بسبب سوء التغذية.. مستشفى أصدقاء المريض بغزة يدق ناقوس الخطر
تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT
غزة- تشعر أسماء عبد العال بالقلق الشديد على طفلتها أفنان، التي تتلقى العلاج منذ 6 أيام في مستشفى "أصدقاء المريض" غربي مدينة غزة، من دون أن تستجيب للعلاج.
وتعاني الطفلة مضاعفات سوء تغذية حاد، إذ لا يزيد وزنها عن 3 كيلوغرامات، رغم أن عمرها يبلغ سنة و9 شهور. ولا تتناول سوى الحليب، إذ تحُول سياسة التجويع التي تنتهجها إسرائيل بحق منطقة شمال قطاع غزة من دون إمكانية تناولها أصنافا متعددة من الطعام.
ويتخصص مستشفى "أصدقاء المريض" في علاج حالات سوء التغذية الحاد لدى لأطفال، بدعم من منظمة الصحة العالمية.
طفل في شمال غزة مريض بسبب سوء تغذية حاد (الجزيرة) شبح المجاعةوتقول والدة أفنان للجزيرة نت إنها كانت تطعمها -إلى جانب الحليب- خضروات مسلوقة، وبعض الفواكه، لكنها توقفت عن ذلك، بعد عودة شبح المجاعة الذي ألقى بظلاله الكئيبة على شمالي القطاع. ويؤكد السكان أن الأطعمة المتوفرة في الأسواق لا تزيد عن الطحين، وبعض أصناف الأغذية المُعلّبة فقط، والتي يخشون أن تنفد قريبا.
وعادت إسرائيل لتشديد إجراءات الحصار على شمالي القطاع مجددا، بعد فترة تخفيف قبل أشهر، مما يثير مخاوف السكان من حدوث مجاعة حقيقية. وأدى إغلاق المعابر، ومنع إدخال البضائع والمواد الغذائية، إلى شحّها في الأسواق وارتفاع أسعارها بشكل كبير.
وتُقيم أسماء مع طفلتها في مركز إيواء بعد هدم منزلهم، وتعاني الأمرين في توفير الطعام والشراب، كما تؤكد. وتكمن مشكلة أفنان في عدم مقدرة الأطباء على تشخيص حالتها بدقة ومعرفة سبب عدم استفادتها من الطعام، نظرا لانهيار المنظومة الصحية في شمالي القطاع بفعل إجراءات الاحتلال.
ورغم اقتصار طعامها على الحليب، فإنه يزيد من متاعبها إذ يتسبب في انتفاخ بطنها بشكل كبير. وفي بعض الأحيان يضطر الأطباء إلى إدخال أنبوب في معدتها وسحب ما تناولته لإنقاذ حياتها. وترى الأم أن الحل الوحيد لإنقاذ حياة ابنتها هو وقف الحرب الإسرائيلية مما سيمكّن الأطباء من تشخيص حالتها وتقديم العلاج اللازم لها، أو نقلها للعلاج في الخارج.
انهيار المنظومة الصحية يمنع تشخيص حالة بعض الأطفال الذين لا يستفيدون من تناول الطعام (الجزيرة) معاناة مضاعفةولا تقتصر معاناة الأم أسماء على طفلتها أفنان التي تتضور جوعا، فابنها الآخر "عميد" يعاني مرض الكلى، ويحتاج إلى مياه نظيفة وعذبة يتعذر الحصول عليها. وقبل الحرب، كانت تسقي ابنها من المياه المعدنية المعلبة، كونها نظيفة وخالية من الأملاح التي تزيد في مياه قطاع غزة، بنسب كبيرة عن تلك الموصى بها عالميا.
وتوضح "ابني بعد أن يشرب يتعب ويتوجع ويؤشر على بطنه وعلى خاصرتيه، لا توجد مياه معدنية، والماء الذي نشربه سيئ ومالح، وغير نظيف".
وقطع الاحتلال -منذ الأسبوع الأول للحرب- إمدادات المياه عن قطاع غزة، كما تسبب قطع الوقود في توقف غالبية محطات تحلية المياه عن العمل، وعمل ما تبقى منها بشكل جزئي.
وتبدو مشكلة هداية التيّان مع طفلها يوسف (عمره سنتان) أعقد من سابقتها، كونه يعاني سوء التغذية الحاد، بالإضافة إلى مرض التهاب الكبد الوبائي "أ" الفيروسي الذي يعتمد في علاجه على درجة مناعة الجسد للفيروس، ويوصي الأطباء -خلاله- بتناول المريض الأطعمة "الصديقة" للكبد، التي لا تتوفر في غزة.
ويحتاج مرضاه إلى تغذية خاصة غير متوفرة في غزة، وهو ما تسبب في تدهور حالة يوسف الصحية، وإصابته بفشل كبدي "مؤقت". وتقول التيّان -للجزيرة نت- إن سبب حالة طفلها هو سوء التغذية، وأنواع الأكل السيئ، وخاصة المعلبات الموجودة في الأسواق والتي تضر الكبد.
