بلغ المنتخب الفرنسي الدور ربع النهائي من كأس أوروبا 2024 لكرة القدم المقامة في ألمانيا بفوزه الصعب بهدف عكسي على بلجيكا 1-0 في دوسلدورف، ضارباً موعداً مع نظيره البرتغالي الذي تأهّل بصعوبةٍ على حساب السلوفيني بركلات الترجيح 3-0 بعد التعادل السلبي في الوقتين الأصلي والإضافي في فرانكفورت.

في المباراة الأولى، جاء هدف الفوز عبر المدافع البلجيكي يان فيرتونجن الذي حوّل عن طريق الخطأ تسديدة البديل المهاجم راندال كولو مواني في مرمى فريقه (85).

وعاد المهاجم أنطوان جريزمان (33 عاماً، 133 مباراة دولية و44 هدفاً) إلى التشكيلة الأساسية بعدما جلس على مقاعد البدلاء في التعادل أمام بولندا 1-1 في اختتام دور المجموعات في 25 الشهر الحالي، بعدما ظهر بمستوى متواضع في المباراتين السابقتين.

ولعب جريزمان خلف ثنائي الهجوم كيليان مبابي الذي لم يبرز خلال المباراة وماركوس تورام، في حين استهل عثمان ديمبيليه المباراة على مقاعد البدلاء وذلك للمرة الأولى في النسخة الحالية للبطولة القارية.

وهي المباراة الخامسة عشرة لمدرب فرنسا ديدييه ديشان (55 عاماً) في كأس أوروبا، متساوياً مع السويدي لارس لاجرباك والبرتغالي فرناندو سانتوش، وخلف الألماني يواكيم لوف (21)، الأول في هذا الترتيب. كما يحمل الأخير الرقم القياسي في عدد الانتصارات (12) أمام ديشان بالذات (8).

وقال ديشان عقب فوز فريقه: خضنا مباراة كبيرة أمام منتخب عظيم، وكانت المباراة متقاربة حتى لو استحوذنا على الكرة وحصلنا على الكثير من الفرص.

وتابع: يجب ألا نستهين بما حققناه، فنحن في ربع النهائي.

في المقابل، أدخل المدرب الإيطالي-الألماني دومينيكو تيديسكو تغييرات جذرية على التشكيلة التي تعادلت أمام أوكرانيا سلباً في المرحلة الأخيرة من دور المجموعات، فزّج بالمهاجم لويس أوبندا في المقدمة مع روميلو لوكاكو والجناح جيريمي دوكو، ووضع يانيك كاراسكو على الجهة اليسرى.

وانتظر المنتخبان حتى الدقيقة 24 من الشوط الأول لخلق أول فرصة خطرة وكانت عبر ركلة حرة نفذها كيفن دي بروين وصدّها الحارس الفرنسي مايك مينيان، قبل أن يقف المدافع تيو هرنانديز سدّاً منيعاً أمام تسديدة من كاراسكو بعدما وصلت إليه الكرة عن طريق الخطأ من جول كونديه (27).

وسددت فرنسا 9 كرات في الشوط الأول، منها واحدة بين الخشبات الثلاث، وهو أعلى مجموع لها من دون أن تهز الشباك في الدقائق الـ 45 الأولى، وذلك للمرة الأولى منذ مباراتها أمام الدنمارك في مونديال قطر 2022.

ومن تمريرة من دوكو، اختبر دي بروين غير المراقب داخل المنطقة الحارس مينيان مرة أخرى الذي خرج فائزاً (83)، قبل أن يحوّل يان فيرتونجن عن طريق الخطأ تسديدة البديل راندال كولو مواني في مرمى فريقه (85).

وهو الهدف الثاني العكسي الذي يقود فرنسا للفوز في هذه النسخة، بعدما سجل النمساوي ماكسيميليان فوبر هدف الفوز للديوك في مرمى فريقه في افتتاح دور المجموعات.

وقال صانع الألعاب البلجيكي دي بروين عن الهدف العكسي: أمر مؤسف. كانت الخطة موجودة. كنا نعلم أنهم (الديوك) أقوياء. من المؤسف أن تهتز شباكنا بهدف كهذا.

وتابع ابن الـ33 عاماً: لقد وضع المدرب خطة للعب في المساحات، لقد مررنا ببعض اللحظات الجيدة ودافعنا بشكل جيد كفريق. أردنا الفوز وكنا على بعد خمس دقائق من الوقت الإضافي. كانت الإرادة موجودة خلال المباريات الأربع لكننا خرجنا، إنه أمر مؤسف.

