بعد ثلاث سنين من عملها مع الاستخبارات المركزية الأمريكية، هربت من بلادها أواخر يونيو 1964 لتعلن من المكسيك أن شقيقيها فيديل وراؤول جعلا من كوبا "سجنا ضخما محاطا بالمياه".

إقرأ المزيد من "بيبي الثاني" إلى "معمر القذافي".. أطول فترات الحكم في التاريخ

اسمها خوانيتا كاسترو، وهي الشقيقة الصغرى لزعيم الثورة الكوبية فيديل كاسترو.

جهاز الاستخبارات المركزية الأمريكية كان جندها في عام 1961، وعملت حينها لصالحه في تهريب الوثائق إلى خارج بلادها ونقل الرسائل عبر موجة راديو سرية.

 في عام 2009 مع صدور كتاب سيرتها الذاتية باللغة الإسبانية "التاريخ السري لشقيقي فيديل وراؤول"، اعترفت أنها كانت مخبرة للاستخبارات المركزية الأمريكية وأنها كانت تحمل الاسم الرمزي "دونا"، وأن الجهاز علمها إخفاء المستندات في علب الطعام، والتخابر بنظام راديو مشفر بواسطة نغمتين محددتين.

كانت خوانيتا كما تقول قد شاركت شقيقيها في العمل للإطاحة بدكتاتور كوبا فولجينسيو باتيستا، وأنها سافرت إلى الولايات المتحدة في عام 1958 لجمع الأموال لهذا الهدف، إلا انها بعد مدة من نجاح الثورة المسلحة ووصول فيديل كاسترو إلى السلطة خاب أملها بسبب سياسات شقيقها "الاستبدادية"، وأصبحت مدافعة عن الحرية والديمقراطية ومعادية للشيوعية. وسائل الإعلام الأمريكية احتفت بها ولاتزال بهذه الصفة.

السبب المباشر لانشقاق خوانيتا كاسترو:

العلاقات بين خوانيتا وشقيقيها فيديل وراؤول فسدت بشكل نهائي في عام 1963، حين قرر فيديل فرض قوانين "الإصلاح الزراعي"، وتأميم أراضي كبار الملاك وكانت أسرة كاسترو من هؤلاء.

في ذلك الوقت، حاولت خوانيتا بيع ماشية عائلتها قبل أن تصل إليها يد الدولة. فيديل كاسترو حين علم بالأمر انفجر غاضبا وصاح في وجهها واصفا إياها بانها "دودة مضادة للثورة". إثر ذلك فرت من كوبا إلى المكسيك، ومن هناك أعلنت انشقاقها.

لم يكن فيدل الذي نفذت ضده 638 محاولة اغتيال فاشلة يرغب في اعتقالها، ولم يكن يتوقع أن يصل الأمر بشقيقته إلى درجة التعامل مع أعدائه، وأن تهاجمه وراؤول عبر وسائل الإعلام الأمريكية واصفة إياهما بالطاغيين.

زعيم الثورة الكوبية فيديل كاسترو التزم الصمت وحاول لسنوات تجنب الحديث عن شقيقته الصغرى. في إحدى المناسبات صرّح للصحفيين قائلا إن "الحدث بالنسبة لي مرير جدا"، وأمر الصحافة بعدم سؤاله عنها مرة أخرى.

خوانيتا من جانبها واصلت حربها ضد "شقيقيها"، وبقيت صوتا تستخدمه الاستخبارات المركزية الأمريكية ضد النظام الثوري في كوبا وضد الأنظمة الشيوعية في المنطقة. كانت الشقيقة الصغرى لفيدل كاسترو انتصارا معنويا هاما للولايات المتحدة.

خوانيتا قالت في إحدى المناسبات، لسوء الحظ إن شقيقها لم يستخدم ذكاءه لصالح كوبا، ووصفت في مناسبة أخرى الثائر الأرجنتيني الشهير تشي غيفارا بأنه "رجل من دون قلب".

بعد استقرارها في ميامي بين أوساط الكوبيين لعقود هناك، تحدثت عن انطباعاتها قائلة: "مما لا شك فيه أنني عانيت أكثر من بقية المنفيين، لأنه لا يوجد مكان على طول مضيق فلوريدا يمنحني استراحة. قليل من الناس يفهمون مفارقة حياتي. بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في كوبا، أنا هاربة لأني غادرت وأدنت النظام الحالي. بالنسبة للكثيرين في ميامي، أنا شخص غير مرغوب فيه لأنني أخت فيديل وراؤول".

واصلت خوانيتا خدمة الولايات المتحدة وتقديم تقارير لوكالة الاستخبارات المركزية ليس فقط عن الأوضاع في كوبا بل وعن النقاط الساخنة في أمريكا اللاتينية وخاصة في فترة الستينيات، وكان يعتمد عليها في بث رسائل مناهضة للشيوعية.

 بنهاية المطاف جمع أمر واحد بين زعيم الثورة الكوبية التاريخي فيديل كاسترو وشقيقته الصغرى خوانيتا. كلاهما توفى عن عمر ناهز 90 عاما.

فيدل توفى بهافانا في 25 نوفمبر عام 2016، وحينها أعلنت خوانيتا أنها لن تحضر جنازته، فيما توفيت هي بعده في عام 2023 في ميامي.

لم تعد خوانيتا النظر في مواقفنا ولم تندم على ما فعلت. فقط حين علمت بموت شقيقها فيدل كاسترو في عام 2016، نظرت إليه بطريقة مختلفة ومتجردة. صرحت حينها قائلة: "إنه حدث من تلك التي أستطيع أن أقول عنها إن شيئا ما قد فُقد.. الشعب الكوبي أيضا سيقول إن شيئا ما قد فُقد".

