قال مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن "أزمة أوكرانيا لا يمكن أن تحل في يوم واحد"، وذلك ردا على سؤال عن تصريحات متكررة صدرت عن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مفادها أن بمقدوره إنهاء الحرب خلال 24 ساعة إذا أصبح رئيسا لأميركا مرة أخرى.

وأضاف نيبينزيا في مؤتمر صحفي أمس الاثنين بمناسبة بدء الرئاسة الروسية لدورة مجلس الأمن الدولي في يوليو/تموز الجاري أن ترامب لا يستطيع حل الأزمة الأوكرانية في يوم واحد، مشيرا إلى أن الحرب كان من الممكن أن تنتهي في أبريل/نيسان 2022 في إسطنبول عندما كانت روسيا وأوكرانيا قريبتين جدا من التوصل إلى اتفاق.

وألقى المسؤول الروسي باللوم على داعمي أوكرانيا الغربيين لعرقلة اتفاق السلام في ذلك الوقت، والطلب من كييف مواصلة محاربة روسيا.

وأضاف نيبينزيا "الآن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يركض مع ما يسمى بخطة السلام التي، بالطبع، ليست خطة سلام ولكنها مزحة"، وقال إنه يجب أن يكون "واقعيا، وأن يأخذ في الاعتبار ما حدث من تطورات ميدانية". وحذر من أنه كلما أصبح الوضع أكثر صعوبة بالنسبة لأوكرانيا على الأرض، أصبحت الدبلوماسية أكثر صعوبة لإنهاء الحرب.

وأشار إلى عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر الماضي بوقف فوري لإطلاق النار في أوكرانيا وبدء المفاوضات إذا بدأت كييف في سحب قواتها من المناطق الأربع التي ضمتها موسكو عام 2022 (وهي دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا) وتخلت عن خطط الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). ورفض زيلينسكي عرض بوتين، ووصفه بأنه "مخالف للمنطق".

وردا على تصريحات المندوب الروسي، قال المتحدث باسم الحملة الانتخابية لترامب لرويترز "الرئيس ترامب أكثر رجل دولة ومفاوض يتمتع بالكفاءة والفاعلية في التاريخ وسيحل هذا الصراع عندما ينتخب".

وكان ترامب قال في مايو/أيار 2023 إنهم "يموتون -الروس والأوكرانيين- أريدهم أن يتوقفوا عن الموت. وسأفعل ذلك خلال 24 ساعة".

وسبق أن قال إنه إذا كان في الولايات المتحدة "رئيس حقيقي" يحترمه الرئيس الروسي لم تكن موسكو لتغزو أوكرانيا من الأصل في فبراير/شباط 2022″.

وخلال مناظرة رئاسية مع الرئيس جو بايدن مرشح الحزب الديمقراطي الأسبوع الماضي، قال ترامب "سأصل لتسوية للحرب بين بوتين وزيلينسكي لدى انتخابي رئيسا قبل أن أتسلم المنصب في 20 يناير/كانون الثاني المقبل. ستكون الحرب قد انتهت، وسأسوي الأمر بسرعة قبل أن أتسلم المنصب".

محادثات أوكرانية أميركية

في غضون ذلك قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف سيجري في واشنطن اليوم الثلاثاء محادثات مع نظيره الأميركي لويد أوستن بشأن تعزيز التعاون العسكري بين البلدين.

ووفقا لنص نشرته وزارة الدفاع على موقعها الإلكتروني، قالت سابرينا سينغ نائبة المتحدث باسم البنتاغون خلال مؤتمر صحفي أمس الاثنين "سيبحث الوزير أوستن مع الوزير عمروف التعاون الدفاعي الثنائي وقضايا الأمن الإقليمي وسبل تعزيز الشراكة الدفاعية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا".

وتأتي المحادثات بعد أن جدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مطلع الأسبوع مناشدته لحلفاء كييف للحصول على مزيد من الأسلحة بعد أن أودت غارة جوية روسية على منطقة زابوريجيا الأوكرانية بحياة 7 أشخاص.

المعروف أن الولايات المتحدة هي أكبر مزود للمساعدات العسكرية لأوكرانيا في الحرب التي شنتها روسيا عليها في فبراير/شباط 2022.

وقدمت إدارة الرئيس جو بايدن لأوكرانيا مساعدات عسكرية تزيد قيمتها على 50 مليار دولار منذ عام 2022. وقالت الإدارة الأميركية في الأسبوع الماضي إنها ستمد أوكرانيا بأسلحة وذخائر بقيمة 150 مليون دولار.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

تحذيرات من لعبة خطيرة يلعبها ترامب في أوكرانيا.. من المستفيد؟

شددت صحيفة "إندبندنت" على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو المستفيد الأول من اللعبة الخطيرة التي يلعبها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشيرة إلى أن حجب المعلومات الاستخباراتية عن كييف يصب في صالح موسكو.

