يمن مونيتور/قسم الأخبار

قالت صحيفة العربي الجديد، اليوم الثلاثاء، إن تداعيات الحرب في اليمن طالت استثمارات المغتربين وتحويلاتهم المالية التي تعد أهم مورد اعتمد عليه هذا البلد طوال سنوات الصراع السابقة. ويتزامن ذلك مع تدهور بيئة الاستثمارات وهروب رؤوس الأموال خارج اليمن الذي يشهد ارتفاعا كارثيا في مستويات الفقر والبطالة والجوع.

ووفقا للصحيفة: توثق تقارير وبيانات حديثة انخفاض استثمارات المغتربين في اليمن في مقابل ارتفاعها في دول الاغتراب مثل السعودية التي تستوعب أكبر عدد من المغتربين اليمنيين، إذ حلّ اليمنيون بالمرتبة الثانية بعد المصريين الذين استحوذوا على 30% من تراخيص الاستثمار في السعودية خلال الربع الأول من العام 2024، بحسب تقرير “راصد” عن الاقتصاد والاستثمار السعودي الذي تصدره وزارة الاستثمار السعودي.

ووصل إجمالي عدد تراخيص الاستثمار الممنوحة في السعودية خلال هذه الفترة 3175 رخصة حصل اليمن منها على 346 تصريحا أو ترخيصا استثماريا، بعد مصر مع 950 ترخيصا. يتوقع أستاذ الاقتصاد في جامعة صنعاء، والمسؤول السابق في وزارة التخطيط والتعاون الدولي اليمنية، مطهر العباسي، ارتفاع أعداد التراخيص لمشاريع استثمارية لليمنيين في السعودية في حال استمرت وتيرة التراخيص بهذا الشكل، إذ من الممكن أن ترتفع إلى حوالي 1400 ترخيص خلال هذا العام، إضافة إلى الأعوام السابقة.

وبحسب الصحيفة: يؤكد العباسي: أن ذلك مؤشر واضح على وضعية البيئة الاستثمارية في اليمن ووضعية البلاد بشكل عام في ظل هذه الظروف الناتجة عن الحرب والصراع، وانتهاج الأطراف في صنعاء وعدن سياسات عبثية وتدميرية ضيقت الخناق على القطاع الخاص والمستثمرين ورؤوس الأموال الوطنية.

استثمارات اليمنيين تصطدم بالبيئة الطاردة

ويجمع خبراء اقتصاد، على أن اليمن أصبح بيئة طاردة للمستثمر اليمني، بسبب الحرب والسياسات الخاطئة تجاه القطاع الخاص التي تتبعها أطراف الصراع، مقابل محفزات وتسهيلات تقدمها دول أخرى تشكل ملاذا آمنا للمستثمرين اليمنيين. في السياق، يضع رئيس مؤسسة المهاجر (منظمة أهلية يمنية)، مندعي ديان، في تصريح لـ”العربي الجديد”، ثلاثة أسباب لعزوف المغتربين اليمنيين في الخارج عن الاستثمار في بلدهم، أولها الاضطراب السياسي في اليمن وعدم وضوح الرؤية لمستقبل البلاد وتأثير ذلك السلبي على الاستثمار.

يتمثل السبب الثاني بحسب ديان، في التسهيلات التي قدمتها دول المنطقة التي تستوعب مهاجرين ومغتربين يمنيين، إذ يشير هنا إلى تسهيلين اثنين، أحدهما يتعلق بالاستثمار، والثاني بتسهيل عمليات الإقامة والتجنيس. ويرتبط السبب الثالث بمشكلة انقسام الريال اليمني والتداول النقدي، وهنا يشدد رئيس مؤسسة المهاجر اليمنية على ضرورة ضبط سعر صرف العملات الأجنبية ووقف تدهور العملة المحلية لتشجيع الاستثمار في كل من صنعاء وعدن.

ويتطرق الباحث الاقتصادي جمال حسن العديني، إلى تشكل طبقات ونخب جديدة في اليمن تستند إلى أطراف الصراع وتتمتع بنفوذ كبير في الهيمنة الاستثمارية والتمدد الاقتصادي على حساب القطاع الخاص التقليدي ورؤوس الأموال الوطنية.

كما يشير العديني إلى مشكلة الوضع الراهن في اليمن واحتدام الصراع الاقتصادي منذ مطلع العام الجاري 2024، والذي رافقته حالة من عدم اليقين وهي مشكلة تؤدي إلى تقويض الاستثمارات وتخوف رؤوس الأموال أو بقائها في محل وجودها مثل وضع المغتربين في الخارج.

