يشكل الطقس المتقلب خطرا على أعالي البحار. وتشكل الأسواق المتقلبة تهديدا مماثلا لصناعة سفن الحاويات التي تحمل 80% من حجم البضائع المتداولة دوليا. فقد أدى وباء كورونا، الذي أبقى الناس في منازلهم شهورا دون أن يفعلوا شيئا سوى الشراء إلى ارتفاع أسعار الحاويات إلى عنان السماء حسب ما تقول مجلة الإكونوميست.

وعام 2022 تجاوز العائد على رأس مال الخطوط الملاحية 40%، أكبر الأرباح المحققة، فقد كانت 3 أضعاف إجمالي الأرباح خلال العقدين الماضيين مجتمعين.

وانخفضت الأسعار والعوائد مع تراجع الطلب وبدأت شركات الشحن في استلام السفن الجديدة المطلوبة خلال فترة الازدهار.

ثم أدت هجمات جماعة جماعة الحوثي اليمنية على السفن في البحر الأحمر إلى تراجع نشاط قناة السويس المصرية. وقد أدى هذا الاضطراب إلى إعادة المعدلات إلى مستويات قياسية في عمليات الشحن البحري لم يتم تجاوزها إلا خلال الوباء. فإلى متى ستستمر الأوقات الجيدة هذه المرة؟

وتقول إكونوميست إن هذا قد لا يدوم طويلا، ويعتقد أحد الوسطاء أن متوسط ​​العائد على رأس مال شركات الشحن البالغ 4.7% بين عامي 2002 و2019 تراجع في أعقاب تكلفة رأس المال، والتي بلغ متوسطها 10% أو نحو ذلك.

ويستغرق بناء السفن الجديدة بضع سنوات، وفق بيمكو وهي جمعية صناعية. ففي عام 2023 أضاف الأسطول العالمي قدرة تبلغ حوالي 2.3 مليون وحدة مكافئة 20 قدمًا (المقياس المعياري لحجم الحاوية) متجاوزًا الرقم القياسي السنوي السابق بنسبة 37%. ووصل مليون آخر في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2024.

وفي فبراير/شباط الماضي، دفعت المخاوف بشأن فائض سفن الشحن شركة "إيه بي مولر ميرسك" (وهي ثاني أكبر خط شحن في العالم) إلى التحذير من أنها قد تخسر ما يصل إلى 5 مليارات دولار هذا العام. والآن تعتقد ميرسك أنها ستحقق بدلا من ذلك ربحا قبل الضريبة ربما يصل 3 مليارات دولار، فما الذي تغير؟

أبرز موانئ البحر الأحمر وحجم المبادلة السنوية (الجزيرة) ارتفاع الطلب

يشير ستيفن غوردون، من شركة كلاركسون لوساطة السفن، إلى أن الاضطراب بالبحر الأحمر هو السبب الرئيسي لارتفاع الطلب. ولا يظهر الحوثيون أي مؤشرات على التوقف عن هجماتهم. وفي الأيام الأخيرة، قُتل بحار، وغرقت سفينة وتركت أخرى مشتعلة بالنيران.

وكان هذا الممر المائي، حسبما تقول الإكونوميست، يمثل 30% من حركة الحاويات العالمية، لكن 90% من السفن التي كانت ستعبر البحر الأحمر تغير الآن مسارها إلى رأس الرجاء الصالح أقصى جنوب قارة أفريقيا، مما يضيف فترة أسبوع أو أسبوعين على الأقل إلى الرحلات من آسيا إلى أوروبا وأميركا.

وتعني الرحلات الأطول أن هناك حاجة إلى المزيد من السفن لنقل نفس الحجم من البضائع في فترة معينة.

كما أن الهجمات الحوثية أثرت على نشاط قناة السويس في وقت تقوم فيه قوى أخرى بزيادة خطوط الشحن.

سفن الشحن البحري مدن الحديد المرعبة التي تجوب البحار (الجزيرة)

ولقد تجنب الاقتصاد العالمي الركود، ووصل موسم الذروة لحركة الحاويات مبكرًا، حيث قام المستوردون بالتخزين لعيد الميلاد لتجنب الاضطرابات والتعريفات المحتملة والزيادات الإضافية بأسعار الشحن، حسبما يوضح بنك "إتش إس بي سي".

والآن تضاعفت تكلفة إرسال حاوية من شنغهاي بالصين إلى الساحل الغربي لأميركا منذ أواخر أبريل/نيسان، لتصبح الآن أكثر من 4 أضعاف ما كانت عليه أوائل ديسمبر/كانون الأول الماضي، وأقل بنسبة 12% فقط من ذروة وباء كورونا في فبراير/شباط 2022.

