RT Arabic:
2025-02-28@02:37:47 GMT

ماكرون يطلق رصاصة الرحمة

تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT

ماكرون يطلق رصاصة الرحمة

ماكرون أطلق رصاصة الرحمة على حركته السياسية بسبب إخفاقات قاتلة ستحوله إلى شخص منعزل. لي هوكشتادر – واشنطن بوست

لقد استفاد ماكرون، الذي تولى منصبه في عام 2017، بعد أن أحرق أحزاب الوسط التقليدية في فرنسا لإنشاء حركته الخاصة، مما أسماه صلاحيات الرئاسة الفرنسية، والتي تشمل الحق في حل البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية جديدة سنويا إذا كان هناك رغبة بذلك.

ومع ذلك تركت دعوة ماكرون إلى انتخابات مبكرة أقرب مساعديه في حالة ذهول وغضب. كما كشفت هذه الدعوة النقاب عن مخاطر تشبث هذا الرئيس برأيه وثقته الزائدة بنفسه أمام مثل هذه القوى الهائلة.  

وقد تهاوت شعبية ماكرون بشكل مذهل بسبب هذه الدعوة غير المبررة ردا على هزيمة حزبه. ولم يستشر أحدا باستثناء حفنة صغيرة من المستشارين، تاركا حتى رئيس وزرائه الذي يتمتع بشعبية كبيرة، غابرييل أتال، في الظلام.

ومع توقعات استطلاعات الرأي بكارثة يمكن التنبؤ بها، كان حجم حماقته واضحا. حتى أن نائب سابق من حزبه قال له: "الناس يكرهونك". ودعاه هذا النائب إلى قراءة الوضع السياسي بعد يومين من دعوته لإجراء انتخابات جديدة، وفقا لصحيفة لوموند الفرنسية.

وقد تسفر هذه الانتخابات عن برلمان منقسم بين معسكرين متعاديين من اليمين واليسار المتطرف، وهو ما يشكل وصفة للشلل خلال السنوات الثلاث المتبقية من ولاية ماكرون الأخيرة. ومن المتصور أن يتمكن اليمينيون من إنتاج الأغلبية لحزب التجمع الوطني القومي بزعامة مارين لوبان، وهو ما قد ينسف مشروع التكامل الأوروبي الذي دام عقودا من الزمن.

وفي أي من السيناريوهين، سيكون ماكرون قد أضعف نفسه بشكل لا يقاس بيده المتهورة، ويكون قد أطلق رصاصة الرحمة على ما يسميه الفرنسيون الماكرونية. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حزبه قد يخسر ما يصل إلى ثلثي مقاعده البرلمانية. وبالنسبة لرجل لا يزال شابا يتمتع بمواهب في مجال الاستراتيجية والخطابة والوضوح والتوقيت فإن سقوطه أمر محير.

ورغم أنه كان صائبا بشأن المسائل الكبرى، لكن كونه على حق نادرا ما يكون كافيا في السياسة، وهناك أمور أخفق فيها بشكل قاتل، كالقوة الشرائية والرعاية الصحية والجريمة.

واقتناعا منه بقدراته على الإقناع، أطلق ماكرون (46 عاما) العنان لعاصفة من البيانات والتسجيلات الصوتية والخطب والتعليقات التي تهدف إلى تبرير قراره والتحذير من التصويت للتطرف. وقال إن "الحرب الأهلية" هي إحدى النتائج المحتملة.

وأصبح قسم كبير من الناخبين الفرنسيين ينظرون إلى ماكرون باعتباره متسلطا ومتعاليا ومتعجرفا ونتاجا لمدارس النخبة، وبعيدا عن مشاكل الناس العاديين. وسواء كان ذلك الحكم عادلا أم لا، يُنظر إلى ماكرون أيضا على نطاق واسع على أنه غير فعال وغير ثابت، وهذا الحكم عمّق التحول إلى اليمين، وعزل جزءا من قاعدته.

لقد كان ماكرون دائما شخصية منفردة، لكنه أصبح الآن شخصية منعزلة. وقد يتحول قريبا إلى شخص مأساوي، إذا سلم الناخبون الفرنسيون الأغلبية البرلمانية إلى اليمين المتطرف.

المصدر: واشنطن بوست

 

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: إيمانويل ماكرون الهجرة إلى أوروبا اليمين المتطرف انتخابات مؤشرات اقتصادية مارين لوبان

إقرأ أيضاً:

تشكيل ائتلاف حاكم جديد في النمسا من دون مشاركة اليمين المتطرف

فيينا"أ.ف.ب": تمّ التوصل أخيرا الى تشكيل ائتلاف حاكم في النمسا يبقي الحكم بين أيدي المؤيدين لأوروبا بعد نحو خمسة أشهر من النقاشات وفرصة تاريخية أضاعها اليمين المتطرف للظفر بمنصب المستشار لأول مرة.