وواجه الاقتصاد اليمني والقطاع الخاص في البلاد تحديات وخسائر فادحة طوال الأعوام الماضية من عمر الحرب والصراع، شملت الدمار الكلي أو الجزئي للعديد من المنشآت الصناعية والزراعية والخدمية، وتدمير الجسور والطرق الرئيسية بين المدن، وتوقف خدمات شبكة منظومة الكهرباء عن معظم المدن والمناطق، إضافة إلى تدمير البنية التحتية لعدد من المطارات والموانئ البحرية، وفرض القيود والحصار على التجارة الداخلية والخارجية، وتراجع دور البنوك في تسهيل حركة التجارة والاستيراد.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الأقتصاد الحرب اليمن فی الیمن

إقرأ أيضاً:

فرص الاستثمار في المملكة العربية السعودية ما بعد عصر النفط

يمر العالم اليوم بالكثير من التطورات العالمية الاقتصادية والسياسية والتحديات المتسارعة في مختلف المجالات التي تصب بالطبع في المجال الاقتصادي، ولا يُستثنى من ذلك المملكة العربية السعودية. سرعان ما أدركت المملكة الحاجة المُلِحة والسريعة إلى تنويع فرص الاستثمار ومصادر الدخول وذلك سعياُ لتنمية اقتصاد سعودي مشرق ومتين. تضم رؤية المملكة 2030 على الكثير من مصادر تنوع الاقتصاد السعودي وذلك بدون الاعتماد على المصادر النفطية التي لطالما اعتمدت عليها المملكة العربية السعودية طوال السنوات الماضية. نستعرض في هذا المقال هذه المصادر المختلفة وكيف ركزت السعودية على تعزيز القطاعات الاقتصادية الأخرى.

مصادر تنويع الاقتصاد السعودي

شهد الاقتصاد السعودي الكثير من التنوع الفريد من نوعه في الآونة الأخيرة، لاسيما في مجال التداول عبر الإنترنت. تمتاز المملكة الآن بوجود أفضل منصات الأسهم في السعودية والتي من شأنها أن تقدم الكثير من خدمات الدعم والتحليلات الفنية والأساسية والتدريبية والتعليمية لمختلف المستثمرين. تُعتبر هذه المنصات هي البوابة الأولى التي تخلق عالم مثالي ومناسب للمستثمرين والمتداولين في مختلف مجالات التداول. تعزز السعودية بشكل كبير دور منصات التداول عبر الإنترنت وذلك يأتي من تعزيزها لأهمية مجاراة التكنولوجيا ومواكبة التغيرات الاقتصادية والاستثمارية وبالتالي تسلط السعودية الضوء على ضرورة الالتحاق بقطار التداول عبر الإنترنت والاستفادة منه اقصى استفادة مُمكنة.

على الصعيد الآخر، شهد المجال الترفيهي في السعودية نهضة غير مسبوقة حيث أصبح هذا المجال هو محرك أساسي للنمو الاقتصادي وقد شهد هذا القطاع تطور ملحوظ من خلال تطوير البنية التحتية للمرافق السياحية وفتح مجالات وآفاق جديدة للسياح من مُختلف بلدان العالم. كما عززت السعودية من مجال الترفيه عن طريق إطلاق مبادرات تسويقية وفنية ومسابقات ترفيهية عالمية لجذب واستقطاب السياح والمستثمرين المهتمين بمجال الترفيه. ليس هذا فقط، بل أصبحت السعودية في الآونة الأخيرة هي المُنظم الأكثر كفءً والأكثر مبادرة في تنظيم فعاليات ومهرجانات ثقافية وفنية وترفيهية ورياضية لتسليط الضوء على المملكة باعتبارها واحدة من أفضل الوجهات السياحية في الشرق الأوسط.

بينما تهتم رؤية المملكة 2030 بقطاع التقنية والاستدامة والذي بالفعل بدأ يطلق فعالياته يأتي بثماره من وقتنا الراهن وذلك من خلال إنشاء مراكز بحثية وتطويرية متخصصة في مجال التقنية والتكنولوجيا الحديثة. كما تدعم الحكومة السعودية القطاعات المبتكرة والجامعات المتخصصة لدعم الأبحاث والابتكارات المشرقة، وتعمل أيضاً على تقديم حوافز وتسهيلات كبيرة لاستقطاب الشركات الناشئة والمبتكرة في مجال التقنية والاستدامة.

