ط³ط§ظ… ط¨ط±ط³
طھظˆط¹ط¯ ط§ظ„ظˆط²ط±ط§ط، ظپظٹ ط§ظ„ط£طط²ط§ط¨ ط§ظ„ط¯ظٹظ†ظٹط© ط§ظ„ظ…طھط´ط¯ط¯ط© ظٹظˆظ… ط§ظ„ط£طط¯ طŒ ط±ط¦ظٹط³ ط§ظ„طظƒظˆظ…ط© ظٹظˆط³ظٹ ظپظˆظƒط³ ط¨ط£ظ†ظ‡ "ظ„ظ† طھظƒظˆظ† ظ‡ظ†ط§ظƒ طظƒظˆظ…ط©" ط¥ط°ط§ ظ„ظ… ظٹظ‚ط¯ظ… ط±ط¦ظٹط³ ط§ظ„طظƒظˆظ…ط© ط¨ظ†ظٹط§ظ…ظٹظ† ظ†طھظ†ظٹط§ظ‡ظˆ "ظ‚ط§ظ†ظˆظ†ظ‹ط§ ظپظٹ طµط§ظ„طظ†ط§".
ظˆظ‚ط§ظ„ ط£ط¹ط¶ط§ط، ط£طط²ط§ط¨ ط§ظ„طط±ظٹط¯ظٹظ… طŒ ط£ظ† ظ†طھظ†ظٹط§ظ‡ظˆ ظƒط§ظ† ظ…ط´ط؛ظˆظ„ط§ظ‹ ط¨طھظ…ط±ظٹط± ظ‚ط±ط§ط± ظ„طµط§ظ„ط ط§ظ„ط¬ظ…ظ‡ظˆط± ط§ظ„ط¯ط±ط²ظٹ - ظˆظ„ظ… ظٹظƒظ† ظٹط®ط§ط·ط¨ظ‡ظ….
ظˆطھظˆط¬ظ‡ظˆط§ ط§ظ„ظ‰ ط³ظƒط±طھظٹط± ط±ط¦ظٹط³ ط§ظ„طظƒظˆظ…ط© ظپظˆظƒط³ ظˆظ‡ط¯ط¯ظˆط§ ط¨ط£ظ†ظ‡ "ط¨ط¯ظ„ط§ظ‹ ظ…ظ† ط§ظ„طھط¹ط§ظ…ظ„ ظ…ط¹ ط§ظ„ط¯ط±ظˆط² - ط£ظ† ظٹطھط¹ط§ظ…ظ„ ظ…ط¹ ط§ظ„طط±ظٹط¯ظٹظ…. ط¥ط°ط§ ظ„ظ… ظٹطھط¯ط®ظ„ ظپظٹ ط§ظ„ط£ظ…ط± ظˆظٹظ‚ط¯ظ… ظ‚ط§ظ†ظˆظ†ظ‹ط§ ط¬ظٹط¯ظ‹ط§ ظ„ظ†ط§ - ظپظ„ظ† طھظƒظˆظ† ظ„ط¯ظٹظ‡ طظƒظˆظ…ط©. طµط¨ط±ظ†ط§ ظٹظ†ظپط¯."
ط§ظ„ظ…طµط¯ط±:i24
المصدر: سام برس
كلمات دلالية: ط ط ظٹط
إقرأ أيضاً:
تجربة إعادة تشييد مدينة الخرطوم
(1/2)
الفترة: (1898 - 1956)
بقلم: تاج السر عثمان
معلوم اصبحت الخرطوم عاصمة للسودان بديلا لسنارعاصمة مملكة الفونج، في البداية كانت العاصمة مدني ومنها انتقلت الي الخرطوم في بداية الحكم التركي – المصري، وكان من أهم معالمها:
- القصر والمسجد الذي بناه خورشيد باشا في الفترة (1826- 1838)، وأنشأ فيها بساتين وحدائق، كما شجع خورشيد الأهلين والآخرين اليها في سبيل عمرانها، وفضل نشجيعه وصلت الي هذه الدرجة من العمران، فاصبحت المدينة تشمل ( 400 – 500 ) منزل ( للمزيد من التفاصيل ، راجع تاج السر عثمان الحاج، التاريخ الاجتماعي لفترة الحكم التركي، مركز محمد عمر بشير، ص 81-82).