وأخبرها الأطباء أن طفلها مُصاب بدرجة متقدمة من المرض، ويحتاج فترة 6 شهور كي يشفى، كما يجب إجراء فحص وظائف الكبد له كل يومين. وتقول إنها لا تجد الأطعمة المناسبة والضرورية لعلاج ابنها، وتكتفي بسقيه الحليب. وتضيف أن "المتوفر هو النشويات، والمعلبات، وهي مضرة للكبد، فالأطعمة المفيدة غير متوفرة".
الأم سجى تستعد لمغادرة المستشفى بعد استجابة ابنها محمد للعلاج (الجزيرة) المُرضعات وسوء التغذيةوتبدو سجى أبو حليمة أحسن حالا من سابقاتها، إذ تستعد لمغادرة المستشفى بعدما استجاب طفلها محمد (3 شهور) للعلاج، لكن حالتها تكشف عن المعاناة التي تتكبدها النساء المرضعات. وذكرت للجزيرة نت أنها تقيم في المستشفى منذ أسبوع، وتكلل علاج ابنها بالنجاح، بعدما استجاب لنوعين من الحليب خصصهما له الأطباء.
ونقلت الأم طفلها للمستشفى بعد إصابته بسوء تغذية حاد، وانخفاض كبير في الوزن. وترى أن مشكلة طفلها الصحية بدأت منذ إصابتها هي بسوء التغذية جراء عدم توفر أصناف الطعام المتنوعة، واقتصارها على الخبز والمعلبات، إذ لم تعد قادرة على إرضاعه.
وتضيف أن "محمد فَطَمَ نفسه، إذ لم يعد يُقبل على الرضاعة الطبيعية، لأنه لا يجد حليب.. حزنت جدا لذلك، هذا ابني البِكر". وتشير أبو حليمة إلى معاناة الأمهات المُرضعات قائلة "لا نأكل إلا المُعلبات، لا خضر ولا لحوم، ولا فواكه، حتى أن الأطفال يصابون بنزلات معوية ربما بسبب حليب الأمهات".
الطبيب سعيد صلاح يحذر من تعرض جميع سكان شمال غزة لسوء التغذية (الجزيرة)ويُحذر الطبيب سعيد صلاح، استشاري أمراض طب الأطفال وحديثي الولادة، والمشرف على مستشفى "أصدقاء المريض"، من خطورة سوء التغذية للسكان عامة، خاصة الأطفال منهم، في شمالي قطاع غزة.
ويستقبل المستشفى ما بين 30 إلى 50 حالة يوميا، حسب الطبيب صلاح. ويقول للجزيرة نت إن عدد المصابين بسوء التغذية كبير جدا، وإنهم يقيّمون الحالات التي تأتيهم، بعضها يحتاج إلى دخول (مبيت) وبعضها تتم معالجتها بدون الاضطرار لذلك.
ويضيف أن الناس فقدوا كل عناصر التغذية، من بروتين، ودهون، وفيتامينات، ومقويات، ويقتصر كل الموجود على نشويات، مما قد يسبب كارثة لهم.
وباعتقاده، فإن جميع الأطفال في شمالي القطاع (نحو 300 ألف طفل)، يعانون سوء التغذية، ولكن بدرجات مختلفة.
ورأى أن الحل الأسهل والأنجع لمعالجة أزمة سوء التغذية هو وقف الحرب، كونها نابعة عن قرار سياسي إسرائيلي، وليست بفعل ظاهرة طبيعية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات شمالی القطاع سوء التغذیة للجزیرة نت قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
مسيرة «لنحيا» العالمية تنطلق بنسختها الرابعة في الشارقة
الشارقة (الاتحاد)
انطلقت، السبت، فعاليات النسخة الرابعة من مسيرة «لنحيا» في الشرق الأوسط، المبادرة العالمية التي تنظمها «جمعية أصدقاء مرضى السرطان» بالتعاون مع «الجمعية الأميركية للسرطان»، من الجامعة الأميركية في الشارقة تحت شعار «يستحق الحياة»، لتقديم الدعم المادي والمعنوي للمصابين به والناجين منه وعائلاتهم، وتعزيز روح الأمل والإيجابية والتفاؤل والتضامن المجتمعي، في باقة متنوعة من الأنشطة والفعاليات التوعوية والترفيهية والفنية على مدار 24 ساعة.
واستضافت المنصة الرئيسية حفل افتتاح أكبر فعالية لجمع التبرعات الرامية لدعم ومناصرة مرضى السرطان في العالم، والذي شهد مشاركة معالي الشيخة لبنى بنت خالد بن سلطان القاسمي، العضو المؤسس ونائب رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء مرضى السرطان، والشيخ فاهم القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية، وسوسن جعفر، رئيسة مجلس إدارة جمعية أصدقاء مرضى السرطان، وخولة السركال عضو مجلس إدارة جمعية أصدقاء مرضى السرطان، ونخبة من كبار الشخصيات، وجمع من المشاركين والمتطوعين والصحفيين وممثلي وسائل الإعلام.
