إيكونوميست: هكذا كان عالم الجاسوسية وهكذا أصبح
تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT
كانت أجهزة الاستخبارات تقضي وقتها في محاولة الحصول على أسرار الآخرين، وحماية أسرارها الخاصة، والانخراط في أنشطة سرية، وكانت التكنولوجيا جزءا لا يتجزأ من هذا الأمر حتى أصبحت الاستخبارات "آلية وصناعية"، ثم مستهلكا نهما لأعلى التقنيات المتاحة، ولكن أدوات التجسس العالمية تغيرت مع تغير العالم الذي يتم استخدامها فيه.
لإلقاء الضوء على هذا الموضوع، انطلقت مجلة إيكونوميست من اكتشاف محللي الاستخبارات قبل بضع سنوات أن كاميرات المراقبة المتصلة بالإنترنت في تايوان وكوريا الجنوبية كانت تتصل، لسبب غير مفهوم، بأجزاء حيوية من شبكة الكهرباء الهندية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لا للتجنيد بالجيش الصهيوني.. لوفيغارو: اليهود المتشددون لن يقبلوا الخدمة العسكريةlist 2 of 2خبير أميركي: عودة ترامب تنذر بإعادة أوروبا إلى ماضيها الفوضويend of listوأوضحت المجلة -في مقال للباحث بمعهد لندن الملكي شاشانك جوشي- أن هذا الاتصال الغريب تبين أنه طريق ملتو متعمد، كان الجواسيس الصينيون يتواصلون من خلاله مع برامج ضارة دفنوها سابقا عميقا داخل أجزاء مهمة من الشبكة الهندية من المفترض أنها للتمكن من التخريب في المستقبل.
وقد اكتشف هذا الاتصال، محللون أثناء قيامهم بمسح الإنترنت للبحث عن عقد "القيادة والتحكم" التي يستخدمها المتسللون كنقاط انطلاق لضحاياهم، مما يعني أن الكشف عن هذا الهجوم لم يكن من قبل وكالة استخبارات هندية ولا غربية، ولكن من قبل شركة "ريكورد فيوتشر" الأميركية، حسب الكاتب.
وأشار الكاتب إلى أن الاختراق الصيني واكتشافه، كان نموذجا مصغرا للذكاء الحديث، حيث الإنترنت والأجهزة المتصلة به موجودة في كل مكان، مما يوفر فرصا وافرة للمراقبة والفخاخ والعمليات السرية.
انتشار الإنترنت
وليست الكاميرات الموجودة في تايوان وكوريا الجنوبية سوى جزء من أكثر من مليار كاميرا تم تركيبها على مستوى العالم، وهي جزء من شبكة متنامية من المراقبة التقنية التي جعلت الحياة أكثر صعوبة بالنسبة لضباط المخابرات والعملاء الذين يتعين عليهم تجنيدهم.
وكان أول حاسوب قابل للبرمجة قد تم تطويره لكسر الرموز النازية، كما أدى ظهور أقمار التجسس إلى كشف سطح الأرض، وبالتالي غيرت الأدوات المتطورة، مثل الترانزستورات المصغرة والحبر السري المستمدة من صناعة البلاستيك الناشئة، كيفية عمل الذكاء البشري.
وفي ذلك الوقت، كما هو الحال الآن، كانت بعض هذه التكنولوجيا تأتي من خارج عالم الجواسيس، وبالفعل عندما عقدت وكالة المخابرات المركزية (السي آي إيه) إحدى أولى ندواتها حول الذكاء الاصطناعي في عام 1983، كان فيها عرض للبائعين، حيث كانت أجهزة الحاسوب العملاقة وطائرات التجسس والأقمار الصناعية مشاريع نخبوية، تُستخدم في الغالب للتجسس على عالم لا يمتلك تلك التكنولوجيا.
أما الأمر المختلف اليوم -حسب شاشانك جوشي- فهو أن التكنولوجيا الرقمية قد تسربت إلى كل ركن من أركان الحياة، حيث يوجد الآن 8.5 مليارات هاتف ذكي في جميع أنحاء العالم، وهي جزء من ثورة الإلكترونيات الدقيقة التي انخفضت فيها تكلفة الكاميرات والميكروفونات وأجهزة استقبال نظام تحديد المواقع العالمي وأجهزة الاستشعار الأخرى.
