إنجاز طبي عُماني عالمي في المستشفى السلطاني
تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT
مسقط - العمانية
حقق فريقٌ طبيٌّ متخصّصٌ من قسم أمراض الدم عند الأطفال بالمستشفى السُّلطاني إنجازًا طبيًّا عُمانيًّا وعالميًّا فريدًا من نوعه تمثّل في علاج مريضة تُعاني من متلازمة داون مع فشل في النخاع العظمي باستخدام دواء "Romiplostim".
وقالت الدكتورة علياء بنت محمد المغيرية، استشارية أمراض الدم والأورام لدى الأطفال رئيسة الفريق الطبي والمشرفة على حالة المريضة لوكالة الأنباء العُمانية إنّ هذه الحالة هي الأولى من نوعها على مستوى العالم التي يستخدم فيها هذا العلاج وحققت استجابة سريعة وملحوظة ليس فقط في عدد خلايا الصفائح الدموية بل حتى في عدد خلايا الدم الحمراء والبيضاء من غير تسجيل أيّ آثار جانبية.
وأوضّحت أنّ دواء "Romiplostim" هو عبارة عن بروتين تركيبي يعمل على تحفيز إنتاج الصفائح الدموية لدى المرضى الذين يعانون من نقص الصفائح الدموية، وهو يُستخدم بشكل خاص لعلاج بعض حالات النزيف لدى الأطفال المصابين بقلة الصفيحات المناعية لزيادة عدد الصفائح الدموية.
وذكرت أنّ هذا الدواء اُستُخدِم أخيرًا في بعض حالات نقص الصفائح الدموية نتيجة للعلاج الإشعاعي أو العلاج الكيماوي في أمراض الأورام الصلبة لدى الأطفال.
وأفادت بأنّ هذه الحالة هي الأولى من نوعها حيث تمّ نشرها في مجلة علمية مرموقة مختصّة بأمراض الدم والأورام عند الأطفال "Pediatric Hematology Oncology Journal"، وتُدار بواسطة هيئة تحرير دولية من خبراء في مجال طب الأطفال والأورام ويُشرف على المجلة رئيس تحرير بارز في مجال طب الأطفال والأورام وتتبع عملية تحكيم صارمة قبل نشر المقالات. حيث تُعدُّ أول حالة في العالم لمتلازمة داون مع فشل في النخاع العظمي يتمُّ نشرها علميًّا بعلاج مُبتكر وفعّال.
ووضّحت أنّ فشل النخاع العظمي يُعدُّ حالة نادرة وخطيرة تصيب نخاع العظم، مما يؤدي إلى انخفاض عدد خلايا الدم البيضاء والحمراء والصفائح الدموية ويجعل المريض عرضة للنزيف وللالتهابات البكتيرية أو الفطرية التي قد تكون خطيرة وبحاجة إلى نقل متكرر للدم والصفائح والمضادات الحيوية أو الفطرية كما أنّ المريضة تُعاني من متلازمة داون، مما زاد من تعقيد الحالة.
وأشارت إلى أنّ دواء ""Romiplostim أثبت فعاليته في تحفيز إنتاج نخاع العظم لخلايا الدم، مما أدى إلى تحسُّن ملحوظ في حالة المريضة.
وأكّدت على أنّ هذا الإنجاز شهادةٌ على مهارات وكفاءة فريق أمراض الدم عند الأطفال في المستشفى السُّلطاني، وإيمانهم الراسخ بإمكانية تحقيق نتائج علاجية إيجابية حتى في الحالات الأكثر تعقيدًا.
ويتكون الفريق الطبي المُشارك في الورقة العلمية من كل من الدكتورة علياء بنت محمد المغيرية استشارية أمراض الدم والأورام لدى الأطفال رئيسة الفريق الطبي والمشرفة على علاج الطفلة، والدكتورة ديمة عبلة اختصاصية أمراض الدم والأورام عند الأطفال، والدكتورة هدى بنت راشد الحبسية، طبيبة متدربة في زمالة أمراض الدم والأورام عند الأطفال بالمجلس العُماني للاختصاصات الطبية، والدكتور ناصر الرحبي استشاري أمراض الأنسجة بقسم المختبرات بالمستشفى السُّلطاني.
ويُبرز هذا الإنجاز المكانة المرموقة التي تحتلها سلطنة عُمان في مجال الرعاية الصحية، ويؤكد على التزامها بتقديم أفضل الخدمات الصحية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الصفائح الدمویة عند الأطفال لدى الأطفال
إقرأ أيضاً:
هزة إسطنبول.. لم تختبر تركيا الزلازل بمعدلات كبيرة؟
تعرضت مدينة إسطنبول شمال غربي تركيا، ومدن أخرى مجاورة اليوم الأربعاء إلى زلزال قوي نسبيا، وشوهد الناس يغادرون المباني لحظة وقوع الزلزال، وإلى الآن لم تصدر أنباء عن وقوع إصابات.
وبحسب هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، فإن قوة الزلزال بلغت 6.2 على مقياس ريختر، كتقدير أولي، ومركزه شمالي بحر مرمرة، بعمق نحو 21 كيلومترا.
وأعاد هذا الزلزال إلى الواجهة الحديث عن الزلزال الكبير الذي ضرب البلاد في فبراير 2023، وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية إنه بقوة 7.8 درجات على المقياس، كان مركزه قرب مدينة غازي عنتاب، وتبعه زلزال آخر بعد تسع ساعات بقوة نحو 7.6 درجات.
