#نور_على_نور د. #هاشم_غرايبه
في أحد الأفلام التوثيقية (وليس الوثائقية التي هي خطأ شائع، لأن النسبة لا تكون للجمع بل للمفرد)، شاهدت أحد الحيوانات المفترسة يربض قريبا من قطيع من الظباء يرعى، لم يقلق القطيع كثيرا منه لأنه مطمئن أنه لن يجرؤ على الهجوم على القطيع المتكاتف، لكن هذا المفترس ظل يراقب لأنه يعلم أن أحد الظباء ستسول له نفسه الابتعاد قليلا عن الجماعة، مما يسهل عليه مهاجمته.
وفعلا بعد قليل ابتعد أحدها، وعادة ما يكون هذا حديث السن قليل الخبرة، فيعتقد أنه بصر بما لم يبصر به الآخرون، وهي بقعة خصبة، والواضح ان اعتقاده أنه أذكى من الآخرين هوسبب مقتله.
لا شك أن هذه الحالة سنة كونية عامة، ولولا أن الله أوجدها لما نالت الضواري طعاما، وفي حالة البشر، خلق الله الإنسان مدنيا بطبعه لكي تنشأ المجتمعات فيحتمي الأفراد بها، ولولا وجود النشوز والانسلاخ عن المجتمعات عند البعض، لما وجد الطامعون الى مأربهم سبيلا.
تستغرب أحيانا وجود أفراد ضالين في المجتمع المسلم الذي أنعم الله عليه بهديه، والصفة المشتركة بين هؤلاء أنهم يعتقدون أنهم اكثر ذكاء من الآخرين وأهدى سبيلاً، ولأنهم بطبعهم نفعيون مصلحيون وكسالى، فلا يستخدمون مهاراتهم إلا في تعظيم الكسب بأقل جهد يبذلونه، يظنون أن إيمان الآخرين هو انتفاع مثلهم، وأنهم متكسبون به وادعاء بالطهرانية والصلاح.
لكن قد نفهم شيئا من حكمة الله من وجود هؤلاء، فمثلما لا يذكرنا بنعمة الصحة والعافية الا الألم ، فهؤلاء ينبهوننا الى نعمة الهدى ونفع التقوى، فوجود الباطل يظهر تميز الحق، لأنه بالضد تظهر الأشياء، ولولا أن أهل الباطل شيمتهم الظلم والعدوان، ما بقوا دائبين على عداء أهل الحق ويسعون لدحرهم، لتبقى المغالبة بين الفسطاطين دائمة، وبذلك يتمرس أهل الحق ويتدربوا على مجابهة المصاعب، ويرتقوا درجات في الدنيا والآخرة بحسب نضالهم دفاعا عن منهج الله القويم.
كثيرا ما يجابهني بعض الشاردين عن منهج الله في هذه الصفحة برأي معاكس، لا يضيرني الاختلاف في الرأي، بل أرحب بمن يطرح فكرة معاكسة، خاصة إن كان مؤمنا لكنه يتبع مذهبا آخر أو مدرسة فكرية مغايرة، فهؤلاء يكون النقاش معهم مجديا لأنه بهدف تعزيز القناعة الإيمانية لكلينا.
أما من أحجم عن الرد عليهم، فهم فئة الضالين المكذبين بالدين، لأنهم يعلقون بهدف الاستفزاز أو الاستعراض أمام أقرانهم ومشابهيهم، فالرد على هؤلاء مضيعة للوقت، لذلك فأنجح وسيلة هي اتباع التوجيه الإلهي: “وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا” [الفرقان:63]، أي بالإعراض عنهم وعدم الانجرار الى معارك لن تكون محاججة منطقية لأنهم يفتقدونها، بل سيحولونها الى شخصية لن تكون محمودة العواقب، كونهم يستخدمون أسلحة يترفع عنها الصالحون.
من هنا نفهم لماذا لم يكلف الله رسله ولا المؤمنين معهم إكراه الناس على الإيمان به، بل ما عليهم الا البلاغ المبين، واسقاط حجة المكذبين يوم القيامة بأنهم لم يؤمنوا جهلا بالدين وعدم وصول المعرفة اليهم.