وإذا ظل البحر الأحمر مضطربا حتى وقت لاحق من هذا العام، فإن الطلب الإضافي يمكن أن يمتص زيادة الأساطيل المتنامية بشكل أو بآخر، والذي من المتوقع أن ينمو بنسبة 8% هذا العام. وإذا تراجع الحوثيون عاجلاً، فإن ذلك سيترك العديد من السفن الجديدة عاطلة عن العمل.

ماذا عن السنوات المقبلة؟

يعترف فنسنت كليرك، الرئيس التنفيذي لشركة ميرسك، بأن فائض الشحن هو مرة أخرى إحدى النتائج المحتملة.

وتشير إكونوميست إلى أن العديد من منافسي ميرسك يستخدم المكاسب غير المتوقعة لطلب سفن جديدة. لكن كليرك يظل متفائلاً بإمكانية تجنب زيادة العرض إذا أخرت شركات الشحن استلام السفن من المؤجرين وتخلصت من السفن القديمة عاجلاً، وهي ليست فكرة سيئة لأنها تساعد هذه الشركات على تجديد أساطيلها رغم أن من المرجح أن تظل الأمور "متقلبة وغير متوقعة" إلا أن هذا قد يعني "عقدًا من ظروف السوق القوية" بالنسبة لهذه الصناعة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات البحر الأحمر من السفن

إقرأ أيضاً:

الحوثيون يستهدفون حاملة طائرات أميركية للمرة السادسة في شهر

أعلنت جماعة أنصار الله (الحوثيون) في اليمن -اليوم الأربعاء- استهداف حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس هاري ترومان" في البحر الأحمر بصواريخ ومسيّرات في سادس هجوم يطالها خلال نحو شهر.

وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع -في بيان- إنهم نفذوا "عملية عسكرية استهدفت حاملة الطائرات الأميركية يو إس إس هاري ترومان وعددا من القطع الحربية التابعة لها شمالي البحر الأحمر".

وأضاف سريع أن الهجوم كان "بعدد من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيّرة، وذلك خلال محاولتهم تنفيذ عمليات لاستهداف اليمن"، مشيرا إلى أن هذا الاستهداف لحاملة الطائرات هو السادس منذ قدومها إلى البحر الأحمر منذ نحو شهر.

وردا على سؤال من وكالة الصحافة الفرنسية، أكد مسؤول دفاعي أميركي أن "جميع الأفراد بخير، ولم تتضرر أي من السفن أو المعدات الأميركية"، دون أن يؤكد وقوع الهجوم من عدمه.

وأفاد المتحدث باسم الحوثيين بأن قوات الحوثيين ستبقى جاهزة لأي تصعيد أميركي أو إسرائيلي، وأنها مستمرة في تأدية واجباتها تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم، وعملياتها لن تتوقف إلا بوقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة.

وأول أمس الاثنين، أعلنت جماعة الحوثي أنها نفذت 5 هجمات عسكرية ضد حاملة الطائرات الأميركية ترومان في البحر الأحمر في أقل من شهر، متوعدة بمزيد من المفاجآت.

إعلان

وتضامنا مع غزة بمواجهة الإبادة الجماعية الإسرائيلية، يهاجم الحوثيون منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023 سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر بصواريخ وطائرات مسيّرة، كما يهاجون أهدافا في إسرائيل.

ومنذ مطلع 2024 بدأت واشنطن ولندن شن غارات جوية وهجمات صاروخية على مواقع للحوثيين في اليمن، وهو ما قابلته الجماعة بإعلان أنها باتت تعتبر السفن الأميركية والبريطانية كافة ضمن أهدافها العسكرية، وتوسيع هجماتها إلى السفن المارة بالبحر العربي والمحيط الهندي أو أي مكان تصله أسلحتها.

مقالات مشابهة

  • بلومبيرج : الهدوء في البحر الأحمر سيخفض أرباح شركات الشحن
  • توقعات بوقف الحوثيين هجمات البحر الأحمر مع اتفاق غزة
  • “ميرسك وهاباج لويد” تستبعدان استئناف الشحن عبر البحر الأحمر
  • رويترز: مصادر بحرية تتوقع توقف الحوثيين هجماتهم في البحر الأحمر بعد اتفاق غزة
  • شركتي “ميرسك وهاباج لويد”: لا نتوقع العودة لمسار البحر الأحمر
  • "ميرسك" و"هاباغ لويد" لا تتوقعان العودة فورا للبحر الأحمر
  • ميرسك وهاباج لويد تستبعدان استئناف الشحن عبر البحر الاحمر
  • الحوثيون يستهدفون حاملة طائرات أميركية للمرة السادسة في شهر
  • اعتراف بريطاني بتراجع منسوب السفن البريطانية والأمريكية في البحر الاحمر
  • بايدن: حشدنا أكثر من 20 دولة لحماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر .. هل سيصدق في استهداف الحوثيين