موقع 24:
2025-04-29@19:48:32 GMT

ثروات واستعمار ومجاعة

تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT

ثروات واستعمار ومجاعة

هل من قبيل الصدفة أن تجتمع هذه المصطلحات الثلاثة "المجاعة والثروات والاستعمار" في منطقة واحدة من المعمورة؟ وهي قارة إفريقيا، القارة السمراء، ليس بسبب السمرة الجميلة لبشرة غالبية سكانها، ولكن نسبة إلى ثرواتها وكنوزها المدفونة في كل شبر منها.

حالة عدم الاستقرار السياسي تسيطر على عدد كبير من دول إفريقيا

الحقيقة التي لاجدال فيها أنه ومنذ فجر التاريخ والاستعمار ينهش إفريقيا

الإجابة بالقطع لا ليس من قبيل الصدفة.

. فـ إفريقيا التي تعد ثانية قارات العالم من حيث المساحة وعدد السكان ويعيش على أرضها ما يقرب من 1.4 مليار نسمة تمتلك ثلث ثروات العالم المعدنية، و65% من أراضيها صالحة للزراعة، وتمتلك احتياطيات كبيرة على المستوى العالمي، من المعادن الثمينة مثل الذهب "40%" والنحاس "40%" والماس "95%"، كما تنتج نحو 12% من النفط عالمياً، و 7.5% من إجمالي الإنتاج العالمي للغاز الطبيعي،ورغم هذه الثروات تعاني شعوبها أسوأ معدلات الفقر، فضلاً عن صراعات ونزاعات دامية.

الأفارقة حقاً يعيشون "زمناً بلا يقين وحياة بلا استقرار".. هذه الجملة كانت عنواناً لتقرير التنمية البشرية لعام 2022 الصادر عن الأمم المتحدة، وتمثل في الوقت نفسه وصفاً دقيقاً لما تعيشه إفريقيا حالياً، فحالة عدم الاستقرار السياسي تسيطر على عدد كبير من دولها، وفي مقدمتها السودان التي أنهكها الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، في معركة لا طائل من ورائها ولا نتيجة لها سوى هدم السودان سياسياً واجتماعياً وتقسيمه مجدداً، وهو ما عكسه تحذير خطير ورد في تقرير أطلقته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، بشأن أزمة الغذاء المتفاقمة في البلاد، وقالت الفاو: "21 مليون شخص في السودان يواجهون جوعاً حاداً".

وفي ليبيا ضل ما سُمي "الربيع العربي" طريقه، وتحوّل إلى خريف مدمر أكل الأخضر واليابس على مدى 13 عاماً مضت، في دولة تعد الأغنى بثرواتها النفطية والمعدنية بين دول القارة، ولكنها ما زالت تائهة في النفق المظلم. 

أما النيجر، أحدث الكوارث، فقد انقلب فيها الجيش على الرئيس محمد بازوم، ويديرها الآن مجلس انتقالي يرفض الغرب وفرنسا تحديداً دعمه، وتهدد أمريكا بإزالته فوراً، بينما روسيا ترفض المساس بخيارات شعب النيجر الذي يوشك 4 ملايين نسمة منه على الدخول في مجاعة قاتلة، رغم أنها تنتج 5% من اليورانيوم على مستوى العالم، وتمد فرنسا بما نسبته 70% من الطاقة الكهربائية.

نماذج الشقاء والبؤس في القارة كثيرة، ولكن الحقيقة التي لاجدال فيها أنه ومنذ فجر التاريخ والاستعمار ينهش إفريقيا، بداية من حملات الإسكندر على مصر 356 قبل الميلاد، ومروراً بغزوات الاستعمار الأوروبي بقيادة "بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال وإيطاليا"، منذ نهايات القرن الثامن عشر وحتى الربع الأول من القرن التاسع عشر، ناهيك عن نهب كنوز القارة وتجارة الرقيق التي مارستها أمريكا وأوروبا في أقصى وأقسى صور الاتجار بالبشر.. وما زالت عمليات النهب مستمرة، وإن اختلفت صورها بل وتم تقنين بعضها.

"الأمم تتداعى على القارة السمراء مجدداً، كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها".. والقوى الكبرى تحيل إفريقيا إلى مسرح من الصراع الدولي العسكري والاقتصادي والسياسي فيما بينها، فتهدم كل ما تم إنجازه وتسرق كل ما تبقى.

والخوف كل الخوف ما لم يستفق أبناء إفريقيا.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة

إقرأ أيضاً:

الشيباني من الأمم المتحدة: لن نعيق استقرار المنطقة بما فيها إسرائيل

الشيباني من الأمم المتحدة: لن نعيق استقرار المنطقة بما فيها إسرائيل

مقالات مشابهة

  • الشيباني من الأمم المتحدة: لن نعيق استقرار المنطقة بما فيها إسرائيل
  • خُذلان الإنسانية
  • المغرب يدشّن أضخم حوض لبناء السفن في إفريقيا لتعزيز ريادته الصناعية
  • البرهان في القاهرة… دلالة الزيارة ومآلاتها والرسائل التي تعكسها
  • أطباء أفارقة يتطوعون لعلاج الأمراض النادرة في القارة الأكثر فقرًا في العالم
  • تعليقا على مقالة االاستاذ/جلبير الاشقر : الكارثة الأخرى: إبادة ومجاعة في السودان
  • لولا الاعلام الشعبوي لما عرف العالم حقيقة ما يجري في السودان من انتهاكات مروعة
  • رامي صبري يخطف أنظار العالم بأرض مصر في افتتاح أمم إفريقيا للشباب
  • السودان يشهد أكبر «أزمة نزوح» في العالم
  • السودان: المُسيّرات التي استهدفت عطبرة حديثة وفّرتها للمليشيا راعيتها الإقليمية