- اضافة لوجود المستشفي والكنيسة، والحدائق الكبيرة كما اشرنا سابقا.( للمزيد من التفاصيل عن الخرطوم، راجع التقرير الرسمي لرحلة محمد لى باشا للسودان، تحقيق وتقديم د. حسن أحمد إبراهيم، دار جامعة الخرطوم للنشر، 1991).
- بها حامية عسكرية مؤلفة من 15,000 جندي مصري ونوبي تعيش كما يعيش جيش الاحتلال.(الان مورهيد: النيل الأزرق، ترجمة نظمى لوقا، دار المعارف مصر، 1966 ، ص 88).
- كان سكان الخرطوم ماعدا السودانيين يتألفون في الأغلب من : سوريين، يونانيين، أرمن، أتراك، عرب، ومصريين، وعدد قليل من الأورييين" ثلاثين أوربيا" ( الان موهيد، المرجع السابق) يسكنون في منازل افضل والطف جوا من المستوى العادي.
- كانت صلة الخرطوم بالعالم الخارجي الأبل التي تحمل لهم البريد الشهري.
- كانت مركزا لتجارة الرقيق والعاج. الخ.
- كان بالخرطوم مخزن للغلال ( الشونة) التي كان يعمل بها أحمد بن الحاج المشهور بكاتب الشونة الذي وضع المخطوطة المنسوبة اليه في تاريخ سلطنة الفونج وأوائل العهد التركي وهو مخطوط قيم ( د. محمد إبراهيم ابوسليم، تاريخ الخرطوم، دار الجيل بيروت، ص 34).
كان بالخرطوم الترسانة التجارية ( البواخر والسفن)، كما كان بها المطبعة الأميرية، و مصنع لصناعة الذخيرة وملابس الجيش والأحذية ( ابوسليم، ص 37).
عند قيام الثورة المهدية وسقوط الخرطوم علي يد انصار المهدى، حدث دمار للخرطوم، وتم تحويل عاصمة الدولة المهدية الي أم درمان، فكيف كانت معالمها في فترة المهدية؟.
2
ام درمان :
كانت تقع علي شاطئ النيل شمالا وجنوبا على بعد يتراوح بين أربعة الي ثمانية أميال وعرضها ميلين . وبعد انتصار المهدية أصبحت عاصمة السودان، وجمع فيها الخليفة كل ما لديه من قوة وذخيرة ووضع رقابته فيها جميع من خاف شرهم، وبعد جعلها عاصمة تم زراعة الاشجار الوارفة الظلال فيها ، وتأسيس الجامع الكبير، 111وتم بناء بيوت الخليفة عبدالله والخليفة محمد شريف 1وعلى ودحلو ..
ووضع الخليفة يده على جميع الأراضي الواقعة جنوبي المسجد ، 11أما القسم الشمالي فاقتسمه الخليفتان محمد شريف وعلى ودحلو، وتم تنظيم المدينة وتخطيطها حتي بلغ طولها 6 أميال ( انجليزية ) من الشمال الى الجنوب والسكن على النيل ، وكانت المباني في البداية من القش والطين ، أما المسجد فقد بني من الطوب المحروق ثم تم تبيضه بعد ذلك ، والمسجد طوله اربعمائة ياردة وعرضه ثلاثمائة وخمسون ياردة ..
وأقام الخليفة لنفسه ولأخيه ولاقربائه بيوتا من الطين ، ثم حذا حذوهم الأمراء وتبعه في ذلك أغنياء أمدرمان كما تم بناء ضريح المهدي الذي كان فوقه ثلاث كرات نحاسية فارغة الواحده فوق الأخرى ويربط هذه الثلاثة رمح مقوس في اخر حلبة رئيسية تزين الضريح . وكان المتبع فتح جميع الأبواب المؤدية للضريح يوم الجمعة للسماح للشعب بالحج الى ضريح المهدي وترديد الترحم على جثمان المهدي.
ويقدر سلاطين باشا عدد سكان امدرمان ب 400 ألف، وكانت مباني المدينة الأخرى من القش والبروش والطين وتخطيطها عشوائي . وبالمدينة سوقها المشهور التي توجد به المطاعم والمقاهي التي أغلقها الخليفة خوفا من التجمعات العامة، وكان سكان امدرمان خليطا من الأجناس من قبائل السودان المختلفة : الدناقلة ، الجعليين ، الشكرية ، النوبيين ، البقارة ، المساليت ، الرزيقات ، التعايشة ، المسيرية ، الكبابيش ( سكان جبال النوبة جنوب كردفان ) ، الهدندوة ، المصوعية ، الفلاتا والتكارير والهوسا ، هذا اضافة لسكانها من الأجانب مثل الأتراك والاحباش والسوريين والهنود واليهود والاوربيين ..
