في منطقة الأحياء المائية في شمال مدينة الغردقة، يقع فرع المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد، والذي يُعَدُّ أقدم محطة بحثية تطل على البحر الأحمر في الشرق الأوسط. يتميز المعهد بمكتبته الفريدة التي تعود تاريخها إلى ثلاثينيات القرن الماضي، حيث تحتوي على مجموعة هائلة من الكتب والمجلدات والمجلات العلمية النادرة.

 

المكتبة النادرة: كنز من الكتب والمخطوطات القديمة

تقسم المكتبة إلى ثلاثة أقسام أساسية: الجزء الأول مخصص للكتب، الجزء الثاني للبعثات العملية والمجلات والرحلات البحثية، والجزء الثالث للخرائط والأطلس، تحظى المكتبة بأهمية خاصة نظرًا لاحتوائها على مخطوطات نادرة، منها كتاب وصف مصر الذي يعود للحملة الفرنسية، بالإضافة إلى كتب أخرى نُسخت من القرون السابع عشر والثامن عشر. كما تتنوع محتويات المكتبة لتشمل مختلف جوانب الحياة البحرية والكائنات البحرية والطيور الموجودة في مصر.

تاريخ معهد علوم البحار والمصايد في الغردقة

وفي سياق آخر، يعتبر معهد علوم البحار والمصايد بالغردقة أول معهد بحري بحثي في منطقة الشرق الأوسط، حيث تأسس عام 1928. يتبع المعهد وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ويضم متحفًا بحريًا مميزًا يحتوي على تشكيلة واسعة من الكائنات البحرية، بما في ذلك سمكة قرش الماكو وقرش المنشار والسلاحف المتنوعة والدلافين.

متحف علوم البحار: معرض للكائنات البحرية والمحيط الهندي

تجسد شخصية عالم البحار المعروف الدكتور حامد جوهر رمزًا للمعهد، حيث قام برئاسة المحطة لمدة تزيد عن 40 عامًا، وأضاف العديد من الإسهامات العلمية المهمة في مجال علوم البحار. بالإضافة إلى عمله في البحث العلمي، تولى الدكتور جوهر تقديم برنامج تلفزيوني أسبوعي معروف باسم "عالم البحار".

باعتباره موطنًا لأقدم مكتبة في البحر الأحمر وأول معهد بحري بحثي في المنطقة، يظل معهد علوم البحار والمصايد بالغردقة نقطة انطلاق رئيسية للباحثين والعلماء الذين يسعون لاستكشاف أعماق البحار والمحيطات ودراسة تنوع الحياة البحرية في منطقة الشرق الأوسط. تجذب المكتبة الثمينة والمتحف الفريد العديد من الزوار والباحثين من مختلف أنحاء العالم، الذين يسعون لاستكشاف تاريخ المنطقة وثرواتها البحرية.

استكمالًا لمسيرة البحث العلمي والتعليم، يأمل المعهد في أن يستمر في تقديم مساهماته القيمة في مجال علوم البحار وأن يحافظ على مكانته كمرجع علمي مهم في المنطقة وعبر العالم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الغردقة البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

البابا فرنسيس يستقبل المشاركين في مؤتمر تنظمه المكتبة الرسولية الفاتيكانية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استقبل البابا فرنسيس بابا الفاتيكان  صباح اليوم السبت في الفاتيكان المشاركين في مؤتمر نظمته المكتبة الرسولية الفاتيكانية حول موضوع "مكتبات في حوار" ووجه لهم كلمة توقف فيها عند أهمية العمل على نشر الثقافة في عالم اليوم، محذراً من المخاطر التي تترتب على الصراعات المسلحة وعلى النفقات العسكرية. 

ودعا إلى التسلح بالثقافة من أجل مواجهة صراع الحضارات والاستعمار الأيديولوجي وإلغاء الذاكرة آملا أن تصبح المكتبات فسحات للسلام وواحات للقاء والنقاش الحر.

استهل البابا خطابه مرحباً بالحاضرين وخاصاً بالذكر المطران زاني وجميع المدراء والأشخاص الذين يساهمون في حياة هذه المؤسسة الفاتيكانية. 

ولفت إلى أن المكتبة الرسولية شاءت أن تتحاور مع المؤسسات الصديقة بشأن عدد من المواضيع الهامة مطلقة بذلك لقاءات للدراسة على أمل أن تستمر في المستقبل وتزيد من الغنى المتبادل.

