#سواليف

قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، إن ما تشهده الضفة الغربية من عمليات نوعية للمقاومة يمثل تحولا إستراتيجيا في طريقة إدارة المعركة والمواجهة سيكون له انعكاساته ومآلاته المختلفة.

وكانت كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– بثت مساء الاثنين مشاهد تفجير مدرعة إسرائيلية في مخيم نور شمس بطولكرم شمالي الضفة الغربية، مما أدى إلى مقتل جندي وإصابة ضابط وتدمير الآلية.

وقالت السرايا إن الفيديو مما سمح بنشره عن العملية، وأظهر عملية إجلاء جندي مصاب إلى جانب آخر قتيل ملقى أرضًا، فضلا عن محاولات الاحتلال سحب ما تبقى من الآلية المستهدفة من نوع “نمر”.

مقالات ذات صلة “الأسير المتعَب”.. بكاء وعناق مؤثر لحظة لقاء معتقل من غزة ابنته عقب الإفراج عنه 2024/07/02

ورأى اللواء الدويري في تحليل للمشهد العسكري في الضفة، أن ما يجري مؤخرا في الضفة الغربية من عمليات يدل على وجود تحول إستراتيجي في طريقة إدارة فصائل المقاومة للمعركة والمواجهة مع الاحتلال، مشيرا في هذا السياق إلى عملية التفجير التي شهدها مخيم جنين الخميس الماضي.

وكانت “كتيبة جنين” التابعة لسرايا القدس قد أعلنت مسؤوليتها الخميس الماضي عن كمين مركب استهدف آليتين للاحتلال العسكري خلال اقتحام للمخيم، ما أسفر عن مقتل ضابط وإصابة 16 جنديا إسرائيليا

ويضيف الدويري بأن هذا التحول النوعي والإستراتيجي في إدارة المعركة ستكون له انعكاساته اللاحقة ومآلاته المختلفة خلال الأيام المقبلة.

وأوضح الخبير العسكري، أن هذا التحول يتمثل في انتهاج مقاربة مختلفة عما كانت عليه عمليات المقاومة في الضفة خلال المرحلة السابقة، حيث كانت عمليات اقتحام الاحتلال تواجه بالأسلحة الرشاسة وتفجير عبوات بقوة محدودة وفي أماكن معينة.

وأشار إلى أن عملية جنين والتي تم فيها زرع عبوة تحت الأرض على عمق متر ونصف المتر في طريق ترابي، أظهرت وجود دراسة استشرافية وقراءة دقيقة لطبيعة المعركة وأفضت في النهاية لمقتل قائد فرقة القناصين.

أما عملية اليوم، فجاءت -حسب الدويري- مختلفة كذلك وهو ما ظهر في طريقة وأسلوب وضع حشوة التفجير وإخفائها والتحكم بها عن بعد، معتبرا كل ذلك يأتي في سياق انتهاج طريقة جديدة ونوعية للمواجهة في الضفة الغربية

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف الضفة الغربیة فی الضفة

إقرأ أيضاً:

مخاوف إسرائيلية متصاعدة من تطور قدرات المقاومة في الضفة الغربية

يتابع جيش الاحتلال وأجهزته الأمنية ما تقوم به قوى المقاومة في الضفة الغربية من جهود كبيرة لإدخال الأسلحة والوسائل القتالية، مع تخوف لا يخفيه الاحتلال بشأن نجاح المقاومة في الخطوة التالية من إدخال المواد المتفجرة القياسية، مما قد يفرض عليه تحدّيا كبيرا قد لا يكون متجهزا له. 

آفي أشكنازي المراسل العسكري لصحيفة "معاريف" العبرية، أكد أن "الجيش يعمل بشكل مكثف في جميع أنحاء الضفة الغربية ضمن عمليات "جزّ العشب" يوميًا، وفي جميع ساعات اليوم، وفي كل مخيمات اللاجئين والتجمعات الحضرية والريفية، فيما يقوم مسلحو حماس والجهاد الإسلامي ومنظمات أخرى بتشكيل تشكيلات دفاعية لها في محاولة لإلحاق الضرر بقوات الاحتلال فيما تسميها "أوكار الرعب" المنتشرة في الضفة". 

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21"، أن "الأيام الأخيرة شهدت سقوط العديد من الجنود والضباط بمناطق مختلفة من الضفة، عبر إطلاق نار أو تفجير عبوات ناسفة، خاصة جنين ومخيم نور الشمس قرب طولكرم، مما يعني أن تهديد العبوات بات مقلقاً جدًا للجيش، ويعيد لأذهانه تلك الفترة العصيبة التي تواجد فيها الجيش في جنوب لبنان في حقبتي الثمانينيات والتسعينيات، حيث درّب الإيرانيون حزب الله على استخدام العبوات الناسفة لإلحاق الأذى بقوات الاحتلال، والتسبّب في سقوط العديد من الخسائر البشرية في صفوفه". 


وزعم أن "البصمة الإيرانية تظهر بوضوح في الضفة الغربية، سواء في تدفق الوسائل أو التدريب، وبعضه يتم عبر المواقع الإلكترونية، وقد حدّد الجيش الإسرائيلي التهديد، وتعمل قيادته الوسطى على الحدّ من قدرات المسلحين الفلسطينيين، زاعما أن جميع الرسوم التي تم العثور عليها حتى الآن حصيلة الإنتاج الذاتي، وليست رسومًا نموذجية، لأن المواد التي تصنع منها العبوات ذات استخدام مزدوج من الأسمدة وسواها، ولهذا فإن تأثيرها مقارنة بكمية المادة المتفجرة منخفض جداً، وأحد أجهزة الشحن الشائعة هو شاحن بالون الغاز المملوء بمواد كيميائية من أجل إحداث انفجار بقوة كبيرة". 
 
