تتزايد يوما بعد يوم احتمالات إعلان إسرائيل الحرب على جنوب لبنان بهدف إبعاد حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، وفق العديد من المؤشرات والتحليلات والتصريحات، والتي كان آخرها على لسان دبلوماسيين تحدثوا لصحيفة "بيلد" الألمانية.

وذكرت الصحيفة، الاثنين، نقلا عن مصادر دبلوماسية أن إسرائيل ستبدأ هجومها على لبنان في النصف الثاني من يوليو الحالي، ما لم يوقف حزب الله إطلاق النار.

ويقول حزب الله إنه لا ينوي وقف هجماته على إسرائيل حتى تنتهي الحرب في غزة.

وفي هذا السياق تطرح تساؤلات عن إمكانية أن تبدأ العمليات الإسرائيلية في لبنان بعد الانتقال للمرحلة الثالثة في غزة، وعن السيناريوهات المتوقعة خلال الفترة المقبلة.

وتستمر الاشتباكات بشكل يومي بين حزب الله والجيش الإسرائيلي منذ أكتوبر الماضي، وسقط مئات القتلى في لبنان أغلبهم من عناصر الحزب، فيما أعلنت إسرائيل عن مقتل وإصابة العشرات نتيجة هجمات حزب الله، فضلا عن تهجير مئات الآلاف من السكان في جنوب لبنان وشمال إسرائيل.

وأعلنت شركة لوفتهانزا الألمانية للخطوط الجوية، الاثنين، أنها علقت رحلاتها الليلية إلى بيروت حتى نهاية يوليو في أعقاب مخاوف من اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله.

وقال مسؤولون أميركيون لبوليتيكو الأسبوع الماضي إن مسؤولين في الإدارة أبلغوا حزب الله أن واشنطن قد لا تكون قادرة على منع هجوم إسرائيلي في جنوب لبنان. كما حركت الولايات المتحدة أيضا سفينة الهجوم البرمائية يو إس إس واسب إلى شرق البحر الأبيض المتوسط للمساعدة في إجلاء الأميركيين من المنطقة إذا دعت الحاجة إلى ذلك.

ودعت عدة دول عربية وأجنبية مواطنيها لمغادرة لبنان فورا، ومنها الولايات المتحدة وروسيا وكندا والسعودية والكويت والأردن ودول أوروبية، تخوفا من اشتعال الحرب بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله.

تسريبات إسرائيلية؟

وتعليقا على تقرير الصحيفة الألمانية، رجح المحلل السياسي الإسرائيلي، إيلي نيسان، احتمالية أن يكون منشورا بناء على تسريبات من مصادر إسرائيلية.

ويقول نيسان في حديثه لموقع "الحرة" إن الاشتباكات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي مستمرة منذ أكثر من 9 أشهر "بإيحاء من إيران، وإسرائيل لا تستطيع أن يستمر هذا الوضع لمدة طويلة" في إشارة إلى تهجير السكان من بيوتهم ونزوحهم إلى فنادق مستأجرة من قبل الحكومة، وتوقف الأنشطة الاقتصادية والصناعية في المناطق الشمالية.

ويشير إلى أن الدراسة تبدأ في شهر سبتمبر المقبل، وأنه يجب حل المشكلة قبل هذا الموعد، قائلا إن "هناك تحذيرات، والجيش سينهي المرحلة الثانية في غزة خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع".

"لا مفر"

ويضيف أن "القوات الإسرائيلية ستكون مرابطة على محور فيلادلفيا (جنوب) ونتساريم (وسط)، وحزب الله إذا لم يوقف إطلاق الصواريخ والمسيرات (...) لن يكون هناك مفر من القيام بعملية عسكرية شاملة ضد حزب الله، رغم التهديدات الإيرانية".

وقبل أيام قالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة إنه إذا هاجمت إسرائيل لبنان بعدوان عسكري شامل فسوف يؤدي ذلك إلى حرب مدمرة.

وأكدت أنه على الرغم من أخذ طهران بالاعتبار أن تهديدات تجاه لبنان تقع في إطار "الحرب النفسية"، إلا أنه إذا خاضت إسرائيل حربا في لبنان فإن "كل الخيارات بما في ذلك المشاركة الكاملة لمحور المقاومة" ستكون مطروحة على الطاولة.

وتتزايد المخاوف من اتساع رقعة الحرب في المنطقة على خلفية تبادل القصف بين إسرائيل وحزب الله في لبنان. وارتفع مستوى التوتر الشهر الماضي بسبب تزايد القصف.

من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الجمعة، إن إسرائيل "لا تسعى إلى الحرب" مع حزب الله وإن الحل الدبلوماسي هو الأفضل.

ومع ذلك، أكد غالانت أن إسرائيل تجري الاستعدادات والتخطيط لصراع أوسع نطاقا، وقال إن الكرة في ملعب حزب الله.