وأكد البابا فرنسيس أن هذا الحوار يساعد الجميع على تطوير القدرات التعليمية والثقافية في المكتبات، خصوصا في هذا الزمن الذي نعيشه اليوم، مضيفا أن تلك المؤسسات مدعوة إلى نقل تراث الماضي إلى الأجيال الجديدة، التي تحتاج إلى بيئات صلبة، مضيافة واشتمالية تمكّنهم من عيش الحاضر وتوجيه الأنظار نحو المستقبل.

هذا ثم توقف فرنسيس عند شخصية البابا الراحل بيوس الحادي عشر، الذي سماه بعض الباحثين بـ"البابا المكتبي"، وقد شغل منصب مدير لمكتبة ميلانو، ثم للمكتبة الرسولية الفاتيكانية، وقد عرف كيف يعزز دور المكتبة خلال مرحلة تاريخية حساسة، أي بين الحربين العالميتين. وفي وقت تحولت فيه الثقافة في أوروبا إلى أيديولوجيات متضاربة، جعل ذلك البابا من المكتبة الفاتيكانية فسحة آمنة للعديد من الباحثين، بمن فيهم من كانوا مضطهدين من قبل الأنظمة التوتاليتارية في تلك الحقبة.

مضى البابا إلى القول إننا نجد أمامنا اليوم أيضا تحديات ثقافية ومجتمعية مقررة، مضيفا أن التكنولوجيا بدّلت بشكل كبير عمل القيمين على المكتبات، كما أن وسائل التواصل والموارد المعلوماتية فتحت دروباً لم يكن تصورها ممكناً منذ بضع سنوات.

وأضاف أن هذا الواقع الجديد يحمل منافع عديدة، لكنه لا يخلو من المخاطر، لأن مخزونات المعلومات الكبيرة هي بمثابة مناجم غنية، لكن من الصعب أن يتم التدقيق بجودتها.

وأشار البابا فرنسيس إلى أن عملية إدارة الأرشيف الورقي هي مكلفة جداً وهذا الأرشيف متاح في البلدان الغنية، فيما تلك الفقيرة تعاني من الفقر المادي والفكري والثقافي. وحذّر البابا من الإنفاق على التسلح الذي يحرم الثقافة من الموارد المالية المطلوبة كي تنتشر، ولفت أيضا إلى الصراعات المسلحة التي تحول دون تعلّم الطلاب، وتدمر المدارس والجامعات والمشاريع التربوية.

بعدها قال فرنسيس إن هناك العديد من المؤسسات الثقافية التي تعاني من عنف الحروب، وشدد على ضرورة أن يلتزم الجميع في الحيلولة دون تكرار ما حصل في الماضي، داعياً إلى التسلح بالثقافة من أجل مواجهة صراع الحضارات والاستعمار الأيديولوجي وإلغاء الذاكرة.

وحذر من مغبة أن تُبنى جدران افتراضية بالإضافة إلى الجدران التي تفصل بين الدول، واعتبر في هذا السياق أن المسؤولين عن المكتبات مدعوون إلى الحفاظ على التراث التاريخي والعمل على نشر المعارف، كي تصبح المكتبات فسحات للسلام وواحات للقاء والنقاش الحر.

مقالات مشابهة

  • هيئتا المصائد السمكية وأبحاث علوم البحار بالحديدة تنظمان فعالية بالذكرى السنوية للشهيد
  • فهد المعمري: «علم التراجم» بوابة لاستكشاف تاريخ المنطقة
  • هزيمـة أمريكا في البحار وخسارتُها أمام اليمن
  • شاهد|الدكتور علي حسين: معهد الكبد ساهم في القضاء على قوائم انتظار العمليات الجراحية
  • القبض على طفل يقود سيارة ربع نقل فى الغردقة
  • كيف تجذب تركيا المستثمرين الدوليين؟
  • التربية تعلن بدء اِستخدام المكتبة الرّقمية الخاصة بِمبادرة تحدِّي القِراءة
  • محافظ قنا يُوجه المكتبة العامة بإعداد برنامج ثقافي لإشراك شرائح المجتمع
  • البابا فرنسيس يستقبل المشاركين في مؤتمر تنظمه المكتبة الرسولية الفاتيكانية
  • 15 معلومة عن معهد الأورام الجديد «500 500».. الافتتاح قريبا