رونالدو ينهار وكوستا ينقذه

في الثانية، تُدين البرتغال لحارس المرمى ديوجو كوستا الذي تصدى للركلات التي نفذها البديل يوسيب إيليتشيتش ويوري بالكوفيتس والبديل الآخر بنيامين فربيتش، فيما سجّل كريستيانو رونالدو وبرونو فرنانديش وبرناردو سيلفا.

وكان رونالدو أهدر ركلة جزاء في الدقيقة 105.

وقال رونالدو بعد فوز فريقه: لم أرتكب أي خطأ هذا العام وحين احتجت شيئاً بشدة، تصدّى أوبلاك" لركلة الجزاء.

وأضاف: في البداية كان هناك حزن وتحوّل إلى فرح، هذا ما تُعطيك إياه كرة القدم، لحظات لا يُمكن تفسيرها، شيءٌ من كل شيء.

وتخلّصت البرتغال من عقدة الأدوار الإقصائية في البطولات الكبرى، بعدما كانت خسرت ثلاث من مبارياتها الأربع الأخيرة فيها.

عاد الإسباني روبرتو مارتينيس مدرب المنتخب البرتغالي إلى الاعتماد على خطة 4-3-3 الذي منحه الفوز الكبير على تركيا 2-0 في المرحلة الثانية من دور المجموعات، بعدما لم يخدمه تنظيم 3-5-2 في فوزٍ صعبٍ على تشيكيا 2-1 والسقوط أمام جورجيا 0-2.

سيطر المنتخب البرتغالي منذ الدقائق الأولى واعتمد على الكرات العرضية نحو رونالدو الذي إما فشل في الوصول إليها أو شتتها الدفاع.

ولم يُشكّل "سيليساو" أوروبا خطورة تذكر على مرمى حارس أتلتيكو مدريد الإسباني يان أوبلاك، فكانت تسديدة رونالدو من ركلة حرة مباشرة فوق العارضة الأخطر ولو أن الحارس السلوفيني تابعها أيضاً (34).

واعتمد فريق المدرب كيك على الهجمات المرتدة التي لم تُثمر أيضاً، فسدد المهاجم بنجامين شيشكو من بعيد بين يدي الحارس كوستا (44)، قبل أن يُخطئ يان ملاكار في قراره بين التسديد والتمرير ويُهدر كرة قريبة من المرمى (45).

حاول رونالدو التسجيل من ركلة حرة جديدة لكن تصويبته القريبة وجدت أوبلاك في طريقها (55).

قبل هذه المواجهة، منع أوبلاك المهاجم رونالدو من التسجيل في شباكه في المواجهات الخمس الأخيرة منذ أن سجّل البرتغالي بقميص يوفنتوس الإيطالي ثلاثية "هاتريك" أمام أتلتيكو مدريد ضمن دوري أبطال أوروبا في موسم 2018-2019.

وكاد شيشكو يفعلها من هجمة مرتدة حين سبق بسرعته قلب الدفاع المخضرم بيبي (41 عاماً) وانفرد لكن تسديدته جاءت ضعيفة وبعيدة عن المرمى (62).

وكرّر مهاجم النصر السعودي محاولاته من الركلات الحرة المباشرة للمرة الرابعة، فسدد فوق المرمى من مسافةٍ بعيدة (72).

وحرم أوبلاك هدّاف المنتخب البرتغالي من منح منتخب بلاده التأهّل بتصديه لتسديدته من الجهة اليسرى (89).

وتواجه الحارس والمهاجم مجدداً في لحظةٍ حاسمة، حين حصل البديل ديوجو جوتا على ركلة جزاء انبرى لها رونالدو فسددها على يسار أوبلاك الذي ارتمى نحوها وأبعدها فارتطمت بالقائم وخرجت (105).

وهذه ركلة الجزاء الثالثة من تسع أهدرها رونالدو في البطولات الدولية الكُبرى، علماً أنها الأولى التي يُهدرها في جميع المسابقات بعد 29 ركلة ناجحة.

وطرد الحكم مدرب المنتخب السلوفيني كيك بسبب احتجاجاته المتكررة (105+1).

وانهار قائد المنتخب البرتغالي باكياً بعد انتهاء الشوط الإضافي الأوّل في ظل الضغط الكبير عليه وعلى فريقه.

وأبقى أوبلاك فريقه في المباراة بإبعاده رأسية بالينيا الذي تابع عرضية برونو فرنانديش من ركلة حرة (108).