وأعلن الجيش الإسرائيلي قبل أسابيع أنه تمت المصادقة على خطط لشن هجوم على لبنان، كما صعد حزب الله من تهديداته بالرد "بلا ضوابط ولا سقوف" في حال حدوث اجتياح إسرائيلي.

وتحذر الولايات المتحدة من أن النزاع بين إسرائيل وحزب الله قد يؤدي إلى حرب إقليمية.

ويشير نيسان إلى أن "إسرائيل كانت على اتصال مع الولايات المتحدة وفرنسا بشأن محاولة التوصل إلى وقف إطلاق النار مع حزب الله، ولكن مصلحة إيران تقتضي بأن تتواصل الحرب، لصرف الأنظار عن تخصيب اليورانيوم (...) وتكون إسرائيل منشغلة بحرب في غزة ومع الحزب".

"أمر معقول"

ولدى سؤاله عن إمكانية اجتياح لبنان بعد الانتقال إلى المرحلة الثالثة في غزة، قال نيسان إن ذلك "أمر معقول، لأن معظم القوات الإسرائيلية التي تغادر غزة تتوجه إلى الشمال، والقوات هناك معززة، والخطط تمت الموافقة عليها من قبل رئيس الأركان وقائد المنطقة الشمالية، والكل يعلم أن هناك مخططات لاجتياح جنوب لبنان".

وأعلنت إسرائيل عدة مرات عن إجراء جيشها لتدريبات تحاكي عمليات عسكرية في مناطق وعرة وأخرى مأهولة بالسكان كتلك الموجودة في جنوب لبنان، وقد توعدت حزب الله مرارا بطرده إلى شمال الليطاني في حال لم ينسحب من الحدود ويوقف ضرباته.

ولم يرد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، ولا وحدة المتحدثين بالجيش، على طلبات موقع "الحرة" للتعليق على تقرير "بيلد".

"المفاجأة في الهجوم"

وفي رأي مغاير لنيسان، يستبعد المحلل السياسي الإسرائيلي، يوآب شتيرن، أن تكون هذه التسريبات من بعض الدبلوماسيين صحيحة.

ويقول شتيرن في حديثه لموقع "الحرة" إن مثل هذه الأمور (الاجتياح) "لا تتم عادة بهذا الشكل، والهجوم على حزب الله لا يحدد بناء على تصريحات لوسائل إعلام، لأن الطرف الذي يهاجم يحرص دائما على عنصر المفاجأة".

وأضاف "أعتقد أن هذه التصريحات قد تكون مجرد تخمينات أوروبية أو من جهات دبلوماسية، والطرف الإسرائيلي عادة ليس معنيا بنشر التوقيت الدقيق لأي هجوم".

وتابع "يجب وضع مثل هذه الأمور بإطارها الطبيعي"، وقال إن "الأمر لا يتعلق فقط بتحديد الموعد للاجتياح، وإنه يجب تحديد الاتجاهات العامة لما قد يحدث في المستقبل".

وختم حديثه قائلا "بالتأكيد سيناريو الهجوم الإسرائيلي على لبنان وارد، وهذا نراه من خلال عدة أمور، مثل الاستعدادات في الداخل الإسرائيلي، والتحذيرات الأوروبية والدولية (...) ولا أستبعد حدوث هجوم ولكن ليس في الموعد المحدد بالصحيفة الألمانية".

ويشار إلى أنه بالإضافة إلى التدريبات العسكرية، تم وضع المستشفيات على أهبة الاستعداد في الشمال وتجهيزها تحسبا لحرب مع حزب الله، وهناك تقارير تتحدث عن ارتفاع مبيعات مولدات الطاقة الكهربائية الصغيرة، خوفا من انقطاع التيار الكهربائي، فضلا عن تجهيز الملاجئ، وغيرها من المؤشرات التي تشمل تسريبات من جهات دبلوماسية واستخباراتية.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة بین إسرائیل جنوب لبنان وحزب الله حزب الله فی لبنان فی غزة

إقرأ أيضاً:

مسيّرة من لبنان تخترق الحدود صوب إسرائيل للمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار

في تطور أمني غير مسبوق، منذ وقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل على طرفي حدود جنوب لبنان، أعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، اعتراض مُسيّرة لجمع المعلومات أطلقها «حزب الله» من جنوب لبنان، وذلك على وقْع تفجيرات ونسف منازل قام بها الجيش الإسرائيلي في 11 بلدة وقرية لا يزال يحتلها ويرفض عودة السكان إليها.

اقرأ ايضاًميتا تعتزم استثمار 65 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي خلال 2025

وعلى الرغم من تكتّم «حزب الله»، وعدم تبنِّيه عملية إطلاق المسيّرة، أكد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن الجسم الجوي يعود للحزب، إذ قال: «اعترض سلاح الجو مُسيّرة جمع معلومات لـ(حزب الله) جرى إطلاقها نحو الأراضي الإسرائيلية، حيث لم يجرِ تفعيل إنذارات، وفق السياسة المتبَعة».

