غضب في الجزائر بسبب “العروس الممسوخة”.. ما القصة؟
تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT
أثارت إزالة معلم تاريخي يسمى “العروس الممسوخة” بسبب أشغال طريق مزدوج في مدينة تلمسان غربي الجزائر، غضبا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث وصف بعض المستخدمين الأمر بـ”الكارثة الثقافية”.
وكانت المصالح المختصة في أشغال الطرقات قد شرعت، نهاية الأسبوع، في عملية إزالة “صخرتين” ترتبطان في الذاكرة المحلية بقصة “العروس الممسوخة”، وذلك لإنجاز طريق مزدوج يربط مدينة تلمسان بجنوبها على مسافة 13 كلم، خلفا للطريق الوطني رقم 22، حيث تفاجأ الرأي العام المحلي ومحبي الآثار والمعالم التاريخية بقيام جرافة بالهدم.
وتكمن أهمية الصخرتين في كونهما “المكان الذي ألقى فيه القائد الإسلامي أبو مهاجر دينار خطبته أمام جنوده، ومواجهته القائد الأمازيغي كسيلة على أبواب تلمسان”، وفق ما يرويه الباحث في تاريخ المدينة، عبد الصمد مسيخي، لـ”أصوات مغاربية”.
وأضاف أن “المكان نفسه شهد معركة بين الموحدين والمرابطين عام 1145، التي استولى فيها عبد المؤمن بن علي (1094- 1163) على تلمسان”.
وأحاطت بالصخرتين أسطورة تاريخية لـ”عروس كانت تمر بالمكان وسط موكبها، تحولت إلى حجر بسبب لعنة غريبة حلت بها، نتيجة قيامها بتصرف مسيء”، حسب مسيخي الذي يؤكد أن هذه الأسطورة “تحولت إلى جزء من الذاكرة المحلية، وأيقونة أحداث تاريخية مهمة أرخت لمدينة تلمسان عبر كل الحضارات التي مرت بها”.
وأشار المتحدث إلى أن صخرتي العروسة الممسوخة المحاذية لمنطقة بني بوبلان “ذكرها الروائي الجزائري محمد ديب (1920-2003) في روايته “الدار الكبيرة”.
“كارثة ثقافية”
وتفاعلا مع إزالة هذا المعلم التاريخي، وصفت صفحة المنظمة الجزائرية لترقية السياحة والتنمية المستدامة، العملية بـ”الكارثة”، وكتبت: “كارثة ثقافية.. جبل الصخرتين أو العروس الممسوخة ببني بوبلان في تلمسان، أو ما يعرف عند التلمسانيين بالعروس الممسوخة، تتم الآن إزالتها”.
وتابعت: “نسجت حول هذا المكان أساطير من بين آلاف الأساطير في تلمسان، وهو معلم طبيعي تميزت به هذه المنطقة”، ودعت الصفحة إلى “الحفاظ على التراث الثقافي في الجزائر، وفق ما يتضمنه القانون 98-04 المتعلق بحماية التراث في البلاد”.
وفي سياق التفاعلات نفسه، أعلن الناشط في التعريف بتراث مدينة تلمسان، عبد الرزاق مختاري التلمساني، توقفه عن النشر احتجاجا على ما لحق بهذا المعلم، وكتب: “تعبيرا عن غضبي وتضامني مع المعلم التاريخي (العروسة الممسوخ) الذي تم تحطيمه وإزالته، سأتوقف عن نشر معالم المحروسة تلمسان”.
وأشار حمود كيتي إلى أن إزالة هذا المعلم “تبدو وكأنها توحي بوجود أزمة في الأراضي”، وكتب متعجبا: “من يسمع يقول عندنا الضيق”.
وأضاف: “نهاية قصة وحكاية وأسطورة العروس الممسوخ”، محذرا من أن استمرار التعامل مع المحيط بهذه الطريقة “سيقضي على التراث والمعالم التاريخية”.
وتزخر مدينة تلمسان بالعديد من المعالم التاريخية، خصوصا تلك التي شيدها الزيانيون والمرينيون من أسوار وقصور ومنارات ومساجد، جعلت منها واحدة من أهم المدن السياحية والتاريخية في الجزائر.
أصوات مغاربية – الحرة
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
العدو يُقر باستلام جثمان الأسيرة “بيباس”
أقرت سلطات العدو الصهيوني، اليوم السبت، أن الجثة التي سلمتها حركة حماس ليل الجمعة السبت، تعود لشيري بيباس، وذلك بعدما أجرت الفحوص اللازمة.
وقالت القناة 12 الصهيونية أن “معهد الطب العدلي أجرى فحصًا وراثيًا لجثة شيري بيباس ووجد تطابقًا وراثيا”.
وكانت إذاعة قوات العدو، نقلت عن مصدر أمني صهيونية قوله إن الصليب الأحمر أبلغ “إسرائيل” بأنه تسلم من “حماس” الأسيرة شيري بيباس.
وكانت كتائب القسام قد سلمت الصليب الأحمر، صباح الخميس، جثامين 4 أسرى إسرائيليين قتلهم كيان العدو بقصف أماكن احتجازهم داخل قطاع غزة، وتبين لاحقا أن إحدى الجثث لا تعود للأسيرة بيباس.
وفي وقت سابق الجمعة، قالت حركة “حماس”، إنها تلقت عبر الوسطاء ادعاءات الاحتلال بشأن الجثمان، وستقوم بفحصها بجدية تامة، مشيرة إلى احتمال وجود خطأ أو تداخل في الجثامين بسبب استهداف الاحتلال للموقع الذي كانت تتواجد فيه العائلة برفقة فلسطينيين آخرين.
إلى ذلك، قالت “حماس”، في بيان منفصل، إن ادعاءات المتحدث باسم قوات العدو واتهامه المقاومة بقتل عائلة “بيباس”، “ليست سوى أكاذيب محضة، تُضاف إلى سلسلة طويلة من الأكاذيب التي يطلقها منذ خمسة عشر شهرًا في سياق حرب الإبادة ضد شعبنا الفلسطيني”.
ووصفت تلك الادعاءات بأنها “محاولة يائسة” للتنصل من مسؤولية جيشه عن مقتل العائلة، مبينة أن عائلة بيباس قُتلت بسبب حجم الإبادة الجماعية والقصف والتدمير الواسع للمباني والأحياء، وعرقلة نتنياهو اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضافت أن قوات العدو وناطقيه الإعلاميين وحكومته مارسوا “أبشع أساليب التضليل والدعاية الكاذبة”، في محاولة لتحويل أنظار الرأي العام العالمي عن جرائمهم الوحشية وحرب الإبادة والتطهير العرقي والمجازر بحقّ المدنيين العزّل وكل مظاهر الحياة في قطاع غزة.