الانتخابات الفرنسية: نظرة على السيناريوهات المحتملة في الجولة الثانية من التصويت
تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT
قاد التجمع الوطني اليميني المتطرف الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية الفرنسية الأحد الماضي ونحن على آبواب الجولة الثانية، ما هي خيارات الكتل الأخرى؟
قبل خمسة أيام فقط من الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية الفرنسية المقرر إجراؤها في 7 تموز/يوليو، يسعى معارضو التجمع الوطني جاهدين لمنع اليمين المتطرف من الحصول على الأغلبية المطلقة في الجمعية الوطنية.
وللقيام بذلك، قال الائتلاف اليساري المعروف باسم الجبهة الشعبية الجديدة (NFP) إنه سيسحب مرشحيه في الدوائر التي احتلوا فيها المركز الثالث لدعم المرشحين الأقوى الآخرين المعارضين للتجمع الوطني (RN).
هذا التكتيك، المعروف باسم الجبهة الجمهورية (الجبهة الجمهورية)، نجح في الماضي عندما كان اليمين المتطرف يعتبر منبوذًا سياسيًا. ولكن هل سيكون لها نفس التأثير هذه المرة؟
نظرت يورونيوز في ما هو على المحك بالنسبة للكتل المتنافسة والنتائج المحتملة قبل الجولة الثانية من التصويت.
تعبئة الناخبين ستكون أساسية للائتلاف اليساريوسيتعين على الائتلاف اليساري، الذي يتألف من حزب (LFI) والاشتراكيين والخضر والشيوعيين، الاعتماد على ممارسات التصويت التكتيكية.
قال فيليب مارليير، أستاذ السياسة الفرنسية في جامعة كوليدج لندن في المملكة المتحدة: "الجبهة الجمهورية المخصصة هي مفتاح جولة الإعادة وستكون حاسمة في ما إذا كان التجمع الوطني سيحصل على الأغلبية المطلقة من المقاعد".
لكن هذا يعني تعبئة الناخبين بشكل كبير حتى تكون هذه الجبهة الجمهورية فعالة.
يعتقد إروان ليكور، وهو عالم سياسي وخبير في اليمين المتطرف، أن التعبئة لن تكون فعالة كما كانت في السنوات السابقة لأن "الكثير من الناخبين اليساريين سئموا من مطالبتهم بتقديم التضحية والتصويت ضد قناعاتهم".
وقال ليورونيوز إن هذا التعب الانتخابي قد يكون له تأثير على تصويت الأحد.
تحالف ماكرون الوسطي يمكن أن يضعف الجبهة الجمهوريةبالنسبة لحزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كانت تعليمات التصويت أقل وضوحًا مقارنة باليسار.
وقد دعا بعض مرشحيها، مثل رئيس وزراء ماكرون السابق إدوارد فيليب، المرشحين إلى عدم التنحي حتى لو كان لدى مرشح الائتلاف اليساري فرصة أفضل لهزيمة نائب من اليمين المتطرف.
"هذا النقص في الوضوح يمكن أن يضعف الجبهة الجمهورية لأن بعض المرشحين في المعسكر الرئاسي لا يزالون مترددين في دعوة ناخبيهم للتصويت لمرشح LFI"، قال مارليير ليورونيوز.
وقاد ماكرون ومعسكره حملة في الأسابيع الثلاثة الماضية زاعمين أن الأحزاب الأكثر تطرفًا في الائتلاف اليساري، مثل LFI، تشكل خطرًا على الديمقراطية مثل اليمين المتطرف.
قال مارليير: "سيكون من الصعب جدًا على معسكر ماكرون التراجع عن استراتيجية الاتصال الخاصة به".
يعتقد محللون آخرون أن التحالف الوسطي سيواجه صعوبات في تشكيل أي تحالفات ذات مغزى بحلول نهاية الأسبوع.
وقالت سيليا بيلين، الزميلة السياسية البارزة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية (ECFR)، في بيان عبر البريد الإلكتروني إلى يورونيوز: "حتى لو كانت هناك طفرة في اليسار والوسط بين الجولتين الأولى والثانية، فإن الانقسامات العميقة والعداء بين معسكر ماكرون والجمهوريون (الحزب اليميني المحافظ) والجبهة الشعبية الجديدة تجعل الأغلبية البديلة للحكم من الوسط أمرًا غير محتمل".
يعتقد Lecoeur أنه لم يتبق الآن سوى حلين لحزب ماكرون. الأولى هي أن ماكرون يقبل "حكومة تعايش مع رئيس وزراء من اليمين المتطرف، الأمر الذي سيضعف صلاحياته".
