انتخابات رواندا.. مسار ديمقراطي محلي في وجه التشكيك الغربي
تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT
تتكيّف كل ديمقراطية مع السياقات السياسية والتاريخية لدولتها، والديمقراطية الرواندية ليست استثناء من هذه القاعدة. خلال الانتخابات العامة المقبلة المقرر إجراؤها في 15 يوليو/تموز، سيدلي الشعب الرواندي بصوته لانتخاب رئيسه وممثلي مجلس النواب. ومن المتوقع أن يحقق الرئيس الحالي بول كاغامي فوزًا ساحقًا. وهو الذي أصبح رئيسًا لأول مرة في عام 2000، بعد 6 سنوات من قيام الجبهة الوطنية الرواندية، تحت قيادته، بوقف الإبادة الجماعية.
يعتقد المحللون والصحفيون والأكاديميون الغربيون أن الانتخابات الرواندية تجب "السيطرة عليها"، لأنه – من وجهة نظرهم -، لم يتم انتخاب رئيس لأي دولة ديمقراطية "حقيقية" أخرى بأكثر من 90% من الأصوات. بعبارة أخرى، فإن الانتصارات الساحقة المتكررة التي حققها بول كاغامي منذ عام 2003 يصعب تصديقها.
يزعم هؤلاء المنتقدون أنه لا توجد "معارضة حقيقية" في رواندا، وأن الدولة التي تنتخب رئيسها بنسبة 90 أو 95% لا يمكن أن تكون " ذات مسار صحيح وحالة جيدة"، كما قال الصحفي في فرانس 24 مارك بيرلمان في مقابلته الأخيرة مع بول كاغامي. وردّ كاغامي على ذلك قائلًا: "لماذا يجب أن تقلق إذا تم انتخاب شخص ما بنسبة 90 أو 95% إذا كان هذا هو ما يسمح به محيطه وسياقه؟ وفي النهاية، ذلك السياق هو الذي يقرر".
وعندما أمازح أصدقائي الروانديين بشأن ما يسميه هؤلاء المنتقدون "غياب المعارضة"، كانوا يردون بلهجة ساخرة: "لكن ما الذي يمكن معارضته في بلدنا.. الرعاية الصحية الشاملة، والتعليم المجاني، والوصول إلى التعليم؟ والتوظيف، وحصص مقاعد البرلمان المخصصة للنساء والأشخاص ذوي الإعاقة، والتنمية الاقتصادية، وسياسة البيئة المستدامة، وقوة الدولة بشكل عام والوصول إلى الإنترنت، والأمن القومي…؟"
إن الإنجازات الاجتماعية والاقتصادية التي يشير إليها أصدقائي الروانديون لا يمكن اعتبارها أمرًا مفروغًا منه، حيث إن رواندا وُلدت من تحت الرماد، في أعقاب الإبادة الجماعية ضد التوتسي عام 1994، وحققت في 30 عامًا فقط، مستوى عاليًا من المساواة في الحصول على الخدمات أفضل مما يحلم به أي بلد آخر في العالم، بما في ذلك دول الشمال العالمي.
والأهم من ذلك، بعد تجربة ما أسماه البعض "الإبادة الجماعية القريبة"، حيث قتل الجيران جيرانهم، وقتل المعلمون الطلاب، وقتل الأزواج زوجاتهم، وقتلت الأمهات أبناءهن، تمكن الروانديون، بفضل القيادة والحكم الفعّالين، من إعادة بناء الأمة على الوحدة والمصالحة، حيث تعلم الضحايا والجناة العيش معًا مرة أخرى، ويعيدون بناء مستقبلهم من خلال جهد جماعي.
لقد كان التنميط المريب لرواندا سمة مشتركة للتقارير الغربية عن أفريقيا على مدى السنوات الـ60 الماضية، وقد اعتادت وسائل الإعلام والمحللون الغربيون على تقديم هؤلاء القادة الأفارقة في مرحلة ما بعد الاستعمار، الذين لا يتبعون معايير ديمقراطية غربية معينة، على أنهم "دكتاتوريون".
