القيم المنظمة للاصطفاء والانتخاب للولايات العامة: منظومة القيم والبناء المفاهيمي والدليل السلوكي
تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT
أهداف المقال
1- توجيه ميول الحركات السياسية والاصلاحية إلى الالتزام بالقيم القرآنية في ممارسة العملية الانتخابية.
2- التعريف بمنظومة القيم القرآنية المنظمة لعملية الاصطفاء والاختيار وإجراءاتها السلوكية الإجرائية العملية، حتى تتحول إلى أخلاق وثقافة ونمط حياة، قابلة للتطبيق والتعلم والتخلق والتربية والقياس.
3- توفير دليل مرجعي موحد للمفاهيم والإجراءات للأداء الانتخابي.
عناصر المقال:
أولا: مقدمة مفاهيمية
ثانيا: منظومة القيم وواجبتها العملية
أولا: مقدمة مفاهيمية
1- جودة ووحدة الفهم أساس بناء الارادة والوحدة والاحتشاد نحو بوصلة الإصلاح والبناء، مما يتطلب وجود دليل مفاهيمي مرجعي يحدد ويبين:
أ- مفاهيم عملية الانتخاب.
ب- القيم المنظمة للانتخابات.
ت- اللائحة والنظام الإجرائي القانوني المدير للانتخابات.
2- ماهية وأهمية وخطورة عملية الانتخابات
عملية الانتخاب تعني اصطفاء لقيادة الدعوة، ولكن ليس من الله تعالى كما كان يفعل مع الأنبياء، فهو اصطفاء يقوم به الأعضاء الدعاة أمانة ونيابة عن الله تعالى لاصطفاء واختيار عدد من الأفراد لتولى مناصب هامة في المؤسسة، وتحمل مسئولية صناعة توجهات وأهداف وقرارات الدعوة وقيادة وإدارة مواردها وقدراتها، ولمدة خمس سنوات متتالية، بما تحمله من تطلعات وأهداف يجب أن يتم تحقيقها، وتضحيات وأعمار ودماء تقدم لتحقيقها. وذلك بناء على معايير اختيار شرعية، تتعلق بالكفاءة العلمية والمهارية والخبراتية والصلاح الشخصي للقيام بهذه المهمة، مما يتطلب معرفة الناخب بالوظيفة ومهامها وتحديات وطبيعة المرحلة والمواصفات اللازمة للشخص الأنسب للقيام بهذه المهمة، وعدم معرفة أي من هذه المقومات يجعل من الاختيار عشوائيا.
3- الانتخاب أو الاصطفاء في القرآن الكريم:
1- "إنَّ اللَّهَ اصطفيٰ آدَمَ وَنُوحا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ" (ال عمران: ٣٣).
2- "وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ۚ وَلَقَدِ اصطفيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِين" (البقرة: 130).
3- "قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصطفاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَة فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" (البقرة: 247).
4- "قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنِّي اصطفيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ" (الأعراف: 144).
5- "اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلا وَمِنَ النَّاسِ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ" (الحج: 75).
6- "ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصطفيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ" (فاطر: 32).
7- "وَأَنَا اخترْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى" (طه: 13).
أهم الدلالات في الآيات الكريمة
1- الاصطفاء لحمل أمانة الدعوة منهج وقانون إلهي واجب على المؤمنين حَمَلة الرسالة إلى يوم القيامة.
2- الاصطفاء الإلهي حتى من الأنبياء لاعتبارات الرسالة، فلكل منهم مرحلة ومهمة (أنبياء ورسل- خمسة أولى العزم- واحد فقط إمام وخاتم للأنبياء).
3- منهج الاصطفاء يقوم على معايير دقيقة بحسب مهام المنصب ومعطيات وتحديات المرحلة في كل زمان ومكان إلى يوم القيامة، فهناك مرحلة تحتاج قيادة تنفيذية، ومرحلة أخرى تحتاج قيادة تنظيمية، ومرحلة ثالثة تحتاج قيادة فكرية، ومرحلة رابعة تحتاج قيادة جامعة فكرية وتنظيمية وتنفيذية، ومرحلة تحتاج قيادة سياسية، وأخرى قيادة عسكرية، وأخرى قيادة اقتصادية، وهكذا بحسب طبيعة كل مرحلة.