مواكبة المواطن السعودي لفرص الاستثمار

تأخذ الدولة والحكومة السعودية تنمية وتعزيز القطاعات غير النفطية وتنويع فرص الاستثمار على عاتقها، ووِجب على المواطن السعودي أيضاً الالتحاق بهذا الوكب وتبني الرؤية السعودية 2030. يُنصح باتباع المواطن السعودي الخطوات والنصائح التالية بهدف مواكبة التطورات الجذرية التي تأخذ مكاناً لا يُستهان به في المملكة العربية السعودية، كما هو موضح أدناه:

- الاطلاع على مختلف الأخبار والتطورات المختلفة والمشاركة في المنتديات والمؤتمرات والندوات الخاصة بالقضايا التي تهم الرأي العام السعودي اليوم مثل الترفيه والسياحة والاستثمار وتداول الذهب والسلع والاستدامة وغيرها من القضايا المنصوص عليها في رؤية المملكة 2030.

- المشاركة في المبادرات المختلفة التي تفتح أبوابها أمام المواطنين السعودية لدعم وتعزيز الابتكار واحتضان الأفكار الخلاقة والمواهب والرياضات المختلفة وذلك من خلال التواصل مع الجهات الحكومية المعنية ذات الصلة.

- الاستفادة من البرامج والأكاديميات والمبادرات التي تقدمها المنظمات المعنية لتطوير ودعم وتعزيز المهارات الشخصية والكفاءات المهنية وذلك لبناء كفاءات وكوادر مؤهلين للانضمام إلى سوق الاستثمار والتداول العالمي.

- دعم رؤية المملكة 2030 من خلال التسويق إلى كُل المبادرات والبرامج والأحداث والفعاليات التي تحدث في المملكة، لاسيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي وذلك بهدف تسليط الضوء العالمي على ما يحدث في السعودية الآن. يعمل هذا التسليط على استقطاب كفاءات ومستثمرين من مختلف الجنسيات بهدف تعزيز الاقتصاد السعودي.

رؤية مستقبلية عن المملكة العربية السعودية

ينظر المُحللين والمستثمرين إلى المملكة العربية السعودية نظرة إيجابية مشرقة نظراً للتطورات الحادثة في مختلف المجالات. لم تعد السعودية تصب اعتمادها الكامل والوحيد في النفط الذي كان ولازال مصدر استثماري هام ومصدر طاقة جوهري. أدركت السعودية ضرورة تنوع مصادر الاستثمار وتوفير فرص للتداول والاستثمار لمختلف المستثمرين والمتداولين وعدم وضع حواجز أو حدود بيروقراطية كبيرة على الكفاءات والكوادر في المجالات المختلفة. تتمثل الرؤية المستقبلية عن المملكة في شهود المملكة لتطور أكبر وأعمق بكثير في مجال الطاقة والاستدامة والابتكار والترفيه على وجه التحديد وذلك يُمكن رؤيته بوضوح في اهتمام المملكة بتلك القطاعات والمجالات في وقتنا الراهن. كما تشير الرؤية المستقبلية عن المملكة إلى تحسين جودة حياة المواطنين إلى أعلى المستويات وذلك نتيجة لاهتمام المملكة بتنفيذ مشروعات بناء ضخمة وتحسين البنية التحتية للإسكان والخدمات العامة وأتمتة الخدمات التي يُمكن تحويلها إلى الإنترنت وذلك بهدف توفير وقت وطاقة المواطنين واستغلال الوقت والطاقة في الاستثمار والتداول وتطوير الذات وبناء الكوادر. وأخيراً وليس آخراً، يُنظر إلى المملكة العربية السعودية على أنها البلد الرائد لحماية البيئة واتخاذ خطوات جدية إيجابية نحو الكوكب وتعزيز سبل ومبادئ الاستدامة وتطوير مصادر للطاقة صديقة للبيئة.

بشكل عام، لا يُمكن أن يتم رؤية مستقبل المملكة العربية السعودية إلا رؤية مشرقة وإيجابية ورائدة ومُغيرة لواقع الشرق الأوسط كُلياً.

مقالات مشابهة

  • منشطات السباحين الصينيين.. ضجة في الخارج وصمت في الداخل
  • مُغتربون لبنانيون يدعمون هذا المرفق
  • فرص الاستثمار في المملكة العربية السعودية ما بعد عصر النفط
  • وفاة مغترب يمني بحادث مروري في السعودية
  • هروب قبائل من الجن بسبب حرب السودان .. إلى أين اتجهوا؟
  • اليمن.. هروب استثمارات المغتربين إلى الخارج
  • المغرب: سنضاعف استثمارات الطاقات المتجددة 4 مرات
  • صحيفة دولية: التصعيد الأمريكي وعسكرة البحر الأحمر فاقم معاناة الصيادين اليمنيين
  • التعاون الدولي: 11 مليار يورو استثمارات أجنبية مباشرة في الطاقة والأمن الغذائي والمياه