نشر موقع “أفريكا إنتليجنس” الفرنسي تقريرا يفيد بأن العديد من الشخصيات الرئيسية في نظام الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير موجودة حاليا في صفوف مليشيا الدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو (حميدتي) على الرغم من ادعاء الأخير بمحاربة الجيش النظامي بزعم تخليص السودان من الإسلاميين مناصري الرئيس السابق، والذين يطلق عليهم اسم “الكيزان”.

التغيير ــ وكالات

وأوضح الموقع، المتخصص في الشؤون الأفريقية منذ أوائل الثمانينيات، أنه ومنذ بداية الحرب في السودان العام الماضي، حشد حميدتي الدعم من خلال الادعاء بأنه يحارب النظام السابق الذي قاده البشير والحزب الذي كان حاكما لعقود آنذاك “المؤتمر الوطني”.

أهمية الانتماءات الاجتماعية

ويقول التقرير إن علاقات الدم والمصاهرة والإنتماء القبلي تشكل عنصرا حاسما في الانضمام لمليشيا الدعم السريع. فالعديد من كبار الفاعلين في قوات حميدتي كانوا من مناصري نظام البشير، وانضموا لقوات حميدتي بسبب علاقات الدم.

وأشار في الوقت نفسه إلى أن أحد أبرز المستشارين السياسيين لحميدتي، وهو يوسف عزت الماهري، منشق عن الحزب الشيوعي. وقال إن شقيقه محمد عزت، الذي يحتفظ بمكانة أقل بكثير في الدعم السريع، كان لاعبا مهما في عهد البشير بالمنطقة التي ينحدر منها حميدتي شمال دارفور.

 

والأخوان المهري ينتميان إلى نفس قبيلة “الرزيقات” مثل حميدتي، وإلى نفس العشيرة داخل هذه القبيلة. وينحدر آخرون من قبائل عربية قريبة من حميدتي، مثل عبد المنعم الربيع الذي كان ينتمي إلى حزب المؤتمر الوطني، وهو زعيم شبابي بالحركة الإسلامية السودانية ويعمل حاليا في المملكة المتحدة. وبالمثل، فإن الفاتح قرشي، وهو زعيم شاب إسلامي سابق آخر في عهد البشير كان نشطا جدا غرب كردفان، وهو الآن متحدث باسم الدعم السريع.

نائب الرئيس البشير

وينطبق الأمر نفسه على حسبو محمد عبد الرحمن، الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس في عهد البشير ونائب الأمين العام للحركة الإسلامية، وغير موقفه بداية الحرب وانضم لمعسكر حميدتي. و ثمة بعض التقارير تفيد أنه وفي حال وقوع عاصمة إقليم دارفور (الفاشر) في أيدي الدعم السريع، فقد يعينه حميدتي حاكما للإقليم.

ويستمر التقرير قائلا إنه ومنذ بداية الحرب، جندت قوات الدعم السريع وعلى نطاق واسع كوادر من قوات الأمن السودانية وقوات الدفاع الشعبي.

وكان أحمد (ابن حسبو عبد الرحمن) وعلي دخرو (وهو من المؤثرين السودانيين) جزءا من كتائب قوات الدفاع الشعبي التي حاولت تفريق الاحتجاجات المناهضة للبشير عام 2019. ويعمل الأول الآن بالعلاقات العامة لقوات الدعم السريع، بينما أصبح الثاني قائدا للمليشيا في الخرطوم.

كما قام إبراهيم بقال، وهو صحفي وعضو سابق في حزب المؤتمر الوطني، بتغيير ولائه بين بداية الحرب منتصف أبريل 2023 وأغسطس 2023، وأصبح الآن يرتدي زي الدعم السريع.
الديناميات الإقليمية

ولتضخيم صفوف الدعم السريع، قام حميدتي أيضا “باصطياد” كبار ضباط القوات المسلحة المتقاعدين، وفقا للتقرير، مثل النور حامد مراهد ومهدي كبا، وكلاهما ينتمي لقبيلة الحوزامة البدوية، مثل قبيلة حميدتي “الرزيقات”. والرجلان مسؤولان الآن عن السيطرة على بلدتي أم روابة والرهد شمال كردفان.
وأوضح التقرير أن العديد من مناصري البشير بدلوا ولاءهم وانضموا لمعسكر حميدتي لأسباب إما شخصية أو مناطقية، أو بسبب التوقيع على “اتفاق جوبا للسلام” الذي سحب البساط من بعضهم.
وأشار الموقع إلى أن اتفاق جوبا تم توقيعه في أكتوبر 2020 من قبل حوالي 10 حركات متمردة (معظمها من دارفور وكردفان والنيل الأزرق) وخصصت الحكومة الانتقالية آنذاك مناصب لقادة هذه الجماعات. وقد كانت نتيجة ذلك الاتفاق سيئة على بعض الموالين السابقين للبشير بالأقاليم، مثل محمد باشا طبيق، وهو مسؤول كبير سابق بحزب المؤتمر الوطني غرب كردفان انضم إلى الدعم السريع بداية الحرب.