ومع ارتفاع معدل انتشار الإنترنت على مستوى العالم من 35% إلى 67%، تم ربط أجهزة الاستشعار هذه، في الهواتف وأجهزة الحاسوب والسيارات وأجهزة التلفزيون، معا، مما أدى إلى إنشاء مصانع استخباراتية في كل جيب وفي كل شارع، وأصبحت الخوارزميات والقدرة الحاسوبية اللازمة لفهم سيل البيانات أكثر قدرة وكفاءة بشكل كبير.
وقد غيّر هذا الانتشار الأشياء التي يهتم بها الجواسيس، لأن أجهزة الاستخبارات ليست مكلفة فقط بمراقبة التكنولوجيا التي يستخدمها منافسوها، ولكن بكيفية استخدامها، ولذلك تشعر أجهزة الأمن الغربية بالقلق من أن النفوذ الصيني على المنتجات المتصلة بالإنترنت، من تيك توك إلى أجهزة التوجيه إلى السيارات ذاتية القيادة، يمكن أن يصبح أدوات لجمع البيانات أو التدخل السياسي أو التخريب في زمن الحرب.
الآن تراني
وبالإضافة إلى تغير ما يمكن التجسس عليه، تغيرت أيضا كيفية عمل الجواسيس، وأصبحت العمليات أكثر صعوبة، إذ إن نمو "المراقبة الفنية في كل مكان" جعل من الصعب إخفاء هويات ضباط المخابرات، ومن الصعب عليهم السفر تحت أسماء مستعارة، ومن الصعب عليهم مقابلة العملاء دون القبض عليهم، لأن التدقيق أصبح أكثر فعالية وأكثر انتشارا وأكثر عدائية بعد أن صدرت الصين تكنولوجيا المراقبة إلى جميع أنحاء العالم.
وأشار شاشانك جوشي إلى أن هذه ليست مجرد ألعاب غامضة للتجسس ضد التجسس، موضحا أن غزو حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لإسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول كشف عن عواقب الفشل الاستخباراتي.
وخلص إلى أن هذه التكنولوجيا تظهر كيفية تأثير "المراقبة الفنية في كل مكان" وطوفان البيانات والتقدم في الذكاء الاصطناعي، على كل فرع من فروع التجسس، بدءا من المحللين الجغرافيين الذين يجب عليهم الخوض في كومة متزايدة من صور الأقمار الصناعية، ثم الوكالات المهمة التي يجب عليها التنصت على عالم مشفر إلى حد كبير.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
وكيل صحة قنا يتفقد المشروع الأوروبي ويُوصي بالإهتمام بالأطفال المعثور عليهم
تابع الدكتور محمد يوسف عبدالخالق وكيل وزارة الصحة بقنا، اليوم الخميس، سير العمل بوحدة المشروع الأوروبي داخل مدينة قنا للإطمئنان علي الخدمات الطبية المقدمة به.
وخلال زيارته التي رافقه فيها الدكتورة سمر عاطف وكيل المديرية والدكتورة إيناس فاروق مديرة إدارة الرعاية الأساسية ، الدكتورة سلمي القاضي مدير المكتب الفني، تفقد وكيل الوزارة الإستقبال وراجع توافر رصيد كافي من أدوية الطوارئ والمستلزمات الطبية ، كما وراجع أعمال المبادرات الرئاسية المختلفة المختلفة بالوحدة.
وشدد علي ضرورة تقديم الدعم الطبي لجميع المترددين علي الوحدة من المواطنين.
كما وراجع وكيل صحة قنا، وسائل تنظيم الأسرة بالوحدة وتوافر الأنواع المختلفة منها ووجود رصيد كافي منها هذا وقد إستمرت جولة وكيل الوزارة بتفقد الصيدلة ومراجعة توفير الأدوية اللازمة والتسجيل الصحيح للمنصرف من الأدوية ومراجعة تواريخ الصلاحية للأدوية ، كما وتفقد عيادة الأسنان وتشغيل وحدة الأسنان بكفاءة وفقاً للتردد ، وكذا تشغيل المعمل بكفاءة عالية ، وخلال زيارته داخل المشروع الأوروبي والتي كان في صحبته الدكتورة زينب أحمد حسين مدير الإدارة الصحية بقنا ، تفقد وكيل الوزارة قسم الأطفال المعثور عليهم.
