بسبب إشارته للجماهير في بطولة اليورو.. بيلينجهام يواجه إحتمال الإيقاف
تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT
يواجه جود بيلينجهام لاعب منتخب إنجلترا إحتمال الإيقاف في بطولة كأس أمم أوروبا 2024 بعد أن فتح الإتحاد الأوروبي لكرة القدم تحقيقا في إشارة قام بها أثناء إحتفاله بتسجيل هدف مذهل من ركلة مقصية في شباك منتخب سلوفاكيا في دور ال16 بالبطولة.
بسبب إشارته للجماهير في بطولة اليورو.. بيلينجهام يواجه إحتمال الإيقافوأدرك بيلينجهام التعادل في الدقائق الأخيرة لينقذ إنجلترا من خسارة مذلة، وفي النهاية حقق منتخب إنجلترا الإنتصار في الوقت الإضافي ليحجز بطاقة التأهل إلى الدور ربع النهائي ومواجهة سويسرا في الدور ذاته.
وعقب هدفه شوهد بيلينجهام يصرخ، بينما كان يركض نحو جماهير إنجلترا بعد التسجيل، وأظهر الفيديو مهاجم ريال مدريد ومنتخب "الأسود" الثلاثة وهو يقبل يده ويمسك بمنطقة العانة في إشارة بدا أنها موجهة نحو جانب الملعب.
وفي ظل إتهامات له بعدم إحترام مقاعد بدلاء سلوفاكيا أو أنصارهم، وشرح اللاعب تصرفاته على مواقع التواصل الإجتماعي، حيث غرد قائلا: "كانت لفتة مزحة داخلية تجاه بعض الأصدقاء المقربين الذين كانوا في المباراة، لا شيء سوى الإحترام لكيفية لعب فريق سلوفاكيا الليلة".
ولكن يجري التحقيق في الواقعة من قبل مفتش الأخلاقيات والإنضباط في الإتحاد الأوروبي لكرة القدم، وقال الإتحاد في بيان: "سيجري الإتحاد الأوروبي لكرة القدم تحقيقا تأديبيا بشأن إنتهاك محتمل للقواعد الأساسية للسلوك اللائق من قبل لاعب الإتحاد الإنجليزي لكرة القدم جود بيلينجهام، والذي يزعم أنه حدث في نطاق هذه المباراة، ستتوفر المعلومات حول هذا الأمر في الوقت المناسب".
وتتضمن قواعد الإتحاد الأوروبي لكرة القدم العقوبات المفروضة على إنتهاك السلوك اللائق والتي تشمل التحذير والتوبيخ وغرامة تصل إلى 100 ألف يورو والإيقاف لعدد محدد من المباريات.
وإستمتع جود بيلينجهام البالغ من العمر 21 عاما بموسم رائع مع الريال حيث فاز معه بلقبي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، كما أنه سجل الهدف الوحيد لمنتخب إنجلترا في الفوز بنتيجة (1-0) على صربيا بالرغم من أداءه في بطولة أوروبا 2024 فشل إلى حد كبير في تلبية التوقعات.
ومع ذلك، فإن هدفه الدرامي يوم الأحد سيبقى في الأذهان بإعتباره "أحد أفضل الأهداف في تاريخ إنجلترا" وفقا لقائد المنتخب هاري كين.
وسيكون أي إيقاف بمثابة ضربة قوية لكل من جود بيلينجهام ومنتخب إنجلترا، حيث أنه سيحرمه من المشاركة في الدور ربع النهائي أمام سويسرا وربما المزيد إذا تقدم كتيبة مدرب "الأسود" الثلاثة جاريث ساوثجيت في البطولة.
ورغم أن بيلينجهام لم يكن في أحسن حالاته خلال البطولة، حيث بدا خاملا ومتعبا في بعض الأحيان خلال المباريات الأربع الإفتتاحية، فقد قدم إثنين من أبرز لقطات إنجلترا، حيث أحرز هدفها الإفتتاحي أمام صربيا، قبل تلك الضربة الحاسمة في اللحظات الأخيرة لحرمان سلوفاكيا من الفوز.
ويبدو كول بالمر لاعب تشيلسي المرشح الأكثر وضوحا ليحل محل بيلينجهام في دور صانع الألعاب، إذا أصر ساوثجيت على اللعب بنفس طريقة 4-2-3-1، التي عانت إنجلترا حتى الآن من أجل فرض نفسها بها على أي من خصومها لفترة طويلة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: بيلينجهام اللاعب بيلينجهام ايقاف بيلينجهام عقوبة بيلينجهام اليورو الإتحاد الأوروبی لکرة القدم جود بیلینجهام فی بطولة
إقرأ أيضاً:
التراجع الشديد لكرة القدم العُمانية
أحمد السلماني
شهدت كرة القدم العُمانية في السنوات الأخيرة تراجعًا ملحوظًا؛ حيث عادت الهزائم الثقيلة لتلاحق المنتخبات والأندية بشكل غير مسبوق، مما أثار قلق الجماهير والنقاد والإعلام على حد سواء، وتجلت أبرز مظاهر هذا التراجع في التصفيات الآسيوية، عندما تلقى المنتخب الوطني الأول هزيمة قاسية أمام الأردن بأربعة أهداف دون رد، وهي نتيجة لم يتوقعها حتى أشد المتشائمين من أداء المنتخب.