ولكن ما المعيار الغربي على وجه التحديد للديمقراطية، وإلى أي مدى قد يكون جديرًا برواندا، في ظل تاريخها المأساوي الفريد من الظلم، أن تتبع نموذجًا ديمقراطيًا غربيًا واحدًا يناسب الجميع؟
وباعتباري مواطنة عالمية عاشت في 5 ديمقراطيات مختلفة في 3 قارات مختلفة، فإنني أعتبر أن تقييم المنتقدين الغربيين للانتخابات الرواندية يتجاهل أن الديمقراطيات تتشكّل بالفعل من خلال السياق.
في الواقع، اختار الغربيون المتابعون للشأن الرواندي، بسبب تحيزهم العنصري الضمني أو الصريح، تجاهل حقيقة أنه حتى في الغرب لا توجد ديمقراطية واحدة تناسب الجميع، لأنه كما ذكر بول كاغامي خلال هذه الحملة الرئاسية، أن الديمقراطية تدور حول حرية الاختيار.
وخير مثال على هذا التصريح الذي أدلى به بول كاغامي، هو الانتخابات الرئاسية الفرنسية عام 2002. كان عمري حينها 22 عامًا، وكانت هذه هي المرة الأولى التي أتمكن فيها من التصويت. لقد حصلت على الجنسية الفرنسية بعد أن هاجرت إلى فرنسا كلاجئة سياسية في عام 1992 من البوسنة التي مزقتها الحرب، والتي كانت آنذاك مقاطعة تابعة لموطني الأصلي يوغسلافيا. وكانت تلك الانتخابات هي المرة الأولى التي يصل فيها مرشح اليمين المتطرف جان ماري لوبان، إلى الجولة الثانية، في مواجهة الرئيس آنذاك، جاك شيراك، الذي كان ينتمي إلى يمين الوسط في الطيف السياسي الفرنسي. وباعتباري مهاجرة سابقًا، ومثل معظم أفراد جيلي، كنت من مؤيدي اليسار التقدمي.
وفي حين كان لوبان، مرشحًا مناهضًا للمهاجرين وشوفينيًا وعنصريًا، كان شيراك معروفًا بانتقاده للمهاجرين الذين اتهمهم بـ"التربح" من نظام الرعاية الاجتماعية الفرنسي "على حساب المواطنين الفرنسيين". كانت هذه اللحظة في تاريخ الديمقراطية الفرنسية بمثابة دعوة للاستيقاظ للشعب الفرنسي الذي سارع جميعًا إلى صناديق الاقتراع، بغض النظر عن الجانب السياسي الذي ينتمون إليه، لهزيمة الحكومة الفاشية المحتملة بقيادة جان ماري لوبان. وقد فاز شيراك في الانتخابات بنسبة 82.21%، وهي النسبة التي قد يعتبرها الصحفي في فرانس 24 مارك بيرلمان "غير صحية"، لكن العالم الغربي شعر بالارتياح واحتفل بحرارة بانتصار شيراك.
وكانت انتخابات عام 2002 الفرنسية مجرد مثال واحد من بين العديد من الأمثلة الأخرى لكيفية تشكيل الديمقراطية حسب السياق. إن نفس الأيديولوجية الفاشية التي صوت الفرنسيون ضدها في عام 2002، أدت إلى القتل الجماعي لمليون رواندي في عام 1994. ولا تزال هذه الأيديولوجية تلوح في الأفق، ويروج لها أشخاص مثل فيكتوار إنجابير، التي يطلق نفس هؤلاء المنتقدين الغربيين على حزبها السياسي اسم "المعارضة". وعلى هذا، حين يُنتَخَب بول كاغامي بأكثر من 90% من الأصوات، فإن ذلك يشكل موقف حياة أو موت بالنسبة للشعب الرواندي الذي اختار، من خلال حريته في الاختيار، الوحدة والمصالحة والأمن، على الانقسام والكراهية.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلاميةالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات بول کاغامی فی عام
إقرأ أيضاً:
واشنطن تضغط على كييف: لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بحلول نهاية العام
قال مسؤول كبير في إدارة الرئيس دونالد ترامب، إن الولايات المتحدة تريد أن تجري أوكرانيا انتخابات، ربما بحلول نهاية العام، خاصة إذا تمكنت كييف من الاتفاق على هدنة مع روسيا في الأشهر المقبلة.