وقالت الصحيفة في افتتاحية ترجمتها "عربي21"، إن روسيا تستغل قرار ترامب بحجب المعلومات الاستخباراتية عن أوكرانيا من خلال تكثيف هجماتها، وفي هذه العملية تستعيد الأرض في كورسك. فقد شنت وحدات النخبة الروسية المحمولة جوا والبحرية، بدعم من جنود كوريا الشمالية، هجمات أمامية كاملة على الأوكرانيين بالمدفعية والطائرات بدون طيار والهجمات الجوية.  

وأضافت الصحيفة أن غياب الاستخبارات الأمريكية يمنح روسيا ميزة حاسمة، ونقلت عن أحد الأوكرانيين الذين يقاتلون في كورسك قوله "نحن نخسر".  

وأشارت الصحيفة إلى أن المجتمع الاستخباراتي للولايات المتحدة والمكون من 18 وكالة، قدم في الماضي لكييف معلومات مهمة، بما في ذلك صور التقطتها الأقمار الاصطناعية. وبدونها فلن تتمكن القوات الأوكرانية من المعرفة وفي الزمن الحقيقي عن تشكيلات وتحركات والدعم اللوجيستي للروس وكذا الحذر من هجمات الصواريخ.  


وقال ميكولا بيليسكوف، المحلل في المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية في أوكرانيا، "مع الدفاع الصاروخي المضاد للصواريخ الباليستية، كل ثانية مهمة، فأنت بحاجة إلى استخبارات الأقمار الصناعية ذات الدرجة العسكرية". كما سيحرم الحظر الأوكرانيين من بيانات الاستهداف عند إطلاق صواريخ "هيمارس" التي تزودها الولايات المتحدة.

وأضاف بيليسكوف: "لا يزال بإمكاننا إطلاقها لكننا نطلقها بشكل أعمى". وتشير أرقام الإدارة الأمريكية إلى أن حجب المعلومات الاستخباراتية مؤقت، ومن الواضح أنه جزء من محاولة ترامب الفظة لإجبار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على توقيع صفقة معادن والدخول في محادثات سلام بشروط الولايات المتحدة.  

ولجعل الأمور أسوأ، قامت شركة الأقمار الصناعية الأميركية "ماكسار" بمنع أوكرانيا من الوصول إلى خدماتها، التي تستخدمها القوات الأوكرانية لدراسة ساحة المعركة والتخطيط للضربات. وكان هذا بناء على أوامر من الحكومة الأمريكية، التي أوقفت بالفعل إمداد كييف بالأسلحة.

وبحسب الصحيفة، فإن هذه التحركات تلحق أضرارا جسيمة بالقدرات العسكرية الأوكرانية وتشكل مثالا آخر على النهج الأحادي الجانب الذي يتبناه الرئيس الأميركي لحل الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات. ومن اللافت للنظر أن الفائز الوحيد مرة أخرى سيكون بوتين. وسوف تستغل روسيا أي مكاسب إقليمية خلال هذه الفترة قبل وقف إطلاق النار المحتمل والمفاوضات بشأن التسوية الدائمة التي نأمل أن تتبع ذلك.  

وتعلق الصحيفة أن الرئيس ترامب كان يجب عليه فعل العكس تماما.  

وكما حث رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وغيره من الزعماء الأوروبيين، فإن هذه لحظة لتعزيز العمليات العسكرية الأوكرانية حتى تتمكن من الدخول في أي مفاوضات في أقوى موقف ممكن. وعلى الرغم من أن ترامب قال يوم الجمعة إنه "يفكر بجدية" في فرض عقوبات مصرفية ورسوما جمركية واسعة ضد روسيا، إلا أن هذا لم يكن سوى انقطاع رمزي لهجماته المتواصلة على زيلينسكي.


في الواقع، أضاف أنه "وجد صعوبة أكبر" في التعامل مع أوكرانيا مقارنة بروسيا وأعلن أن بوتين "يفعل ما قد يفعله أي شخص آخر" من خلال "قصف أوكرانيا حتى الجحيم".

وترى الصحيفة أن مهمة سد الفجوة الاستخباراتية تقع الآن على عاتق أعضاء الناتو مثل بريطانيا وفرنسا وربما ألمانيا، لكن قدراتهم ليست بنفس مستوى أمريكا حيث يعترف المسؤولون سرا بأن الأمر سيكون صعبا جدا.  

وعلى الرغم من نجاح ستارمر في تأمين مقعد على طاولة المفاوضات، فإن تكتيكات ترامب القوية تذكرنا مرة أخرى بأن علاقة العمل الجيدة مع الرئيس الأمريكي لا تضمن النفوذ، وفقا للصحيفة.

