يخوض منتخب هولندا، مواجهة حذرة أمام رومانيا، على الملعب الأولمبي في برلين، الثلاثاء، في ختام دور الـ16 لبطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2024). 

ولم يقنع المنتخب الهولندي ومدربه رونالد كومان، الجميع، بعد أداء فني متذبذب ونتائج متواضعة في الدور الأول، حيث تأهل الطواحين من المجموعة الرابعة ضمن أفضل 4 منتخبات احتلت المركز الثالث.

أما إدوارد يوردانسكو مدرب منتخب رومانيا، فجّر مفاجأة مدوية بتصدره المجموعة الخامسة بسيناريو مثير، بعدما جمع 4 نقاط متفوقاً بفارق الأهداف على جميع منافسيه بلجيكا وسلوفاكيا وأوكرانيا الذين جمعوا نفس الرصيد.

ويحلم منتخب رومانيا بالتأهل لدور الثمانية، لثاني مرة في تاريخه، بعدما وصل لنفس المرحلة في بطولة يورو 2000. 

لكن الفريق الروماني يصطدم بتفوق كاسح لهولندا التي فازت في آخر 4 مباريات بالمواجهات المباشرة بين الفريقين.

بينما حقق منتخب رومانيا، فوزه الأخير على هولندا، بهدف دون رد في أكتوبر 2007 ضمن التصفيات المؤهلة لبطولة أمم أوروبا 2008.

وفي مواجهة أخرى تبدو جديرة بالمتابعة، حيث تلتقي النمسا وتركيا في لايبزيج في لقاء يبدو متكافئاً، ويصعب فيه تحديد هوية المنتخب صاحب الحظوظ الأوفر للعبور نحو الدور ربع النهائي. 

وقدمت النمسا مستويات لافتة وتصدرت المجموعة الرابعة التي ضمت عمالقة مثل فرنسا وهولندا إضافة إلى بولندا.

في المقابل، تأهل منتخب تركيا إلى ثمن النهائي كوصيف للمجموعة السادسة، برصيد 6 نقاط، وبفارق الأهداف عن البرتغال المتصدر.

وتفتقد تركيا خدمات قائدها ونجم إنتر هاكان تشالهانوجلو وساميت أكايدن للإيقاف، وهو الأمر الذي يصب في مصلحة النمسا.

ويتأهل الفائز من هذه المباراة لمواجهة الفائز من موقعة رومانيا وهولندا على الملعب الأولمبي في ربع النهائي.

وضمن النتائج التي لعبت أمس، واصل منتخب فرنسا الاستفادة من هدايا منافسيه ليتأهل لدور الثمانية بعد الفوز على بلجيكا بهدف دون رد. 

وسجل يان فيرتونخن مدافع بلجيكا بالخطأ في مرماه الهدف الوحيد لمنتخب فرنسا ليتأهل الديوك في انتظار الفائز من مباراة البرتغال ضد سلوفينيا.

كما انتزع منتخب البرتغال بطاقة التأهل للدور ربع النهائي في يورو 2024 بعد تغلبه على سلوفينيا بركلات الترجيح (3-0)، عقب نهاية الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي.

ولجأ الطرفان لركلات الترجيح، التي حسمت تأهل البرتغال بفضل تألق الحارس ديوجو كوستا الذي تصدى لركلات ثلاث من أقدام سلوفينيا.

المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

FP: هل يتمكن حكام سوريا الجدد من مواجهة المشاكل التي زرعها الاستعمار الغربي

نشرت مجلة "فورين بوليسي" مقالا للزميل الأول لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا في مجلس العلاقات الخارجية ستيفن كوك، قال فيه إن المسألة لم تكن سوى مسألة وقت قبل أن تخترق حقائق الوضع في سوريا الروايات الأخيرة، التي اتسمت في معظمها بالأمل والتفاؤل، حول انتقال البلاد من سلالة الأسد.

في 7 آذار/ مارس، اندلعت انتفاضةٌ ضد النظام السوري الجديد الذي أسسه أحمد الشرع، واشتبكت مع السلطات في اللاذقية وطرطوس وجبلة. بعد أن حقق الأسديون بعض النجاح الأولي، حشدت القوات الموالية للشرع قواتها وقمعت الانتفاضة.

تفاصيل هذه الأحداث غامضة نوعا ما نظرا لسيل الشائعات والمعلومات المضللة التي غمرت منصات التواصل الاجتماعي، فضلا عن ندرة الصحفيين الفعليين في المنطقة.



بحسب من اختار المراقبون تصديقه، كانت هناك إما مجازر بحق العلويين والأكراد والمسيحيين السوريين، أو لم تكن.