وأعلن حزب الشعب النمساوي المحافظ اليوم الخميس التوصل إلى اتفاق مع الاشتراكيين الديموقراطيين والليبراليين لتشكيل ائتلاف حاكم، إثر فشل المفاوضات التي أجراها حزب الحرية القومي بعد تصدره نتائج انتخابات سبتمبر.

وقال زعيم الحزب كريستيان ستوكر في بيان "على مدى الأيام القليلة الماضية، تم العمل بثبات على برنامج مشترك" و"سيتم تقديمه اليوم".

سيتولى الرجل البالغ 64 عاما منصب المستشار، بعد أن كان غير معروف للنمساويين حتى عام 2022، عندما تم اختياره أمينا عاما لحزبه.

عمل ستوكر محاميا وكان مسؤولا محليا منتخبا منذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، قبل أن يصبح عضوا في البرلمان عام 2019 ويتم اختياره لقيادة اليمين على وجه السرعة بعد رحيل رئيس الحكومة السابق كارل نيهامر.

وسيشغل المحافظون ست وزارات أو أمانات دولة، في حين سيشغل الاشتراكيون الديموقراطيون ست وزارات أخرى، وسيتولى الليبراليون وزارتين، بحسب تقارير صحافية.

هذا الائتلاف الثلاثي الأول منذ عام 1949 سيتيح للنمسا التي تدعم أوكرانيا البقاء "قابلة للتنبؤ دون التسبب في تقلبات كبيرة"، بحسب الخبير السياسي توماس هوفر.

وأضاف "لكن هذه الأحزاب تواجه مشاكل هائلة، وخاصة في ما يتعلق بتقييمات شعبيتها"، في إشارة إلى استطلاعات الرأي التي لا تزال تضع اليمين المتطرف في الصدارة.

وقال هوفر لوكالة فرانس برس إن زعيم حزب الحرية النمسوي هربرت كيكل الذي دعا مرارا إلى إجراء انتخابات جديدة بسرعة "يعتمد على انخفاض إضافي في معدلات التأييد" للأحزاب التقليدية.

من المقرر أن تؤدي الحكومة الجديدة في الدولة المحايدة اليمين الدستورية الأسبوع المقبل، مع تزايد المخاوف بشأن تأثير التعطّل السياسي الحالي على الاقتصاد.

ولم يتم بعد إقرار ميزانية للعام 2025 في الدولة المصدّرة التي يبلغ عدد سكانها 9,2 مليون نسمة، والتي تعيش وضعا صعبا في بيئة جيوسياسية غير مستقرة.

ويشكل الإعلان عن تشكيل الحكومة نهاية لأزمة غير مسبوقة في الدولة المزدهرة والمستقرة عادة والتي تقع في وسط الاتحاد الأوروبي.

لم تشهد النمسا مثل هذه المفاوضات الطويلة في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.

وفي الانتخابات التشريعية التي جرت في نهاية سبتمبر، فاز حزب الحرية النمساوي لأول مرة بنحو 29% من الأصوات.

وحاول حزب الشعب المحافظ في البداية تشكيل ائتلاف ضده مع اليسار والليبراليين حتى بداية يناير لكنه لم يتمكن من التوصل إلى اتفاق معهم.

وتواصل بعد ذلك مع الحزب اليميني المتطرف، لكن التوترات ظهرت بسرعة وفشلت المفاوضات أيضا، لا سيما بسبب إصرار حزب الحرية على سياساته المشككة في الاتحاد الأوروبي.

وتجمع عشرات الآلاف من المتظاهرين في فيينا في الأسابيع الأخيرة للدفاع عن الحقوق الأساسية التي يقولون إنها مهددة من اليمين المتطرف.

مقالات مشابهة

  • مقاومة  لـ4 عقود..  من هو المنتقم الذي دعا حزبه لإلقاء السلاح؟
  • تطور تاريخي: ماذا تعني دعوة أوجلان حزبه لإلقاء السلاح بالنسبة لتركيا وسوريا؟
  • تشكيل ائتلاف حاكم جديد في النمسا من دون مشاركة اليمين المتطرف
  • بالفيديو.. الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين
  • بالفيديو.. الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين و"القسام" تسلم جثامين 4 إسرائيليين
  • دعاء السحور والفجر في رمضان.. كلمات تفتح لك أبواب الرحمة
  • دعاء أول ليلة من رمضان.. اغتنم أيام الرحمة
  • شخصية مليئة بالتناقضات.. من أليس فايدل زعيمة اليمين المتطرف في ألمانيا؟
  • العثور على بطل كمال أجسام مقتولا داخل حمام حانة
  • رصاصة غيرت حياته.. سيرين عبدالنور تتبنى قضية شاب في خطر