4- الله تعالى يصطفي من الناس، أي يصطفي منهم عبادا يهديهم ويمنحهم العلم والحكمة والمهارات والقدرات، ويترك للمؤمنين حَمَلة رسالته حريتهم في العمل والاجتهاد البشرى في التخطيط والاختيار والتنفيذ.. الخ.
3- تحذير وبيان الله تعالى في القرآن الكريم حول أمانة الاصطفاء والانتخاب البشرى لمهام دعوته:
1- "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما" (الأحزاب: 70).
2- "يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون * واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم" (الأنفال: 27).
3- "وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاما وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلا مَّعْرُوفا" (النساء: 5).
أهم الدلالات في الآيات الكريمة
1- اشترط الله تعالى القول السديد لصلاح الأعمال والانتصار في الدنيا، وغفران الذنوب في الآخرة. والقول السديد هو الاختيار الصائب المُؤسَس على مبادئ ومعايير وبراهين وأدلة. والمعنى المفهوم من منطوق الآية هو أن القول غير السديد هو الاختيار العشوائي غير المبرهن بأدلة وأسباب، أو العاطفي الذي تقدم فيه العواطف والاعتبارات الشخصية على المصلحة العامة للدعوة وللوطن والأمة، ومآله الفشل والهزيمة.
2- التحذير الإلهي بأن الأموال والأولاد فتنة كبيرة تهدد محافظة والتزام المؤمن بالوفاء بأمانات الدعوة والرسالة، وفي مقدمتها تفضيل اصطفاء واختيار أفراد لمناصب ومهام دعوية.
3- سمى الله تعالى بذاته العلية عدم الوفاء بواجبات وحقوق الاختيار الصحيح خيانة لثلاث:
أ- خيانة لله تعالى لأنه قدم وفضل الاعتبارات الخاصة على الله تعالى.
ب- خيانة للرسول لأنه خان الدعوة ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم واصطفي للقيادة وهناك من هو خير منه.
ج- خيانة للأمانات لأنه خان الدعوة بمجالات عملها المتنوعة ونصب عليها غير المتخصص المناسب لها.
4- السفيه هو الخفيف العلم قليل الحكمة المهنية المتخصصة غير كامل الأهلية للمنصب، علما بأن لكل منصب استحقاقات علمية ومهارية وخبراتية وشخصية. الله تعالى حذر ونهي عن ولاية غير المتخصص علميا، فاقد الحكمة المهنية المتخصصة في إدارة الأموال، فما بالنا بإدارة عشرن مورد للدعوة في مقدمتهم العلماء والقوة البشرية.
منظومة القيم الحاكمة والمنظمة لعملية اصطفاء وانتخاب واختيار البشر للبشر
القيم القرآنية: هي الفضائل الربانية التي أنعم الله تعالى بها على عباده المؤمنين، وفرضها وأوجبها عليهم لتربيتهم وتحسين ستة أشياء أساسية تمثل الدور الوظيفي للقيم في حياة المؤمنين.
الدور الوظيفي للقيم القرآنية في بناء الفرد، وأبعاده الاستراتيجية في القوة البشرية للجماعة والأمة الإسلامية:
تمنح الإنسان ستة قدرات أساسية لبناء المؤمن القادرة على عمارة الكون وخلافة الله تعالى في الأرض:
1- تنمية العقل وتّفكير المسلم وتعزيز قدرته على الرقي لأولى الألباب واستنباط الحكمة.
2- تنمية معارف المسلم وتعزيز قدرته على اكتساب العلم وإنتاج المعرفة.
3- تحسّن سّلوك المسلم وتعزيز قدرة على التخلق لمراتب الإيمان والتقوى والإحسان.
4- تعزيز ذاتية التّعلم والتربية الذاتية من خلال فهم مرجعية ومعيارية القيم في تنظيم تفكيره ومعاملاته.. الخ، وتقويم نفسه ذاتيا.
5- بناء الكاريزما الشخصية الإيمانية خطوة خطوة حتى تتميز وتتمايز كاريزما شخصيّته القرآنية.
6- تعزيز قوّة الحضور والتأثير بقبول وإعجاب واحترام من الجميع بتمايزه الرباني، وكسب دوائر علاقات طبيعية مميزة وقوة التأثير فيها.