ولكن إذا لم ينجح التجمع الوطني في تحقيق أغلبية مطلقة تؤدي إلى برلمان معلق، فقد يعين ماكرون حكومة فنية "تكنوقراط" لإدارة الشؤون لكن ذلك لن يستمر طويلاً، كما توقع ليكور.
وتعني الحكومة الفنية أن الرئيس يمكن أن يعين - بموافقة الأحزاب الأخرى - كبار موظفي الخدمة المدنية والولاة الذين ليس لديهم ميول سياسية معينة.
اليمين المحافظ منقسم حول RNفاز الحزب اليميني المحافظ التقليدي Les Républicains (LR) بنسبة 10.2٪ من الأصوات يوم الأحد.
جاء الحزب اليميني في المركز الرابع ولا يزال منقسمًا حول الموقف الذي يجب اعتماده ضد RN.
وقد رفض الحزب إعطاء أي تعليمات تصويت واضحة لناخبيه للجولة المقبلة.
لكن عضو البرلمان الأوروبي فرانسوا كزافييه بيلامي، المدير المشارك المؤقت، قال إن "الخطر الذي يواجه بلدنا اليوم هو اليسار المتطرف".
من جانبها، أعلنت فلورنس بورتيلي، نائبة رئيس LR، أنها «ستصوت بورقة فارغة".
وفقًا لمحلل السياسي ليكور، تُظهر نتائج الانتخابات أن أداء الحزب كان أفضل مما كان متوقعًا: "حزب الجمهوريين غير موجود تقريبًا على المستوى الوطني ولكن مثل الحزب الاشتراكي، فإنه يحمل الكثير من الأهمية على المستوى المحلي".
وقال: "إنهم موجودون في كل مكان على الأرض على عكس حزب ماكرون أو حتى حزب فرنسا الأبية، وهنا يكمن مستقبلهم".
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية وزارة العدل الأمريكية تضغط على بوينغ للإقرار بالذنب في حوادث ماكس 737 يساريو فرنسا قلقون بشأن مكاسب اليمين المتطرف ويأملون في تحقيق تقدم بالجولة الثانية رحلة صعود استثنائية: من ضاحية فقيرة في فرنسا إلى رئيس وزراء محتمل.. من هو جوردان بارديلا؟ الانتخابات التشريعية الفرنسية 2024 إيمانويل ماكرون السياسة الفرنسية جوردان بارديلاالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الانتخابات الأوروبية 2024 روسيا إسرائيل غزة فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الانتخابات الأوروبية 2024 روسيا إسرائيل غزة فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إيمانويل ماكرون السياسة الفرنسية جوردان بارديلا الانتخابات الأوروبية 2024 روسيا إسرائيل غزة فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا حالة الطوارئ المناخية اعتداء جنسي المملكة المتحدة قصف جريمة السياسة الأوروبية الجبهة الجمهوریة الجولة الثانیة الیمین المتطرف التجمع الوطنی یعرض الآن Next حزب الیمین
إقرأ أيضاً:
هل أثرت غزة على مجرى الانتخابات الفرنسية؟
غداة الفوز التاريخي لحزب "التجمع الوطني" في الجولة الأولى للانتخابات البرلمانية في فرنسا، اتهم زعماء من حزب الرئيس إيمانويل ماكرون بعض مرشحي اليسار المتطرف بـ"معاداة السامية" ورفضوا تأييدهم في الجولة الثانية.
وتركت هذه الانقسامات العميقة، التي ولدتها الحرب في غزة، معارضي مارين لوبان رئيسة "التجمع الوطني" اليميني المتطرف على خلاف بشأن ما إذا كان عليهم أن يتحدوا معا لمنع حزبها من الفوز بأغلبية المقاعد في جولة الأحد المقبل.
وخلال الجولة الأولى من الانتخابات، تصدّر حزب لوبان وغوردان بارديلا النتائج مع تصويت 33,15 في المئة من الناخبين لأعضاء التجمّع الوطني، وفق نتائج أوليّة نشرتها وزارة الداخلية.
وحل تحالف "الجبهة الشعبية الجديدة" الذي يضم أحزابا من اليسار في المرتبة الثانية بـ28,14 في المئة من الأصوات، متفوّقا على الوسطيين بزعامة الرئيس إيمانويل ماكرون (20,76 في المئة).
والآن، يتحتم على معارضي حزب لوبان (اليسار والوسط)، إقناع المرشحين الذين احتلوا المركز الثالث في مراكز الانتخاب بالتنحي وتقديم التأييد للمتقدم عليهم سواء من اليسار أو الوسط، كخطوة حاسمة إذا أرادوا منع حزبها من السيطرة على الجمعية الوطنية المكونة من 577 مقعدًا.