كان الشرع على علم بهذه المجازر، أو لم يكن. أما الرئيس السوري، فهو إما جهادي غير متجدد، أو أنه انفصل عن ماضيه ويحاول بناء سوريا جديدة بعد خمسة عقود من حكم عائلة الأسد.

تشير التقارير الموثوقة إلى أن القوات الحكومية والقوات الموالية للشرع سحقت الموالين للأسد بشراسة صادمة خلّفت نحو ألف قتيل، معظمهم من المدنيين.

تفاصيل الانتفاضة - كما هي، وإلى الحد الذي يستطيع المحللون فيه استنباط ما حدث - أقل تعقيدا من التحديات والعقبات التي تعترض بناء مجتمع يتفق فيه الجميع على معنى أن يكون المرء "سوريا".

لا شك أن الغالبية العظمى من السوريين سيقولون إن جميع سكان البلاد - العلويون والأكراد والدروز والمسلمين والإسماعيليون والمسيحيون والقلة المتبقية من اليهود - سوريون. هذا شعور إيجابي، لكنه شعور هش. وكما رأينا للتو، ففي أوقات الأزمات، يُمكن بسهولة وبعنف الطعن في هذه الفكرة التعددية. وهذا لا يُبشر بالخير لمستقبل البلاد القريب.

تُتيح الظروف الحالية في سوريا فرصة شبه مثالية لأصحاب المشاريع السياسية والقوى الخارجية العازمة على تقويض الشرع وجماعته التابعة سابقا لتنظيم القاعدة، هيئة تحرير الشام. عندما كانت فرنسا قوة استعمارية في بلاد الشام، رسّخت مكانة الطائفتين العلوية والدرزية كأقليات مُفضّلة، بل ذهبت إلى حدّ إنشاء دويلات لكليهما.

وتمّ في النهاية ضمّ هذه الدويلات إلى سوريا، لكن هذا لم يكن الحال بالنسبة للدولة المسيحية التي اقتطعها الفرنسيون مما أسماه القوميون ذوو الرؤية التوسعية لبلادهم "سوريا الطبيعية" لإنشاء دولة ذات هيمنة مارونية تُدعى لبنان. تمّ كل هذا على حساب السكان السنة، الذين كانوا كثيرين وغير مُرتاحين عموما للمشروع الأوروبي في المنطقة.

لقد خلق التلاعب الاستعماري بالطوائف والجماعات العرقية مجموعة من التبعيات المسارية التي ثبت أنه من الصعب على السوريين التخلص منها على مدى المائة عام الماضية.

كان حافظ الأسد، الذي حكم سوريا من عام 1971 حتى وفاته عام 2000، عضوا في حزب البعث - وهو حزب قومي عربي بامتياز. لقد حافظ، مثل الأحزاب والفصائل القومية العربية في جميع أنحاء المنطقة، على وهم أن الشرق الأوسط عربي بامتياز، مما أدى إلى محو التشكيلة الغنية من الجماعات العرقية والدينية التي كانت من السكان الأصليين للمنطقة.

لم يكن التزام حافظ بالبعث مهما كثيرا من الناحية العملية أو السياسية. ربما كان الرجل القوي في سوريا لفترة طويلة، لكنه لم يستطع أبدا التخلص من حقيقة أنه كان علويا - عضوا في مجتمع فقير تقليديا يمارس دينا غير تقليدي وتعاون قادته مع السلطات الاستعمارية الفرنسية.

وعلى الرغم من وجود سوريين من خلفيات متنوعة في هيكل السلطة السورية خلال فترة حكم حافظ الأسد الطويلة، فإنه اعتمد على العلويين كقاعدة لسلطته، مما أدى إلى إعادة خلق وتعزيز الاختلافات الطائفية والعرقية بين السوريين.

خلال فترة حكمه، قيل إن المسيحيين كانوا محميين، والأكراد كانوا يتعرضون للقمع ما لم يُستخدموا ضد الأتراك، وكان العديد من السنة مستائين. تمرد البعض - وتحديدا جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها - وأشهرها في حماة عام ١٩٨٢. من جانبهم، مارس الدروز التقية.

هذه تعميمات بالطبع. لم يدعم كل علوي نظام الأسد، ولم يعارض كل سني النظام. كان هناك مسيحيون فعلوا ذلك، وكان هناك دروز وطنيون سوريون. أراد معظم السوريين ما يريده الجميع في كل مكان: عيش حياة كريمة ورؤية أطفالهم يكبرون ويزدهرون. مع ذلك، لا تقلل هذه الفروق الدقيقة من البعد الطائفي للسياسة السورية، وهو قابل للاستغلال.

