حمام دخان وكحل بالثوم.. حفل استقبال طفل هندي اتولد في الحج
تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT
سعادة كبيرة شعرت بها أسرة نوسرت قريشي الهندية بعدما وضعت مولودها الثاني أثناء أداء مناسك الحج لهذا العام في أحد مستشفيات مكة بالسعودية، إذ فاجأتها آلام المخاض بعد رمي جمرة العقبة الكبرى لتطلق عليه الأسرة اسم «أريان الرحمن» و«أريان» هو اسم هندي معناه أن الطفل يحمل روح القوة والشجاعة بحسب تصريح الأسرة لـ«الوطن».
أكياس حلوى هندية وساري هندي وتزيين الشارع والمنزل وإعداد غرفة مخصصة للطفل مصنوعة كلها من الـ«الهاندميد»، وعزف الموسيقى، كانت أبرز العادات التي استقبلت بها الأسرة مولودها «أريان الرحمن» بعدما وصل إلى بلده بحسب جدته «أّمية قريشي»: «لازم نعمل حفل للبيبي وخاصة مع أول داخلة للمنزل بعد ولادته في الخارج، ونعتبر أريان الرحمن هدية الله لنا، فلم نتوقع أن تضع ابنتنا مولودها في السعودية أثناء مناسك الحج، وعندما فاجأتها آلام المخاض توجهت للمستشفى فوضعت مولودها وأسميناه أريان كاسم هندي والرحمن تيمنا بأسماء الله الحسنى وبالشيخ عبدالرحمن السديس، رئيس الشؤون الديمنية بالحرمين».
«حمام الدخان» هي العادة الأبرز للهنود، ويحمل خلالها الطفل فوق النيران المشتعلة في أخشاب الأشجار لحمايته من الشر والأمراض بحسب «أّمية»، فضلا عن ربط «حظاظة» في يد الطفل: «لازم نحط حظاظة علشان الحسد وكمان نحط قلم وروبيات هندية في إيديه، والطفل يختار إذا تمسك بالقلم فإنه يبغي التفوق في العلم، إما إذا تمسك بالأموال فإنه سيتمسك بها».
حفل استقبال طفل هندي مولود في الحج«كمون الملوك وبذور الأجوان»، هو الكحل الرسمي للمسلمين الهنود، وهي إحدى العادات التي يحرص مسلمو الهند على تكحيل الطفل بحسب الجدة: «بنجيب الثوم ومكونات الكحل ونولع فيه وبعدين نحطه في عين البيبي، وهي عادة أصيلة من عاداتنا أثناء استقبال المولود وهو ما فعلناه عند وصول أريان الرحمن».
أقداح القهوة والشاي والبرياني والغنجي والهريس، وعصائر ممتزجة بلباب البرتقال والتفاح والتمر، هي أبرز الأطعمة التي قدمتها أسرة «أريان الرحمن» لضيوفها فور وصولهم بحسب والدته نوسرت قريشي: «لازم الأم هي اللي تعد الأطعمة والمشروبات للضيوف سواء القهوة أو الشاي أو العصائر، لكن لا ترهق نفسها في إعداد المأكولات فالأسرة تتولى ذلك أو الشيف الخاص بها».
رحلة إيمانية عاشتها نوسرت قريشي أثناء أدائها مناسك الحج لأول مرة، وصفتها برحلة العمر بحسب وصفها: «لم أكن أتخيل أنها رحلة إيمانية وروحانية جميلة، هي رحلة العمر لأي مسلم، نصحتني أسرتي بعدم السفر هذا العام لحملي في الشهر السابع، لكنني صّممت على أداء الركن الخامس من أركان الإسلام، كتب الله لي أداء الفريضة فلم أتردد واستودعت حملي ونفسي عند الله وتمنيت أن يولد ابني في مكة وحقق الله أمنيتي».
آلام شديدة فاجأت «قريشي»، بعد الانتهاء من رمي جمرة العقبة الكبرى أول أيام عيد الأضحى، لتنقلها سيارة إسعاف إلى تجمع مكة المكرمة الصحي، لتضع مولودها رغم عدم اكتمال حملها، إلا أن الله سبحانه وتعالى أراد له أن يأتي في ذلك التوقيت: «رغم أن أريان مولود في غير ميعاده لكن الله حفظه بحق ولادته في أطهر بقاع الأرض، ولم استسلم لشكوك أسرتي حول تعبه وأنه سيعاني من مشاكل صحية، وجدت طفلي أمامي مكتملا وبصحة جيدة، وهنا كانت المعجزة الإلهية فطفلي ولد معافٍ لم تصبه أمراضا وهذه كانت رسالة الله لي».