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف الاستخبارات المركزية الأمريكية راؤول كاسترو فيديل كاسترو الاستخبارات المرکزیة المرکزیة الأمریکیة فی عام

إقرأ أيضاً:

أميركا المضيفة تودع "كوبا أميركا" بالهزيمة من أوروغواي

ودعت الولايات المتحدة، صاحبة الضيافة، كأس كوبا أميركا لكرة القدم من الدور الأول عقب خسارتها 1-صفر أمام أوروجواي متصدرة المجموعة لتحتل المركز الثالث، فيما تأهلت بنما لدور الثمانية باحتلالها المركز الثاني.

وأحرز المدافع ماتياس أوليفيرا هدفا ليقود أوروغواي لصدارة المجموعة الثالثة والتأهل لدور الثمانية بعد تحقيق الانتصار الثالث على التوالي والأول في كافة مباريات الدور الأول منذ عام 1959.

وفازت بنما 3-1 على بوليفيا لتحتل المركز الثاني بست نقاط، متقدمة بفارق 3 نقاط عن الولايات المتحدة.

وقال لاعب وسط أوروغواي مانويل أوغارتي "كان من الصعب للغاية اللعب في هذا الملعب. لكن عندما تعين علينا أن نلعب ونسجل ننجح في ذلك. إنه نوع من التكيف مع المباريات ولحظات كل لقاء"، وفقا لرويترز.

وزادت الهزيمة من الضغط على غريغ برهالتر، مدرب الولايات المتحدة، إذ هتفت الجماهير "اطردوا غريغ" في الشوط الثاني وعقب صفارة النهاية.

وقال برهالتر للصحفيين "ندرك قدرتنا على تقديم المزيد وفي هذه البطولة لم نظهر ذلك. الأمر بهذه البساطة حقا. أعتقد أنه كان ينبغي لنا أن نفعل ما هو أفضل في هذه البطولة".

وبدأت الولايات المتحدة، التي كانت بحاجة للفوز لتتأهل لدور الثمانية، المباراة بقوة لكن أوروغواي هيمنت على اللقاء مع مرور الوقت في الشوط الأول وحولت المباراة لمنافسة بدنية.

وتخللت المباراة سلسلة من التوقفات والالتحامات البدنية، إذ عانى الحكم للسيطرة على الأمر في بعض الأوقات واتخذ بعض القرارات المثيرة للجدل فيما يتعلق بأفضلية اللعب.

 وفقدت أوروغواي المهاجم مكسيمليانو أراوخو في الدقيقة 27 إثر التحام مع المدافع الأميركي تيم ريم. واحتاج المهاجم لارتداء دعامة للرقبة قبل خروجه من الملعب على محفة واستبداله بكريستيان أوليفيرا.

واستبدل المهاجم الأميركي فلوريان بالوجون أيضا بعد أن بدا أنه تعرض لإصابة بعد اصطدام قوي بحارس أوروغواي سيرجيو روشيت.

ورغم الضغط الهجومي المبكر من أصحاب الأرض، إلا أن أخطر الفرص في الشوط الأول كانت من جانب أوروغواي التي كانت قريبة من التقدم في الدقيقة 38 عندما أرسل أوليفيرا تمريرة عرضية خطيرة داخل منطقة الجزاء تابعها داروين نونيز بتسديدة مرت إلى جوار المرمى.

وجاءت أكبر فرحة في استاد أروهيد في الشوط الثاني عندما سجلت بوليفيا هدف التعادل أمام بنما في المباراة الأخرى بالمجموعة الثالثة لتحتل الولايات المتحدة المركز الثاني لفترة وجيزة لكن هذه الفرحة لم تدم طويلا.

وافتتحت أوروغواي التسجيل في الدقيقة 66 عندما هز أوليفيرا الشباك من متابعة ضربة رأس لزميله رونالد أراوخو ردها الحارس الأميركي مات تيرنر داخل منطقة الجزاء ليضعها مدافع أوروغواي في الشباك.

وتم احتساب الهدف بعد مراجعة مطولة من حكم الفيديو المساعد بداعي التسلل.

وسنحت فرصة ممتازة لأصحاب الأرض لإدراك التعادل في الدقيقة 75 عندما سقطت الكرة من يد روشيت ووجد نفسه بعيدا عن مرماه لكن تسديدة كريستيان بوليسيك التي بدلت اتجاهها أخرجها أوغارتي من على خط المرمى.

وواصلت الولايات المتحدة الضغط في الوقت المحتسب بدل الضائع لكن دفاع أوروغواي صمد وتماسك ليقتنص أول فوز له على الولايات المتحدة منذ نسخة كوبا أميركا عام 1993.

مقالات مشابهة

  • الجيش الأمريكي يعلن تدمير زورقين مسيرين وموقعي رادار للحوثيين باليمن
  • تدمير موقع رادار فى منطقة تابعة للحوثيين فى اليمن
  • أميركا تتراجع عن مواجهة الحوثيين
  • وسائل إعلام سعودية: واشنطن تتراجع عن خططها في مواجهة الحوثيين
  • أميركا المضيفة تودع "كوبا أميركا" بالهزيمة من أوروغواي
  • كوبا أمريكا 2024| منتخب الولايات المتحدة يودع البطولة بسبب أوروجواي
  • كوبا أمريكا 2024| شوط أول سلبي بين أوروجواي والولايات المتحدة
  • كوبا أمريكا 2024| نونيز يقود تشكيل منتخب أوروجواي أمام الولايات المتحدة
  • كوبا أمريكا 2024| تشكيل منتخب الولايات المتحدة لمواجهة أوروجواي