وفي امدرمان ايضا يوجد بيت المال المركزي ، كما توجد مصانع الذخيرة والبارود والصابون .
3
عودة الخرطوم عاصمة للسودان
هكذا كانت الخرطوم مهجورة ، وتحولت العاصمة الي أم درمان، وبعد سقوط دولة المهدية عام 1898 ، رجعت الخرطوم عاصمة مرة أخرى، ومنذ الأسابيع الأولي لاحتلال السودان شرعت الإدارة البريطانية في إعادة تشييد الخرطوم.
ففي الاسبوع الأول من فبراير 1899 مثلا اُستخدم (5000) من الجنود المصريين تحت اشراف ضباط بريطانيين ومصريين لآداء مهمة شاقة، وهي إعادة تشييد الخرطوم، وشُقت طرق جديدة على أساس خطط عسكرية، كما أمر كتشنر بزراعة (7000) شجرة( محمد عمر بشير، تاريخ الحركة الوطنية في السودان، ص 32).
وتم استجلاب اللبخ من حلفا وزُرعت في اربعة صفوف على شارع الجامعة( شارع الخديوى) (للمزيد من التفاصيل راجع محمد إبراهيم ابو سليم ، تاريخ الخرطوم، مرجع سابق).
كما تمّ ربط العاصمة المثلثة ( الخرطوم – الخرطوم بحري – أمدرمان) بشبكة واحدة بعد افتتاح كب11رى النيل الأبيض في 1909، وكبرى النيل الأزرق عام 1928.
تطورت الخدمات في العاصمة، وتطورت المواصلات ب"الترام"، كما قامت شركة النور والماء الانجليزية.
كما بدأت تزداد الكثافة السكانية في الخرطوم وبدأت حمى الامتلاك للاراضي السكنية ، وارتفع سعر الياردة المربعة من الأرض عام 1906 من ثلاثة الي عشرة مليمات الي جنيهين وثلاثة جنيهات( ابو سليم ، المرجع السابق، ص 141).
كما تم تخطيط أحياء الخرطوم على النحو التالي:
- حي الدولة والسلطة الذي يقع على الجانب الجنوبي من النيل الأزرق .
- الأحياء السكنية وتتكون من الآتي:
أ – أحياء الدرجة الأولي: وتتكون من الحجر أو الطوب الأحمر ، وينغي الا تقل تكاليف المنزل عن خمسمائة جنية.
ب – الدرجة الثانية : التي لا بد أن يكون سورها بالحجر أو الطوب الأحمر، أما الحجرات قيجوز بناءها بالطين، وينبغي الا تقل تكاليف المنزل عن 300 جنية.
ج – الدرجة الثالثة : ويجوز البناء فيها بالطين مطلقا، ولم يُحدد للمنزل مستوى معين.
4
من أحياء الخرطوم:
- بري المحس وبرى الدرايسة ، وبرى ابوحشيش.
- الديوم التي كانت تقع جنوب خط السكة الحديدية التي كان يسكن فيها فقراء المدينة من العمال، وكان عدد هذه الديوم 23 ديما، وقد سُمي كل ديم اسم مؤسسه كديم سليمان، وديم عبد الكريم، أو باسم القبيلة التي أنشأته كديم تقلى، كنجارة، الباند، التعايشة، الزبيرية، والبرتى.
خلال فترة الحرب العالمية الثانية نمت المدينة وبدأت تظهر فيها صناعات خفيفة كصناعة: الزجاج، الصابون،و معاصر الزيوت، وصناعات الخدمات كوحدات تصل11يح السيارات والمخازن.
وخُططت منطقة الصناعات الخفيفة خارج دائرة السكة، كما أُنشئت منطقة صناعية للصناعات الخفيفة في الخرطوم بحرى( ابو سليم ، المرجع السابق، ص 163).
وفي الخرطوم بحرى وضع الانجليز بعض المصالح الهامة كالمخازن والمهمات والنقل الميكانيكي والوابورات، ونشأت بالمدينة أحياء مثل: حلة حمد ، حى الميرى، حلة خوجلى، كوكو، كوبر، الختمية والدناقلة، اضافة للديوم، وبعض أحياء المدينة القديمة التاريخية مثل: الحلفايا، وغيرها.
وفي الخرطوم بحرى نشأت المنطقة الصناعية بجوار محطة السكة الحديد وبعد الاستقلال، توسعت هذه المنطقة.
