الجزيرة:
2025-04-29@13:38:15 GMT

محمد أبو خضير.. طفل مقدسي أحرقه المستوطنون حيا

تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT

محمد أبو خضير.. طفل مقدسي أحرقه المستوطنون حيا

طفل فلسطيني من حي شعفاط بمدينة القدس، قُتل وعُذب وأُحرق على يد مستوطنين إسرائيليين في 2 يوليو/تموز 2014، وعثر على جثته في أحراش دير ياسين قرب القدس.

المولد والنشأة

ولد محمد حسين أبو خضير في حي شعفاط بمدينة القدس المحتلة، ونشأ فيها ودرس في مدارسها حتى عامه الـ16.

كان أبو خضير يتخذ الدبكة الشعبية هواية له، فقد كان عضوا نشطا في فرقة محلية بقريته.

الدراسة والتكوين العلمي

تلقى أبو خضير تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس القدس المحتلة، ثم انتقل إلى مركز الاتحاد اللوثري "مركز تدريب مهني يبدأ من الصف العاشر" لدراسة الكهرباء، ليستطيع العمل مع والده ويساعد أسرته.

شهيد الفجر

خرج أبو خضير فجر الثاني من يوليو/تموز 2014 باتجاه المسجد لأداء صلاة فجر اليوم الرابع من رمضان، ولكن في الطريق استوقفته سيارة بها 3 مستوطنين، سألوه عن الطريق إلى "تل أبيب"، ثم أجبروه على الركوب معهم تحت تهديد السلاح، واختطفوه خارج البلدة.

تعالت أصوات الأشخاص الذين كانوا في موقع الخطف، كما حاول بعضهم اللحاق بالسيارة لكن دون جدوى.

أبلغ والد الطفل الشرطة الإسرائيلية عن عملية الخطف فور وقوعها وأن السيارة اتجهت نحو القدس الغربية كما ظهر على كاميرات المراقبة، ولكن الشرطة تقاعست عن متابعة المختطفين وإنقاذ الطفل.

توجه الخاطفون إلى أحراش دير ياسين وبدؤوا بتعذيب أبو خضير ضربا وخنقا، ثم سكب القاتل يوسف بن دافيد البنزين عليه وأجبره على شربه ثم أضرم النيران بجسده المنهك وأحرقه حيا حتى الموت.

بعد انتشار خبر الاختطاف بدأ المقدسيون يتجهون إلى قرية شعفاط، مما دفع شرطة الاحتلال إلى محاصرة القرية، ورشقت المتجمهرين حول منزل الشهيد بالرصاص المطاطي والقنابل الغازية والصوتية.

استمرت هذه المواجهات بين الاحتلال والمقدسيين حتى أعلنت قوات الاحتلال عُثورها على جثمان أبو خضير بعد ساعات من اختطافه محروقا مشوها وعلامات التعذيب واضحة على جسده.

ماطل الاحتلال في تسليم جثمان الشهيد لوالده وأراد أن يشترط أن يكون التسليم ليلا، إلا أن الوالد رفض وأبلغهم أنه سيستلم الجثمان في وضح النهار ليستطيع الجميع المشاركة في تشييع جثمانه، وبعد يومين من الجريمة سلّم الاحتلال الجثمان لذويه وشارك الآلاف في تشييعه.

بينت عملية تشريح جثمانه أن سبب الوفاة الرئيسي هو الحروق، كما وجدت علامات ضرب على الرأس تعرض لها بينما كان على قيد الحياة.

وأفاد تقرير الطب الشرعي أن عملية التشريح بيّنت أنه استنشق الدخان أثناء تعرضه للحرق، كما وجدت علامات حروق في جسده من الداخل بعد إجباره على شرب البنزين.

تشييع الجثمان

شيّع آلاف الفلسطينيين جنازة الطفل الشهيد أبو خضير في حي شعفاط عقب صلاة الجمعة، بعد يومين من اغتياله، وسط تدابير أمنية مشددة، فقد أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي مداخل الحي، وأرسلت تعزيزات واسعة في محيطه.

أصيب حوالي 15 فلسطينيا بجروح أثناء مواجهات مع الاحتلال تزامنا مع التشييع، وطالب المشيعون بإعلان انتفاضة جديدة ضد إسرائيل.

استنفار شعبي

خرجت العديد من الاحتجاجات على خطف وقتل أبو خضير، وامتدت لتشمل مدنا وبلدات داخل الخط الأخضر، إضافة لاندلاع مواجهات في الخليل والقدس ضد الاحتلال وأصيب واعتقل العديد من الفلسطينيين.