والواقع أن تركيا من البلاد التي تشهد كثيرا من الزلازل، فمثلا في أكتوبر 2020 ضرب زلزال البلاد مقياسه 7.0 درجات وأدى وفاة نحو 100 شخص، وفي 2011 ضرب البلادَ زلزالٌ أقوى (7.2 درجات) تسبب في وفاة أكثر من 600 شخص.
وكان زلزال 2023 الأقوى منذ زلزال أرزنجان الذي ضرب شرقي تركيا في 27 ديسمبر عام 1939، وأدى إلى وفاة 33 ألف شخص، وبين الزلزالين ضُربت تركيا تحديدًا بنحو 15 زلزالًا كبيرا بمقياس أكبر من 7 درجات، يعني ذلك أنها زلازل شديدة، يمكن أن تحطم المباني وتقتل الناس، وللأسف فإن هذا ما حدث في كثير منها.
حسنًا، لفهم الأمر دعنا نبدأ من معنى الزلزال، تخيل أن هناك أحجية ورقية بطول مترين وعرض متر، تتكون من قطع يجب أن تضعها إلى جانب بعضها بعضا لكي تكتمل صورة مشهد طبيعي أو فنان مشهور.
إعلانطبقة القشرة الصخرية الأرضية، وهي أرق طبقات الأرض لدرجة أنها ستكون بسمك قشرة التفاحة لو كانت الأرض بحجم التفاحة، تمثل نفس الشيء، فهي لا تمثل شريحة واحدة منبسطة على الأرض، وإنما مجموعة من نحو 20 قطعة تشبه قطع الأحجية في تداخلها، تسمى "الصفائح التكتونية"، بعضها كبير والآخر صغير.
تلك الصفائح لا تقف ثابتة في مكانها، وإنما تتحرك بالنسبة لبعضها بعضا في ديمومة، لأنها ببساطة تطفو على طبقة الوشاح اللزجة في الأسفل، إلا أنك لا تشعر بتلك الحركات عادة، لأنها تتحرك بمعدل صغير جدا (عدة سنتيمترات) كل سنة.
إلا أنه في بعض الأحيان تحتك تلك الصفائح ببعضها بعضا بعنف، ومن هذا الاحتكاك ينطلق كمٌ من الطاقة ويصعد إلى أعلى فيهتز سطح الأرض بقوى مختلفة ترتبط بقوة الاحتكاك الحاصل أسفل، وهو ما ينتج الزلازل.
صفائح تركياوعليه يمكن مما سبق أن نستنتج أن المناطق التي تقع عند حدود الصفائح التكتونية تختبر الزلازل بمعدلات أكبر، كونها مناطق غير مستقرة زلزاليا، وتنضم تركيا إلى هذه المناطق، على صفيحة الأناضول التكتونية، وتتأثر بالدفع القادم من الصفيحتين العربية والأوراسية، وكذلك صفيحة ثالثة تسمى الصفيحة الأفريقية.
تتحرك الصفيحة العربية ببطء شمالًا نحو الصفيحة الأوراسية، بمعدل نحو 2.5 سم كل سنة، ويدفع هذا الاصطدام الصفيحة الأناضولية (تركيا) غربًا نحو بحر إيجة، مما يُسبب إجهادًا وتشققات (فوالق) في القشرة الأرضية.
حينما يقترب طرفا صفيحتين تكتونيتين، فإنهما تحتكان في بعض الأحيان بناء على ما يسمى "الفالق"، قد تنزلق أطراف الصفائح في الفوالق ببطء وسلاسة، لكن في بعض الأحيان يكون الاحتكاك شديدًا وتعلق الصفيحتان معًا في منطقة يختزن فيها قدر هائل من الطاقة، ثم في لحظة ما ينفلت هذا القدر من الطاقة صانعًا الموجات الزلزالية التي تجوب أنحاء الأرض، لكنها تضرب بأكبر قوة في المنطقة التي تعلوها.
إعلان حركات الفوالقالاحتكاكات المستمرة بين هذه الصفائح التكتونية المحيطة بتركيا تبني فالقين كبيرين (إلى جانب فوالق أخرى أصغر)، الأول هو فالق شمال الأناضول بطول نحو 1200 كيلومتر والثاني هو فالق شرق الأناضول بطول نحو 700 كيلومتر، وكلاهما كان سببًا في العديد من الزلازل الكارثية على مدى التاريخ.
فالق شمال الأناضول من النوع الانزلاقي، أي أن قطعتين من القشرة الأرضية تنزلقان أفقيًا بمحاذاة بعضهما بعضا لا رأسيا، أحدث هذا الفالق العديد من الزلازل الكبيرة، بما فيها زلزال إزميت عام 1999 (الذي أودى بحياة أكثر من 17 ألف شخص).
ويمتد هذا الفالق غربًا من تقاطع مع فالق شرق الأناضول عند تقاطع كارليوفا الثلاثي في شرق تركيا، عبر شمال تركيا وإلى بحر إيجة، ويمتد نحو 20 كم جنوب إسطنبول.
أما فالق شرق الأناضول فهو أيضا من النوع الانزلاقي، وتسبب في زلزال عام 2023 الذي أودى بحياة عشرات الآلاف في تركيا وسوريا.