وفي حين كرّر أدرعي تهديداته للبنان بالإشارة إلى «التحرك لإزالة كل تهديد على دولة إسرائيل ومواطنيها»، واصل الجيش الإسرائيلي عملياته في تفجير وتجريف القرى التي لم يخرج منها.

وأفادت مصادر ميدانية، لـ«الشرق الأوسط»، بأن «القوات الإسرائيلة واصلت أعمال التجريف في حي المفيلحة بميس الجبل، وذلك مقابل نقطة تمركز مستحدَثة للجيش اللبناني». وفي سياق متصل، استهدفت مدفعية الاحتلال منطقة شعب القلب، في أطراف بلدة شبعا، بقذيفتين.

وقامت القوات الإسرائيلية بتدمير عدد من المحالّ التجارية والسيارات في بلدة برج الملوك، كما قامت بإحراق مزرعة لتربية الدواجن وتجميع البيض في منطقة تل النحاس، وأضرمت النيران في قصرٍ بأطراف بلدة طلوسة.

وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، الثلاثاء، قد دعا الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، الذي يرأس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار إلى الضغط على إسرائيل لتطبيق الاتفاق وفقاً للقانون الدولي.


* محاولات دخول متكررة

ويواصل أهالي الجنوب اللبناني، لليوم الخامس على التوالي، محاولة دخول قراهم وبلداتهم التي لا يزال يحتلها الجيش الإسرائيلي، بعد انتهاء المهلة المحددة بـ60 يوماً للانسحاب، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، في حين تُواصل قوات العدو وجودها في بعض المناطق الحدودية بجنوب لبنان، في خرق صريح للاتفاق.

* قتلى وأسرى

اقرأ ايضاًلا أسماء ولا حقائب وزارية.. تأخر إعلان الحكومة اللبنانية الجديدة

إلى ذلك، تحدثت معلومات في وسائل إعلام محلية عن توثيق 7 أسرى لـ«حزب الله»، احتجزهم الجيش الإسرائيلي في معارك جنوب لبنان خلال الحرب، أحدهم جرى اقتياده من البترون في شمال لبنان، ضمن عملية كوماندوس بحرية، و6 آخرين في قريتين حدوديتين.

أما عن توثيق عدد القتلى منذ يوم الأحد الماضي، فقد ذكرت وزارة الصحة اللبنانية أن القوات الإسرائيلية قتلت 24 شخصاً على الأقل، وأصابت 141 في جنوب لبنان، يومي الأحد والاثنين، في الوقت الذي كان آلاف الأشخاص فيه يحاولون العودة إلى منازلهم هناك، في تحدٍّ لأوامر الجيش الإسرائيلي.

ويواصل الجيش اللبناني الانتشار في منطقة جنوب الليطاني، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية، للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار. كما يتابع مواكبة المواطنين في البلدات الحدودية، كما يواصل العمل على تطبيق القرار 1701 وتنفيذ الإجراءات الميدانية الضرورية في عدة مواقع بمنطقة جنوب الليطاني. وقال، في بيان، الأربعاء، إن عملية الانتشار «تأتي وسط تمادي العدو الإسرائيلي في اعتداءاته، بما في ذلك إطلاق النار على الجيش والمواطنين أثناء الانتشار، إلى جانب الغارتين الأخيرتين على منطقة النبطية».

Via SyndiGate.info


Copyright � Saudi Research and Publishing Co. All rights reserved.

محرر البوابة

يتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة

الأحدثترند مسيّرة من لبنان تخترق الحدود صوب إسرائيل للمرة الأولى منذ "وقف إطلاق النار" مي العيدان: طليقة زوج أصالة نصري فائقة الجمال.. وتسي لـ نوال الزغبي عبارات لطيفة عن نهاية الأسبوع اتجاهات تنظيم الأعراس لعام 2025 الكشف عن تفاصيل الموسم الثاني من مسلسل MO Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • مسيّرة من لبنان تخترق الحدود صوب إسرائيل للمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار
  • بدء إطلاق سراح الأسرى المحررين ضمن الدفعة الثالثة من الصفقة (شاهد)
  • هل يصمد وقف النار بين إسرائيل وحزب الله؟
  • اختراق للهدنة.. الجيش الإسرائيلي يقصف معدات هندسية تابعة لحزب الله
  • زيارة مهمة.. مبعوث ترامب للمنطقة في إسرائيل اليوم .. فماذا سيفعل؟
  • ركام الحرب معضلة تربك لبنان
  • بعد الغارتين.. الجيش الإسرائيلي يكشف ما تم استهدافه
  • بعد مهلة الـ60 يوما.. انتهاكات الاحتلال مستمرة وحزب الله يلوّح بالرد
  • إسرائيل تبرر وجودها بجنوب لبنان وحزب الله يتوعد
  • حزب الله يستعيد مشهدية الانتصار