لبنان ٢٤:
2024-07-04@09:49:17 GMT

لبنان بين حرب حقيقية وأخرى نفسية

تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT

لبنان بين حرب حقيقية وأخرى نفسية


على وتيرة تصعيد الوضع المتبادَل والمتقابَل، قصفًا وقتلًا وتهديمًا وتهجيرًا، بين مقاتلي "حزب الله" المنتشرين على طول خطوط المواجهة مع الشمال الإسرائيلي من جهة وبين الجيش الإسرائيلي من جهة أخرى، يعيش لبنان بين هبّة ساخنة تأتيه على شكل تهديدات يومية من تل أبيب، وبين موجة باردة تصل إليه من بعض العواصم الغربية، التي لا تزال تسعى لتجنيب بلاد الأرز حربًا لن يسلم منها لا بشر ولا حجر في كلا الجانبين اللبناني والإسرائيلي.


وبين هذه الهبّة الساخنة المقلقة والموجة الباردة التي تثلج القلوب بعض الشيء في هذا الطقس الحار لا يمكن التنبؤ بدقة بحدوث تصعيد كبير أو تفاديه بالكامل في المستقبل القريب، إذ أن هناك عوامل عدة تدفع نحو احتمال التصعيد وصولًا إلى إعلان إسرائيل الحرب الشاملة على كل لبنان وليس على "حزب الله" فقط أو على مناطق بيئته في الجنوب وفي الضاحية الجنوبية، وأخرى توحي بالتهدئة المشوبة بالحذر.
أما هي الدوافع التي تنذر بالتصعيد، فنكتفي بتحديد النقاط التالية:
أولًا: التوترات المتزايدة بين "حزب الله" وإسرائيل: فـ"الحزب" يقوم بعمليات شبه يومية على مواقع إسرائيلية متقدمة في منطقة الجليلين الأعلى والغربي، ردًّا على الاعتداءات الإسرائيلية، التي تستهدف مقاتلين لـ "المقاومة الإسلامية" يسقطون كل يوم، سواء في المواقع المتقدمة أو من خلال استهدافهم بالمسيرّات أو بقصف مدفعي وغارات جوية.
ثانيًا: التداعيات الإقليمية:  فالدعم الذي يقدمه "حزب الله" لحركة "حماس" في غزة من خلال فتح جبهة الجنوب يزيد من احتمال توسع نطاق الصراع ليشمل جبهات متعددة، مما يرفع من مستوى التوتر في المنطقة ويعطي إسرائيل أسبابًا إضافية لتبرير ما يمكن أن تقدم عليه، حتى ولو كانت لا تحتاج إلى مثل هكذا ذرائع لتقوم بما تهدف إليه.
ثالثًا: استمرار المواجهات اليومية:  فالتبادل اليومي لإطلاق النار بين الطرفين يزيد من احتمالية وقوع "أخطاء حسابية"، سواء بالنسبة إلى إسرائيل أو بالنسبة إلى "حزب الله". وهذا الأمر من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد أكبر .
ولكن ثمة مؤشرات كثيرة توحي بأن هناك أسبابًا كثيرة لتهدئة الوضع على الجبهتين الجنوبية والشمالية، ومن بين هذه الأسباب:
أولًا: الجهود الدولية والمحلية، إذ أن قوات "اليونيفيل" تعمل في شكل حثيث للحفاظ على الهدوء ومنع التصعيد، وذلك من خلال ما يُبذل من جهود وتنسيق مع الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية لتجنب أي تفاقم للوضع .
ثانيًا: الوضع الاقتصادي والسياسي في لبنان الذي يواجه أزمات اقتصادية وسياسية كبيرة غير مسبوقة يجعل اللبنانيين غير راغبين في دعم أي تصعيد قد يؤدي إلى حرب شاملة. وهذا ما يجعل "حزب الله" في موقف صعب للغاية، وذلك في ضوء تحميله مسؤولية التصعيد من دون أن يعني ذلك "تبييض" صفحة إسرائيل .
ثالثًا: التداعيات الإنسانية، إذ أن استمرار التصعيد أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من المدنيين من جانبي الحدود الجنوبية والشمالية، مع تزايد الأضرار والخسائر التي تصيب البنية التحتية في كل من لبنان واسرائيل، مما يدفع الأطراف إلى التفكير مرتين قبل الانزلاق نحو حرب شاملة .
وعلى رغم هذا التعقيد وصعوبة الموقف فإن ثمة جهودًا كبيرة تُبذل لتفادي تصعيد أكبر، ولكن المخاطر لا تزال موجودة بسبب التوترات القائمة والمتأرجحة بين خيار توسع الحرب أو استمرار الوضع على ما هو عليه في اطار المعارك والمواجهات، بما يمكن تسمية ما يحصل جنوبًا بالمعارك البديلة عن الحرب الشاملة، في انتظار اكتمال حلقات التسوية الغزاوية، بموازاة الحديث عن سعي اميركي وفرنسي ناشط لمنع توسع الحرب على جبهة لبنان، والعمل لبلورة ما يوصف باطار حل سياسي للوضع على الحدود الجنوبية، مع تزايد منسوب الحديث عن مفاوضات من اجل وقف النار في غزة وتبادل الاسرى، مع استمرار الضغط الأميركي في هذا الاتجاه.
فما قاله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في جولته الجنوبية من أن "التهديدات التي نشهدها هي نوع من الحرب النفسية، والسؤال الذي يتردد على كل الالسن هل هناك حرب؟ نعم نحن في حالة حرب وهناك عدد كبير من الشهداء من مدنيين وغير مدنيين والعديد من القرى المدمّرة بسبب العدوان الإسرائيلي"، يختصر مشهدية السباق بين الذين يسعون إلى تجنيب لبنان ويلات الحرب وبين الذين يندفعون نحو إقحام جميع اللبنانيين في حرب لا يريدونها ولا يسعون إليها.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