حيث إطمئن علي كل طفل منهم ومراجعة الحالة الصحية العامة لهم ومراجعة التطعيمات الروتينية والأدوية اللازمة لهم ، كما راجع مستوي النظافة للأطفال ولغرفتهم ومدي إلتزام الفريق بتقديم أقصي مستوي رعاية لهماللجنة التنفيذية لمشروع التشخيص عن بُعد بوزارة الإتصالات تُجري جولة تفقدية داخل مستشفيات قنا .
قام وفد من وزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات برئاسة المهندس محمد عاطف المدير التنفيذى للمبادرة الرئاسية للتشخيص عن بُعد وعضو اللجنة التنفيذية بوزارة الإتصالات، والمهندس محمد عبدالله المدير التِقنى للمبادرة بوزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والدكتور عمر الوقاد منسق عام المبادرة بوزارة الصحة بجولة ميدانية موسعة لمتابعة العمل بوحدات التشخيص عن بُعد بمستشفيات مديرية الصحة بمحافظة قنا.
وأوضح الدكتور محمد يوسف عبدالخالق وكيل وزارة الصحة بقنا أن الفريق الوزاري الذي رافقه الدكتورة رشا عبدالستار منسق المبادرة بالمديرية بتفقد عدد من وحدات التشخيص عن بُعد بمستشفيات مديرية الصحة بقنا، قد قام بزيارة ميدانية على مدار ثلاثة أيام لتفقد وحدة التشخيص عن بُعد بمستشفى قوص المركزى ، ومتابعة الآداء بها ، تبعها جولة داخل الوحدة الصحية بقرية البراهمة بمركز قوص حيث قام الفريق بتدريب مجموعة من الأطباء والفنيين بالوحدة على كيفية تشغيل الوحدة والإستفادة القصوي من خدماتها، وإستمر الفريق في متابعته بعقد إجتماع بفريق مستشفى قنا العام وفريق حميات قنا داخل مستشفى حميات قنا للوقوف على مشاكلهم و معوقات العمل بالوحدة ، مستكملين نشاطهم بعقد تدريب فعلي داخل مستشفى قنا العام على المنظومة لتكون جاهزة للتشغيل .
وأضاف وكيل الوزارة أن جولة الفريق الوزاري إستمرت بزيارة وحدة التشخيص عن بُعد بمستشفى الوقف المركزى لمتابعة الأداء بها وعقد إجتماع مع فريق العمل، كما وراجع الفريق مستشفى نجع حمادى العام والوحدة الصحية بكوم يعقوب التابعة لإدارة أبو تشت الصحية لعمل تدريب على المنظومة ومراجعة تنفيذها بصورة دقيقة وإلمام الفريق الطبي بتنفيذها بصورة صحيحة.
مشيراً إلي عرض معوقات التشغيل وعرض المقترحات اللازمة نحو التحسين المستمر بهدف الإستفادة القُصوى من هذه المبادرة الرئاسية المفيدة والتي تهدف إلي الربط بين مستشفيات وزارة الصحة ومستشفيات وزارة التعليم العالى، عبر إتاحة حلول تكنولوجية وبنية تحتية من خلال وزارة الإتصالات و تكنولوجيا المعلومات ، لضمان وصول خدمة طبية تليق بالمواطن المصرى و تخفيفاً من عبء وعناء السفر و الإنتقالات التي قد يتكلفها المواطنين للحصول علي تلك الخدمات خارج المحافظة ، والمساهمة فى رفع كفاءة الهيئة الطبية بمستشفيات وزارة الصحة و تطوير آداء الخدمة الصحية المقدمة بها، وكذلك تنسيق المرضي بالجلسات بين مستشفيات الصحة والمستشفيات الجامعية.
وأشارت الدكتورة رشا عبدالستار أن المبادرة تأتي تنفيذاً لتكليفات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية والأستاذ الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، لواء الدكتور المهندس أشرف محمد عبد العليم مساعد وزير الصحة و السكان لنظم المعلومات والتحول الرقمى بالعمل علي إنشاء 300 وحدة للتشخيص عن بُعد ضمن المبادرة الرئاسية بمختلف محافظات الجمهورية .
واشارت إلي أن وحدات التشخيص عن بُعد بقنا تشمل سبعة وحدات بكل من (مستشفى قنا العام -مستشفى حميات قنا -مستشفى قوص المركزى-الوحدة الصحية بالبراهمة - مستشفى الوقف المركزى - مستشفى نجع حمادي العام - الوحدة الصحية بكوم يعقوب بأبوتشت).