الجزيرة للدراسات يصدر رؤية حول الأمن القومي الفلسطيني
تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT
صدر عن مركز الجزيرة للدراسات، أمس الاثنين، كتاب جديد بعنوان "رؤية حول الأمن القومي الفلسطيني: المفهوم، التحديات، الفرص، سبل التعزيز"، لمؤلفه، الباحث الفلسطيني، علاء النجار.
يسلِّط الكتاب الضوء على مفهوم الأمن القومي، ويستعرض في هذا السياق المقاربات النظرية لهذا المفهوم، لا سيما من زوايا الخصائص والأبعاد والمستويات والفرص والتحديات، فضلا عن استعراضه لمقاربات الدول الصغرى لتحقيق أمنها القومي.
ثم يتحدث الكتاب عن الأمن القومي الفلسطيني من ناحية مفاهيمه ومرتكزاته وأبعاده، مستعرضا الواقع الجيوسياسي الفلسطيني، ومراحل تطور العمل الأمني الفلسطيني، ومدى انطباق مفهوم الأمن القومي على الواقع الفلسطيني في ضوء خصوصيات هذا الواقع والاختلاف حول وسائل تحقيقه.
كما يحاول الكتاب تقديم فهم للأمن القومي الفلسطيني في ظل المقاربات الأمنية المختلفة، وفي سياق البيئة الإستراتيجية الفلسطينية وتحدياتها الداخلية والخارجية.
وعن التحديات التي تواجه الأمن القومي الفلسطيني، فقد قسَّمها المؤلف إلى تحديات ضمن الدائرتين، الفلسطينية والإسرائيلية، وتحديات أخرى خارجية ضمن الدائرتين، الإقليمية والدولية. في الدائرتين الأوليين، تحدث الكاتب عن أثر الانقسام وأزمة المشروع الوطني على الأمن القومي الفلسطيني، كما أشار إلى هشاشة النظام السياسي لا سيما في ظل الدور الذي تمارسه السلطة الفلسطينية حسب اتفاق أوسلو، فضلا عن إشارته إلى أزمة الهوية الوطنية الفلسطينية، والفساد المستشري في بعض المؤسسات الفلسطينية، بالإضافة إلى التجزئة الجغرافية القسرية للشعب الفلسطيني ومشكلتي العمالة والجاسوسية، وظاهرة فوضى السلاح والانفلات الأمني.
أما عن التحديات ذات الصلة بالدائرة الإسرائيلية، فقد تحدث الكاتب عن التوسع الإسرائيلي المستمر لخدمة الأمن وما يتبعه من سيطرة على الأرض الفلسطينية والحصار الخانق لقطاع غزة والمجتمعات الفلسطينية في الضفة الغربية، بالإضافة إلى الهيمنة الإسرائيلية على الاقتصاد الفلسطيني وتبعية الأخير لها.
وفيما يتعلق بالدائرتين، الإقليمية والدولية، والتحديات الناجمة عنهما وتأثيرهما على الأمن القومي الفلسطيني، فقد أشار الكاتب إلى موضوع غياب الحليف الدولي الإستراتيجي للفلسطينيين، وإلى أثر التحالف الإستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة على الأمن القومي الفلسطيني، فضلا عن التحديات ذات الصلة بطبيعة النظام الدولي وتركيبة مجلس الأمن الدولي وتأثير ذلك على تحقيق العدالة وتطبيق القوانين الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة.
واختتم المؤلف كتابه بالحديث عن الفرص المتاحة للأمن القومي الفلسطيني، ومنها: العامل الديمغرافي واستمرارية المقاومة بأشكالها المتنوعة، فضلا عن قدرات الشعب الفلسطيني في الشتات، بالتزامن مع فشل إسرائيل في إنهاء الوجود الفلسطيني ومحدودية القدرات العسكرية الإسرائيلية في المواجهات والحروب والمعارك غير المتماثلة (حروب الشوارع والأنفاق).