الأخلاق: القيم التي أحسن المسلم تنفيذ واجباتها العملية السلوكية بشكل صحيح في كل الظروف ومع كل الناس، وأصبحت معلما أساسيا لشخصيته وشهد له الناس بها.
ثقافة المؤسسة والجماعة والمجتمع (صبغة الله): القيم التي تجسدت واقعا سلوكيا غالبا وحاكما لتفكير وسلوك ومعاملات المجتمع، وأصبحت نمطا تلقائيا طبيعيا متكررا وغالبا لحياته.
منظومة القيم الربانية لإدارة الانتخابات البشرية وضبط أمانة الاختيار والتنصيب للقيادة المشرفة على تنظيم وإدارة العملية الانتخابية، والمرشحين، والناخبين:
أولا: القيمة
1- أن يحترم الجميع الانتخابات وقدسيتها وأهميتها في واقع ومستقبل الدعوة وتاريخ الإسلام في الأرض.
2- أن تحترم القيادة الحالية كافة حقوق المرشحين والناخبين في تقديم كافة التقارير والمعلومات اللازمة لهم قبل الانتخابات بوقت مناسب (6 شهور)، حتى يتمكنوا من دراستها ومناقشتهم عند الحاجة وأدناها خمسة حقوق:
أ- تقرير أداء وإنجاز عن فترة ولايتهم، وماذا تم وما لم يتم، والأسباب، وتوصياتهم لنجاح المرحلة التالية.
ب- اللائحة الأساسية المنظمة لعمل الدعوة.
ج- نظام الإجراءات الانتخابية والمناصب التي سيتم الانتخاب عليها.
د- أية معلومات وبيانات عن طبيعة المرحلة وتحديات ومشاكل العمل.
هـ- المهام الوظيفية لكل منصب يتم الانتخاب عليه، والاستحقاقات الأساسية اللازمة لكل منصب.
3- أن يحترم المرشح حق الناخبين في التعرف على مؤهلاته العلمية والمهارية ومدى فهمه واستيعابه للمهام وبرنامجه الانتخابي، والجديد الذي يمكنه تقديمه.
4- أن يحترم الجميع مصلحة الدعوة وتقديم فوق كل اعتبار ومصلحة (مصلحة الدعوة فوق الجميع).
5- أن يحترم ويلتزم الجميع بحرية وإرادة الناخبين ونتائج الانتخابات.
ثانيا: المسئولية
1- أن يتفهم ويستشعر الجميع (مشرفين ومرشحين وناخبين) أهمية الانتخابات في اختيار قيادة جديدة تتحمل مسئولية الدعوة للسنوات الخمس القادمة من عمر الدعوة والإسلام.
2- أن يتحمل كل عضو مسئوليته في التعرف على المعطيات الخمسة للوصول إلى الاختيار السديد الذي أمر به الله تعالى.
أ- دراسة وفهم اللائحة العامة المنظمة لعمل الدعوة.
ب- دراسة وفهم النظام الإجرائي للعملية الانتخابية، والسؤال والمناقشة عند الحاجة.
ج- الحصول على نسخة من تقرير أداء الفترة السابقة ودراسته وفهمه جيدا، والتعرف على أسباب الإنجاز وعدم الإنجاز، وتحليل وفهم وتقييم أداء القيادة الحالية، وبناء تصور عام عن القيادة اللازمة للمرحلة المقبلة.
د- أية معلومات وبيانات عن طبيعة المرحلة وتحديات ومشاكل العمل.
هـ- المهام الوظيفية لكل منصب يتم الانتخاب عليه، والاستحقاقات الأساسية اللازمة لكل منصب.
3- أن يحترم المرشح حق الناخبين في التعرف على مؤهلاته وقدراته ورؤيته وبرنامجه الانتخابي ويبادر بتقديم نفسه للناخبين، ويجيب على أسئلتهم بصدق وموضوعية.
4- أن يبادر الناخبون إلى التعرف على مهام المناصب الانتخابية والاستحقاقات والشروط اللازمة في القائمين عليها، والتي تمثل المعايير الشرعية للمفاضلة وأسباب الاصطفاء والاختيار.
5- أن يبادر الناخبون إلى التعرف على المرشحين ومناقشتهم والتعرف على إمكانياتهم واستعداداتهم لتحمل المسئولية والوفاء بمهام المناصب التي سيتم الانتخاب عليها.
