لبنان ٢٤:
2025-03-18@00:18:28 GMT

لبنان بين حرب حقيقية وأخرى نفسية

تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT

لبنان بين حرب حقيقية وأخرى نفسية


على وتيرة تصعيد الوضع المتبادَل والمتقابَل، قصفًا وقتلًا وتهديمًا وتهجيرًا، بين مقاتلي "حزب الله" المنتشرين على طول خطوط المواجهة مع الشمال الإسرائيلي من جهة وبين الجيش الإسرائيلي من جهة أخرى، يعيش لبنان بين هبّة ساخنة تأتيه على شكل تهديدات يومية من تل أبيب، وبين موجة باردة تصل إليه من بعض العواصم الغربية، التي لا تزال تسعى لتجنيب بلاد الأرز حربًا لن يسلم منها لا بشر ولا حجر في كلا الجانبين اللبناني والإسرائيلي.


وبين هذه الهبّة الساخنة المقلقة والموجة الباردة التي تثلج القلوب بعض الشيء في هذا الطقس الحار لا يمكن التنبؤ بدقة بحدوث تصعيد كبير أو تفاديه بالكامل في المستقبل القريب، إذ أن هناك عوامل عدة تدفع نحو احتمال التصعيد وصولًا إلى إعلان إسرائيل الحرب الشاملة على كل لبنان وليس على "حزب الله" فقط أو على مناطق بيئته في الجنوب وفي الضاحية الجنوبية، وأخرى توحي بالتهدئة المشوبة بالحذر.
أما هي الدوافع التي تنذر بالتصعيد، فنكتفي بتحديد النقاط التالية:
أولًا: التوترات المتزايدة بين "حزب الله" وإسرائيل: فـ"الحزب" يقوم بعمليات شبه يومية على مواقع إسرائيلية متقدمة في منطقة الجليلين الأعلى والغربي، ردًّا على الاعتداءات الإسرائيلية، التي تستهدف مقاتلين لـ "المقاومة الإسلامية" يسقطون كل يوم، سواء في المواقع المتقدمة أو من خلال استهدافهم بالمسيرّات أو بقصف مدفعي وغارات جوية.
ثانيًا: التداعيات الإقليمية:  فالدعم الذي يقدمه "حزب الله" لحركة "حماس" في غزة من خلال فتح جبهة الجنوب يزيد من احتمال توسع نطاق الصراع ليشمل جبهات متعددة، مما يرفع من مستوى التوتر في المنطقة ويعطي إسرائيل أسبابًا إضافية لتبرير ما يمكن أن تقدم عليه، حتى ولو كانت لا تحتاج إلى مثل هكذا ذرائع لتقوم بما تهدف إليه.
ثالثًا: استمرار المواجهات اليومية:  فالتبادل اليومي لإطلاق النار بين الطرفين يزيد من احتمالية وقوع "أخطاء حسابية"، سواء بالنسبة إلى إسرائيل أو بالنسبة إلى "حزب الله". وهذا الأمر من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد أكبر .
ولكن ثمة مؤشرات كثيرة توحي بأن هناك أسبابًا كثيرة لتهدئة الوضع على الجبهتين الجنوبية والشمالية، ومن بين هذه الأسباب:
أولًا: الجهود الدولية والمحلية، إذ أن قوات "اليونيفيل" تعمل في شكل حثيث للحفاظ على الهدوء ومنع التصعيد، وذلك من خلال ما يُبذل من جهود وتنسيق مع الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية لتجنب أي تفاقم للوضع .
ثانيًا: الوضع الاقتصادي والسياسي في لبنان الذي يواجه أزمات اقتصادية وسياسية كبيرة غير مسبوقة يجعل اللبنانيين غير راغبين في دعم أي تصعيد قد يؤدي إلى حرب شاملة. وهذا ما يجعل "حزب الله" في موقف صعب للغاية، وذلك في ضوء تحميله مسؤولية التصعيد من دون أن يعني ذلك "تبييض" صفحة إسرائيل .
ثالثًا: التداعيات الإنسانية، إذ أن استمرار التصعيد أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من المدنيين من جانبي الحدود الجنوبية والشمالية، مع تزايد الأضرار والخسائر التي تصيب البنية التحتية في كل من لبنان واسرائيل، مما يدفع الأطراف إلى التفكير مرتين قبل الانزلاق نحو حرب شاملة .
وعلى رغم هذا التعقيد وصعوبة الموقف فإن ثمة جهودًا كبيرة تُبذل لتفادي تصعيد أكبر، ولكن المخاطر لا تزال موجودة بسبب التوترات القائمة والمتأرجحة بين خيار توسع الحرب أو استمرار الوضع على ما هو عليه في اطار المعارك والمواجهات، بما يمكن تسمية ما يحصل جنوبًا بالمعارك البديلة عن الحرب الشاملة، في انتظار اكتمال حلقات التسوية الغزاوية، بموازاة الحديث عن سعي اميركي وفرنسي ناشط لمنع توسع الحرب على جبهة لبنان، والعمل لبلورة ما يوصف باطار حل سياسي للوضع على الحدود الجنوبية، مع تزايد منسوب الحديث عن مفاوضات من اجل وقف النار في غزة وتبادل الاسرى، مع استمرار الضغط الأميركي في هذا الاتجاه.
فما قاله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في جولته الجنوبية من أن "التهديدات التي نشهدها هي نوع من الحرب النفسية، والسؤال الذي يتردد على كل الالسن هل هناك حرب؟ نعم نحن في حالة حرب وهناك عدد كبير من الشهداء من مدنيين وغير مدنيين والعديد من القرى المدمّرة بسبب العدوان الإسرائيلي"، يختصر مشهدية السباق بين الذين يسعون إلى تجنيب لبنان ويلات الحرب وبين الذين يندفعون نحو إقحام جميع اللبنانيين في حرب لا يريدونها ولا يسعون إليها.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