ليس من المستحيل على السوريين التغلب على المؤسسات الاجتماعية والسياسية التي تقسمهم وتصنفهم حسب الطائفة والعرق، لكن الأمر سيكون في غاية الصعوبة.

من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت السياسة الجديدة في سوريا ستقوض هذه الأنماط، التي ترسخت في سياسة البلاد ومجتمعها على مدى القرن الماضي، أم ستعززها.

تُفسر هذه السمة "المتأصلة" لماذا، بمجرد أن أقدم الأسديون، الذين تدور مظالمهم ظاهريا حول السلطة والسياسة، على التحرك، بدا أن العنف الذي أعقب ذلك قد اتخذ طابعا طائفيا وعرقيا. ذلك لأن السلطة والسياسة في سوريا متشابكتان بشدة مع هذه الاختلافات.

لا شك أن أشخاصا وجماعات ودولا - إيران؟ روسيا؟ إسرائيل؟ - داخل سوريا وخارجها، سعت إلى تضخيم هذه الاختلافات وتعزيز فكرة أن ما كان يحدث هو هجوم جهادي شامل على الأقليات السورية.

يبدو - من التقارير غير الدقيقة التي ظهرت من غرب سوريا - أن هناك بعض الحقيقة في هذه الروايات. لا يمكن إنكار حقيقة أن أتباع الشرع قتلوا أعدادا كبيرة من العلويين (مع ذهاب البعض خارج البلاد إلى حد التلميح إلى أنهم يستحقون ذلك). رفض ناشطون وشخصيات على مواقع التواصل الاجتماعي الاتهامات الموجهة إلى مؤيدي النظام الجديد بقتل المسيحيين، ولكن يبدو أنهم كانوا مستهدفين. وهذا أمرٌ لا ينبغي أن يُفاجئ أحدا. فالمتطرفون الإسلاميون يهددون رجال الدين المسيحيين وكنائسهم منذ سقوط الأسد.

هذا ليس دفاعا عن الأسديين. فقد كانت سوريا بلدا قمعيا ودمويا للغاية خلال العقود الممتدة بين صعود حافظ الأسد عام ١٩٧١ وسقوط بشار الأسد أواخر عام ٢٠٢٤. وكان تصميم الابن على استخدام القتل كوسيلة للخروج من الانتفاضة ضد حكمه عام ٢٠١١ هو الدرس الذي تعلمه من والده، الذي قتل عشرات الآلاف ردا على انتفاضة حماة عام ١٩٨٢.



بل إن وجهة نظري هي أن السوريين، مثل جيرانهم في لبنان والعراق، من المرجح أن يواجهوا صعوبات في التكيف مع الهياكل الاجتماعية التي أورثهم إياها التاريخ. هناك نماذج قليلة يمكن للسوريين اتباعها. يُسهم النظام السياسي الطائفي في لبنان في التشرذم، بينما يُسهم النظام العراقي في دوامة من الغنائم والاختلال الوظيفي. لقد قال الشرع كلاما صائبا عن كون سوريا لجميع السوريين.

إنها رؤية إيجابية لمستقبل سوريا، يتفق عليها بلا شك الكثير من مواطنيه. ولكن، وبعيدا عن التعبير عن المشاعر، لم يُقدم الرئيس السوري طريقا حقيقيا للمضي قدما. في الوقت الحالي، يحق للسوريين أن يتساءلوا: "إلى أي سوريين يشير؟".

مقالات مشابهة

  • إصابة سابيتزر تصدم منتخب النمسا وبوروسيا دورتموند
  • ديشامب يكشف سبب استدعاء مبابي لمنتخب فرنسا قبل مواجهة كرواتيا
  • فوز منتخب ناشئين اليد على البرتغال فى الودية الثالثة استعدادا للمونديال
  • نجم "الديوك" سابقاً يشن هجوماً حاداً على مبابي
  • أرقام وحقائق مثيرة بعد ختام دور الـ16 من «نخبة آسيا»!
  • FP: هل يتمكن حكام سوريا الجدد من مواجهة المشاكل التي زرعها الاستعمار الغربي
  • قائمة البرتغال لمواجهتي الدنمارك في دوري الأمم الأوروبية
  • استبعاد ثنائي الهلال من قائمة صربيا
  • قائمة منتخب البرتغال لفترة التوقف الدولي.. موقف كريستيانو رونالدو
  • ختام دور الـ16 من الدوري الأوروبي وتحديد مواجهات ربع النهائي