كما أشار الكاتب إلى ما يمثله العمق العربي والإسلامي من فرص للأمن القومي الفلسطيني، والحضور والزخم الذي اكتسبته القضية الفلسطينية على صعيد الرأي العام العالمي؛ لا سيما بعد الحرب الدائرة الآن في غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ويمكن للراغبين الاطلاع على الكتاب وتحميله من خلال (هذا الرابط).
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الأمن القومی الفلسطینی فضلا عن
إقرأ أيضاً:
الإصلاح المر .. عراق ما قبل وبعد ..!
بقلم : حسين الذكر ..
منذ بداية تأسيس الدولة العراقية الحديثة 1921 وبعد قرن من الزمان كانت التربية منهج ملازم للتعليم واحيانا يسبقه في المدارس وبقية مؤسسات الدولة الحكومية والأهلية والمجتمعية فضلا عن الحرص الشديد لوزارات المعارف والتربية على ترسيخ مباديء اخلاقية تعد أساس لبناء المجتمع المتمدن .. فكل من عاش تلك المراحل حتى وقت متأخر يتذكر دروس اخلاقية ونصوص دينية تحث على آداب الطريق ونتذكر القول النبوي الشريف : ( اماطة الأذى عن الطريق ) الذي لا تقتصر فلسفته البنائية لازاحة الأذى بل يُعد منهج تربية مجتمعية وأسس صحيحة لبناء الدولة ..
في عالم اليوم يعد الاهتمام الحكومي بالنظام المروري هوية حضارية ومعيار للثقافة والوعي ودليل على مركزية الدولة وقوتها والتزام الموطن فضلا عما يعنيه من جمال البيئة وتنظيم قوى المجتمع واستقراره بما يدل على تفهم وايمان المواطن بدولته ونظامه السياسي والاجتماعي والأخلاقي ..
مناطقنا الشعبية العراقية تمثل ثمانون بالمائة من المجتمع – وهنا لا نتحدث عن المرور في المنطقة الخضراء – فللسلطة طرقها وآلياتها وخصوصياتها وامتيازاتها لكن نعني تلك المناطق التي هي اول المضحين وآخر المستفيدين وقد تركت عرضة للعبث من قبل ( التكاتك والدلفري والدراجات والرونسايد والتجاوز على الرصيف …) بصورة غير مسبوقة بتاريخ العراق واحالتنا للعيش بما يشبه الجحيم واعادنا الى عهود الظلام والفوضى واليأس . سيما وان المخالفات قائمة ليل نهار وامام عين السلطات بلا خشية او ادنى ردع او اعتبار للدولة والمجتمع … بل لا يوجد ادنى احترام للذات جعل من التعدي على الصالح العام والتجاوز على الرصيف والعبث بالبيئة مسلمات بل ملازمات للواقع حتى غدت إنجازا ومصدر قوة للمتجاوزين بمختلف عناوينهم . وتلك مفارقة ازمة أخلاقية تربوية سياسية عامة يحتاج إعادة النظر فيها بعيدا عما يسمى بالإصلاح السياسي عصي الإصلاح في العراق ..
فقد فرضت قوى الاحتلال الأمريكي على العراقيين نظام المكونات وثبتته دستوريا بصورة لا يمكن معها – اطلاقا – إيجاد أي حلول إصلاحية تمتلك قدرة التغيير او تفضي لبناء دولة مؤسسات .. فنظام المكونات عبارة عن رحم بلاء تتمخض فيه وتتوالد منه قوى حزبية وكتلوية وعشائرية و وجماعاتية وشخصية كارتونية او ظرفية … فضلا عن كونه مليء بالمطبات والاجندات الداخلية والخارجية مع سيوف حادة جاهزة مسلطة على الشعب ونخبه التي ستبقى بعيدة جدا عن حلم الإصلاح ..