لبنان ٢٤:
2025-02-16@14:18:02 GMT

لبنان بين حرب حقيقية وأخرى نفسية

تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT

لبنان بين حرب حقيقية وأخرى نفسية


على وتيرة تصعيد الوضع المتبادَل والمتقابَل، قصفًا وقتلًا وتهديمًا وتهجيرًا، بين مقاتلي "حزب الله" المنتشرين على طول خطوط المواجهة مع الشمال الإسرائيلي من جهة وبين الجيش الإسرائيلي من جهة أخرى، يعيش لبنان بين هبّة ساخنة تأتيه على شكل تهديدات يومية من تل أبيب، وبين موجة باردة تصل إليه من بعض العواصم الغربية، التي لا تزال تسعى لتجنيب بلاد الأرز حربًا لن يسلم منها لا بشر ولا حجر في كلا الجانبين اللبناني والإسرائيلي.


وبين هذه الهبّة الساخنة المقلقة والموجة الباردة التي تثلج القلوب بعض الشيء في هذا الطقس الحار لا يمكن التنبؤ بدقة بحدوث تصعيد كبير أو تفاديه بالكامل في المستقبل القريب، إذ أن هناك عوامل عدة تدفع نحو احتمال التصعيد وصولًا إلى إعلان إسرائيل الحرب الشاملة على كل لبنان وليس على "حزب الله" فقط أو على مناطق بيئته في الجنوب وفي الضاحية الجنوبية، وأخرى توحي بالتهدئة المشوبة بالحذر.
أما هي الدوافع التي تنذر بالتصعيد، فنكتفي بتحديد النقاط التالية:
أولًا: التوترات المتزايدة بين "حزب الله" وإسرائيل: فـ"الحزب" يقوم بعمليات شبه يومية على مواقع إسرائيلية متقدمة في منطقة الجليلين الأعلى والغربي، ردًّا على الاعتداءات الإسرائيلية، التي تستهدف مقاتلين لـ "المقاومة الإسلامية" يسقطون كل يوم، سواء في المواقع المتقدمة أو من خلال استهدافهم بالمسيرّات أو بقصف مدفعي وغارات جوية.
ثانيًا: التداعيات الإقليمية:  فالدعم الذي يقدمه "حزب الله" لحركة "حماس" في غزة من خلال فتح جبهة الجنوب يزيد من احتمال توسع نطاق الصراع ليشمل جبهات متعددة، مما يرفع من مستوى التوتر في المنطقة ويعطي إسرائيل أسبابًا إضافية لتبرير ما يمكن أن تقدم عليه، حتى ولو كانت لا تحتاج إلى مثل هكذا ذرائع لتقوم بما تهدف إليه.
ثالثًا: استمرار المواجهات اليومية:  فالتبادل اليومي لإطلاق النار بين الطرفين يزيد من احتمالية وقوع "أخطاء حسابية"، سواء بالنسبة إلى إسرائيل أو بالنسبة إلى "حزب الله". وهذا الأمر من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد أكبر .
ولكن ثمة مؤشرات كثيرة توحي بأن هناك أسبابًا كثيرة لتهدئة الوضع على الجبهتين الجنوبية والشمالية، ومن بين هذه الأسباب:
أولًا: الجهود الدولية والمحلية، إذ أن قوات "اليونيفيل" تعمل في شكل حثيث للحفاظ على الهدوء ومنع التصعيد، وذلك من خلال ما يُبذل من جهود وتنسيق مع الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية لتجنب أي تفاقم للوضع .
ثانيًا: الوضع الاقتصادي والسياسي في لبنان الذي يواجه أزمات اقتصادية وسياسية كبيرة غير مسبوقة يجعل اللبنانيين غير راغبين في دعم أي تصعيد قد يؤدي إلى حرب شاملة. وهذا ما يجعل "حزب الله" في موقف صعب للغاية، وذلك في ضوء تحميله مسؤولية التصعيد من دون أن يعني ذلك "تبييض" صفحة إسرائيل .
ثالثًا: التداعيات الإنسانية، إذ أن استمرار التصعيد أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من المدنيين من جانبي الحدود الجنوبية والشمالية، مع تزايد الأضرار والخسائر التي تصيب البنية التحتية في كل من لبنان واسرائيل، مما يدفع الأطراف إلى التفكير مرتين قبل الانزلاق نحو حرب شاملة .
وعلى رغم هذا التعقيد وصعوبة الموقف فإن ثمة جهودًا كبيرة تُبذل لتفادي تصعيد أكبر، ولكن المخاطر لا تزال موجودة بسبب التوترات القائمة والمتأرجحة بين خيار توسع الحرب أو استمرار الوضع على ما هو عليه في اطار المعارك والمواجهات، بما يمكن تسمية ما يحصل جنوبًا بالمعارك البديلة عن الحرب الشاملة، في انتظار اكتمال حلقات التسوية الغزاوية، بموازاة الحديث عن سعي اميركي وفرنسي ناشط لمنع توسع الحرب على جبهة لبنان، والعمل لبلورة ما يوصف باطار حل سياسي للوضع على الحدود الجنوبية، مع تزايد منسوب الحديث عن مفاوضات من اجل وقف النار في غزة وتبادل الاسرى، مع استمرار الضغط الأميركي في هذا الاتجاه.
فما قاله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في جولته الجنوبية من أن "التهديدات التي نشهدها هي نوع من الحرب النفسية، والسؤال الذي يتردد على كل الالسن هل هناك حرب؟ نعم نحن في حالة حرب وهناك عدد كبير من الشهداء من مدنيين وغير مدنيين والعديد من القرى المدمّرة بسبب العدوان الإسرائيلي"، يختصر مشهدية السباق بين الذين يسعون إلى تجنيب لبنان ويلات الحرب وبين الذين يندفعون نحو إقحام جميع اللبنانيين في حرب لا يريدونها ولا يسعون إليها.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

