شددت وزارة الخارجية التركية على أن موقف أنقرة "المبدئي  من أجل ضمان سلامة الشعب السوري فوق أي تحريض"، في حين تواصلت التحذيرات السورية من مغبة "الانجرار وراء مثيري الفتن" على خلفية هجوم أتراك على ممتلكات تعود لسوريين وسط تركيا، وهو سرعان ما انعكس بحالة من الغليان على مناطق شمال غربي سوريا.

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، مساء الاثنين، تعليقا على أحداث العنف التي طالت لاجئين سوريين في ولاية قيصري وسط البلاد، إنه "ليس من الصواب استغلال الحوادث المؤسفة التي وقعت في ولاية قيصري، والتي أطلقت دولتنا على إثرها إجراءات عدلية بحق المتورطين، كأداة للاستفزاز خارج حدودنا".



وأضافت أن "جهود بلادنا وموقفها المبدئي من أجل ضمان سلامة الشعب السوري فوق أي استفزاز"، وفقا للبيان.

تحذيرات من "الانجرار وراء الفتن"
في السياق ذاته، حذر رئيس المجلس الإسلامي السوري، الشيخ أسامة الرفاعي، من الانجرار وراء ما وصفهم بـ"مثيري الفتن"، مطالبا الحكومة التركية في الوقت ذاته "معاقبة المعتدين وجبر خاطر السوريين".

وقال الرفاعي في كلمة مصورة مساء الاثنين، إن "هذه الأحداث التي تعصف اليوم بأهلنا، يثيرها أهل الفتنة والشغب وغايتهم زعزعة الأمن الاستقرار في هذا البلد، ومن واجبنا الوقوف بوجه هذه الفتنة، وأن ندرأها بكل الوسائل الممكنة".


وأضاف "نرجو من الإخوة الأتراك أن يعاقبوا كل من يصدر عنه شيء من العنصرية غير اللائقة وغير السلمية، وأن يمسحوا رؤوس المتضررين من هذه الأحداث ويجبروا خاطرهم وتعويضهم عما فقدوه من مال وغيره"، حسب تعبيره.

وطالب الحكومة التركية بـ"سد باب الشر بكل وسيلة ممكنة، محذرا السوريين من مغبة "الانجرار وراء الفتنة، لأنها تجر علينا فتنة أفدح بكثير. وأطلب منهم الصبر وسعة الصدر، وألا يؤخذوا بردود الفعل".

كما حذر الرفاعي من التأثر بكل ما يُنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرا أن "كثيرين يعملون على استغلال تلك المواقع بهدف نشر الفتنة والكراهية بين السوريين والأتراك".

ومساء الأحد، هاجم عشرات المواطنين الأتراك منازل وممتلكات تعود للاجئين سوريين في ولاية قيصري وسط تركيا، وذلك على خلفية انتشار أنباء عن اتهام شاب يحمل الجنسية السورية بالتحرش بطفلة في حي "دانش ميت غازي".

وأعلن وزير الخارجية التركي اعتقال 67 شخصا على خلفية الاعتداءات في ولاية قيصري، في حين قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه "من غير الممكن تحقيق أي هدف من خلال تأجيج معاداة الأجانب وكراهية اللاجئين في المجتمع"، مشيرا إلى أن "أحد أسباب الأحداث المؤسفة التي ارتكبتها مجموعة صغيرة في ولاية قيصري هو خطاب المعارضة السام".

وسرعان ما انتقلت التوترات إلى مناطق سيطرة القوات التركية في شمال غربي سوريا، حيث شهدت مناطق مختلفة تظاهرات منددة بالاعتداء على اللاجئين السوريين في تركيا، كما تخلل موجة الاحتجاج مظاهر مسلحة رافقها إنزال للعلم التركي عن المباني الرسمية.

كما شهدت مناطق في جنوب تركيا في وقت لاحق الاثنين، حوادث اعتداء على محال وممتلكات تعود للسوريين وسط تشديد أمني لمنع انزلاق التوترات لهجمات واسعة ضد اللاجئين.




"علاقات الأخوة"
في غضون ذلك، أكدت قوة القيادة المشتركة التابعة للجيش الوطني السوري، على "علاقات الأخوة مع تركيا"، ورفع عناصر من الجيش العلمين السوري والتركي على السارية، وعلقوا على المشاهد المصورة بالقول :"علمنا واحد، عدونا واحد. نحن إخوة".