وينطبق الشيء نفسه على عمدة إثنية “الهمج” عبيد سليمان أبو شوتال، زعيم حزب المؤتمر الوطني السابق بولاية النيل الأزرق الذي غير موقفه عندما اختار القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان-قطاع الشمال مالك عقار الموقع على اتفاق جوبا ليكون ممثلا لولاية النيل الأزرق.

وذكر تقرير “أفريكا إنتليجنس أنه عام 2021، تورط أبو شوتال في أعمال العنف الطائفي بالنيل الأزرق. والتقى به حميدتي، ويُقال إنه جنده خلال جهود المصالحة اللاحقة أواخر عام 2022.

وشوهد أبو شوتال آخر مرة كقائد ميداني مع الدعم السريع في أم درمان، قبل أن تستعيد القوات المسلحة السيطرة عليها في مارس.

وتشير وسائل التواصل التابعة للدعم السريع الآن إلى أنه يقود تعزيزات في دارفور، مما يؤدي إلى احتمال قيام الدعم السريع بسحب جنودها من أم درمان للاستيلاء على الفاشر.

كما أدى هذا المنطق نفسه إلى تجنيد هارون مديخير، وهو شريك سابق لـموسى هلال، المنافس الرئيسي لحميدتي في دارفور في ظل نظام البشير. وسُجن مديخر عام 2017 ثم أطلق سراحه بعد سقوط البشير. وهو الآن يقود كتيبة تابعة للدعم السريع على جبهة الخرطوم.
المصدر : مواقع إلكترونية

الوسومالبشير حسبو محمد عبدالرحمن حميدتي عزت الماهري نظام الإنقاذ

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: البشير حسبو محمد عبدالرحمن حميدتي عزت الماهري نظام الإنقاذ

إقرأ أيضاً:

الجيش يتهم «الدعم السريع» بتدمير الجزء الشرقي لجسر الحلفايا

تسبب الهجوم في حدوث أضرار في الهياكل الخرسانية للجسر، وفق بيان أصدره مكتب الناطق الرسمي للقوات المسلحة

التغيير: الخرطوم

اتهم مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، قوات الدعم السريع بتدمير الجزء الشرقي من جسر الحلفايا؛ مما تسبب في حدوث أضرار بالهياكل الخرسانية.

وأوضح مكتب الناطق الرسمي، في بيان، الاثنين أن الهجوم الذي استهدف جسر الحلفايا وقع مساء أمس الأحد.

وأشار البيان إلى أن الهجوم الذي نفذته الدعم السريع جاء استمرارا لاستهدافها الممنهج للبنية التحتية ومقدرات البلاد، حسب وصفه.

ونهاية مايو الماضي، وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة الخرطوم بحري عقب توغل الجيش وتجاوزه لمحيط جسر الحلفايا إلى داخل المزارع.

وأكد الجيش وقتها أنه حقق تقدما كبيراً، فيما أعلنت قوات الدعم السريع تصديها لهجوم الجيش، وقالت إنها كبدته خسائر بالغة في الأرواح والعتاد.

وفي 11 نوفمبر 2023، اتهم الجيش قوات الدعم السريع بتدمير جسر «شمبات»، في إطار ما وصفه «بالمشروع التدميري لمقدرات البلاد وبنيتها التحتية»

وهو الأمر الذي نفته «الدعم السريع» وقتها عندما اتهمت على الجيش السوداني بتدمير الجسر الحيوي الذي يربط بين مدينتي بحري وأم درمان.

وفي 18 نوفمبر 2023 تبادل الجيش وقوات الدعم السريع في السودان، اتهامات بتدمير جسر خزان جبل أولياء جنوب الخرطوم.

ومنذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، و”الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) حربا أسفرت عن أكثر من 15 ألف قتيل، وملايين النازحين واللاجئين، وفق الأمم المتحدة.

وتزايدت دعوات أممية ودولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت، جراء نقص الغذاء، بسبب القتال الذي امتد إلى العديد من الولايات السودانية

الوسومآثار الحرب في السودان بحري جسر الحلفايا حرب الجيش و الدعم السريع

مقالات مشابهة

  • الكلام ده اكبر من البرهان واكبر من حميدتي … لكن الله اكبر
  • شاهد بالفيديو.. قائد ميداني بالدعم السريع يسجل اعترافات خطيرة عن “الشفشفة” والسرقة التي يقوم بها بعض أعاونهم بسنجة ويوجه رسالة لحميدتي: (أفعال الناس دي لا بترضي الله ولا بترضي الرسول)
  • “إلا بعزة”.. البرهان يحدد شروط التفاوض مع الدعم السريع
  • البرهان يحدد شروطا للتفاوض مع الدعم السريع.. وتوسع في خطة مساعدة السودان
  • نداء إستغاثة!!
  • إلا بعزة.. البرهان يحدد شروط التفاوض مع الدعم السريع
  • حرب السودان: ثم ماذا بعد سنجة !!
  • بالصورة.. الصحفية رشان أوشي: (شاء من شاء وأبى من أبى البشير كان راجل شجاع ولو قاعد المهازل دي ما كان حصلت وفي زمنه حميدتي كان قاعد في الكرسي الوراء مكانه الطبيعي ككلب حراسة فقط لا غير)
  • الجيش يتهم «الدعم السريع» بتدمير الجزء الشرقي لجسر الحلفايا