سجال صاخب في مناظرة جولة الإعادة برئاسيات إيران.. وهذا الفائز بها
تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT
طهران- نظرا لانتقال التنافس في الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي أجريت في 28 يونيو/حزيران الماضي، إلى جولة الإعادة، شارك المرشحان الإصلاحي مسعود بزشكيان والمحافظ سعيد جليلي الليلة الماضية في أولى المناظرات المباشرة المخصصة بالقضايا الثقافية والسياسية على التلفزيون الحكومي.
وسعيا لاستقطاب أكبر عدد من أصوات المترددين ورفع نسبة المشاركة في الجولة الثانية المقررة يوم الجمعة المقبل، دافع كل من جليلي وبزشكيان عن برامجه وهاجم توجهات المرشح المنافس، في مشهد يذكّر الناخب الإيراني بالمناظرات الثنائية التي سبقت رئاسيات 2009 وشاهدها عشرات الملايين من الناخبين.
وخلافا للبرود الذي سيطر على أغلب المناظرات الخمس التي عقدت قبيل الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، فإن أولى مناظرات جولة الإعادة، التي بدأت الساعة التاسعة والنصف مساء الاثنين وانتهت فجر اليوم الثلاثاء، تمكنت من دغدغة فضول الناخبين وتسخين فترة الدعاية التي ستسمر حتى الساعة الثامنة من صباح الخميس المقبل.
عتاب واتهامات
كانت البداية مع المرشح جليلي ليتحدث عن أهمية برامجه لزيادة نسبة المشاركة الشعبية في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة في بلاده والتي رأى الطريق إليها يمر عبر مشاركة الشعب في إدارة البلاد، بينما استغل بزشكيان فرصة الحديث إلى الشعب عبر التلفزيون لنفي بعض الشائعات حول عزمه رفع أسعار الوقود.
وحاول بزشكيان منذ بداية المناظرة أن يقف إلى جانب الشعب في مواجهة ما سماه "التمييز" بحق النساء والقوميات والنخب الإيرانية مما أدى إلى عزوف 60% من الناخبين عن صناديق الاقتراع، وراح يذكّر بسخط الشعب جراء غلاء المعيشة والسياسات بشأن الحجاب وتقييد الإنترنت.
اللافت أن جليلي حاول طوال المناظرة أن يستخرج أسئلة من تصريحات بزشكيان، مستخدما عبارته المأثورة "صحيح ما قاله زميلي ولكن ماذا عن.." فنجح في جرّ خصمه إلى الحديث عن أمور قد لا يكون راغبا بالحديث عنها.
ووجّه جليلي عتابا لخصمه بسبب وصف أحد أفراد حملة المرشح الإصلاحي الانتخابية الطرف المقابل بأنه "طالبان"، لكنه مهد الطريق لبزشكيان ليذكره بما فعله أنصاره لدى حضوره إحدى العتبات المقدسة جنوبي طهران، حيث هتفوا ضد بزشكيان ووصفوه بأنه "منافق"، كما ذكّره بمهاجمة عصابة من أصحاب الزي المدني أحد أنصار بزشكيان في تبريز بآلة الصعق الكهربائي.
وأشار مهدي خسروي، مقدم برنامج المناظرة، إلى وصف رئيس حملة جليلي الانتخابية أنصار المرشح المقابل بأنهم "نفايات وقمامة"، داعيا إياهم إلی مراعاة الجانب الأخلاقي، فما كان من جليلي سوى أن يشهر كراسة سميكة كتب عليها بعض الأمثلة لإساءات تعرض لها من قبل أعضاء الحملة الانتخابية التابعة لبزشكيان.