كما شهدت مدينة الطيبة أبرز المظاهرات داخل الخط الأخضر، إذ أغلق عدد من الشبان شارعا رئيسيا وأحرقوا العديد من الإطارات.

وفي قطاع غزة جاء عدوان عام 2014 وكأنه رد فعل إثر تفجر الأوضاع في الضفة الغربية بعد عملية الخطف.

محاولة خطف فاشلة

حاول المستوطنون اختطاف طفل عمره 8 سنوات يدعى "موسى زلوم" قبل يومين من تنفيذهم عملية خطف أبو خضير، ولكن باءت محاولتهم بالفشل.

كان موسى يمشي مع والدته قبل ترجل مستوطن من سيارة محاولا خنقه بحبل، بدأ الطفل بالصراخ مستنجدا بوالدته التي حاولت تخليصه من بين يدي المستوطن، الأمر الذي أثار غضبه ودفعه للاعتداء عليها بشكل وحشي، ولكنها نجحت بتحرير ابنها من القتل بمساعدة الناس في الشارع.

عدالة مزعومة

قدمت النيابة الإسرائيلية العامة يوم 17 يوليو/تموز 2014 لائحة اتهام ضد 3 مستوطنين بتهمة خطف وقتل الشهيد محمد أبو خضير، والمتهمون هم المستوطن يوسف بن دافيد ومستوطنون آخرون، اعترفوا بالجريمة وأعادوا تمثيلها بعد إلقاء القبض عليهم.

يعد بن دافيد القاتل الرئيسي لمحمد أبو خضير، وهو من مستوطنة آدم القريبة من القدس، كان يعمل في القدس ببيع النظارات بالشراكة مع أبناء أخيه الذين كانوا معه أثناء تنفيذ عملية الاختطاف، وقد حظرت المحكمة نشر هويتهما.

اعترف المستوطنون بأنهم ارتكبوا الجريمة انتقاما لمقتل 3 مستوطنين اختطفوا قرب الخليل، وأيضا اعترفوا بمحاولة اختطاف أخرى قبل يوم من الجريمة ولكنها باءت بالفشل.

ماطل الاحتلال في إصدار الحكم ضد الجناة، فعقدت 38 جلسة محاكمة، أصدر بعدها الحكم بالسجن المؤبد للقتل و20 عاما بتهمة الخطف على يوسف بن دافيد والمؤبد على أحد شركائه، بينما حكم على قاصر مشارك في العملية بالسجن 21 عاما.

حاول القاتل الرئيسي التنصل من الجريمة، فادعى الجنون وحاول الانتحار، لكن شهادات الأطباء وكاميرات التسجيل في محله بيّنت كيف كان يدرب القاصرين المشاركين معه على القتل والخطف.

لم تكتفِ عائلة أبو خضير بالحكم الذي صدر، وقررت التوجه للمحكمة العليا الإسرائيلية للاعتراض على الحكم والمطالبة بهدم بيت القتلة وزيادة سنوات سجنهم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يغلق وقفية بالقدس والفلسطينيون يصفون القرار بالعنصري والخطير

أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قرارا بإغلاق وقفية فلسطينية في مدينة القدس المحتلة بدعوى ارتباطها بالسلطة الفلسطينية، فيما اعتبرته جهات فلسطينية خطوة خطيرة وعنصرية.

وقالت محافظة القدس في بيان لها أمس الاثنين إن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، أصدر أمرا بإغلاق مكتب صندوق ووقفية القدس في مدينة القدس المحتلة.

وأضافت المحافظة أن الادعاءات التي ساقها الاحتلال لتبرير هذا القرار بزعم ممارسة الوقفية أعمالا لصالح السلطة الفلسطينية هي ادعاءات باطلة وعارية تماما عن الصحة، وفقا للبيان.

وقالت المحافظة إن طبيعة عمل الوقفية وصندوقها تنحصر في إطار العمل الاجتماعي والإنساني والخيري فقط، ولا علاقة لها بأي نشاط سياسي، "وإن مثل هذه الاعتداءات السافرة لم تكن لتستمر لولا الصمت الدولي عن كل ما تقوم به إسرائيل كقوة قائمة بالاحتلال من انتهاكات خطيرة لكل الأعراف والمواثيق الدولية التي تكفل حرية العمل الأهلي والإنساني".

وتأسس صندوق ووقفية القدس عام 2014 كهيئة مستقلة غير ربحية، وفق ما أعلن القائمون عليها، بهدف تمكين وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني في القدس، والعمل على تحقيق التنمية في القطاعات المختلفة، بما يحافظ على الهوية الوطنية والصمود الفلسطيني بالمدينة المقدسة.

