موقع 24:
2024-09-20@05:48:02 GMT

ثروات واستعمار ومجاعة

تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT

ثروات واستعمار ومجاعة

هل من قبيل الصدفة أن تجتمع هذه المصطلحات الثلاثة "المجاعة والثروات والاستعمار" في منطقة واحدة من المعمورة؟ وهي قارة إفريقيا، القارة السمراء، ليس بسبب السمرة الجميلة لبشرة غالبية سكانها، ولكن نسبة إلى ثرواتها وكنوزها المدفونة في كل شبر منها.

حالة عدم الاستقرار السياسي تسيطر على عدد كبير من دول إفريقيا

الحقيقة التي لاجدال فيها أنه ومنذ فجر التاريخ والاستعمار ينهش إفريقيا

الإجابة بالقطع لا ليس من قبيل الصدفة.

. فـ إفريقيا التي تعد ثانية قارات العالم من حيث المساحة وعدد السكان ويعيش على أرضها ما يقرب من 1.4 مليار نسمة تمتلك ثلث ثروات العالم المعدنية، و65% من أراضيها صالحة للزراعة، وتمتلك احتياطيات كبيرة على المستوى العالمي، من المعادن الثمينة مثل الذهب "40%" والنحاس "40%" والماس "95%"، كما تنتج نحو 12% من النفط عالمياً، و 7.5% من إجمالي الإنتاج العالمي للغاز الطبيعي،ورغم هذه الثروات تعاني شعوبها أسوأ معدلات الفقر، فضلاً عن صراعات ونزاعات دامية.

الأفارقة حقاً يعيشون "زمناً بلا يقين وحياة بلا استقرار".. هذه الجملة كانت عنواناً لتقرير التنمية البشرية لعام 2022 الصادر عن الأمم المتحدة، وتمثل في الوقت نفسه وصفاً دقيقاً لما تعيشه إفريقيا حالياً، فحالة عدم الاستقرار السياسي تسيطر على عدد كبير من دولها، وفي مقدمتها السودان التي أنهكها الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، في معركة لا طائل من ورائها ولا نتيجة لها سوى هدم السودان سياسياً واجتماعياً وتقسيمه مجدداً، وهو ما عكسه تحذير خطير ورد في تقرير أطلقته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، بشأن أزمة الغذاء المتفاقمة في البلاد، وقالت الفاو: "21 مليون شخص في السودان يواجهون جوعاً حاداً".

وفي ليبيا ضل ما سُمي "الربيع العربي" طريقه، وتحوّل إلى خريف مدمر أكل الأخضر واليابس على مدى 13 عاماً مضت، في دولة تعد الأغنى بثرواتها النفطية والمعدنية بين دول القارة، ولكنها ما زالت تائهة في النفق المظلم. 

أما النيجر، أحدث الكوارث، فقد انقلب فيها الجيش على الرئيس محمد بازوم، ويديرها الآن مجلس انتقالي يرفض الغرب وفرنسا تحديداً دعمه، وتهدد أمريكا بإزالته فوراً، بينما روسيا ترفض المساس بخيارات شعب النيجر الذي يوشك 4 ملايين نسمة منه على الدخول في مجاعة قاتلة، رغم أنها تنتج 5% من اليورانيوم على مستوى العالم، وتمد فرنسا بما نسبته 70% من الطاقة الكهربائية.

نماذج الشقاء والبؤس في القارة كثيرة، ولكن الحقيقة التي لاجدال فيها أنه ومنذ فجر التاريخ والاستعمار ينهش إفريقيا، بداية من حملات الإسكندر على مصر 356 قبل الميلاد، ومروراً بغزوات الاستعمار الأوروبي بقيادة "بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال وإيطاليا"، منذ نهايات القرن الثامن عشر وحتى الربع الأول من القرن التاسع عشر، ناهيك عن نهب كنوز القارة وتجارة الرقيق التي مارستها أمريكا وأوروبا في أقصى وأقسى صور الاتجار بالبشر.. وما زالت عمليات النهب مستمرة، وإن اختلفت صورها بل وتم تقنين بعضها.

"الأمم تتداعى على القارة السمراء مجدداً، كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها".. والقوى الكبرى تحيل إفريقيا إلى مسرح من الصراع الدولي العسكري والاقتصادي والسياسي فيما بينها، فتهدم كل ما تم إنجازه وتسرق كل ما تبقى.

والخوف كل الخوف ما لم يستفق أبناء إفريقيا.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة

إقرأ أيضاً:

كاتب أميركي: ذهبت للتو إلى دارفور وهذا ما حطمني

زار كاتب عمود الرأي في صحيفة نيويورك تايمز، نيكولاس كريستوف، الحدود بين تشاد والسودان، ورسم من هناك صورة قاتمة لأوضاع اللاجئين الفارّين من جحيم الحرب في إقليم دارفور غربي السودان.

واستهل تقريره بما حدث في قرية بدارفور اجتاحتها مليشيا عربية العام الماضي، حيث أمر المسلّحون الرجال والفتيان بالاصطفاف وقتلوهم في مجزرة بشعة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الجزيرة تكشف بتحقيق سري إمبراطورية عقارية لوزير مقرب من الشيخة حسينةlist 2 of 2واشنطن بوست: قريبا نشر نتائج التحقيقات بشأن نقل أسلحة أميركية لإسرائيلend of list

وذكر أن أحد قادة المليشيا قال لسكان القرية "لا نريد أن نرى أي شخص أسود"، مضيفا بسخرية "لا نريد حتى أن نرى أكياس قمامة سوداء". ولتحقيق وجهة نظره، أطلق النار على حمار لأنه أسود، وفق ما أفادت به إحدى القرويات تُدعى مريم سليمان لمراسل الصحيفة.