سجال ساخن
وازدادت المناظرة سخونة في جزئها الثاني عند الحديث عن السياسة الخارجية؛ فتحولت إلى مواجهة بين مدرستين الأولى بقيادة الإصلاحيين تؤمن بضرورة مواصلة المفاوضات النووية ووضع حد للعقوبات التي أثقلت كاهل البلاد بسبب الملف النووي، والمدرسة الأخرى بزعامة المحافظين ترى أن الجانب الغربي غير قابل للثقة وأنه راوغ طهران في الاتفاق النووي فأخذ من الجمهورية الإسلامية كل شيء دون مقابل.
وشدد جليلي على أن حكومة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي تمكنت من إبطال مفعول العقوبات ورفعت صادرتها من النفط الخام إلى مليوني برميل يوميا، وذلك ما حدا بالمرشح الإصلاحي إلى التساؤل عن كيفية زيادة الصادرات وأسعارها وحجم التخفيضات للزبائن مما يكبد البلاد خسائر كبيرة.
وعلى غرار هذه القطبية، يرى المرشح الإصلاحي ضرورة معالجة الأزمة الناجمة عن عدم التوقيع على قوانين مجموعة العمل المالي لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب (فاتف)، بينما حاول المرشح المقابل التملص من الرد المباشر حول برنامجه للانضمام إلى قوانين فاتف أو رفضها، لكن بزشكيان تشبث بسؤاله وكرره مرات حتى انتزع الموقف السلبي من الطرف المقابل تجاه هذا الملف.
وظهر جليلي أنه يمتلك خططا وبرامج مدونة لمعالجة مشكلات البلاد جراء تجربته في حكومة الظل التي شكلها في عهد حكومة الرئيس المعتدل حسن روحاني واستمر عملها في حكومة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، لكن بزشكيان وصف هذه الخطط بأنها بعيدة كل البعد عن المبادئ العلمية، كما طالب المرشح المحافظ بالخروج من الظل إلى الضوء لعل برامجه تجدي في وضع حد للمعضلات المستعصية.
ورغم الجدل الذي شهدته المناظرة، سارع المرشحان إلى مصافحة بعضهما واحتضان كل منهما الآخر في نهاية البرنامج.
ولتقييم المناظرة، توجهت الجزيرة نت بالسؤال إلى دبلوماسيين سابقين يختلفان في ولائهما للتيارات السياسية التي تقف خلف كلا المرشحين.
إستراتيجية بزشكيان
يرى السفير الإيراني السابق في الأردن، نصرت الله تاجيك، أن المرشح الإصلاحي كان أكثر صراحة في المناظرة الثنائية وتمكن من رفع رصيده وأن يستدرج منافسه للحديث عما لا ترغب به الشريحة الرمادية، فركزت إستراتيجيته على كشف أفكار الخصم وسياساته على حقيقتها أمام الجمهور.
وفي حديثه للجزيرة نت، رأى تاجيك أن المرشح بزشكيان كان الفائز في أولى المناظرات الثنائية لأسباب عدة، منها أنه تحدث بشكل صريح ومباشر عن أبرز هموم الناخب لا سيما على صعيد السياسة الخارجية.
كذلك تجاوز بزشكيان رؤية الطرف المقابل التي لا تنظر إلى الولايات المتحدة والدول الغربية سوى بعين العدو، وأظهر أن له مشروعا بشأن حلحلة القضايا الشائكة في السياستين الداخلية والخارجية، ليتمكن نسبيا من تحقيق رغبة أنصاره وتحدي الطرف المقابل.
إستراتيجية جليليفي المقابل، اتهم السفير الإيراني السابق في أستراليا والمكسيك، محمد حسن قديري أبيانه، المرشح الإصلاحي بأنه "متوهم"، ذلك لأنه لم يعتبر من تجربة زملائه وتوقيعهم على الاتفاق النووي وعودة جميع العقوبات على طهران رغم تنفيذها تعهداتها في الاتفاق.
وفي حديثه للجزيرة نت، رأى أبيانه أن المرشح جليلي كان الفائز في مناظرات الليلة الماضية لجملة أسباب، منها أن لديه معرفة بمشكلات البلد وبرنامجا مدوّنا لمعالجتها وذلك بسبب قيادته حكومة الظل.