جهاد الحرازين: مصر جسدت رؤية حقيقية للقضية الفلسطينية

قال د. جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية، إن الحديث عن الدور المصري تجاه القضية الفلسطينية يحتاج إلى أيام لأن مصر على مدار التاريخ لم تتخلى يومًا عن القضية الفلسطينية وعن الشعب الفلسطيني، بل بقيت دائما هي حارسة الحلم الفلسطيني في التعزيز صمود هذا الشعب أمام تلك المخططات وأمام هذا العدوان الغاشم الذي يقوم به الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف الحرازين، اليوم، خلال مداخلة هاتفية، عبر قناة "إكسترا نيوز"، أن هذا الأمر لمسناه بشكل كبير على مدار التاريخ ولكن تجسدت الأمور بشكل أوسع وأكبر في ظل المخطط الذي استهدف الشعب الفلسطيني في حرب الإبادة وما يثار حول قضايا تهجير وجدنا الدور المصري كبير الذي قاده الرئيس عبدالفتاح السيسي في المحافل سواء على المستوى الدولي أو حتى على المستوى الإقليمي والمستوى المحلي للحديث عن القضية الفلسطينية وتسخير الجهود المصرية بما تملك من أدوات سياسية ودبلوماسية فاعلة في كافة المحافل.

وأكد، أن القاهرة استطاعت أن تجسد رؤية حقيقية للعالم، وأصبح العالم يتحدث بها بل أكثر من ذلك أن العالم يتحدث بالرؤية المصرية التي استندت وتحدث بها الرئيس السيسي سواء في قمة القاهرة للسلام وفي كافة المناسبات التي تستند بالأساس إلى ضرورة وقف العدوان عن الشعب الفلسطيني ووقف إطلاق النار ورفض فكرة فكرة التهجير القسري للشعب الفلسطيني.

مقالات مشابهة

  • المملكة تدعم الإجراءات التي اتخذتها لبنان لمواجهة العبث بأمن مواطنيها
  • بين القلق والتوتر.. هل متابعة الأخبار تعرضك إلى أزمة نفسية؟  «فيديو»
  • بين القلق والتوتر.. هل تحول استهلاك الأخبار إلى أزمة نفسية؟
  • جهاد الحرازين: مصر جسدت رؤية حقيقية للقضية الفلسطينية
  • البحوث الفلكية: تحذيرات ناسا عن تهديد الأرض بكويكب ضخم غير حقيقية
  • المقاومة الفلسطينية ترفع شارة النصر وتضع إصبعاً في عين “نتنياهو” وأخرى في عين “ترامب
  • تصعيد بلبنان.. حزب الله يدعو أنصاره الى اعتصامات شعبية
  • كم بلغ عدد المشاركين باحتفال ذكرى 14 شباط؟
  • منها بسبب الولاء وأخرى لمصلحة عليا للبلاد.. الكويت تقرر سحب جنسيات 476 حالة
  • ما هي التلال الاستراتيجية التي تنوي اسرائيل البقاء فيها؟