«لنحيا».. مسيرة الأمل
في كلمته خلال حفل الافتتاح، أكد الشيخ فاهم القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية، الدور المحوري الذي تلعبه مسيرة «لنحيا» في ترسيخ قيم الخير والعطاء، وقال: «تشكل قيم التكافل والتضامن أساساً راسخاً في مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة، وإمارة الشارقة، فالمجتمع الذي تأسّس على قيم الاتحاد والوحدة، سيمد يد العون لجميع المحتاجين ويخفف عنهم أعباء الحياة».
وأضاف: «تجسد مسيرة لنحيا قيم العطاء والعمل المشترك، التي لطالما حرصت الشارقة على غرسها في نفوس أبنائها، تحت رعاية وتوجيهات قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، المؤسسة والرئيسة الفخرية لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، إذ أصبحت المسيرة مساحة مجتمعية تنبض بروح الأمل والتفاؤل، وتدعم المبادرات الإنسانية والمجتمعية، التي تهدف إلى تحسين حياة الآخرين».
من جانبها، شددت سوسن جعفر، رئيسة مجلس إدارة جمعية أصدقاء مرضى السرطان، على نجاح المسيرة في تقديم نموذج ملهم يعزز الوعي المجتمعي حول السرطان، ويزرع الأمل والتفاؤل في نفوس المصابين به، ويوحد الجهود الرامية لدعمهم في رحلة العلاج والتعافي، من خلال جمع ممثلي الهيئات والدوائر الحكومية، والشركات الخاصة، وجميع فئات المجتمع، لإحداث فرق جوهري في حياة المصابين بالسرطان.
وأضافت: «تؤكد مسيرة لنحيا التزام جمعية أصدقاء مرضى السرطان برؤية وتوجيهات قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، المؤسسة والرئيسة الفخرية لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، والرامية لتجسيد روح الخير والعطاء، إذ قادت سموها المسيرة بنفسها وسارت معنا لإيمانها بأهمية هذه المسيرة، ومعاً سننجح في تحقيق المزيد من الإنجازات المشرفة في مكافحة السرطان والحد من انتشاره، انطلاقاً من الواجب الأخلاقي والوطني، وستبقى راية دولة الإمارات خفاقة في سماء العمل الخيري والإنساني».
جولات المحبة
توّج حفل الافتتاح بانطلاق «جولة الناجين»، أولى جولات مسيرة «لنحيا» الرابعة، والمخصصة للناجين والناجيات من السرطان ومقدمي الرعاية الصحية، من الأطباء والممرضين والمسعفين وغيرهم من الكوادر الطبية، مع جميع أفراد أسرهم، في مشهد مجتمعي بامتياز، شارك فيه المتحدثون وكبار الشخصيات، ومشى فيه الرجال والنساء والأطفال واليافعون والشيوخ، يداً بيد، تعبيراً عن دعمهم وتضامنهم مع مرضى السرطان.
وشهدت منطقة المسار إقبالاً جماهيرياً كبيراً في عدة جولات، منها جولة على إيقاعات الطبول ومزمار القربة التي تقدمتها فرقة العراضة الشامية، تلتها «جولة الأصدقاء» التي تعرّف فيها المشاركون على بعضهم بعضاً وكونوا صداقات جديدة، تلتها «جولة الأضواء»، التي خفتت فيها الإضاءة وأنار فيها المشاركون المسار بالقضبان والأساور المضيئة التي حملوها وارتدوها بسواعدهم، ثم «جولة سبيستون»، التي طلب خلالها المشاركون أغانيهم المفضلة من قناة سبيستون، واستمتعوا بالمشي على أنغامها.
أنشطة وفعاليات متنوعة
تضمنت الأمسية مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات، منها عرض للمواهب أداه طلاب وطالبات مدرسة الزهور الخاصة، وألعاب ومسابقات مع جوائز قدمتها «القيادة العامة لشرطة الشارقة»، وعرض فني مسرحي راقص قدمته مؤسسة «ربع قرن»، وفعالية «فوانيس لنحيا»، وجلسة «العلاج بالصوت»، وجلسات «اليوغا».
كما شمل برنامج الأمسية باقة متنوعة من الأنشطة العامة كشد الحبل، وسباق الأكياس، ولعبة «جينغا» المؤلفة من قوالب خشبية، وكرة قدم الطاولة، وهوكي الطاولة، إلى جانب ورش عمل تناسب جميع الفئات العمرية، في حين استمتع الأطفال الأصغر سناً بالقفز على القلاع المطاطية.