الذي أوغل بعيداً في العداء المباشر للمملكة بكل السبل، وكان ذاك السيل من أنواع المخدرات تجاه السعودية، إذ أقيم خط تصنيع كامل للمخدرات لاستهداف المملكة وإغراقها في هذا الوحل، بسبب موقفها المناهض لسياسته الفاشية ضد السوريين. ويا للدهشة، أن السعودية في آخر سنة لبشار الأسد، حاولت رأب الصدع معه، بإعادة العلاقات، وفتح السفارات، مع اشتراطات من ضمنها إخراج الأجانب من سوريا، ودعوة اللاجئين السوريين للعودة، ووقف ضخ المخدرات تجاه المملكة. وافق الأسد، وأعطى وعوده، وفُتحت السفارة السعودية في دمشق في سبتمبر (أيلول) 2024، واستقبلته الرياض في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام نفسه، بصفته رئيساً لسوريا في القمة العربية والإسلامية غير العادية التي عُقدت في الرياض.

شعرة معاوية التي ظلت تحكم العلاقة بين السعودية وسوريا لم تنقطع، لأن السعودية لم ترد لها ذلك.

هذا الموجز التاريخي هو أحد أهم الأسباب التي جعلت من الرياض الخيار الأول لزيارة أحمد الشرع؛ السعودية لا تملك أجندات، ولا تطمح للسيادة على أراضي الغير، أو معتقداتهم، أو تأسيس أحزاب وفصائل، أو الدفع بهذا الاتجاه. أعلى اهتمامات المملكة في هذه المرحلة من عمر الدولة السورية الجديدة هو الأمن، الأمن سبب ونتيجة، سبب للاستقرار والرخاء، ونتيجة لهما. والحقيقة أنه العامل الأصعب، لأن سوريا لم تخلُ حتى اليوم من المرتزقة، وفلول النظام القديم، وبقايا الفصائل المسلحة سواء السنية أو الشيعية، وكل هؤلاء سيشكلون تحدياً أمنياً للرئيس الجديد. كلما كانت سوريا آمنة، ارتفعت فرص التغيير الإيجابي والجنوح تجاه الحياة الطبيعية، حتى مع كل العراقيل الاقتصادية التي تأتي في آخر قائمة ما يقلق السعودية. الرئيس أحمد الشرع، فطين، حاد الذكاء، مدرك لواقع المرحلة وتوازن القوى، والسعودية بالنسبة إليه قوة سياسية بأبعاد متعددة؛ دبلوماسيتها العالية مع الدول الغربية التي يحتاج إلى اعتراف منها بشرعيته أولاً، ثم رفع العقوبات عن بلده، ودبلوماسيتها كذلك من خلال منع تدخل بعض الدول الطامحة لأن يكون لها تأثير في المستقبل السوري أو تغيير موازين القوى الحزبية في الداخل.

حفاوة استقبال الأمير محمد بن سلمان للرئيس أحمد الشرع وجّهت رسالة واضحة بأن سوريا الوليدة في مرحلتها الحرجة هذه، هي محط عناية ورعاية واهتمام من حكومة المملكة.

سيعود البناء إلى سوريا، ستعود الكهرباء والغاز ومواد البناء وكل ما تقوم عليه الحياة، لكن إذا، وإذا فقط، استطاع الشرع أولاً معالجة ما يهدد سيادة بلاده.

*كاتبة سياسية وأكاديمية سعودية.
نقلاً عن: aawsat.com

مقالات مشابهة

  • الرياض تحتضن دمشق..
  • وزير الخارجية السوداني يبدأ زيارة إلى موسكو لمدة ثلاثة أيام
  • على عكس الشائع.. مسلسل ولاد الشمس يستعرض صداقات بين شخصيات متناقضة
  • جمعية الصداقة في إيطاليا تدين تصريحات نتنياهو بشأن السعودية
  • الشبحي يطلق دورة تدريبية للقابلات في الرعاية المجتمعية والطوارئ التوليدية بمستشفى الصداقة
  • البصرة تحتضن بطولة NPC العالمية (صور)
  • إيرادات السينما| الدشاش يحافظ على الصدارة و 6 أيام بالمركز الثاني
  • أربيل تحتضن أول مسابقة للروبوتات بمشاركة طلاب من مختلف المحافظات.. صور
  • رئيس مجلس الشورى يلتقي رئيس مجلس الشيوخ التايلندي
  • إعلان الحداد في ناحية بديالى لمدة ثلاثة أيام