منح المستوى السياسي في إسرائيل الجيش الضوء الأخضر للانتقال تدريجيا إلى المرحلة الثالثة والأخيرة من الحرب على قطاع غزة، وفق هيئة البث الإسرائيلية التي قالت إن الجيش سيواصل العملية العسكرية ولكن بشكل آخر.

وتتزايد التقديرات في إسرائيل بأن الجيش أصبح قريبا من إنهاء عملياته العسكرية الكبرى في رفح جنوبي القطاع وسحب قواته من هناك، ولكن من دون أن يشمل الانسحاب من محور فيلادلفيا على طول الحدود المصرية مع القطاع، والبالغ طولها 14 كيلومترا.

وبحسب تقرير لمراسل الجزيرة إلياس كرام، يواصل الجيش الإسرائيلي تفجير مربعات سكنية لتوسيع المنطقة العازلة القريبة من محور فيلادلفيا، مع مخطط لنقل معبر رفح الذي دمرته الآلية العسكرية الإسرائيلية إلى منطقة قريبة من معبر كرم أبو سالم عند تلاقي الحدود المصرية الإسرائيلية مع القطاع.

وتهدف هذه الخطوة إلى جعل معبر رفح تحت سيطرة إسرائيلية دائمة وتجهيزه بأحدث معدات الرصد والمراقبة، في حين تشير تقديرات إلى أن جيش الاحتلال يريد إحكام سيطرته على المنطقة لمدة 6 أشهر على الأقل لاكتشاف الأنفاق الإستراتيجية للمقاومة وتدميرها.

في الجهة المقابلة، أقام جيش الاحتلال ثكنات عسكرية لجنوده في محور نتساريم لشن العمليات والهجمات، فضلًا عن حرية التنقل سريعا من منطقة ناحال عوز إلى شاطئ البحر الأبيض المتوسط، مع التحكم بحركة مرور الفلسطينيين بين شطري القطاع.

شكل المرحلة الثالثة

ومن المتوقع أن تتخذ المرحلة الثالثة من الحرب شكل العمليات الخاطفة والمركزة في مناطق بعينها، في محاولة لاستنساخ نموذج الضفة الغربية القائم على عمليات الدهم والاغتيال والترويع.

وتستهدف هذه المرحلة منع المقاومة الفلسطينية من استعادة السيطرة على النواحي المدنية أو العسكرية في القطاع، وقد تمتد شهورا أو حتى سنوات، وفق تقديرات إسرائيلية.

وبهذا السيناريو، يجنّب الجيش الإسرائيلي قواته البقاء الدائم داخل القطاع وتحوّلها لأهداف سهلة للقنص والاستنزاف من طرف المقاومة، وهو أقلّ كلفة اقتصادية على تل أبيب من احتمال فرض الحكم العسكري المباشر الذي يعارضه وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي.

وفي حال إقامة حكم عسكري مباشر في غزة، تحتاج إسرائيل سنويا نحو 6 مليارات دولار لبقاء فرقتين عسكريتين على نحو دائم في غزة إلى جانب فرقة غزة.

أهداف أخرى ومخاوف

ومن ضمن الأهداف التي تعوّل تل أبيب عليها من إنهاء عملية رفح والانتقال إلى المرحلة الثالثة في الحرب، إمكانية التوصل لتسوية سياسية مع حزب الله اللبناني تجنّب الطرفين توسيع نطاق المواجهة على الحدود إلى حرب شاملة.

لكن ثمة مخاوف أيضا من المرحلة الثالثة، في إشارة إلى احتمالية أن يؤدي إنهاء العمليات العسكرية الكبرى في غزة إلى دخول مسار التفاوض حول الأسرى الإسرائيليين حالة جمود طويلة، "وقد يجعله طي النسيان".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المرحلة الثالثة

إقرأ أيضاً:

حماس غير معنية بانتقال إسرائيل الى المرحلة الثالثة للحرب: جبهات الإسناد مستمرّة


كتب محمد علوش في" الديار": توضح مصادر متابعة أن ما يرشح عن المرحلة الثالثة من الحرب على غزة يوحي وكأن الاسرائيليين يريدون السعي لفصل جبهات المساندة عن الحرب، من خلال الإيحاء بأن الحرب انتهت ولكن بالنسبة الى محور المقاومة على جبهات الاسناد فإن هذا الأمر لن يخدع أحدا، والانتقال الى المرحلة الثالثة لن يؤدي الى وقف المساندة، بل يمكن أن يرفع الوتيرة للضغط على اسرائيل لإنهاء الحرب، بحسب مصلحة كل جبهة، علماً أن مصادر حركة حماس تؤكد لـ "الديار" أن المرحلة الثالثة لن تجعل الحركة تتخلى عن مطلبها الأساسي بإنهاء العدوان لأجل الدخول في صفقة تبادل أسرى، وانهاء العدوان يعني وقف الحرب بشكل كامل والانسحاب الكامل من غزة والبدء بإغاثة النازحين ليعودوا الى مناطقهم والبدء أيضاً بمسار إعادة الإعمار، لذلك بالنسبة للحركة فإن المرحلة الثالثة لن تُثني المقاومين عن استمرار مقاومتهم وبشكل أكبر.
في اسرائيل تعويل على تبدل المجريات في حرب غزة لتخفيف الاحتقان على الجبهة الشمالية، وقد ظهر ذلك من خلال تصريحات للمعارض الاسرائيلي لابيد، كذلك في اسرائيل يتحدثون عن أن مرحلة ما قبل زيارة الوزير الاسرائيلي غالانت الى أميركا ليس كما بعدها، فالأميركيين نجحوا في تبديل خطاب المسؤولين الاسرائيليين من التهديد اليومي بالحرب على لبنان، وإعادته الى العصر الحجري، الى الحديث عن التسوية والحل الدبلوماسي، كذلك يعتبرون في اسرائيل أن زيارة رئيس حكومة لبنان نجيب ميقاتي الى مدينة صور وكلامه على عدم رغبة لبنان بالحرب كان أيضاً نتاج طلب وجهد أميركي.
بحسب مصادر مقربة من المقاومة فإن الانتقال الى المرحلة الثالثة من الحرب على غزة لا يعني تحقيق هدف جبهات الاسناد، فالهدف كان ولا يزال وقف الحرب، وبالتالي من المبكر الحديث عن كيفية انعكاس هذه المرحلة على مسار الحرب، خاصة في الجنوب كونها الجبهة الأكثر حساسية، ولكن الأساس سيبقى بالنسبة لمحور المقاومة هو أن جبهات المساندة مستمرة في عملها.
 

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تبدأ المرحلة الثالثة من حربها في غزة
  • بعد المرحلة الثالثة في غزة.. هل تندلع الحرب بين إسرائيل وحزب الله؟
  • نتنياهو يزور فرقة غزة: اقتربنا من القضاء على قدرات حماس العسكرية
  • حماس غير معنية بانتقال إسرائيل الى المرحلة الثالثة للحرب: جبهات الإسناد مستمرّة
  • نتنياهو: إسرائيل تتقدم إلى نهاية مرحلة القضاء على جيش حماس في غزة
  • تقرير: إسرائيل ستنتقل للمرحلة الثالثة من حربها على غزة خلال شهر يوليو
  • كان: الانتقال للمرحلة الثالثة من حرب غزة خلال أيام
  • نتنياهو: نقترب من تصفية البنية العسكرية لحركة "حماس" في قطاع غزة
  • نتنياهو: نتجه نحو نهاية مرحلة القضاء على جيش حماس