ومنها مواقف تثبت صواب ما قاله قبيل التوقيع على الاتفاق النووي والمفاوضات مع الغرب وموضوع "فاتف"، وكذلك يظهر عمله في سنوات سابقة بالخارجية الإيرانية أنه أكثر خبرة في التعامل مع الدول الغربية، كما تبنّی سياسة أخلاقية وكشف أن الطرف المقابل لا يمتلك برنامجا ولا رؤية لحل مشكلات البلد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المرشح الإصلاحی
إقرأ أيضاً:
مواجهات نارية في ربع نهائي دوري الأمم الأوروبية
البلاد- جدة تواجه إسبانيا حاملة لقب دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم هولندا في دور الثمانية، بينما تلتقي فرنسا البطلة السابقة مع كرواتيا بعد سحب قرعة مرحلة خروج المغلوب في نيون السويسرية اليوم الجمعة.
وأوقعت القرعة ألمانيا في مواجهة إيطاليا، بينما تلتقي البرتغال، الفائزة بالنسخة الأولى من دوري الأمم الأوروبية، مع الدنمرك.
وفي حين ستقام مباريات دور الثمانية من مباراتين ذهابًا وإيابًا في مارس المقبل، فإن مباريات قبل النهائي ستقام من مباراة واحدة في يونيو على أن تقام مباراة تحديد المركز الثالث والمباراة النهائية بعد ذلك بثلاثة أيام.
وتصدرت إسبانيا بطلة أوروبا والبرتغال وألمانيا مجموعاتها دون خسارة أي مباراة لتتأهل للدور التالي إلى جانب فرنسا.
ولم تلعب إسبانيا مع هولندا منذ خوضهما مباراة ودية في نوفمبر 2020. وفي آخر مباراة رسمية بينهما سحقت هولندا أبطال العالم آنذاك 5-1 في كأس العالم 2014.
وسيلتقي الفائز من هذه المباراة مع كرواتيا أو فرنسا في قبل النهائي. وكانت فرنسا وكرواتيا قد التقتا أربع مرات في دوري الأمم الأوروبية.
وتتطلع البرتغال أيضا للفوز بلقبها الثاني للبطولة، ولا يزال كريستيانو رونالدو قويًا. ويتصدر قائد النصر السعودي، الذي سيبلغ الأربعين من عمره عندما تبدأ مرحلة خروج المغلوب، قائمة هدافي المستوى الأول بخمسة أهداف. وفقط السويدي فيكتور جيوكيريس (تسعة أهداف في المستوى الثالث)، والنرويجي إرلينج هالاند (سبعة أهداف في المستوى الثاني)، ولاعب الوسط الروماني رازفان مارين (ستة أهداف في المستوى الثالث) سجلوا أكثر من رونالدو في بطولة 2024-2025.
وفي النسخة السابقة من دوري الأمم الأوروبية، كان المنتخب صاحب المركز الأول فقط من كل مجموعة يتأهل إلى مرحلة خروج المغلوب وينتقل مباشرة إلى قبل النهائي.
وفيما يلي مباريات مرحلة خروج المغلوب من دوري الأمم الأوروبية: دور الثمانية 1: هولندا ضد إسبانيا دور الثمانية 2: كرواتيا ضد فرنسا دور الثمانية 3: الدنمرك ضد البرتغال دور الثمانية 4: إيطاليا ضد ألمانيا قبل النهائي 1: الفائز من دور الثمانية 4 ضد الفائز من دور الثمانية 3. قبل النهائي 2: الفائز من دور الثمانية 1 ضد الفائز من دور الثمانية 2. ذهاب دور الثمانية: 20 مارس إياب دور الثمانية: 23 مارس قبل النهائي: 4-5 يونيو مباراة تحديد المركز الثالث: الثامن من يونيو النهائي: الثامن من يونيو.