وأوضح أن "جيش الاحتلال قام بتأسيس عقيدة قتالية في الغارات على الضفة الغربية للحفاظ على قواته أثناء العمليات، حيث قام سلاح الهندسة بتحييد عدة عبوات من خلال كشف الأرض باستخدام جرافات دي9، وبالتالي إزالتها، كما يستخدم وسائل تكنولوجية لتعطيل الترددات، زاعما أنه منذ بداية حرب غزة، اكتشف مئات العبوات الناسفة المزروعة، وفي الوقت نفسه، تم الاستيلاء على عدة مئات منها وتستخدم كحشوات تفريغ، ويعمل الجيش والشاباك على تحديد مواقع الذخائر، وإخراجها من الخدمة، وتفجير 50 منها".  

وأشار إلى أن "الجيش والشاباك يدركان بالفعل أن المختبرات المخصصة لتحضير العبوات الناسفة والمتفجرات تبذل جهوداً كبيرة لإدخال وسائل القتال للضفة الغربية، وهذا هو أحد أكبر التحديات التي يواجهها، وخشيته أن تتمثل الخطوة التالية بإدخال المتفجرات القياسية كتلك المستخدمة في لبنان في مراحل سابقة، مما يجعل أحد أهداف عملياته الواسعة داخل مخيمات اللاجئين هو تدمير البنية التحتية لمختبرات المتفجرات، زاعما أنه لهذا السبب يقوم بمسح الكثير من المساحات والمباني".

أفنير بارنياع الباحث في مركز أبحاث الأمن القومي بجامعة حيفا، والمسؤول السابق في جهاز الشاباك، حذر "من تكرار مفاجأة اندلاع انتفاضة الحجارة الأولى أواخر 1987، فقد لا ينتبه الجيش هذه المرة للمفاجأة الاستراتيجية التي قد تتطور تحت أنفه في الضفة الغربية، لأنه إحدى سمات الفشل في السابع من أكتوبر أنه رغم وجود معلومات استخباراتية جيدة فيما يتعلق بنوايا حماس للقيام بغزو واسع النطاق للمستوطنات المحيطة بغزة وخارجها، لكن الافتراض الأساسي للمؤسسة الأمنية ظل كما هو أنه لن يحدث ذلك، ولم نتصور احتلال واستيلاء حماس على مناطق في الداخل المحتل من خلال هجوم متزامن". 


وأضاف في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، وترجمته "عربي21" أنه "منذ أكثر من 50 عاماً، يعمل الاحتلال في ظل ظروف التفوق الأمني، وبالتالي لم يكن ممكنا أن يتصور المستويان الأمني والسياسي تحركاً عسكرياً لحماس، التي نعتبرها ضعيفة، من شأنها أن تضعنا في موقف الدونية، مما يعيدنا إلى ديسمبر 1987 حين اندلعت الانتفاضة الأولى، وقد مر أسبوعان قبل ان يدرك الاحتلال أن شيئا جوهريا قد تغير في الضفة وغزة، فقد كانت انتفاضة شعبية عفوية واسعة النطاق اندلعت تحت أنظار الشاباك والجيش لم تكن من صنع منظمة التحرير الفلسطينية، بل انتظرت فقط إشعال عود ثقاب". 

وأوضح أنه "منذ بداية 2023، هناك تزايد مكثف في النشاط المسلح في الضفة الغربية، وتدهور الوضع منذ السابع من أكتوبر، ردّا على سرعة الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، وإقامة بؤر استيطانية جديدة تحت رعاية الدولة، وما يرافقها من تصعيد من قبل الجيش، مما يؤدي لتفاقم محنة الفلسطينيين بشكل كبير، حتى ظهر نشاط الجيش في الضفة شبيه بما يجري في غزة، من حيث تدمير البنية التحتية المدنية، وإلحاق الضرر في بعض الأحيان بمن لا يشاركون في المقاومة".  

تتزامن هذه المخاوف الإسرائيلية مع ما شهدته الآونة الأخيرة من بروز احتمالية غزو المقاومين للمستوطنات المجاورة للسياج، وادّعاء سكانها أنهم غير محميين، والخشية من تكرار سيناريو غزو أكتوبر في غزة، رغم استمرار إجراءات الجيش المضادة، لكن عنف المستوطنين، والوضع الاقتصادي الصعب لدى الفلسطينيين، قد يثير رغبتهم في الانتقام، دون التأكد أن الاحتلال سيصدر تحذيرا، لأن المقاومة تفحص نقاط ضعفه بصبر، وتتصرف عندما تجد الفرصة مناسبة.  

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: محاكم "إسرائيل" بالضفة توفر غطاء لتعذيب الفلسطينيين
  • الدويري: ما يجري في غزة ثورة في إدارة الصراعات المسلحة
  • هيئة مقاومة الاستيطان تندد بمصادقة الاحتلال على وحدات استيطانية جديدة  بالضفة الغربية
  • مخاوف إسرائيلية متصاعدة من تطور قدرات المقاومة في الضفة الغربية
  • المقاومة في الضفة.. بين العبوات الناسفة وسلاح الحرائق
  • الدويري: عملية قنص القسام آمر دبابة إسرائيليا احترافية ومشاهدها أروع
  • خبير عسكري: المقاومة تنوع تكتيكاتها وعملياتها في الشجاعية ستتصاعد
  • الدويري: المقاومة تعيد بناء قوتها وتدير المعركة بكفاءة رغم التحديات
  • فلسطين اليوم.. ارتفاع جديد في عدد شهداء غزة واعتقال 556 شخصا بالضفة الغربية (تفاصيل)