6- أن تقوم لجنة الاشراف على الانتخابات بسد أبواب التأثير على تفكير وميول الناخبين، وردع ومعاقبة من يحاول التأثير على توجهات الناخبين وشفافية ونزاهة الانتخابات.
7- أن تعد لجنة الانتخابات بالتنسيق مع القيادة الحالية كشوف بالناخبين في كل وحدة، ويتسلم المرشحون نسخ منها حتى يتمكنوا من التواصل مع كل الناخبين.
ثالثا: حرية الإرادة
1- أن يتم تشكيل لجنة تكنوقراط محايدة من خارج القيادة الحالية (ترسل أسماؤهم إلى جميع الوحدات قبل الانتخابات بثلاثة أشهر لاعتمادها، ويتم تغيير من يتم رفضه من قبل الأفراد)، تمتلك حرية إرادة كاملة في إدارة وتنظيم واعتماد نتائج الانتخابات.
2- أن يمتلك الأفراد حريتهم في حق الترشح وإعداد رؤيتهم الخاصة، وبرامجهم الانتخابية ونشرها على الوحدات لتعريف الناخبين بأنفسهم وإمكانتهم وبرنامجهم الانتخابية (قبل الانتخابات بمدة كافة لا تقل عن شهر، ويستمر ذلك حتى ساعة الانتخاب).
3- أن يمتلك المرشحون بيانات الناخبين وفرصة التواصل معهم وشرح برامجهم الانتخابية ومناقشتهم فيها.
4- أن يمتلك كل ناخب حريته الكاملة في اختيار من يشاء بسرية تامة.
5- أن يمتلك الناخبون والمرشحين حق متابعة سير العملية الانتخابية والفرز حتى إعلان النتيجة.
رابعا: قيمة الوعي
1- أن يكون جميع الأفراد على وعي بطبيعة المرحلة التي تمر بها الدعوة، وأدناها وثيقة المهمات الخمس عشرة.
2- أن يكون الجميع على وعي شامل وعميق بما تم خلال الفترة الأخيرة من شباط/ فبراير 2023 وحتى موعد الانتخابات، من خلال تقرير الأداء والإنجاز والتوصيات الذي تقدمه القيادة السابقة، للتعرف على مستوى أداء القيادة السابقة وظروف وتحديات العمل وتوصياتها للمرحلة المقبلة، لتعزيز التواصل بين المراحل القيادية.
3- أن تقوم لجنة الانتخابات بتقديم رسالة توعوية لجميع المرشحين والناخبين بأكثر طرق التفكير والاختيار الخاطئة الشائعة، وتذكيرهم بالمعايير المهنية والشرعية للاختيار السديد.
خامسا: قيمة تكافؤ الفرص
1- أن تلتزم القيادة الحالية بتوفير المعلومات التي يستفسر عنها المرشحين والناخبين لتعزيز الوعي والأداء الانتخابي.
2- أن يتم التصويت في صناديق شفافة، وفرز وتجميع البطاقات والتجميع علنيا على سبورة واضحة للجميع.
3- أن يلتزم الجميع النزاهة وعدم التقصير في الواجبات الانتخابية، وعدم تجاوز النظام المقرر.
سادسا: قيمة المؤسسية
1- أن يستند الجميع إلى المرجعية العليا للائحة المنظمة لعمل المؤسسة.
2- أن تستند كافة العمليات الانتخابية في كل الوحدات والمستويات وفق النظام الانتخابي الذي تتم كتابته وتوزيعه وشرحه ومناقشته مع كل الأفراد.
3- يتم الاستناد إلى التدوين والمستندات المكتوبة والموقعة من المعنيين، ولا يؤخذ رسميا بالكلام الشفوي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه القيم الانتخابات الدعوة مسئولية الوعي الانتخابات الوعي القيم مسئولية الدعوة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القیادة الحالیة منظومة القیم یتم الانتخاب الناخبین فی الله تعالى التعرف على أن یحترم أن یمتلک
إقرأ أيضاً:
وزير الأوقاف: ندعو الأشقاء في فلسطين إلى الثبات على أرضهم مهما كانت التضحيات
شهد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، انطلاق المؤتمر الدولي الرابع لكلية الدعوة الإسلامية، بالتعاون مع مجمع البحوث الإسلامية، تحت عنوان: "الدعوة الإسلامية والحوار الحضاري: رؤية واقعية استشرافية".