لم يكن هذا السقوط مجرد تعثر عابر؛ بل مَثَّل صدمة حقيقية وألقى بظلاله على الواقع المؤلم للكرة العُمانية، التي كانت تُعَدّ في وقت سابق إحدى القوى المتطورة إقليميًا وقاريًا.
الهزائم لم تقتصر على المنتخب الوطني؛ بل امتدت لتشمل الأندية المحلية؛ حيث عانى نادي ظفار العريق، زعيم الأندية العُمانية بإنجازاته في الدوري والكأس، من هزيمة ثقيلة أمام نادي النصر الإماراتي بنتيجة 5-2 ضمن منافسات الأندية الخليجية. هذه النتيجة شكلت ضربة موجعة، لا سيما وأنَّ المواجهات السابقة بين الكرة العُمانية والإماراتية نادرًا ما كانت تنتهي بفارق كبير من الأهداف، إذ كانت تحمل دائمًا طابعًا تنافسيًا خاصًا. وجاءت هذه الخسارة لتؤكد أن الكرة العُمانية ليست في أفضل حالاتها، حيث بدا ظفار عاجزًا عن مجاراة النسق الهجومي العالي للنصر، مما أدى إلى استقبال شباكه خمسة أهداف.
في بداية تسعينيات القرن الماضي، شهدت الكرة العُمانية طفرة نسبية في القدرة على مجاراة المنتخبات الأخرى في المنطقة وآسيا، إذ قلّت الأهداف الكبيرة التي تتلقاها شباك المنتخب العُماني، بل وحققنا أول حضور لنا في البطولة الخليحية للناشئين العام 1993، وتأهلنا بعدها بعام إلى كأس العالم بإحراز المركز الثالث قاريًا. ثم صدمنا العالم بإحراز المركز الرابع في مونديال الإكوادور وسط ذهول الجميع؛ بل إن أفضل لاعب وهداف البطولة كان عُمانيًا،(مسيرته انتهت مبكرًا بقرار أرعن). تواصلت الإنجازات وتأهلنا لمونديال مصر، حيث بلغنا مراحل مُتقدمة قبل أن نُقصى على يد رونالدينيو البرازيلي ورفاقه، حققنا لقب آسيا وتأهلنا لمونديال ترينيداد وتوباغو.
كانت تلك الإنجازات نتج عن ذلك، ما أطلق عليه الجيل الذهبي، لكنه للأسف لم ينجح في الوصول إلى كأس العالم، نظرًا لقلة بطاقات التأهل الممنوحة لآسيا وقتها والتطور السريع للمنتخبات الآسيوية، الذي يصعب مجاراته في ظل غياب دوري قوي وأندية محترفة. ومع ذلك، استطاعت الكرة العُمانية أن تسجل حضورًا لافتًا في الساحة، لدرجة أن اليابان، القوة العظمى في آسيا، كانت تلعب بخطط دفاعية أمام "برازيل الخليج".
منذ عام 2004، بدأت الكرة العُمانية تفقد البوصلة مع الابتعاد عن منهجية التأسيس الحقيقي للفئات السنية، إذ لم تتأهل المنتخبات السنية للنهائيات الآسيوية لأكثر من عقدين. يُعزى ذلك إلى عدة أسباب، من أبرزها غياب الاستراتيجيات طويلة الأمد في تطوير الناشئين، وضعف البنية التحتية الرياضية، إضافة إلى نقص الاستثمارات والدعم المالي للأندية المحلية، وعدم توفر التأهيل الحقيقي للكفاءات الفنية، وحاليا يملك حوالي 25 مدربًا عُمانيًا شهادة الـPRO، لكن الغالبية منهم لا يعملون في الأندية أو المنتخبات، ولم يشقوا طريق الاحتراف في التدريب، لضعفهم فنيًا وعمليًا.
في ظل هذه الظروف الصعبة، تبدو الكرة العُمانية بحاجة ماسة إلى مراجعة شاملة واستراتيجية إصلاحية تركز على تحسين البنية التحتية، وتطوير مستوى اللاعبين الناشئين من خلال دعم المسابقات والأكاديميات والمدارس وربطها بمنظومة عمل متكاملة بدعم حكومي وبإشراف اتحاد الكرة. ينبغي أن تُمنح الفئات السنية الأولوية بدلاً من توجيه الدعم الكبير للمنتخب الأول، إضافة إلى توفير الدعم الفني والإداري اللازم للأندية.
يتبقى عام واحد لاتحاد كرة القدم الحالي، ولديه فرصة لجلب خبير فني حقيقي يتمتع بتجربة متميزة، لوضع خطة عمل تمتد لثماني سنوات، والعمل على تحقيقها، من أجل بناء كرة القدم العُمانية على أسس صلبة واحترافية، أو علينا أن ننتظر اتحاد كرة جديد بطموح عال، يعيد للكرة العُمانية هيبتها ويضعها مجددًا على خريطة المنافسة القارية. وإلّا، فعلى الجماهير العُمانية العاشقة لمنتخب بلادها أن تستعد لمزيد من الصدمات والنتائج المُخيِّبة للآمال. والله المُستعان.
رابط مختصر