اعلانوأوضح كيث كيلوغ، مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص لأوكرانيا وروسيا، في حديث مع "رويترز"، إن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأوكرانية، التي تم تعليقها خلال الحرب مع روسيا، "يجب أن تتم".
وتابع كيلوغ أن "معظم الدول الديمقراطية تجري انتخابات حتى في أوقات الحرب. أعتقد أن ذلك أمر مهم". وأضاف "أعتقد أن ذلك جيد للديمقراطية. فهذه هي ميزة الديمقراطية الراسخة، حيث يمكن أن يكون هناك أكثر من مرشح واحد".
وفي وقت سابق، أكد كل من ترامب وكيلوغ أنهما يعملان على خطة للتوسط في اتفاق في الأشهر القليلة الأولى من الإدارة الجديدة لإنهاء الحرب الشاملة التي اندلعت بغزو روسي في فبراير 2022.
كيث كيلوغ، مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص لأوكرانيا وروسياAP Photo/Andrew Harnik, Fileولم يقدموا سوى القليل من التفاصيل حول استراتيجيتهم لإنهاء الصراع الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، كما لم يحددوا موعدا للكشف عن هذه الخطة.
ولا تزال خطة ترامب قيد البحث، ولم تتخذ أي قرارات سياسية بعد، لكن كيلوغ ومسؤولين آخرين في البيت الأبيض ناقشوا في الأيام الأخيرة دفع أوكرانيا للموافقة على إجراء انتخابات كجزء من هدنة أولية مع روسيا، وفقا لما ذكره شخصان مطلعان على هذه المحادثات ومسؤول أمريكي سابق مطلع على اقتراح الانتخابات.
كما يناقش مسؤولو ترامب ما إذا كان ينبغي الدفع باتجاه وقف إطلاق نار أولي قبل محاولة التوصل إلى اتفاق أكثر ديمومة، وفقا لما قاله الشخصان المطلعان على مناقشات إدارة ترامب.
وأوضح المصدران أنه في حال إجراء الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا، فإن الفائز بها قد يكون مسؤولا عن التفاوض على اتفاق طويل الأمد مع موسكو.
وقد رفضت المصادر الكشف عن هويتها نظرا لحساسية القضايا السياسية والأمنية التي يجري بحثها.
Relatedقصف روسي على كييف يسفر عن ثلاثة قتلى على الأقل وأوكرانيا تهاجم 13 موقعًا روسيا تدعي السيطرة على بلدة جديدة شرق أوكرانيا.. وقرار أوروبي بتمديد العقوبات على موسكوالجيش الروسي يواصل تقدمه في أوكرانيا: السيطرة على بلدة جديدة في خاركيفلا يزال من غير الواضح كيف ستستقبل كييف مثل هذا المقترح من ترامب.
فقد قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي، إن أوكرانيا يمكن أن تجري انتخابات هذا العام إذا انتهت المعارك وتم توفير ضمانات أمنية قوية لمنع روسيا من استئناف الأعمال العدائية.
وذكر مستشار بارز في كييف ومصدر في الحكومة الأوكرانية، أن إدارة ترامب لم تطلب رسميا حتى الآن من أوكرانيا إجراء الانتخابات الرئاسية بحلول نهاية العام.
وكان من المفترض أن تنتهي فترة ولاية زيلينسكي التي استمرت خمس سنوات في عام 2024، ولكن لا يمكن إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ظل الأحكام العرفية التي فرضتها أوكرانيا في فبراير 2022.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكيأ بوقال مسؤولان أمريكيان كبيران سابقان، إن واشنطن أثارت قضية الانتخابات مع كبار المسؤولين في مكتب زيلينسكي في عامي 2023 و2024 أثناء إدارة بايدن.
وقال المسؤولان، إن مسؤولين في وزارة الخارجية والبيت الأبيض أبلغوا نظراءهم الأوكرانيين أن الانتخابات ضرورية للحفاظ على المعايير الدولية والديمقراطية.
