سواليف:
2024-07-05@07:26:56 GMT

نور على نور

تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT

#نور_على_نور د. #هاشم_غرايبه

في أحد الأفلام التوثيقية (وليس الوثائقية التي هي خطأ شائع، لأن النسبة لا تكون للجمع بل للمفرد)، شاهدت أحد الحيوانات المفترسة يربض قريبا من قطيع من الظباء يرعى، لم يقلق القطيع كثيرا منه لأنه مطمئن أنه لن يجرؤ على الهجوم على القطيع المتكاتف، لكن هذا المفترس ظل يراقب لأنه يعلم أن أحد الظباء ستسول له نفسه الابتعاد قليلا عن الجماعة، مما يسهل عليه مهاجمته.


وفعلا بعد قليل ابتعد أحدها، وعادة ما يكون هذا حديث السن قليل الخبرة، فيعتقد أنه بصر بما لم يبصر به الآخرون، وهي بقعة خصبة، والواضح ان اعتقاده أنه أذكى من الآخرين هوسبب مقتله.
لا شك أن هذه الحالة سنة كونية عامة، ولولا أن الله أوجدها لما نالت الضواري طعاما، وفي حالة البشر، خلق الله الإنسان مدنيا بطبعه لكي تنشأ المجتمعات فيحتمي الأفراد بها، ولولا وجود النشوز والانسلاخ عن المجتمعات عند البعض، لما وجد الطامعون الى مأربهم سبيلا.
تستغرب أحيانا وجود أفراد ضالين في المجتمع المسلم الذي أنعم الله عليه بهديه، والصفة المشتركة بين هؤلاء أنهم يعتقدون أنهم اكثر ذكاء من الآخرين وأهدى سبيلاً، ولأنهم بطبعهم نفعيون مصلحيون وكسالى، فلا يستخدمون مهاراتهم إلا في تعظيم الكسب بأقل جهد يبذلونه، يظنون أن إيمان الآخرين هو انتفاع مثلهم، وأنهم متكسبون به وادعاء بالطهرانية والصلاح.
لكن قد نفهم شيئا من حكمة الله من وجود هؤلاء، فمثلما لا يذكرنا بنعمة الصحة والعافية الا الألم ، فهؤلاء ينبهوننا الى نعمة الهدى ونفع التقوى، فوجود الباطل يظهر تميز الحق، لأنه بالضد تظهر الأشياء، ولولا أن أهل الباطل شيمتهم الظلم والعدوان، ما بقوا دائبين على عداء أهل الحق ويسعون لدحرهم، لتبقى المغالبة بين الفسطاطين دائمة، وبذلك يتمرس أهل الحق ويتدربوا على مجابهة المصاعب، ويرتقوا درجات في الدنيا والآخرة بحسب نضالهم دفاعا عن منهج الله القويم.
كثيرا ما يجابهني بعض الشاردين عن منهج الله في هذه الصفحة برأي معاكس، لا يضيرني الاختلاف في الرأي، بل أرحب بمن يطرح فكرة معاكسة، خاصة إن كان مؤمنا لكنه يتبع مذهبا آخر أو مدرسة فكرية مغايرة، فهؤلاء يكون النقاش معهم مجديا لأنه بهدف تعزيز القناعة الإيمانية لكلينا.
أما من أحجم عن الرد عليهم، فهم فئة الضالين المكذبين بالدين، لأنهم يعلقون بهدف الاستفزاز أو الاستعراض أمام أقرانهم ومشابهيهم، فالرد على هؤلاء مضيعة للوقت، لذلك فأنجح وسيلة هي اتباع التوجيه الإلهي: “وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا” [الفرقان:63]، أي بالإعراض عنهم وعدم الانجرار الى معارك لن تكون محاججة منطقية لأنهم يفتقدونها، بل سيحولونها الى شخصية لن تكون محمودة العواقب، كونهم يستخدمون أسلحة يترفع عنها الصالحون.
من هنا نفهم لماذا لم يكلف الله رسله ولا المؤمنين معهم إكراه الناس على الإيمان به، بل ما عليهم الا البلاغ المبين، واسقاط حجة المكذبين يوم القيامة بأنهم لم يؤمنوا جهلا بالدين وعدم وصول المعرفة اليهم.
لذلك من المجدي بذل جهد لدى من لا يعلمون عن منهج الله، وتعريفهم به، بسبب وجودهم في مجتمعات غير مسلمة، فمن كان منهم محايد العقل باحثا عن الحقيقة سيؤمن حتما، وطوبى لمن كان هدي نفس وانقاذها من النار على يده، فذلك خير له من الدنيا وما فيها.
من لا تنفع الدعوة معهم هم ممن يعرفون الدين بحكم وجودهم في مجتمع مسلم، لكنهم منكرون له رافضون لانتهاجه سياسيا، وهؤلاء أحد ثلاثة:
1 – متبعو مناهج فكرية بشرية بديلة يظنونها الفضل، وهؤلاء إما أنهم لا يؤمنون بالله أصلا أو يكذبون بأنه أنزل الدين.
2 – من وجدوا أنفسهم نصارى بالوراثة ولا يقبلون التحول الى الإسلام، أما لضغوط اجتماعية أو لاعتقادهم أنهم أهدى سبيلا، فهؤلاء لا يصدقون بأن إيمانهم بالمسيح وانكارهم لغيره من الأنبياء هو عند الله من الكافرين.
لذلك أمر الله بعدم المراء مع هؤلاء، فمن يشأ الله يهديه.
3 – من ينتفعون من العداء لمنهج الله سواء بالمال أو المناصب عمالة لعدو الأمة المستعمر، أو من عطايا ومناصب ينالها من الأنظمة المكرسة جهودها لممانعة انتهاج الدولة الإسلام، فهؤلاء ليسوا جاهلين بما يفعلون حتى يجري إرشادهم.
لذلك فلن تجدي الدعوة معهم.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: نور على نور