ويُمكن للمرشحين أن ينسحبوا حتى الساعة الرابعة من بعد ظهر الثلاثاء بتوقيت غرينتش لصالح منافس من حزب سياسي آخر، على أمل الحيلولة دون فوز مرشحي اليمين المتطرف.
وإذا فاز التجمع مرة أخرى الأحد المقبل، يتوجب على ماكرون اختيار رئيس وزراء من بين صفوفه.
تأجج المشهد في فرنسا بعد أكتوبر 2023أدى الهجوم الذي شنته حماس في إسرائيل في 7 أكتوبر ثم الحرب الإسرائيلية في غزة إلى تأجيج المشهد السياسي الفرنسي، ما جعل معاداة السامية وانتقاد إسرائيل قضيتين رئيسيتين في الانتخابات.
Deep divisions in France over antisemitism and the Gaza war have left Marine Le Pen’s opponents at odds on whether to band together to stop her party from winning a majority of seats https://t.co/kzhd44s9Re via @WSJ
— Berangere Cagnat (@berangerecagnat) July 1, 2024وانتقد حزب "فرنسا غير الخاضعة" بقيادة جون لوك ميلونشون (يساري متطرف) إسرائيل بشدة، ما أثار اتهامات من حكومة ماكرون بأن خطابه يؤدي إلى زيادة حادة في الأعمال المعادية للسامية في فرنسا.
وانضمت لوبان وغيرها من زعماء التجمع الوطني إلى الهجوم ضد أقصى اليسار ودافعوا عن إسرائيل، مع اغتنام الحزب الفرصة لإثبات تخليه عن تاريخه في معاداة السامية الذي جعله مشعا في السياسة الفرنسية لفترة طويلة.
تعليقا على ذلك، قال المحلل الفرنسي فرانسواز جيري، إن هناك تخوفا حقيقيا من أن يحقق "التجمع الوطني" انتصارا آخر في الجولة المقبلة من الانتخابات ويسيطر على الجمعية الوطنية، لكن التخوف الأكبر الآن هو استمرار الخلاف بين اليسار ممثلا في "الجبهة الشعبية الجديدة" (اتحاد لقوى اليسار الفرنسية جمع الديمقراطيين والاشتراكيين والخضر) ومعسكر الوسط (الجمهورية إلى الأمام) بقيادة ماكرون وغابرييل أتال.
وفي حديث لموقع "الحرة"، شدد جيري على أن أصول الخلاف بين الوسط واليسار يعود إلى فهم هذا وذاك حيال مواضيع الساعة ولا سيما الحرب الجارية في غزة.
ويُتهم ميلينشون (يسار) بوصف الحرب الإسرائيلية ضد حماس في غزة بأنها "إبادة جماعية" وبتأجيج أحاسيس معاداة السامية.
ردا على ذلك، قال رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال في مايو الماضي، عندما حل ضيف شرف في حفل العشاء السنوي الذي يقيمه المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا (CRIF)، إن اليسار المتطرف يجب أن يخجل من تشجيع الارتفاع الصارخ في معاداة السامية في الأشهر السبعة الماضية لأنه "يعيدنا إلى الأوقات المظلمة عندما رأينا أن مثل هذه التصرفات يمكن أن تؤدي إلى كارثة كبيرة".
في الصدد، يشير جيري إلى أنه "ربما هذه التجاذبات ألقت بثقلها على توجهات الناخبين الذين ركضوا إلى اليمين المتطرف"، الذي عرف كيف يخوفهم من تنامي ما يوصف على أنه معاداة للسامية في خضم الحرب في غزة.
في المقابل، أعطى دعم اليسار للمهاجرين، وانتقاده لإسرائيل دفعا للناخبين للذهاب نحو اليمين المتطرف "الذي عبر عن موقفه من الحرب بشكل أوضح، حتى من الوسط الذي احتفظ بنوع من الدبلوماسية في طرحه لما يجري في غزة"، وفق المحلل.
ويرى الفرنسيون أن أحزاب اليسار التي تدافع عن حقوق المهاجرين ومزدوجي الجنسية، تترك فرنسا عرضة لخطر الإرهاب.
وسبق وأن تعرضت فرنسا لأعمال إرهابية عديدة ولا سيما حادثة هجمات 2015.
هذا المشهد ساهم في دفع حزب التجمع الوطني إلى واحد من أفضل العروض الانتخابية في السياسة الفرنسية خلال العشرين عاما الماضية.
