سودانايل:
2025-04-22@11:36:22 GMT

من طرف المسيد: حديث عن النخيل(8)

تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT

من طرف المسيد: حديث عن النخيل(8).
يرويها الاستاذ محمد سيد احمد الحسن
حررها عادل سيد احمد

المحرر:
- هناك سؤال من الصديق كمال، وهو: لماذا كان الشباب في عهدكم بهربون من البلد للخرطوم حتي ولو بارجلهم: عبدالرحيم كرار، احمد كرار، وجعفر كرار علي سبيل المثال. ماهي الدوافع؟ ام ان البلد كانت طاردة؟ ام كان لديهم طموح محدد؟ ولماذا كانت العسكرية هي الخيار المفضل؟
- كان الشباب يسافرون لانه لم يكن هناك ما يعملونه في البلد، البلد طاردة، الساقية فيها القمح والتمر، ويستلمهما الاهل، الشباب لم يكن لديهم دخول، الا عائدات القفيز او ما شابه، لكن دخول حقيقية لم تكن عندهم، فكانوا يشردون، ويقال لك ان فلانا قد شرد.


وعندما يشرد احدهم يطارد اهله اخباره لمدة ثم يتركونه لشانه.
والشاب بعد ان يسافر، فان اول ما يفعله هو ان يرسل مصاريف، ومجرد ان تصل المصاريف يصير علما تتغنى له الناس، والامهات لاولادهن، ناس بت نعمي، وناس بت حماد كن ينشدن الشعر. وهو نفسه، بسرعة، يتبوا مركزا جيدا، يعني احدهم يخرج من البلد تربالا ويرجع جاويش، او سائق قطار. كانوا مواقعهم تتغير بسرعة.
فهذا هو السبب، البلد لم يكن فيها مصدر دخل، والاهل لم يكونوا يسمحون لابنائهم بالسفر، فكان لا بد للشباب ان يشرد، ويتابعوا اخباره يومين او ثلاثة ثم ينسوه.
وكان المشوار طويلا من المقل الى كريمة حيث محطة القطار، حوالي 40 كيلومتر، يسيرونها ليلا على الاقدام ليلحقوا بالقطر في الصباح.
وقد احرز اغلبهم مراكز متقدمة، فمنهم من وصل درجة الضابط ومنهم من امتلك عربة تاكسي، اعداد منهم عملوا اشغال جيدة.
اما الاقبال على العسكرية فسببه انه لا يوجد بديل، لم تكن هناك فرص اخرى.
يعني نحن كنا نذهب لجهات فيسالونك عما تستطيع ان تشتغله، فكان ردنا: (اي حاجة!)، لا توجد مهن، ليس هناك تدريب لمهنة معينة، فالعسكرية كانت هي الاقرب.
اضافة الى ذلك: حب الشايقية للسلطة، والعسكرية كانت ملهمة للشعراء والمغنين، فكانوا يتغنوا لها.
وتقريبا معظم الشباب قد عملوا في العسكرية: اما البوليس، اما الجيش، اما الاحتياطي. واحرزوا فيها نجاحات، وعدد منهم وصل الى درجة الضابط: دبابير وكذا.
المحرر:.
- من أشهر من تبقى في البلد ولم يشرد؟
- هناك اناس لم يشردوا، ولم يغادروا البلد اصلاً. كعبد الله ود شيخنا، فضل، عبد اللطيف محمد خير، ناس المقل القدام ( الامامي) حقنا كلهم ظلوا في البلد، ناس ود اب كروق، ناس ود المتوكل، فتح الرحمن، يعني الشردوا قليلين جدا: إبراهيم ود الحسن، فرج ود ست الدار، عدد محدود.
الشراد كان في جهة الكوانتشي وكلحية، كان فيها شراد كثير، اولاد شيخنا عبد الوهاب وجعفر وعثمان ود شيخنا، عبد الرحيم كرار كلهم من الذين شردوا.
وكان هناك يؤيدون الشراد وآخرين ضده.
الشراد كعملية اجتماعية لم تكن مستهجنة، ولم تكن معارضة ولكنها لم تكن مؤيدة من كل الناس.
وتجد اشعار، مثلا:

يعني معها ناس وضدها ناس، والسبب الرئيسي انه لم يكن هناك شيء يستحق البقاء فلا توجد دخول، والناس بائسين، والاكل بائس، الانتاجية ذاتها بائسة والعمل شاق، فليس فيها افق ولا مستقبل.
يسافر زول فتران (تعبان) ويجيء بعد فترة وهو يلبس ساعة، ويحمل بطارية، وملابسه نظيفة، ويصين بيوت اهله، هذه اشياء مستمرة حتى الان، يعني الناس الذين لديهم ابناء في الخارج يعيشون في يسر، اما الذين لا اولاد لهم في الخارج فعيشتهم الله يعلم كيف تكون؟
البلد لا تكفي.
- بلدنا شن البلد
يوما طارنو
غزال وادي المحل
جات هاربة منو
ولذلك لم يكن هناك سبب وجيه القعاد (البقاء)، لكن طبعا الناس كانوا يريدون ان يكون اولادهم معهم، فكانت هناك معارضة وكان هناك تاييد، ولكن في النهاية كلهم ذهبوا. الناس الذين غادروا مبكرا استفادوا واشتغلوا: دقدوق، عبد الرحيم كرار، عثمان ود شيخنا، محمد طه، اسحق الشفيع، هؤلاء من غادروا مبكرا. ابتنوا بيوتا، وعلموا اولادهم، اما الذين جاءوا متاخرين، حتى الوظائف التي كانت موجودة ضاقت، الاوائل استفادوا ولذلك كانت هناك هجرة، هناك بعض الناس هاجروا وذهبوا فتعلموا مثل جعفر كرار، طه احمد كرار، محمد نعمان هؤلاء ذهبوا ودرسوا في الازهر. هناك اخرين هاجروا واشتغلوا في البوليس ووصلوا الى اعلى الوظائف، عارف عبد الرحمن محمد احمد عمل عسكريا ونزل من الخدمة عقيد، علي الشفيع ولج الخدمة عسكري وتقاعد مقدم او عقيد. ولكن طبعا هناك اناس ظلوا عساكر طول مدة خدمتهم، والى ان شابوا لم يروا ترقية. وآخرين ترقوا ترقيات سريعة.
وهناك آخرين دخلوا في مجالات خرجوا منها بمهن، احمد ود شيخنا خرج ميكانيكي، كان تقريبا نائب مدير ورشة مارنجان، دقدوق صار كهربائيا وأولاده الان كلهم متخصصين في الكهرباء.
هناك اناس اشتغلوا في وظائف تعلموا منها، وبعضهم برز، وصاروا ضباط وكذا يعني.