إقرأ أيضاً:

الحمل والحوت والجوزاء والقوس.. أكثر الأبراج محبة للسهر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

لعشاق السهر ناس يفضلونه ويعشقونه إذ يفضلون جمال الليل وأنواره ونجومه ولأنه  هناك من يعشقه فهناك من الابراج من يعشق السهر فتعالى نتعرف على هذه الابراج ولماذا يفضلون السهر، كما اتفق عليها علماء الفلك وهي أبراج “الحمل والحوت والجوزاء والقوس ”

 الحمل 

يعشق السهر إذ يعد من الطقوس اليومية التي لا يستغنى عنها وعشقه للسهر يأتي من  قوة  الأدرينالين التى تمكنه من الطاقة والنشاط الكبير التي تتجلى  في حرصه على وجوده بالخارج طوال الليل إذ يفضلون  حضور الحفلات والرحلات لوقت متأخر من الليل  وهذا ما يجعل السهر محبب اليه 

الحوت 

يعرف بكونه برج مائى وعلى ذلك فهو رومانسي وصاحب خيال قوى وبسبب هذا الخيال هو يعشق الليل لأنه لا يستطيع أن يقاوم ذلك السهر ذلك لأنه كائن ليلي يجد ملاذه فى السهر ومن ثم الإبداع  وقد بقضى  افضل وقته في السهر فى مشاهدة  فيلم رومانسى  اذ ان حبه للسهر ينبع من كونه خيالى من الدرجة الأولى . 

 الجوزاء 

يميل للسهر لأنه بالسهر يميل الى الأفكار الابداعية  كما يميل للخيال فيذهب به إلى الذكريات البعيدة التي عنها يستثار خياله فيطلق عنان خياله لمواهب جديدة 

القوس 

يملك روح المغامرة وهذه الروح تجعله اكثر قدرة على السهر وحبه اله يجعله يميل للمرح والفاكهة وهذه الروح من الفاكهه  تتضح له  من خلال مقابلته مع أصدقائه أثناء الليل حيث الضحك معهم والفرح معهم واللهو 

مقالات مشابهة

  • "نفسي أجسد شخصية حسني مبارك لأنه أسطورة".. محمد العمروسي في برنامج عيش صباحك
  • الحمل والحوت والجوزاء والقوس.. أكثر الأبراج محبة للسهر
  • النقيب الجامعي يطعن في حكم قضائي لأنه استهل بـ"باسم الله الرحمان الرحيم"
  • بيرتز: بايرن ميونخ أفضل نادي في العالم وفخور باللعب معهم
  • رونالدو يهدد فرنسا بـ «القياسية»!
  • محمد حيزة يكتب "حكومة مدبولي الثانية.. ـ عايز أربي الولا ـ"
  • تقاضي خطيبها لأنه لم يوصلها إلى المطار
  • غالانت: مستعدون لقتال حزب الله إذا اضطررنا لذلك
  • البمبوطى