وكانت نسبة الإقبال في انتخابات، الأحد، مرتفعة، حيث فاز الحزب بأكثر من 9.3 مليون صوت، وهو أكبر عدد من الأصوات يفوز بها أي حزب في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية منذ عام 2007 عندما فاز حزب يمين الوسط الفرنسي بأكثر من 10 ملايين صوت.
ويطالب اليمين المتطرّف الفرنسيين الآن بمنحه غالبية مطلقة في الجولة الثانية، الأحد 7 يوليو.
وأُحبطت طموحات لوبان السياسية في الانتخابات السابقة بسبب نظام التصويت على جولتين في فرنسا، والذي يشجع الناخبين على التجمع حول المرشحين الرئيسيين بدلا من المرشحين في أقصى نهاية الطيف السياسي.
ومع تزايد الاتهامات بمعاداة السامية ضد مرشحي اليسار المتطرف، يواجه الناخبون الآن صعوبة في تحديد مرشحهم المفضل.
وقالت يائيل براون بيفيت، النائبة عن حزب ماكرون، والتي كانت حتى وقت قريب رئيسة للجمعية الوطنية، الاثنين "لن أؤيد اليوم هذه المجموعة المتطرفة من فرنسا غير الخاضعة".
وكانت براون بيفيت، التي تنحدر من عائلة يهودية، واجهت إهانات وتهديدات معادية للسامية بعد 7 أكتوبر، وفق تصريحاتها.
وقالت في إحدى مداخلاتها إن أحد الأشخاص أرسل لها خطابا يهددها بقطع رأسها.
من جانبه، شدد ميلينشون، ليل الأحد، مباشرة بعد ظهور النتائج الأولية، على أن الجولة الثانية يجب ألا تشهد أي صوت للتجمع الوطني بقيادة لوبان.
وألقى ميلونشون كلمته وهو يقف بجوار ريما حسن، وهي شخصية مثيرة للجدل في فرنسا، تخضع للتحقيق بسبب تصريحات لها بعد 7 أكتوبر، رفضت فيها وصف "الإرهاب"، في نعت الهجوم.
وكانت حسن، التي انتخبت عضوا في البرلمان الأوروبي في يونيو الماضي، أجابت بكلمة "صحيح" عندما سئلت عما إذا كانت تصرفات حماس مشروعة.
Emmanuel Macron faces a bitterly painful choice : Throw everything he’s got at stopping the far right, or try to save what remains of his once-dominant movement before it dies.
By @cleacaulcutt https://t.co/yJIdzDYzQk
من جانبها، قالت براون بيفيت عندما سئلت عن ظهور حسن بجانب ميلونشون، ليل الأحد "لقد كان ذلك استفزازا".
في هذا الإطار، يقول جيري إن حرب غزة التي قسمت الناخبين، إلى جانب ملف الهجرة، ستكون الفيصل أيضا في الجولة الثانية، مشيرا إلى أن الفائز الحالي وسط هذا التململ هو الحزب اليميني المتطرف.
إلى ذلك، أشار جيري إلى أن التصريحات التي أعقبت نهاية الجولة الأولى تضمنت في مجملها معاداة السامية ونظرة هذا أو ذاك للحرب في غزة.
والأحد، دعا وزير المالية الفرنسي، برونو لومير، وهو عضو في حزب ماكرون، الناخبين إلى دعم المرشحين في "الجبهة الشعبية الذين ينتمون إلى الحزب الاشتراكي وحزب الخضر، ولكن ليس مرشحي "فرنسا غير الخاضعة" بقيادة ميلونشون.
وقال لومير "فرنسا غير الخاضعة هي ضد الأمة الفرنسية، فرنسا غير الخاضعة هي المعاداة للسامية".
وأثار ميلينشون الجدل الشهر الماضي عندما كتب أن معاداة السامية في فرنسا هي "بقايا".
وفي كل مرة يُطلب منه تفسير موقفه، ينفي ميلينشون بشدة الإدلاء بتصريحات "معادية لليهود".
وقال في برنامج "فرانس 5" في 22 يونيو "لا علاقة لي بالعنصرية، ولا علاقة لي بمعاداة السامية، هذا يكفي الآن".
ويقول قادة "فرنسا غير الخاضعة" إن انتقاداتهم اللاذعة لإسرائيل بسبب الحرب في غزة لا تتجاوز الحدود لتصبح معاداة للسامية.
وتساءل مانويل بومبارد، المنسق الوطني للحزب، وفق ما نقلت عنه صحيفة "وول ستريت جورنال" قائلا "هل التلويح بالعلم الفلسطيني، يعني أنك معاد للسامية؟".