تتمنى نوسرت قريشي، أن يكون طفلها من حفظة كتاب الله: «سأزور مكة كل عام مُعتمرة ومعي طفلي وسأحرص على تحفيظه كتاب الله وأتمنى أن يتمسك بالقرآن، فهو ولد في أطهر بقاع الأرض وبخير بعكس توقعاتنا».
المصدر: الوطن
إقرأ أيضاً:
تشريع هندي للهيمنة على أوقاف المسلمين
وافق مجلس الشعب الهندي (الغرفة الأولى بالبرلمان) على مشروع قانون يهدف إلى توسيع سيطرة الحكومة المركزية على الأوقاف المملوكة للمسلمين.
وأجرى التصويت على مشروع لتعديل قانون الأوقاف الإسلامية الحالي، وقد قدمه حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي الحاكم، حيث تمت الموافقة على مشروع القانون بأغلبية 288 صوتا مقابل 232.
ولكي يصبح المشروع قانونًا نافذاً، يجب أن تتم الموافقة عليه من مجلس الولايات (الغرفة الثانية في البرلمان) ثم تقديمه إلى الرئيسة دروبادي مورمو للموافقة عليه.
وقد عارض المؤتمر الوطني (حزب المعارضة الرئيسي في البلاد) مشروع القانون، مؤكدا أنه غير دستوري وينطوي على تمييز ضد المسلمين.
وقال راهول غاندي الرئيس السابق والعضو البارز بحزب المؤتمر الوطني -في منشور بحسابه على منصة "إكس"- إن مشروع تعديل قانون الأوقاف "سلاح يهدف إلى تهميش المسلمين وغصب حقوقهم الشخصية وحقوقهم الملكية".
وتحاول الحكومة المركزية -من خلال تعديل قانون الأوقاف لعام 1995- توسيع سيطرتها على ممتلكات الأوقاف المملوكة للمسلمين.
ويمنح مشروع القانون المذكور الحق للحكومة في إجراء التفتيش والتدخل بممتلكات وأراضي الأوقاف الإسلامية الناشطة في شؤون دينية أو تعليمية أو خيرية.
إعلانومن ناحية أخرى، تستمر الاحتجاجات التي بدأها مجلس قانون الأحوال الشخصية للمسلمين -لعموم الهند- ضد مشروع القانون في جميع أنحاء البلاد.
وفي 24 مارس/آذار الماضي، أطلق المسلمون في الهند حملة وطنية ضد مشروع القانون المذكور.
خلفية تاريخيةيُذكر أنه بعد استقلال الهند وانفصال باكستان عام 1948، سنت الحكومة الهندية قانون الوقف عام 1954 وصنفت فيه الوقف الإسلامي على أسس الغرض من استخدامه.
وكان من ضمنه أوقاف المقابر وابن السبيل، وأوقاف نهاية الخدمة للموظفين، وأوقاف القضاة والأئمة والخطباء، وأوقاف ذوي القربي. كما كان هناك أوقاف لعدد من الأغراض الخيرية والدينية.
وبعد سنّ قانون الوقف عام 1954 وجهت الحكومة المركزية تعليمات إلى كافة الولايات من أجل تنفيذ قانون إدارة المؤسسات الدينية الخاصة بالمسلمين، وشملت المساجد والجامعات والمعاهد الدينية والمؤسسات الخيرية.
وتم تأسيس المجلس المركزي لإدارة الأوقاف الإسلامية عام 1964، وهي هيئة قانونية تعمل في ظل حكومة الهند، وتشرف على جميع الأوقاف بالدولة. وعمل المجلس على إدارة وتنظيم الأوقاف وتوثيقها وحمايتها من الاعتداءات.
ويرأس المجلس المركزي لإدارة الأوقاف الإسلامية وزير الاتحاد المسؤول عن الأوقاف، ويضم 20 عضوا معينين من قبل الحكومة. وقد وسعت أعمال المجلس في قانون معدل عام 2013، حيث منح صلاحيات أوسع في توجيه مجالس الوقف في كل الولايات الـ28.
وقد سجّل تقرير لجنة القاضي "ساتشار" التي عينتها الحكومة عام 2004 لبحث أوضاع المسلمين، نحو نصف مليون عقد للأوقاف الإسلامية، بمساحة إجمالية تبلغ نحو 600 ألف فدان، وتبلغ قيمتها السوقية نحو 20 مليار دولار.
ويقدّر الدخل السنوي الفعلي لهذه الأوقاف بنحو 27 مليون دولار، بينما يتجاوز العائد السنوي المتوقع منها هذا الرقم بأضعاف كثيرة قدّرتها اللجنة بنحو ملياري دولار.
إعلان