لذلك من المجدي بذل جهد لدى من لا يعلمون عن منهج الله، وتعريفهم به، بسبب وجودهم في مجتمعات غير مسلمة، فمن كان منهم محايد العقل باحثا عن الحقيقة سيؤمن حتما، وطوبى لمن كان هدي نفس وانقاذها من النار على يده، فذلك خير له من الدنيا وما فيها.
من لا تنفع الدعوة معهم هم ممن يعرفون الدين بحكم وجودهم في مجتمع مسلم، لكنهم منكرون له رافضون لانتهاجه سياسيا، وهؤلاء أحد ثلاثة:
1 – متبعو مناهج فكرية بشرية بديلة يظنونها الفضل، وهؤلاء إما أنهم لا يؤمنون بالله أصلا أو يكذبون بأنه أنزل الدين.
2 – من وجدوا أنفسهم نصارى بالوراثة ولا يقبلون التحول الى الإسلام، أما لضغوط اجتماعية أو لاعتقادهم أنهم أهدى سبيلا، فهؤلاء لا يصدقون بأن إيمانهم بالمسيح وانكارهم لغيره من الأنبياء هو عند الله من الكافرين.
لذلك أمر الله بعدم المراء مع هؤلاء، فمن يشأ الله يهديه.
3 – من ينتفعون من العداء لمنهج الله سواء بالمال أو المناصب عمالة لعدو الأمة المستعمر، أو من عطايا ومناصب ينالها من الأنظمة المكرسة جهودها لممانعة انتهاج الدولة الإسلام، فهؤلاء ليسوا جاهلين بما يفعلون حتى يجري إرشادهم.
لذلك فلن تجدي الدعوة معهم.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: نور على نور
إقرأ أيضاً:
برج الأسد.. حظك اليوم الأربعاء 18 أكتوبر 2024: تقع في الحب
برج الأسد (23 يوليو - 23 أغسطس)، إنهم مغرمون جدًا بالاهتمام والعشق، من المعروف أن الأسد يميل نحو الأعمال الدرامية ، خاصةً إذا شعروا أنهم لا يحظون بالاهتمام الكافي أو العاطفة التي يشعرون أنهم يستحقونها.
تعرف على توقعات برج الأسد وحظك اليوم الأربعاء 18 ديسمبر على المستوى العاطفي والصحي والمهني خلال التقرير التالي.
توقعات برج الأسد وحظك اليوم الأربعاء 18 ديسمبر 2024حل المشكلات البسيطة في حياتك العاطفية وتحمل مسؤوليات جديدة لإثبات جدارتك في مكان العمل. كن مستعدًا لاجتياز مقابلات العمل اليوم، ويمكن لرجال الأعمال إطلاق أفكار جديدة، أنت أقوى ماليًا، لكن صحتك قد تكون مصدر قلق.
برج الأسد وحظك اليوم عاطفياحل هذه الأزمة. يجب أن تكون حريصًا على تقدير اقتراحات الشريك أثناء اتخاذ القرارات في العلاقة. ستكون أنثى الأسد سعيدة بالوقوع في الحب وكذلك بتلقي المقترحات.
برج الأسد وحظك اليوم صحيااستخدم بعض تقنيات الاسترخاء، مثل التأمل أو التنفس العميق، للمساعدة في إدارة التوتر، انتبه لنظامك الغذائي وحافظ على ترطيب جسمك، سيساعدك روتين التمارين الخفيفة على الحفاظ على مستويات الطاقة لديك مرتفعة.
برج الاسد مهنياقد تشعر بالضغط بسبب الأداء حيث أن بعض المهام لها مواعيد نهائية ضيقة، سيواجه محترفو تكنولوجيا المعلومات والمهندسون ومندوبو المبيعات والمحامون منافسة شرسة اليوم ومن المهم التفوق على أعضاء الفريق الآخرين للنمو مهنيًا.
برج الأسد وتوقعات الفترة المقبلةالآن هو الوقت المناسب لمراجعة خطط الاستثمار والادخار للحفاظ على سلامتك على المدى الطويل. قد تواجه نفقات غير متوقعة، لكن قدرتك على التخطيط الاستراتيجي ستساعدك على الإدارة الجيدة.