بعد المرحلة الثالثة في غزة.. هل تندلع الحرب بين إسرائيل وحزب الله؟

تتزايد يوما بعد يوم احتمالات إعلان إسرائيل الحرب على جنوب لبنان بهدف إبعاد حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، وفق العديد من المؤشرات والتحليلات والتصريحات، والتي كان آخرها على لسان دبلوماسيين تحدثوا لصحيفة "بيلد" الألمانية.

وذكرت الصحيفة، الاثنين، نقلا عن مصادر دبلوماسية أن إسرائيل ستبدأ هجومها على لبنان في النصف الثاني من يوليو الحالي، ما لم يوقف حزب الله إطلاق النار. ويقول حزب الله إنه لا ينوي وقف هجماته على إسرائيل حتى تنتهي الحرب في غزة.

وفي هذا السياق تطرح تساؤلات عن إمكانية أن تبدأ العمليات الإسرائيلية في لبنان بعد الانتقال للمرحلة الثالثة في غزة، وعن السيناريوهات المتوقعة خلال الفترة المقبلة.

وتستمر الاشتباكات بشكل يومي بين حزب الله والجيش الإسرائيلي منذ أكتوبر الماضي، وسقط مئات القتلى في لبنان أغلبهم من عناصر الحزب، فيما أعلنت إسرائيل عن مقتل وإصابة العشرات نتيجة هجمات حزب الله، فضلا عن تهجير مئات الآلاف من السكان في جنوب لبنان وشمال إسرائيل.

وأعلنت شركة لوفتهانزا الألمانية للخطوط الجوية، الاثنين، أنها علقت رحلاتها الليلية إلى بيروت حتى نهاية يوليو في أعقاب مخاوف من اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله.