وكان الجيش الوطني، دعا في وقت سابق السوريين في مناطق شمال سوريا إلى "تجنب الانجرار وراء أصحاب الفتن الذين يسعون لتخريب المؤسسات".

وخلال الأسابيع الأخيرة، شهد المشهد السياسي التركي عودة قضية اللاجئين السوريين إلى الواجهة بعدما أعلن قادة من المعارضة عزمهم على إنهاء ما وصفوه بالأزمة، مطالبين بالتطبيع مع رئيس النظام السوري بشار الأسد وإعادة اللاجئين إلى بلدهم، وذلك بالتزامن مع حديث أردوغان عن عدم وجود سبب لدى أنقرة يمنعها من إقامة العلاقات الدبلوماسية مع دمشق.

وقال زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض، أوزغور أوزيل، إنه سيلتقي بنفسه خلال الأشهر القادمة مع بشار الأسد وسيقدم محفزات لعودة اللاجئين، معتبرا أن ذلك "أفضل من أن يبلغ عدد السوريين في تركيا 25 مليونا في المستقبل".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد تركي منوعات تركية تركيا قيصري أردوغان شمال سوريا تركيا أردوغان شمال سوريا قيصري سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی ولایة قیصری الانجرار وراء

إقرأ أيضاً:

تحذير أممي.. تغير المناخ يفاقم معاناة اللاجئين حول العالم

حذرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من تفاقم معاناة اللاجئين والنازحين في العالم جراء التغير المناخي، مشيرة إلى أن 75% منهم يعيشون في دول شديدة التأثر بهذه الظاهرة.

جاء ذلك في تقرير عن تأثير التغير المناخي على اللاجئين والنازحين في العالم، أصدرته المفوضية الأممية بالتعاون مع عدة منظمات مجتمع مدني، وذلك على هامش مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 29" المنعقد في العاصمة الأذربيجانية باكو.

وأشار التقرير إلى أن "تغير المناخ" يشكل تهديدا متزايدا للأشخاص الفارين من الحروب والعنف، وسط غياب الموارد المادية اللازمة لتأمين انسجامهم مع هذه التغيرات.

وأضاف أن "هناك ما يزيد على 120 مليون نازح في العالم، 75% منهم يعيشون في دول تعاني بشدة من تأثيرات المناخ، مثل إثيوبيا وسوريا وميانمار، حيث يجتمع النزاع والكوارث الطبيعية".

وتوقع التقرير ارتفاع عدد البلدان المعرضة لمخاطر المناخ من 3 إلى 65 بحلول عام 2040، ومعظم هذه البلدان تستضيف لاجئين ونازحين. مشيرا إلى أن أيام الحرارة المرتفعة ستتضاعف بحلول 2050 في أغلب المخيمات والمناطق التي يقطنها النازحون واللاجئون في العالم.

ونقل التقرير عن المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي قوله إن "اللاجئين والمجتمعات المستضيفة لهم تدفع الثمن الأكبر، رغم أنهم أقل المسؤولين عن الانبعاثات الكربونية". مؤكدا "ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة وتوفير الدعم اللازم للتكيف مع آثار المناخ".

مقالات مشابهة

  • بعملية قلب مفتوح.. "الملك سلمان للإغاثة" ينهي معاناة لاجئة سورية في الأردن
  • الأمم المتحدة تجدد التأكيد على سيادة السوريين في الجولان المحتل والشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة على مواردهم الطبيعية
  • مدير التربية يتصدرهم.. مجلس ميسان يتحرك لمحاسبة كبار وصغار المسؤولين
  • دعوات لمحاسبة قيادي حوثي متهم بانتهاك حقوق المواطنين في الضالع
  • مباحثات سورية-أرمينية حول تطوير التعاون الثنائي في مجالي النقل الجوي والسككي
  • امرأة سورية تتصدر الترند في تركيا
  • المقداد والبوسعيدي يبحثان هاتفياً تعزيز العلاقات بين سورية وسلطنة عمان والتطورات في المنطقة
  • تحذير أممي.. تغير المناخ يفاقم معاناة اللاجئين حول العالم
  • سوريا تدعو لمحاسبة الكيان الصهيوني في المحافل الدولية
  • دعوات للتظاهر أمام سفارات تركيا لـوقف تدفق النفط إلى الاحتلال.. أنقرة تعلق