أعدموا إخوتي الخمسة

ثم أضافت أن أفراد المليشيا أعدموا رجالا وفتيانا ينتمون إلى مجموعات عرقية أفريقية سوداء، واصفة كيف أن شقيقها الأصغر نجا من الرصاصة الأولى، ونادى عليها "لقد أطلقوا النار على إخوتي الخمسة، واحدا تلو الآخر". ثم أطلق أحد أعضاء المليشيا النار على رأسه وسألها بسخرية كيف رأت ذلك؟

وقالت مريم إن المليشيا حاولت بشكل منهجي قتل جميع الذكور فوق سن العاشرة، كما قتلت بعض الأصغر سنا. وأضافت أن صبيًا عمره يوم واحد أُلقي على الأرض وقُتل، واُلقي طفل رضيع في بركة ليغرق.

وتابعت حديثها مع كريستوف قائلة إن المسلحين جمعوا النساء والفتيات في حظيرة لاغتصابهن. وتذكّرت "لقد اغتصبوا العديد من الفتيات". وقالت إن أحد الرجال حاول اغتصابها هي نفسها، وعندما فشل ضربها، وكانت حاملا فأجهضت.

لا مكان لكم في السودان

ونقلت مريم عن أفراد المليشيا قولهم "أنتم عبيد. لا مكان لكم أيها السود في السودان". لذلك فرّت مريم إلى تشاد المجاورة وهي واحدة من أكثر من 10 ملايين سوداني نزحوا قسرا منذ بدأت الحرب الأهلية العام الماضي في البلاد، وتسببت في مذابح ضد الجماعات العرقية الأفريقية السوداء مثلها، وفق تقرير كاتب العمود.

وأشار الكاتب إلى أن الفظائع التي تُرتكب في دارفور القريبة من الحدود مع تشاد هي صدى للإبادة الجماعية التي حدثت في الإقليم قبل عقدين من الزمان، مع اختلاف حاسم وهو أن زعماء العالم والمشاهير وطلاب الجامعات احتجوا في ذلك الوقت بقوة على المذابح ووحدوا قواهم لإنقاذ مئات الآلاف من الأرواح.

أما اليوم -يتابع كريستوف- فإن النقيض من ذلك حدث، حيث بدا العالم صامتا ومنشغلا بأمور أخرى، ولهذا فإن الإفلات من العقاب يسمح للعنف بالاستمرار دون رادع، مما يؤدي بدوره إلى إنتاج ما قد يصبح أسوأ مجاعة منذ نصف قرن أو أكثر.

لم نر مثله في حياتنا

وقال الكاتب إن المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، سيندي ماكين، أخبرته أن ما يحدث في دارفور "يتجاوز أي شيء رأيناه من قبل على الإطلاق. إنها كارثة، ما لم نتمكن من إنجاز مهمتنا".

وأبدى كريستوف تشاؤمًا إزاء اجتماع زعماء العالم في نيويورك لحضور الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة. وقال إنه لا يتوقع منهم على الأرجح أن يتمكنوا من إنجاز المهمة.

وأشار إلى أن المطلوب الآن هو ممارسة ضغوط أشد بكثير لإنهاء الحرب الأهلية بين القوات المسلحة السودانية والمليشيات العربية المنافسة، مع دفع الأطراف المتحاربة للسماح بوصول المساعدات الإنسانية.

واعتبر الكاتب أن كل الأطراف المتحاربة تتصرف بلا مسؤولية، لذا فإن 25 مليون شخص، هم أكثر من نصف سكان السودان، أصبحوا يعانون من سوء التغذية الحاد بالفعل، حسب زعمه.

لكنه قال إنه لا يستطيع تأكيد أن كارثة وشيكة بهذا المستوى ستقع، لافتا إلى أن الأطراف المتحاربة منعته من دخول المناطق السودانية التي تسيطر عليها، مما اضطره إلى تغطية الأحداث على طول الحدود بين تشاد والسودان.

"إن كل ما أستطيع قوله هو أنه سواء كانت المجاعة الكارثية محتملة أم لا، فهي تشكل خطرا كبيرا" على حد تعبيره.

مقالات مشابهة

  • كم تبلغ ثروات المرشحين لانتخابات الرئاسية الأميركية؟
  • قرار الأثيوبية للطيران إستئناف رحلاتها من السودان إلي كل دول العالم
  • كاتب أميركي: ذهبت للتو إلى دارفور وهذا ما حطمني
  • هيئة طبية: جدري القردة خارج نطاق السيطرة في إفريقيا
  • أسعار خدمة ‘‘ستارلينك’’ والاشتراك الشهري بالريال اليمنية.. والكشف عن المناطق التي تتوفر فيها الخدمة
  • في خريف عمره بايدن يريد حلا لمشكلة السودان المستعصية التي أعيت الطبيب المداويا
  • السودان يحترق والقوى الأجنبية تستفيد.. ما المكاسب التي تجنيها الإمارات من الأزمة؟
  • بعد أن أثارت ضجة واسعة بتصريحاتها الأخيرة بشأن الشقة التي كانت تسكن فيها وتمت زيادة الإيجار لها.. الممثلة المصرية مروة عبد المنعم: “ما قولتش أنه هيأجرها للسودانيين”
  • مقال بنيويورك تايمز: القضية التي أصبح فيها أقصى اليمين الإسرائيلي تيارا سائدا
  • كواليس احتفالات منتخب شباب اليد بلقب إفريقيا والتأهل لكأس العالم (صور)