صحيفة أمريكية: قطاع غزة يشهد حالة من الفوضى بعد مرور تسعة أشهر من الحرب الإسرائيلية
تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية اليوم الثلاثاء إن قطاع غزة يشهد حاليا حالة من الفوضى العارمة والانهيار التام للنظام العام بسبب الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكتوبر الماضي على القطاع وحركة حماس.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها إنه بعد مرور ما يقرب من تسعة أشهر على الحرب بين إسرائيل وحماس، لا تزال الجريمة والعنف في ارتفاع حيث يؤدي هذا الاتجاه إلى إزهاق المزيد من أرواح الفلسطينيين، مما يعرض للخطر عمليات المساعدات الدولية الهشة بالفعل، ويثير تحذيرات المسؤولين الأمريكيين والعرب الذين يشعرون بالقلق من أن غزة قد تعاني من فشل كامل في الحكم لسنوات قادمة.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل كسرت قبضة حماس على النظام العام، لكنها لم تملأ هذا الفراغ بنفسها ولم تسمح للسلطة الفلسطينية التي تتخذ من الضفة الغربية مقرا لها بالدخول لاستعادة الخدمات الأساسية.
ورأت أن إحجام إسرائيل عن تحمل المسؤولية عن الإدارة المدنية ورفضها السماح لحماس أو السلطة الفلسطينية بأية مجال لإدارة الخدمات المدنية الأساسية كان سببًا في خلق فراغ خطير في السلطة، ما يزيد مخاوف الولايات المتحدة في وقت تستعد فيه إسرائيل لإنهاء العمليات القتالية الكبرى في غزة دون خطة واضحة لما سيأتي بعد ذلك.
وتابعت الصحيفة أنه في شمال غزة، الذي فر منه معظم السكان، فإن المنازل المهجورة التي لم تتعرض للقصف من قبل إسرائيل معرضة لنهب الأثاث والألواح الشمسية واسطوانات الغاز فيما يتكدس معظم سكان غزة الآن في مخيمات وفي المراكز الحضرية التي تعرضت للقصف في المناطق الجنوبية والوسطى، دون ما يكفي من الغذاء أو الماء أو الدواء حيث تندلع نزاعات عنيفة حول الإمدادات الأساسية يوميًا، كما أن قوة الشرطة التي تسيطر عليها حماس إما غائبة أو عاجزة عن التعامل.
ونقلت الصحيفة عن رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة قوله إن الشرطة تعمل الآن وفق خطط الطوارئ وتفرض الأمن والأمان في الأماكن التي يمكنها ذلك، بما في ذلك محاولة منع النهب وملاحقة اللصوص وإعادة المسروقات إلى أصحابها."
وأضاف الثوابتة إن إسرائيل استهدفت العشرات من مراكز الشرطة وقتلت المئات من ضباط الشرطة منذ بداية الحرب، مما قوض قدرة القوة على العمل بكامل طاقتها، مشيرا إلى أن الحملة العسكرية الإسرائيلية تهدف إلى زرع الفوضى وتعطيل السلامة والأمن في قطاع غزة وإحداث فراغ إداري وحكومي.
وذكرت الصحيفة أن تواجد الشرطة في أنحاء غزة هذه الأيام بات متقطعا نظرا لأنه تم قصف مراكز الشرطة والسجون المهجورة، لذا فإن حبس المجرمين ليس خيارًا كما قُتل العديد من ضباط الشرطة ونزح آخرون وهم يحاولون تأمين الغذاء والإمدادات الأساسية الأخرى لأسرهم.
وسلطت الصحيفة الضوء على معاناة رجال الشرطة الذين ما زالوا يعملون بإرهاق ويعانون من نقص الموظفين، ويقولون لضحايا السرقة أنهم إذا حاولوا تعقب كل سلعة مسروقة فلن يكون لديهم الوقت لفعل أي شيء آخر كما أن نقص الوقود والاتصالات المتقطعة في غزة يعني أنهم لا يستطيعون قيادة سيارات الشرطة ولا يوجد إرسال، لذلك يقومون بدوريات راجلة ولا يمكنهم طلب الدعم.
وتابعت الصحيفة أنهم عادة لا يرتدون الزي الرسمي أو يحملون أسلحة خوفا من استهدافهم من قبل إسرائيل كما أنهم معرضون لخطر الوقوع في وسط دورات من العنف الانتقامي وأن يصبحوا هم أنفسهم أهدافًا.
ونقلت الصحيفة عن مسئول أمريكي مشارك في عمليات الإغاثة قوله: "لقد تدهورت القدرات العسكرية لحماس، وليس لديها القدرة الآن على فرض القانون والنظام، لذلك لا ينبغي لأحد أن يتفاجأ على الإطلاق بأن هذا هو الوضع داخل غزة في الوقت الحالي".
وأدت الحرب والحصار شبه الكامل إلى شل البنية التحتية الأساسية في القطاع الصغير، مما أثار الجوع والمرض ودفع الفلسطينيين اليائسين إلى نهب شاحنات ومستودعات المساعدات، وفقا للصحيفة.
ونقلت عن ويليام شومبورج، رئيس البعثة الفرعية للجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة قوله: "إن الانهيار العام للقانون والنظام... يشكل عائقًا كبيرًا أمام الجميع في غزة، نرى حالات عالية جدًا من النهب، والتي ترجع جزئيًا على الأقل إلى يأس المدنيين".