بحضور الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني، وكيل الأزهر الشريف نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وسماحة السيد محمود الشريف، نقيب السادة الأشراف، والأستاذ الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، وينوب عنه الدكتور علي عمر، رئيس القطاع الشرعي بدار الافتاء المصرية، والأستاذ الدكتور سلامة جمعة داوود، رئيس جامعة الأزهر، والأستاذ الدكتور محمد عبد الدايم الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، والأستاذ الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، والدكتورة راجية طه، نائب رئيس هيئة ضمان الجودة للتعليم الأزهري، والأستاذ الدكتور محمد رمضان أبو بكر، وكيل كلية الدعوة الإسلامية للطلاب والخريجين، والسادة نواب رئيس جامعة الأزهر، وجمع غفير من العمداء والاساتذة والعلماء.
وفي كلمته أوضح وزير الأوقاف، أن العلماء اختلفوا في تفسير قوله تعالى «ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ»، وكيف يجتمع مع قوله تعالى"شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ"، موضحًا أن القرآن الكريم جاء بمستويين من الهداية؛ هداية عامة وهداية خاصة، مبينا أن الهداية الخاصة هي خطاب القرآن لمن آمن وصدق به، والهداية العامة هي خطاب القرآن لكل إنسان على وجه الأرض.
وبين وزير الأوقاف أن مثال الهداية الخاصة هي كل آية كريمة بدأت بقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا"، أما الهداية العامة فهي كل آية بدأت بقوله تعالى: «يَا بَنِي آدَمَ» وقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ"، وقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ"، موضحا أن علماء الإسلام عكفوا على دراسة هذه الآيات، ليستخرجوا منها المبادئ الكبرى التي يطالب بها القرآن البشر أجمعين في شكل ميثاق عالمي تجتمع عليه البشرية، قبل أن تعرف مواثيق الأمم المتحدة وما سواها من مواثيق.
وأضاف الأزهري، أن من عجائب الهداية العامة، قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا"، حيث رتّب الله تعالى التعارف على انقسام البشر إلى شعوب وقبائل، فهو تعارف غير مقتصر على الأفراد - كما فهم عامة الناس- بل هو تعارف يجري وينهض بين الأمم والشعوب والقبائل والدول والثقافات، كما أنه تعارف الحضارات الذي يدعو إليه مؤتمر كلية الدعوة الإسلامية اليوم.
ودعا الأزهري أن يخرج مؤتمر اليوم بصيحة وصرخة في أذن البشرية جمعاء، ينادي فيها بحوار وتعارف الحضارات، ليكون بديلا لفلسفة صدام الحضارات، والتي على أساسها اشتعلت حروب ودمرت دول بأكملها، كما اقترح الأزهري أن يعلن مؤتمر اليوم تضامنه وتأييده لدعوة الأمم المتحدة للاحتفال باليوم الدولي للتسامح، والموافق أمس السادس عشر من نوفمبر، لأنه يرسخ لقضية الحوار الحضاري، مؤكدا أن المسلمين دائما يدهم ممدودة للسلام والتسامح، وإلى كل ما يدعو إلى العدل والإنصاف والإنسانية.
وقال وزير الأوقاف إننا من هذا المؤتمر نطلق نداء لإخواننا في فلسطين: "أنه مهما كانت الأهوال ومهما كان عدد الشهداء، لا تتركوا أرضكم ولا تغادروها، حتى لا يبتلعها العدو، وتُصفى القضية الفلسطينية إلى الأبد، رابطوا عليها ولا تفارقوها"، مؤكدا أن موقفنا الذي ننادي به في كل الدنيا أنه لا حل إلا بإعلان إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس.
وتنظم كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر هذا المؤتمر، انطلاقا من إيمانها الراسخ بضرورة مناقشة التحديات الفكرية والثقافية التي تواجه العالم الإسلامي، والسعي صياغة منهج فكري منضبط، لتعزيز سبل الحوار الحضاري الذي يتناسب مع دعوة الإسلام ويتماشى مع منهجه الوسطي، لترميم جسور التواصل الثقافي والاجتماعي.