سول تشهد مسيرات مؤيدة وأخرى معارضة لعزل الرئيس يون سوك يول

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهدت العاصمة الكورية الجنوبية سول، اليوم السبت، مسيرات مؤيدة وأخرى معارضة لعزل الرئيس يون سوك يول، الذي من المتوقع أن تصدر المحكمة الدستورية هذا الأسبوع حكما بشأن قضية عزله.

 ذكرت ذلك هيئة الإذاعة الكورية (كيه بي إس)، مشيرة إلى أن حكم المحكمة الدستورية الذي من المنتظر صدوره هذا الأسبوع سيقضي إما بتثبيت قرار البرلمان بعزل الرئيس يون عن منصبه أو إعادته إليه.
ويرغب المؤيدون لعزل الرئيس يون في إزاحته عن منصبه لمحاولته فرض الأحكام العرفية في البلاد في شهر ديسمبر الماضي، بينما يعارض الكثيرون من أنصاره هذا الإجراء.

ورفعت الشرطة الكورية الجنوبية حالة الطوارئ إلى أعلى مستوى تحسبا لصدور الحكم، وأعلنت عزمها نشر حوالي 20 ألف ضابط في جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى حراس شخصيين ومحققين لتأمين المحكمة وقضاتها، كما سيتم نشر شرطة مكافحة الشغب في المواقع الحساسة.
 

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة: الطبيبة التي تم ترحيلها إلى لبنان لديها صور للتعاطف مع حزب الله
  • اقرأ غدا في عدد البوابة: تصعيد متواصل بين الحوثي وأمريكا.. جماعة أنصار الله تعلن مسئوليتها عن هجومين على حاملة الطائرات هاري ترومان
  • تصعيد عسكري من الجنوب إلى الحدود الشرقية
  • تصعيدٌ مُقلق والقرار 1701 في مجلس الأمن اليوم
  • تصعيد خطير عندالحدود اللبنانية السورية.. ووزير الدفاع السوري يتوعد حزب الله
  • ارتفاع أسعار المنتجات الأميركية بسبب الحرب التجارية التي أطلقها ترمب
  • حماس: المجزرة المروعة التي ارتكبها جيش العدو في بيت لاهيا تصعيد خطير
  • سول تشهد مسيرات مؤيدة وأخرى معارضة لعزل الرئيس يون سوك يول
  • كيكل: الوحدة التي حدثت بسبب هذه الحرب لن تندثر – فيديو
  • 10 معوقات تمنع حزب الله من العودة إلى الحرب!