وقال مسؤولون أميركيون لبوليتيكو الأسبوع الماضي إن مسؤولين في الإدارة أبلغوا حزب الله أن واشنطن قد لا تكون قادرة على منع هجوم إسرائيلي في جنوب لبنان. كما حركت الولايات المتحدة أيضا سفينة الهجوم البرمائية يو إس إس واسب إلى شرق البحر الأبيض المتوسط للمساعدة في إجلاء الأميركيين من المنطقة إذا دعت الحاجة إلى ذلك.

ودعت عدة دول عربية وأجنبية مواطنيها لمغادرة لبنان فورا، ومنها الولايات المتحدة وروسيا وكندا والسعودية والكويت والأردن ودول أوروبية، تخوفا من اشتعال الحرب بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله.

تسريبات إسرائيلية؟

وتعليقا على تقرير الصحيفة الألمانية، رجح المحلل السياسي الإسرائيلي، إيلي نيسان، احتمالية أن يكون منشورا بناء على تسريبات من مصادر إسرائيلية.

ويقول نيسان في حديثه لموقع "الحرة" إن الاشتباكات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي مستمرة منذ أكثر من 9 أشهر "بإيحاء من إيران، وإسرائيل لا تستطيع أن يستمر هذا الوضع لمدة طويلة" في إشارة إلى تهجير السكان من بيوتهم ونزوحهم إلى فنادق مستأجرة من قبل الحكومة، وتوقف الأنشطة الاقتصادية والصناعية في المناطق الشمالية.

ويشير إلى أن الدراسة تبدأ في شهر سبتمبر المقبل، وأنه يجب حل المشكلة قبل هذا الموعد، قائلا إن "هناك تحذيرات، والجيش سينهي المرحلة الثانية في غزة خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع".

"لا مفر"

ويضيف أن "القوات الإسرائيلية ستكون مرابطة على محور فيلادلفيا (جنوب) ونتساريم (وسط)، وحزب الله إذا لم يوقف إطلاق الصواريخ والمسيرات (...) لن يكون هناك مفر من القيام بعملية عسكرية شاملة ضد حزب الله، رغم التهديدات الإيرانية".

وقبل أيام قالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة إنه إذا هاجمت إسرائيل لبنان بعدوان عسكري شامل فسوف يؤدي ذلك إلى حرب مدمرة.

وأكدت أنه على الرغم من أخذ طهران بالاعتبار أن تهديدات تجاه لبنان تقع في إطار "الحرب النفسية"، إلا أنه إذا خاضت إسرائيل حربا في لبنان فإن "كل الخيارات بما في ذلك المشاركة الكاملة لمحور المقاومة" ستكون مطروحة على الطاولة.

وتتزايد المخاوف من اتساع رقعة الحرب في المنطقة على خلفية تبادل القصف بين إسرائيل وحزب الله في لبنان. وارتفع مستوى التوتر الشهر الماضي بسبب تزايد القصف.

من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الجمعة، إن إسرائيل "لا تسعى إلى الحرب" مع حزب الله وإن الحل الدبلوماسي هو الأفضل.

ومع ذلك، أكد غالانت أن إسرائيل تجري الاستعدادات والتخطيط لصراع أوسع نطاقا، وقال إن الكرة في ملعب حزب الله.

وأعلن الجيش الإسرائيلي قبل أسابيع أنه تمت المصادقة على خطط لشن هجوم على لبنان، كما صعد حزب الله من تهديداته بالرد "بلا ضوابط ولا سقوف" في حال حدوث اجتياح إسرائيلي.

وتحذر الولايات المتحدة من أن النزاع بين إسرائيل وحزب الله قد يؤدي إلى حرب إقليمية.

ويشير نيسان إلى أن "إسرائيل كانت على اتصال مع الولايات المتحدة وفرنسا بشأن محاولة التوصل إلى وقف إطلاق النار مع حزب الله، ولكن مصلحة إيران تقتضي بأن تتواصل الحرب، لصرف الأنظار عن تخصيب اليورانيوم (...) وتكون إسرائيل منشغلة بحرب في غزة ومع الحزب".