وفي ظهوره على البرامج التلفزيونية والإذاعية صباح الأحد، حافظ بات ماكفادن، وزير مكتب مجلس الوزراء، على صمت الحكومة البريطانية، عندما يتعلق الأمر بانتقاد ترامب. وقال لشبكة "سكاي نيوز": "حسنا، إنه قرارهم وهو شيء لم نقم به".

وعندما سئل عما إذا كان البيت الأبيض يتحمل أي مسؤولية الخسائر الأخيرة في أوكرانيا، قال: "فيما يتعلق بالولايات المتحدة، فإن ما يحاولون القيام به هو إنهاء الحرب. أعتقد أن هذا الهدف مشترك بين الجميع".  

من جهة أخرى، حذر المسؤول المحافظ البريطاني السابق مايكل هيزلتاين بمقال نشرته "إندبندنت" من خطر الصمت وكيف أن عدم انتقاد الأشياء السيئة حقا يقترب من التواطؤ. وهذا ليس بعيدا عن التحذير الشهير، الذي غالبا ما ينسب خطأ إلى الفيلسوف إدموند بيرك، بأن "الشيء الوحيد الضروري لانتصار الشر هو ألا يفعل الرجال الطيبون شيئا".  

ولفتت الصحيفة إلى أنه من المحتمل أن يكون لحظر الاستخبارات آثار هائلة ليس أقلها بالنسبة لتحالف الاستخبارات "الخمس عيون" الذي يضم الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا.

وقالت الصحيفة إن ترامب لو كان قادرا على منع المعلومات المهمة عن حليف مفترض في أوكرانيا، فقد يكون مستعدا لاستخدامها كسلاح سياسي إذا أثار أحد الشركاء الأربعة للولايات المتحدة استياءه.  


وأوضحت الصحيفة أن هناك بالفعل دعوات لأوروبا لتطوير شبكة تجسس "عيون اليورو". كما أن مجتمع الاستخبارات في بريطانيا متشابك بشكل وثيق مع مجتمع الاستخبارات في أمريكا، وعلى الرغم من إصرار وزراء الحكومة البريطانية علنا على أن الولايات المتحدة تظل حليفا موثوقا به، فقد يحتاجون في مرحلة ما إلى مواجهة الواقع القاتم المتمثل في أنها ليست كذلك. 

وترى الصحيفة أن واحدا من الأشياء التي يجب على حلفاء أوكرانيا المتبقين القيام بها في الأمد القريب هو استخدام 232 مليار جنيه إسترليني من الأصول الروسية المجمدة من قبل الدول الغربية بعد غزو عام 2022 لإعادة بناء أوكرانيا، كما يحث رئيس الوزراء السابق ريشي سوناك.  ولن توفر هذه الخطوة سوى بداية، يقدر البنك الدولي أن أوكرانيا تحتاج إلى 405 مليار جنيه إسترليني لإعادة الإعمار والتعافي على مدى السنوات العشر المقبلة. 

وأيا كانت العقبات القانونية، فيتعين على ستارمر وزعماء آخرين أن يجدوا طريقة لتذليلها، بدلا من السماح لبوتين باللعب على الوقت، وبمساعدة ترامب، الضحك طوال الطريق إلى بنك الكرملين، حسب الصحيفة.

مقالات مشابهة

  • أوكرانيا والسودان حروب الثروات
  • تحذيرات من لعبة خطيرة يلعبها ترامب في أوكرانيا.. من المستفيد؟
  • دبلوماسي أوكراني سابق: قرار إنهاء الحرب بيد موسكو وليس كييف أو واشنطن
  • السيد الرئيس أحمد الشرع في مقابلة مع وكالة رويترز: لا نريد أن تكون هناك قطيعة بين سوريا وروسيا، ولا نريد أن يكون التواجد الروسي في سوريا يسبب خطراً أو تهديداً لأي دولة في العالم، ونريد أن نحافظ على هذه العلاقات الاستراتيجية العميقة
  • ترامب بعد وقف المساعدات لكييف: أوكرانيا قد لا تنجو من الحرب مع روسيا
  • "قد لا تنجو من الحرب".. ترامب يثير الجدل بشأن أوكرانيا
  • ترامب: أوكرانيا "قد لا تنجو" من الحرب مع روسيا
  • ضربة قوية جديدة.. ترامب يحرم أوكرانيا من معدات الحرب الإلكترونية
  • مقتل وإصابة العشرات بهجوم روسي على أوكرانيا
  • زيلينسكي: أوكرانيا ملتزمة بالسلام .. وتسعى لإنهاء الحرب بسرعة