نواصل
تجربة إعادة تشييد مدينة الخرطوم ( 2 /2)
الفترة: ( 1898- 1956)
1
بعد الحرب العالمية الثانية اصبحت الانتماءات القبلية القديمة تذيل لتحل محلها الانتماءت العصرية
حسب مدارسها المختلفة وألوانها وأنماطها كنقابات العمال وهيئات العاملين وفرق الكرة المدرسية والمدارس الفكرية وغيرها ( ابو سليم ، ص 163).
كما حافظت أم درمان على طابعها القومي، اضافة لازدهار الصناعات الحرفية في اسواقها، وقامت بها أندية الخريجين والأندية الرياضية والثقافية، ونشأت فيها الحركة الوطنية وحركة الفن الحديث وغير ذلك.
كانت الخرطوم ( العاصمة المثلثة) من أكبر المراكز الحضرية والتجارية في السودان، ونشأت فيها أسواق كبيرة تُعرض فيها المواد الغذائية والفواكه، الحبوب ، اللحوم، ومنتوجات الإنسان والمصوغات الأجنبية والمحلية، وغير ذلك.
بلغ اعداد سكان العاصمة المثلثة ( الخرطوم، الخرطوم بحرى، أم درمان) حوالي 81880 نسمة في عام 1904، وكان هذا التوسع السكاني المتزايد نتيجة لتزايد الطلب للعمالة لمقابلة التوسع في إدارة الحكم الثنائي، وتنفيذ مشروعاتها الاجتماعية والاقتصادية ، فقد كان حجم القوى العاملة في العاصمة المثلثة حوالي 15,000 في عام 1908، وكمذ ذلك الوقت ظل يرنفع حتى وصل الي 90,000 في احصاء 1956.
وكان من الطبيعي أن تلعب هذه القوى التي تتحصل على مرتبات نقدية كل شهر دورا هاما في جذب صغار المنتجين في الأرياف الي نطاق اقتصاديات السوق والتعامل مع المراكز الحضرية مثل العاصمة المثلثة ( تيم نبلوك ، صراع السلطة والثروة في السودان، ترجمة محمد على جادين والفاتح التيجاني، دار جامعة الخرطوم 1990).
مع توسع النشاط التجاري وانتشار التعامل النقدي تمكنت طبقة التجارمن تحقيق أرباح وفوائد كبيرة.
2
في الخرطوم كان يسكن الإداريون الانجليز والتجار الأجانب وقلة من أثرياء التجارالسودانيين في أحياء خاصة، فكان الانجليز يسكنون في الحى الشرقي ذى المبانى الجميلة المزودة باثاث الراقىوالحدائق الغناء والملاعب والاستراحات، وهذا الحى يقع على النيل الأزرق مباشرة ولا يسكنه من غير السودانيين سوى عبد الرحمن المهدي، وعلى الميرغني ولكل منهما قصر فيه، ويوجد خارجه ميدان لسباق الخيل.وهذا الحى بالخرطوم احتوى على المتاجر الواسعة التي يرد اليها كل مايوجد في العالم الممتدين من صناعات استهلاكية ومعلبات ومأكولات وغيرها ( للمزيد من التفاصيل ، انظر، صحيفة جريدة صوت السودان، 6 / 7 / 1947، وهيكل : عشرة أيام في السودان ص 51- 55).
وتصف جريدة صوت السودان أحد بيوت التجار الأجانب الفاخرة وهو "جون قهواني" ومحتوياته التي تتكون من أثاث فاخر من راديو فيلبس وثلاجة كهربائية ( وقتها كانت سلع سلع كمالية نادرة)، وسيارة فورد، وطقم غرفة نوم ، وطقم غرفة سفرة، وطقم غرفة استقبال، وفاترينة هائلة بمرايات بلجيكي، ومكتب وطقم كراسي قش، وتربيزات وسرائر " وعنقريبات" ومراوح سقف وسجاجيد كبيرة’ ( صوت السودان (3 / 6 / 1947).
في حين أن الأحياء الشعبية كانت من الجالوص ، اضافة لعدم الخدمات الصحية فيها وغير ذلك.
كما تصف صوت السودان 7 /4/ 1947 مدينة أم درمان وتقول: إنها مدينة وطنية بجميع مظاهرها، شوارع منظمة وغير مسفلتة ، ولا توجد بها مجارى، وكانت( الادبخانات) الموجودة غير صحية، لذلك اصبحت بعض الأحياء مليئة بالذباب خاصة وأن عمال الصحة كانوا لا يهتمون برش المبيدات القاتلة للذباب.