"أمر معقول"

ولدى سؤاله عن إمكانية اجتياح لبنان بعد الانتقال إلى المرحلة الثالثة في غزة، قال نيسان إن ذلك "أمر معقول، لأن معظم القوات الإسرائيلية التي تغادر غزة تتوجه إلى الشمال، والقوات هناك معززة، والخطط تمت الموافقة عليها من قبل رئيس الأركان وقائد المنطقة الشمالية، والكل يعلم أن هناك مخططات لاجتياح جنوب لبنان".

وأعلنت إسرائيل عدة مرات عن إجراء جيشها لتدريبات تحاكي عمليات عسكرية في مناطق وعرة وأخرى مأهولة بالسكان كتلك الموجودة في جنوب لبنان، وقد توعدت حزب الله مرارا بطرده إلى شمال الليطاني في حال لم ينسحب من الحدود ويوقف ضرباته.

ولم يرد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، ولا وحدة المتحدثين بالجيش، على طلبات موقع "الحرة" للتعليق على تقرير "بيلد".

"المفاجأة في الهجوم"

وفي رأي مغاير لنيسان، يستبعد المحلل السياسي الإسرائيلي، يوآب شتيرن، أن تكون هذه التسريبات من بعض الدبلوماسيين صحيحة.

ويقول شتيرن في حديثه لموقع "الحرة" إن مثل هذه الأمور (الاجتياح) "لا تتم عادة بهذا الشكل، والهجوم على حزب الله لا يحدد بناء على تصريحات لوسائل إعلام، لأن الطرف الذي يهاجم يحرص دائما على عنصر المفاجأة".

وأضاف "أعتقد أن هذه التصريحات قد تكون مجرد تخمينات أوروبية أو من جهات دبلوماسية، والطرف الإسرائيلي عادة ليس معنيا بنشر التوقيت الدقيق لأي هجوم".

وتابع "يجب وضع مثل هذه الأمور بإطارها الطبيعي"، وقال إن "الأمر لا يتعلق فقط بتحديد الموعد للاجتياح، وإنه يجب تحديد الاتجاهات العامة لما قد يحدث في المستقبل".

وختم حديثه قائلا "بالتأكيد سيناريو الهجوم الإسرائيلي على لبنان وارد، وهذا نراه من خلال عدة أمور، مثل الاستعدادات في الداخل الإسرائيلي، والتحذيرات الأوروبية والدولية (...) ولا أستبعد حدوث هجوم ولكن ليس في الموعد المحدد بالصحيفة الألمانية".

ويشار إلى أنه بالإضافة إلى التدريبات العسكرية، تم وضع المستشفيات على أهبة الاستعداد في الشمال وتجهيزها تحسبا لحرب مع حزب الله، وهناك تقارير تتحدث عن ارتفاع مبيعات مولدات الطاقة الكهربائية الصغيرة، خوفا من انقطاع التيار الكهربائي، فضلا عن تجهيز الملاجئ، وغيرها من المؤشرات التي تشمل تسريبات من جهات دبلوماسية واستخباراتية.

مقالات مشابهة

  • تقرير لـNewsweek: لماذا على إسرائيل شنّ حرب على حزب الله وإيران؟
  • هل ستندلع الحرب؟ إتصالات ومعلومات والإستراتيجية الدفاعية الى الواجهة
  • خبير استراتيجي: الاحتلال الإسرائيلي يمارس حربا نفسية ضد اللبنانيين
  • تصعيد ميداني في الجنوب يسابق مساعي هوكشتاين ولودريان المتجددة
  • لبنان رهينة السباق بين التسوية وتوسيع الحرب
  • ما الذي يُطَمْئِن حزب الله؟
  • 4 عوامل تدفع بإسرائيل إلى التراجع عن شن حربها على لبنان.. تقرير يكشفها
  • طهران: سنقف مع حزب الله عند اندلاع الحرب
  • بعد المرحلة الثالثة في غزة.. هل تندلع الحرب بين إسرائيل وحزب الله؟