الهدمي: يسعى الاحتلال في القدس إلى محاربة الهوية الفلسطينية في المدينة وحرمان أهلها من أي جهات تدعمهم (الجزيرة)

من جهته، قال الباحث والمحلل السياسي المختص في شؤون المسجد الأقصى، ناصر الهدمي، إن المؤسسات الفلسطينية الوطنية، خصوصا المقدسية منها، شكلت عناصر أساسية لتكوين الهوية الوطنية الفلسطينية، لا سيما في مدينة القدس، في ظل غياب أي شكل من أشكال القيادة أو تكتل أبناء الشارع المقدسي.

إعلان

وأوضح الهدمي في مقابلة مع الجزيرة نت أن الاحتلال حرص منذ البداية على محاربة هذه المؤسسات، وسعى بشكل ممنهج إلى إلغائها وتقييد عملها بشكل كبير، حتى أصبح من النادر اليوم أن نجد مؤسسة وطنية مقدسية تعمل بشكل كامل داخل المدينة.

وأضاف أن العديد من المؤسسات أُجبرت على وقف عملها لتجنب أوامر الإغلاق في حين أن جزءا آخر تم إغلاقه فعليا بقرارات سلطات الاحتلال.

وأكد الهدمي أن حرص الاحتلال على محاربة هذه المؤسسات يهدف بالدرجة الأولى إلى تفتيت كل أشكال الهوية الوطنية الفلسطينية في القدس، ومنع أهل المدينة من اللجوء إلى جهات وطنية تدعم صمودهم وبقاءهم.

احتفالا بما يسمى "عيد الاستقلال" الإسرائيلي.. سلطات الاحتلال ترفع الأعلام الإسرائيلية في شوارع مدينة القدس المحتلة.
وكانت جماعات الهيكل قد دعت إلى رفع العلم الإسرائيلي داخل المسجد الأقصى يوم الخميس المقبل في الأول من مايو/أيار احتفالا بالذكرى التي تتزامن مع ذكرى النكبة… pic.twitter.com/ofoGDMkAsj

— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) April 28, 2025

ولفت إلى أن الاحتلال يسعى إلى إبقاء مؤسسات حكومته فقط كملاذ وحيد لأهالي القدس، في إطار سياسة ترسيخ فكرة أنهم "أقلية" في مدينتهم، لا يملكون أي شكل من أشكال المواطنة الحقيقية، ويظلون مهددين في كل لحظة بالترحيل أو التهجير.

وأشار إلى أن حملات الاحتلال لا تقتصر فقط على مؤسسات تقدم الدعم المالي أو الاجتماعي، بل تطال أيضا المؤسسات التي توفر الاستشارات القانونية للمقدسيين في مواجهة اعتداءات الاحتلال أو تلك التي تدعم ترميم المنازل في البلدة القديمة، أو تساند التجار.

وأكد الهدمي أن جميع هذه الأنشطة تتعرض لمحاربة منهجية بهدف القضاء على أي شكل من أشكال القيادة أو التكتل الفلسطيني داخل المدينة.

ومنذ عام 1967 أغلقت سلطات الاحتلال في إطار سعيها إلى تهويد مدينة القدس والتضييق على سكانها، أكثر من 100 مؤسسة فلسطينية، منها نادي الأسير الفلسطيني ولجنة التراث المقدسية ودائرة الأسرى والمعتقلين، كما تستهدف الشخصيات الرسمية في القدس بالملاحقة والإبعاد والحبس المنزلي، بينهم وزير القدس ومحافظ القدس.

إعلان

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يغلق وقفية بالقدس والفلسطينيون يصفون القرار بالعنصري والخطير
  • تصعيد خطير.. بن غفير يقرر إغلاق صندوق ووقفية القدس
  • بن غفير يقرر إغلاق مكاتب صندوق ووقفية القدس
  • القدس.. تحويل قاصر من السجن إلى الحبس المنزلي ومراقبته إلكترونيا
  • سرايا القدس.. استهدفنا بصاروخ موجه ثكنة عسكرية لجيش الاحتلال شرق حي التفاح
  • شاهد: حريق ضخم في وادي القلط بين القدس وأريحا واستنفار لفرق الإنقاذ
  • عشرات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى بحماية قوات الاحتلال
  • القدس: وفاة عامل من نابلس أثناء ملاحقة الاحتلال له في بلدة الرام
  • المستوطنون يقيمون 85 بؤرة استيطانية في الضفة.. استغلوا الإبادة بغزة
  • بالفيديو .. عملية إنقاذ أسرى إسرائيليين من نفق قصفه الاحتلال في غزة