أطلقت جمعية البر بالمنطقة الشرقية "نادي البر التطوعي"، الذي يستهدف استقطاب وتأهيل المتطوعين من مختلف فئات المجتمع، بما في ذلك الطلاب والمعلمين والموظفين، وذلك للمساهمة في تحقيق رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى الوصول إلى مليون متطوع.
وأكد فيصل المسند، المتحدث الإعلامي للجمعية والمشرف على إدارة التطوع، أن النادي سيوفر فرصًا تطوعية متنوعة ومتخصصة، وسيمنح المتطوعين شهادات وساعات تطوعية معتمدة عبر المنصة الوطنية للعمل التطوعي، بالإضافة إلى التدريب والتأهيل اللازمين لتعزيز مهاراتهم.


أخبار متعلقة انطلاق برنامج موهبة الإثرائي البحثي في جامعة الملك فيصلمحافظ الأحساء يكرم أبطال مسلسل "خيوط المعازيب"وأشار إلى أن جمعية البر بالشرقية حريصة على إشراك المتطوعين في دعم أنشطتها المجتمعية، إذ وفرت خلال عام 2023 أكثر من 576 فرصة تطوعية استفاد منها 2235 متطوعًا، بإجمالي ساعات تطوعية تجاوزت 750 ألف ساعة وعائد اقتصادي يقدر بأكثر من 2,3 مليون ريال.جائزة العمل التطوعيوأوضح المسند، أن الفرص التطوعية بجمعية البر بالمنطقة الشرقية التي ستتوفر لأعضاء النادي التطوعي ستكون من أكثر الفرص تنوعا وتخصصية، إذ فازت الجمعية بجائزة العمل التطوعي كأكثر الجهات تفاعلا على منصة العمل التطوعي.
كما فازت مؤخرا بالجائزة الوطنية للعمل التطوعي مسار تفعيل العمل التطوعي، فضلا على حصول الجمعية على اعتماد وحدة التطوع بمركز التميز لتطوير المبادرات غير الربحية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، كوحدة عاملة وفقا لمعايير ومواصفات المعيار الوطني لوحدات إدارة التطوع بالمملكة"إدامة".

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: التسجيل بالجامعات التسجيل بالجامعات التسجيل بالجامعات الدمام بر الشرقية جمعية البر بالمنطقة الشرقية المنطقة الشرقية السعودية العمل التطوعی

إقرأ أيضاً:

«سواعد الخير».. العمل التطوعي في أصدق معانيه

تفيض الأرض العمانية بالكرم والعطاء، ومن مظاهرها الإنسان العماني الصانع الحقيقي للتاريخ والثقافة من شمال الوطن الى جنوبه، والشواهد والأدلة حاضرة في أكثر من شاخص ومعلم، مثل: القلاع والحصون وشق الأفلاج ورصف الطرقات والمسالك الجبلية، وغيرها من الأمثلة الشاهدة على العمل الإنساني التطوعي قبل أن يتم تأطيره وفق القوانين والأنظمة الحديثة، إذ شكلت الأعراف والمنظومة الاجتماعية الأهلية في السابق أسسا للعمل التطوعي نظرا لحاجة الأفراد إلى التعاضد والتعاون ومساندة بعضهم البعض لقضاء ضروريات الحياة ونيل الأجر والثواب في الآخرة.

استمر العمل التطوعي رغم مظاهر الحداثة واعتماد البعض على المؤسسات الخدمية في التكفل بتهيئة الأمكنة التي تحتاج إليها شريحة من أبناء الوطن وخاصة أولئك البعيدين عن الحواضر والقرى والمتمسكين بالبقاء في مناطقهم النائية والمواصلين لمزاولة الأنشطة الاقتصادية المتوارثة عبر الأجيال، وحينما نذكر الأنشطة الاقتصادية وما يرتبط بها من عمليات، فإننا نعني بالضرورة ثقافة مادية وغير مادية تواكب المهنة والنشاط في المناطق المحافظة على عذريتها الثقافية، سواء كان النشاط رعويا أو فلاحيا، ولذلك تُشكل تلك الأمكنة خزانًا ثقافيًا شفويًا للثقافة اللامادية.

ولذلك نتابع بين الفينة والأخرى أنشطة لأهل الخير في العمل التطوعي المتواري عن أضواء البحث عن الشهرة والمنفعة المادية التي يلهث خلفها البعض لغايات غير النوايا الصادقة التي يحملها في ذواتهم المتطوعون لأعمال الخير المخلصون لوجه الله والوطن وخدمة المواطن، فمن شق الطرق بالمعدات الثقيلة في قرى الجبال الشماء في شمال عُمان إلى أعمال تطوعية أخرى في جنوب سلطنة عمان، نجد همم العمانيين تحقق الإنجازات وتنجز الكثير من الأعمال التي تحمل في ذاتها بذرة الخير للبشر والدواب في مناطق لم تصلها بعد مظاهر الحداثة ولا ثقافتها الاستهلاكية.