3
كما تركزت في العاصمة المثلثة مقر المصالح الحكومية والإدارات المركزية والحاكم العام ، وفيها المعاهد والمدارس والمستشفيات والمتاحف ودور العرض ، كما كان بالخرطوم الأندية والحدائق والمقاهي ودور اللهو والبارات وآماكن ممارسة البغاء.
ضمت العاصمة خليطا من السكان المنتمين الي الجنسيات المختلفة مثل: الاوربيين وخاصة الانجليز واليونانيين، والمصريين، والسوريين، وكان طابع المدينة اوربيا حتى شوارعها حملت أسماء انجليزية مثا : استاك ، غوردون، ستيوارت، ونجت، وفكتوريا.
(للمزيد من التفاصيل، راجع ، زكي البحيري: التطور الاقتصادى والاجتماعى في السودان، دار النهضة المصرية 1988 ، ص 428).
كانت أمدرمان عاصمة وطنية، وبالمدينة أزقة ضيقة وحرف وطنية بسيطة طابعها افريقي بحت، وبها مسجد الخليفة وقبر المهدى الذي أعاد البريطانيون بناءه بعد هدمه. وقد عانت أم درمان من أزمة المساكن بعد الحرب العالمية الثانية، ولذلك أُعيد تخطيط المدينة تمهيدا لإعادة بناء الدكاكين وآماكن الصناعات المحدودة، وخُصص للصناعات الخفيفة حيا خاصا، وكان من ضمن المناطق التي أُعيد تخطيطها حى الملازمين والعرضة وبانت( زكي بحيري، مرجع سابق، ص 429).
كانت أمدرمان تسكنها قطاعات من قبائل مختلفة، كما كان بها سوقها المشهور الذي يأتي اليه البدو لبيع مواشيهم وأغنامهم وجمالهم، وبها تجار الجملة، وبعض الأجانب (حى المسالمة)، كما يسكنها صغار موظفي الحكومة وعمال السكة الحديد والحرفيون والمهاجرون من الغربيين، وفيها مقار مشايخ الطرق الصوفية والزعماء الدينيين.
وجدت مدينة الخرطوم دفعة معمارية بعد انقشاع الأزمة الاقتصادية في عام 1938 تمّ تشييد 1405 كلم من الطرق المعبدة ، واربعة كلم من الطرق المسفلتة، و258 لمبة كهربائية في الطرقات، و4500 شجرة ، وميادين خضراء لكرة القدم والبولو والتنس.
للمزيد من التفاصيل راجع ، د. محمد سعيد القدال، تاريخ السودان الحديث، القاهرة 1993، ص 280).
هذا وقد بلغ سكان العاصمة المثلثة عام 1955 حوالي 207 الف نسمة منهم 114 الف من أمدرمان والباقي في الخرطوم والخرطوم بحري ( زكى بحيري، 429).
هكذا تم إعادة تشييد مدينة الخرطوم في فترة الحكم البريطاني، ومع التطورات التي حدثت في ميادين الزراعة والتجارة والصناعة والأسواق ، اضافة للعاصمة المثلثة الخرطوم ، حدثت تطورات بقيام مدن أخرى جديدة ، اضافة للمدن التاريخية، مثل: عطبرة التي نشأت مع قيام سكك حديد السودان عام 1906، وميناء بورتسودان التي تم بناءها عام 1909 لتحل محل سواكن، ومدينة الأبيض المشهورة بسوقها الكبير للصمغ العربي، ومدينة وادي مدني التي اتسعت مع قيام مشروع الجزيرة حتى اصبحت ثالث مدينة من حيث حجم السكان والأهمية بعد العاصمة والأبيض، وسنار التي كانت مركز تلاقى خطوط السكك الحديدية والطرق البرية وبها خزان سنار، وكوستي التي كانت مدينة حديثة ربطت جنوب السودان بشماله عن طريق النقل النهري اضافة لأهميتها التجارية، وغير ذلك من المدن المشهورة مثل: كسلا، القضارف، حلفا، الفاشر، . الخ.التي تطورت في الفترة قيد الدراسة.
وأخيرا تجربة إعادة تشييد مدينة الخرطوم تفيدنا في إعادة إعمارها مع بقية المدن التي دمرتها الحرب اللعينة الجارية حاليا.
alsirbabo@yahoo.co.uk