amsidahmed@outlook.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: لم یکن لم تکن

إقرأ أيضاً:

فرصة مهمة لتعزيز العلاقات.. ملفات التجارة تترأس حديث نائب ترامب خلال زيارته للهند

عرضت قناة «القاهرة الإخبارية»، تقريرا بعنوان: «نائب ترامب يزور الهند لبحث سبل تعزيز العلاقات».

وبحسب التقرير، «بدأ نائب الرئيس الأمريكي، جي دي ديفانس، زيارة رسمية إلى الهند، ضمن جولة خارجية تشمل عددا من الدول، حيث تتصدر اتفاقية التجارة الثنائية المقترحة أجندة محادثاته مع المسؤولين الهنود».

وأضاف التقرير: «تهدف الزيارة إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستراتيجية بين نيودلهي وواشنطن، إضافة إلى تبادل وجهات النظر بشأن قضايا إقليمية ودولية تهم الجانبين».

youtube.com/watch?v=nPi2D3QJd-A

وأعلنت وزارة الخارجية الهندية أن زيارة دي فانس تمثل فرصة مهمة لمراجعة التقدم الذي أحرزته العلاقات الثنائية خلال السنوات الأخيرة، في ظل تعاون متزايد بين البلدين في مجالات التكنولوجيا، الدفاع، والطاقة النظيفة.

وأشارت إلى أن المحادثات ستتناول التوترات الجيوسياسية الراهنة في آسيا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وتأتي زيارة دي فانس للهند بعد محطة أولى في إيطاليا، حيث ناقش هناك الأولويات الاقتصادية والجيوسياسية المشتركة مع المسؤولين الأوروبيين، بحسب بيان صادر عن البيت الأبيض.

ومن المنتظر أن يعقد ديفانس اجتماعًا موسعًا مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لمناقشة سبل توسيع التعاون الثنائي.

في سياق متصل، سبقت الزيارة مكالمة هاتفية بين مودي وقطب الأعمال الأمريكي إيلون ماسك، الذي يشغل أيضًا منصب رئيس إدارة كفاءة الحكومة الأمريكية، حيث تباحث الطرفان في آفاق التعاون التكنولوجي والابتكاري، وسط اهتمام متزايد من الشركات الأمريكية بالاستثمار في السوق الهندية.

واختتم التقرير: «وتأتي هذه التحركات بعد لقاء جمع وزير التجارة والصناعة الهندي، بيوش جويال، بوفد من شركة «ستارلينك» للإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية، لبحث خطة الشركة الاستثمارية المستقبلية في الهند، ما يشير إلى تنامي الزخم في العلاقات الاقتصادية بين البلدين على أكثر من صعيد.

اقرأ أيضاًنيويورك تايمز: إدارة ترامب تصدر مسودة أمر تنفيذي تقترح إصلاحا جذريا للخارجية الأمريكية

نائب الرئيس الأمريكي يلتقي البابا فرنسيس في ظل انتقاد الفاتيكان لسياسة ترامب

جمارك ترامب تثير القلق في أكبر مدينة بالعالم لإنتاج علاجات التجاعيد والبوتوكس

مقالات مشابهة

  • حديث حكومي حول رواتب الموظفين والمعاشات التقاعدية والرعاية الاجتماعية
  • البيوضي: لو كانت هناك حكومة تحترم نفسها لأقالت وزير الداخلية بعد دهس الجماهير
  • حديث الثلاثاء
  • المهمش الوليد مادبو
  • شاهد بالصور.. مدينة بحري تشهد عملية زراعة النخيل بالشوارع العامة وسط سعادة الأهالي والسكان يعودون إليها بعد نزوح طويل
  • "الحقّ علينا" تعيد وهج الرومانسية بصوت عاصي الحلاني... وتتصدر حديث الجمهور بوجعها الدافئ
  • السيطرة على حريق فى زراعات النخيل بأسوان دون إصابات
  • فرصة مهمة لتعزيز العلاقات.. ملفات التجارة تترأس حديث نائب ترامب خلال زيارته للهند
  • التلفزيون الإيراني: المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن كانت بناءة ويتوقع أن تكون هناك جولة ثالثة
  • الباشك: سوسة النخيل تصل إلى مرحلة الوباء في أوجلة ونداء عاجل للدعم