وأهدر شيشكو فرصة المباراة حين أهداه قلب الدفاع بيبي كرة على طبقٍ من ذهب، فانفرد بالحارس وسدد لكن الأخير أبعد الكرة بقدمه اليسرى (115).

واحتكم المنتخبان إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت للبرتغال بقيادة الحارس كوستا الذي تصدى للركلات الثلاث الأولى.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

كاتب ياسين.. الروائي الجزائري الذي أخذ الفرنسية غنيمة حرب

وفي صباه حفظ الطفل ياسين شيئا من القرآن الكريم، لكنه سرعان ما التحق بالمدرسة الفرنسية وبدأ يلتهم الأدب الفرنسي.

وكان المحتلون الأوروبيون يسمون ياسين -وكان والده محاميا- وأمثاله من أبناء العائلات المترفة بـ"الفرنسيين المسلمين"، وكان يلعب مع أقرانه في المدرسة الفرنسية "لعبة الحرب" وينخرط معهم، وأدرك أنه يختلف عن هؤلاء الأطفال.

وعرف ياسين أنه يختلف عن أقرانه الفرنسيين عندما رأى عام 1945 وهو في سن 16 دماء أبناء وطنه تسيل على أيدي المحتل الفرنسي، حيث قتل عشرات الآلاف من الجزائريين وكان مصيره هو السجن.

وبعد أن أكمل دراسته في أحد المعاهد، غادر ياسين لاحقا الدراسة إلى الأبد، ولقي حياة التشرد في مدينة قسنطينة في الشرق الجزائري.

نشر المقالات والقصائد باللغة الفرنسية في مجلة كان يصدرها الكاتب والروائي الفرنسي المولود في الجزائر ألبير كامو. كما عمل ياسين في ميناء الجزائر العاصمة حمّالا للبضائع.

انتقل بعد ذلك إلى العاصمة الفرنسية باريس، وهناك التقى بفتاة فائقة الجمال، وتواعدا واشترى وردة وانتظر لكن الفتاة لم تأت، فأهدى الوردة إلى جارته التي ردت عليه الوردة بوجبة، ثم صارت هذه السيدة أمّا للجزائريين تطعمهم وتغسل ثيابهم.

إعلان

كتب ياسين -الذي ولد عام 1929- روايته الشهيرة "نجمة" في نسختها الأولى، وعندما ذهب بها إلى الناشر، قال له "عندكم في الجزائر خرافا كثيرة، فلماذا لا تكتب عن الخراف؟".

ونشرت الرواية في فرنسا بالتزامن مع اندلاع الثورة الجزائرية بكل عنفوانها، ولوحق الكاتب في فرنسا، فذهب إلى إيطاليا حيث نشرت الرواية بالإيطالية، وأخذ في ميلانو يبحث عن أخبار الجزائر ثم من إيطاليا إلى تونس، حيث أُستقبل ياسين بحفاوة كبيرة.

وكتب ياسين رواية "نجمة" وهو في الـ28 من العمر، ثم لم يستطع أن يكتب مثلها أو أحسن منها.

وعاش الكاتب ليرى الجزائر حرة وقد انصرف عنها المحتلون، ليتوفى عام 1989.

17/12/2024

مقالات مشابهة

  • بعد إهدار ركلة الترجيح| رسالة مفاجأة من كهربا.. ورحيل هؤلاء عن الأهلي (إيه الحكاية)
  • خالد الغندور: عمر كمال أحد أسباب خسارة الأهلي أمام باتشوكا وهذا سبب عدم تواجد إمام عاشور ضمن مسددي ركلات الترجيح
  • كاتب ياسين.. الروائي الجزائري الذي أخذ الفرنسية غنيمة حرب
  • خسارة للمنتخب اليمني في مباراة ودية أمام نظيره العماني واحد صفر
  • الأهلي يخسر أمام بتروجت بركلات الترجيح في بطولة الجمهورية 2007
  • أمير هشام: كهربا نفذ ركلة الترجيح أمام باتشوكا بتعليمات من كولر.. واللاعب في حالة نفسية سيئة
  • ركلة أوقعته في المحظور.. هل عاقب الأهلي إمام عاشور بغرامة كبيرة؟
  • أمير هشام: كهربا في حالة نفسية سيئة ونفذ ركلة الترجيح بتعليمات من كولر
  • بركلات الترجيح.. سيلتك يفوز على رينجرز ويتوج بكأس الرابطة
  • زيزو يُهدي الزمالك الفوز أمام المصري البورسعيدي في الكونفيدرالية