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد هجمات 7 أكتوبر الماضي على إسرائيل بقيادة حماس، شرعت إسرائيل في تدمير الجماعة في القطاع حيث قال الجيش الإسرائيلي إنه يعمل على تفكيك القدرات العسكرية والإدارية لحماس، وإنه يتخذ الاحتياطات الممكنة للتخفيف من الأضرار التي تلحق بالمدنيين، بما يتماشى مع القانون الدولي فيما رفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التعليق على الفوضى في غزة.
ونوهت الصحيفة بأنه قبل الحرب، كانت الشرطة تقوم بدوريات في الشوارع، التي كان سكان غزة يعتبرونها آمنة نسبيا، مع القليل من الجرائم الصغيرة والعقوبات القاسية التي توقع على المجرمين.
وبدأت الحرب بالهجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، والذي قُتل فيه 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، بحسب إسرائيل، وتم أخذ أكثر من 240 رهينة إلى غزة. وفي الرد العسكري الإسرائيلي، قُتل حوالي 38 ألف شخص في غزة، معظمهم من المدنيين، وفقًا لمسؤولين فلسطينيين.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الحرب الإسرائيلية قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
مهندس "خطة الجنرالات" يكشف: إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها في غزة
اعتبر الجنرال المتقاعد غيورا آيلاند، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، أن إسرائيل منيت بـ"فشل ذريع" في حربها على غزة، مؤكدا أن النتائج الميدانية تعكس عجزها عن تحقيق الأهداف التي وضعتها منذ بداية الهجوم، وفقاً لما ذكرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.
وقال آيلاند إن إسرائيل فشلت في فرض إرادتها على حركة حماس، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي اضطر إلى فتح معبر رفح، والانسحاب من محور نتساريم، بينما عاد آلاف الفلسطينيين إلى المناطق التي كان مخططا إخلاؤها بالكامل.
خطة لم تكتملوذكرت الصحيفة أن "خطة الجنرالات"، التي تبناها منتدى الضباط والمقاتلين في الاحتياط، هدفت إلى تهجير سكان شمال قطاع غزة بالكامل وتحويله إلى منطقة عسكرية مغلقة.
ورغم تنفيذ جزء من الخطة عبر الضغط العسكري والحصار، فإن الصحيفة أكدت أن المعطيات الميدانية تشير إلى فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها الرئيسية.
Relatedترامب يجدد تهديداته لحماس ويحدد توقيتاً لإعادة الأسرى: ما مصير الاتفاق؟هل بدأت إسرائيل في تطبيق "خطة الجنرالات" في شمال غزة؟ وقف تنفيذ خطة الجنرالات شمال قطاع غزة وخلاف حاد في المؤسسة العسكرية الإسرائيليةخطة الجنرالات: تهجير شامل وحصار عسكري على شمال القطاع لإجبار حماس على الاستسلامكما أن المخطط الأصلي كان يهدف إلى إجبار نحو 300 ألف فلسطيني على مغادرة شمال القطاع خلال أسبوع، تمهيدا لتنفيذ عمليات عسكرية موسعة.
لكن التطورات الأخيرة أظهرت أن جزءا كبيرا من السكان عادوا إلى مناطقهم، ما اعتبره آيلاند "إخفاقا استراتيجيا".
ثلاثة أخطاء استراتيجيةفي مقال لصحيفة"يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، حدد آيلاند ثلاثة أخطاء رئيسية ارتكبتها إسرائيل في الحرب:
1. تبني الرواية الأميركية بشأن حماسيرى آيلاند أن إسرائيل أخطأت حين ساوت بين حماس وتنظيم الدولة الإسلامية، مشيرا إلى أن الحركة ليست مجرد "تنظيم إرهابي"، بل كيان سياسي وعسكري يدير قطاع غزة منذ سنوات.
2. عدم استغلال نقاط ضعف حماسأشار آيلاند إلى أن الحرب تهدف إلى إجبار حماس على اتخاذ قرارات ضد إرادته، وهو ما يتطلب استراتيجيات متعددة تشمل العقوبات الاقتصادية، ودعم حكومة بديلة داخل غزة، وهي خطوات لم تنفذها إسرائيل بالشكل المطلوب.
انتقد آيلاند غياب رؤية إسرائيلية واضحة لما بعد الحرب، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم يقدم أي خطة سياسية خلال زيارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن إلى تل أبيب، حيث اكتفى بالقول "عندما نصل إلى اليوم التالي، سنتحدث عن اليوم التالي".
كما شدد آيلاند على أن إسرائيل بحاجة إلى مراجعة استراتيجياتها في الحروب المستقبلية، مؤكدا أن الضغط العسكري وحده غير كافٍ لتحقيق نصر استراتيجي.
واعتبر أن غياب رؤية شاملة تشمل البعدين السياسي والاقتصادي أدى إلى إطالة الحرب دون تحقيق مكاسب حقيقية، وهو ما يفرض على القيادة الإسرائيلية إعادة تقييم سياساتها العسكرية والأمنية.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية حماس: لغة التهديد والوعيد التي يستخدمها ترامب ونتنياهو لا تخدم تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار ترامب يجدد تهديداته لحماس ويحدد توقيتاً لإعادة الأسرى: ما مصير الاتفاق؟ صفقة التبادل بين التململ الإسرائيلي وخطة ترامب وتصعيد حماس.. فهل تندلع الحرب مجددا في غزة؟ قطاع غزةحركة حماسترحيل - طردإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني مخيمات اللاجئين