هنا في ظفار وبحكم التماس مع أعمال فريق أهلي يحمل اسم سواعد الخير، فإننا نشيد بأعمالهم التي تخدمنا كأفراد حين نمارس رياضة المشي وتسلق المنحدرات الجبلية أو تستفيد منها المجموعات البشرية مثل الرعاة الذين تمنحهم تهيئة المسالك والدروب الجبلية فرصة الانتقال بسهولة ويسر بين المناطق الجغرافية، وكذلك بالنسبة لتهيئة وإصلاح العيون المائية التي تخدم الرعاة ومواشيهم وكذلك الحيوانات البرية كالغزلان والنمور والذئاب وغيرها، بمعنى أن أعمال فريق سواعد الخير تسهم في الحفاظ على المكونات الطبيعية في المحيط البيئي.

يعمل فريق سواعد الخير بالمساندة والمساعدة في إعادة الاعتبار للأمكنة القديمة والمسالك الجبلية التي كانت نسيًا منسيًا، ثم أضحت ممرات يسهل للإنسان عبورها، والتي هي بالأصل ثقافة إنسانية تم تناسيها من قبل أبنائها ثم أعيد لها الاعتبار عن طريق الرحلات الاستكشافية المتخذة من المعرفة سبيلًا في بلوغ الغايات النبيلة في الاكتشاف والتعرف على التنوع الطبيعي والثقافي في المنطقة.

إن ما يهمني في العمل التطوعي في إصلاح الطرقات وعيون الماء، هو إمكانية الوصول إلى أمكنة تهم الرعاة والهواة أولًا وأخيرًا وأنا أجد نفسي مع الفئتين معًا راعيًا آفلا مسكونًا بناموس الرعي والانتقال والرحيل وتقديس المحيط البيئي، وهاويا لمشاهد أعمال الإنسان الذي اتخذ من ذاته قوة وعزيمة في شق الصخر وتوفير الماء في مناطق قاحلة وأعاد لها الحياة.

تحتاج المبادرات الأهلية المُعمّرة للأرض مثل فريق سواعد الخير إلى المزيد من التشجيع المعنوي المتمثل في ذكر الإنجازات وتخطي الصعاب، وأيضا الدعم المادي المتمثل في التزود بمعدات الحفر وتفتيت الصخر ومنح الفريق معدات السلامة والأمان والإسعافات الأولية، وكذلك نقل وسائل الحفر والأجهزة المطلوبة إلى المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها عبر الجِمال التي تحمل المعدات والمؤن والمياه للفريق أثناء إتمامه للعمل، وهنا نأمل أن يتكفل سلاح الجو السلطاني العُماني بهذه المهمة مثل المهام النبيلة التي يسهم فيها سلاح الطيران في التنمية المحلية في الأرض العمانية.

إنَّ الاهتمام بإصلاح المسالك والطرقات القديمة وتهيئة الكهوف والمغارات، يُمكن استثمارها من قبل الشباب الباحثين عن العمل في إدراجها ضمن السياحة الاستكشافية ورياضة المشي وتسلق الجبال، ناهيك عن أن الكهوف التي لا يستعملها الإنسان تندثر من الذاكرة، ومن حاجة الإنسان إليها، فكم من عين ماء اندفنت ومُحيت من الذاكرة، وكم من كهف لجأ إليه الإنسان ومواشيه واحتمى به من الظروف الجوية، والآن لم يُعد يأوي أحدًا. وقريبًا من ذلك يورد الروائي الألباني إسماعيل كاداريه (1936-2024) في روايته «الجسر» عن الجسر المقام على نهر (أويان) حينما يتحدث عن العبّارة التي هُجِرت بعد مهامها «كفى أن يتخلى عنها البشر لحظة لكي تتحلل».

إذن هكذا يُعمر الإنسان الأرض ويقاوم الخراب والاندثار، ويؤدي واجبه الإنساني والوطني تجاه الأرض التي أنجبته وعاش فيها، فكل الشكر لكل من قام ويقوم بالتعمير والعمل الخيري، وجزاهم الله خير الجزاء والعطاء.

محمد الشحري كاتب وروائي عماني

مقالات مشابهة

  • “بر الجعران” تستضيف وفد جمعيات جازان
  • وزير السياحة والآثار: الدولة تستهدف الوصول لـ 30 مليون سائح بحلول 2030
  • "الموارد البشرية" تطلق ملتقى تمكين المنطقة الشرقية
  • 322 ألف مستفيد من خدمات التطوع الصحي بالشرقية خلال 3 أشهر
  • أمير الشرقية يدشن مقر جمعية البركة الخيرية بالدمام
  • التطوع السياحي ضمن صيف عسير
  • مش بنبالغ.. مدبولي: مصر تستطيع جذب ضعف عدد السياح الحالي بحلول 2030
  • مش بنبالغ.. رئيس الحكومة: مصر تستطيع جذب ضعف عدد السياح الحالي بحلول 2030
  • «سواعد الخير».. العمل التطوعي في أصدق معانيه