قال المسؤولان الأمريكيان السابقان، إن المسؤولين في كييف رفضوا الفكرة في محادثاتهم مع واشنطن خلال الأشهر الأخيرة، وأخبروا مسؤولي بايدن أن إجراء الانتخابات في ظل هذه الأوضاع المتوترة قد يؤدي إلى انقسامات بين القادة الأوكرانيين ويفتح الباب أمام محاولات التأثير الروسية.
اعلانوعندما سئل المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف عن المعلومات التي أفاد بها مسؤول غربي سابق وشخصان آخران مطلعان على القضية لوكالة رويترز، أجاب قائلا: "ليس لدينا هذه المعلومات".
ونقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في 27 يناير قوله، إن الاتصالات المباشرة بين موسكو وإدارة ترامب لم تبدأ بعد.
وتقول وزارة الخارجية الروسية إنها لا تزال تنتظر موافقة الولايات المتحدة على اختيارها الجديد كسفير لموسكو في واشنطن، وهو منصب شاغر حاليا.
من جهته، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علنا إنه لا يعتبر زيلينسكي زعيما شرعيا في ظل غياب تفويض انتخابي جديد، وأن الرئيس الأوكراني ليس لديه الحق القانوني لتوقيع أي اتفاقيات ملزمة تتعلق بعملية السلام المحتملة.
اعلانلكن بوتين أشار في الوقت ذاته، إلى أن زيلينسكي يمكنه المشاركة في المفاوضات، بشرط أن يلغي أولا المرسوم الذي وقعه عام 2022، والذي يحظر إجراء محادثات مع روسيا طالما أن بوتين في السلطة.
ووصف المصدر الحكومي الأوكراني موقف بوتين، بأنه مجرد ذريعة لتعطيل المفاوضات المستقبلية، قائلا: "(إنه) ينصب فخا، مدعيا أنه إذا لم تجر أوكرانيا الانتخابات، فيمكنه لاحقا تجاهل أي اتفاقات يتم التوصل إليها".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ترامب يكشف عن"مناقشات جادة" تجري مع روسيا بشأن أوكرانيا فهل تضع الحرب أوزارها؟ مقتل 6 أشخاص بهجوم روسي بمسيرة على بناية سكنية في سومي شمال شرق أوكرانيا بيلاروس تؤكد جاهزيتها لإعادة فتح المعابر الحدودية مع أوكرانيا "في أقرب وقت" فولوديمير زيلينسكيفلاديمير بوتيندونالد ترامبروسياالولايات المتحدة الأمريكيةالحرب في أوكرانيا اعلاناخترنا لكيعرض الآنNextمباشر. توسيع العملية العسكرية بالضفة والأزمة الإنسانية تتفاقم بغزة ونتنياهو يؤجل المفاوضات حتى لقائه بترامب يعرض الآنNext كيف علقت كندا والمكسيك والصين على فرض ترامب رسوماً جمركية على وارداتها؟ يعرض الآنNext واشنطن بوست: إسرائيل تبني قواعد عسكرية في المنطقة منزوعة السلاح على الحدود السورية يعرض الآنNext السودان: أكثر من 60 قتيلا في هجوم لقوات الدعم السريع على سوق شعبي في أم درمان يعرض الآنNext "سنجدكم ونقتلكم".. ترامب يأمر بشن غارات جوية ضد مقاتلي داعش في الصومال اعلانالاكثر قراءة أسعار القهوة ترتفع بنسبة 90% بسبب تهديدات ترامب لكولومبيا وتأثير الظروف الجوية مباشر. حماس تسلم الأسرى الإسرائيليين الثلاثة و183 فلسطينيا إلى الحرية مجددا منهم 18 من ذوي الأحكام العالية فيديو: هكذا سلمت حماس الرهينة الأمريكي الإسرائيلي كيث سيغل في ميناء غزة أكبر تجمع للمسلمين بعد الحج .. مهرجان ديني على ضفاف نهر توراغ في بنغلاديش شاهد كيف كان رد فعل أسرة الأسير الإسرائيلي الفرنسي عوفر كالديرون بعد الإفراج عنه اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلحركة حماسدونالد ترامبالصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزةروسياالحرب في أوكرانيا إطلاق سراحمحادثات - مفاوضاتإسبانيادونيتسكالذكاء الاصطناعيالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025