تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في حادث مثير للدهشة، يعد الأول من نوعه في كوريا الجنوبية، أعلن مجلس مدينة جومي عن وفاة أول روبوت والذي يعمل كمسؤول إداري، بعد قفزه من أعلى الدرج داخل مبنى المجلس المحلي لمدينة جومي،  وكان الروبوت جزءًا من مبادرة حديثة لاستخدام التكنولوجيا في خدمة المجتمع المحلي.

وقد تم العثور على الروبوت محطمًا بين الطابقين الأول والثاني، مما أثار حزنًا عميقًا لأنه كان ضمن مبادرة تجريبية لاستخدام التكنولوجيا في تسهيل تسليم المستندات اليومية، والترويج للمدينة، وتوفير المعلومات للمواطنين.

فيما أكد المسؤولون في مدينة جومي  أن السبب وراء سقوط الروبوت لا يزال قيد التحقيق، مع تكثيف الجهود لفحص القطع وتحليلها من قبل الشركة المصنعة، وفي ردهم على التساؤلات الناشئة بشأن حادثة الانتحار، أوضح المسؤولون أن الروبوت كان يعمل بشكل طبيعي وكان جزءًا نشطًا من الحياة اليومية في مبنى المجلس.

من جانبهم، تفاعل الأشخاص عبر الإنترنت بشكل متباين مع الأخبار، بطرح تساؤلات حول سبب وفاة الروبوت وطبيعة عمله، وكانت هناك تعليقات تعبر عن تعاطف مع "الخردة المعدنية"، كما وصفها أحدهم، فيما طرح آخرون مخاوف بشأن ضغوط العمل التي قد تكون متراكمة على الروبوتات.

وتأتي هذه الحادثة في سياق تصاعد استخدام التكنولوجيا في مختلف المجالات في كوريا الجنوبية، التي تُعتبر من بين أكثر الدول حماسة للاستخدام الروبوتي على مستوى العالم، وبالفعل، تشير الإحصائيات الرسمية إلى وجود روبوت واحد مقابل كل  10 موظفين في بعض القطاعات، مما يعكس التزايد الواضح في الاعتماد على التكنولوجيا لتحسين الخدمات وتقديمها.

وأوضحت شركة Bear Robotics، المسؤولة عن تصنيع الروبوت، وهي شركة ناشئة أصولها من كاليفورنيا، أنها قد قدمت الروبوت للعمل بمواعيد محددة لتسهيل الخدمات الإدارية، وكانت لديه بطاقة عمل تعكس تفاعله مع المواطنين وتلبية احتياجاتهم اليومية، فيما أكد مجلس مدينة جومي أنه لا يخطط لتبني روبوت آخر في الوقت الحالي، مما يعكس التحديات التي تواجه استخدام التكنولوجيا الذكية في بيئات حياتية حساسة كالإدارة الحكومية.

وأكد المسؤولون في الشركة المصنعة أنه تم جمع القطع من الروبوت وسيتم تحليلها للوقوف على الأسباب الحقيقة وراء هذا الحادث، وأكد مسؤول آخر أن الروبوت كان يعتبر جزءًا من مجلس المدينة، حيث كان محل تقدير واحترام الجميع، فيما شككت العناوين الرئيسية في وسائل الإعلام بكوريا الجنوبية في أسباب وفاة الروبوت، مثيرة للجدل حول سبب السقوط وما إذا كان العمل كان مرهقًا للغاية بالنسبة للروبوت.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: روبوت إستخدام التكنولوجيا الروبوتات المجلس المحلى تكنولوجيا خدمة المجتمع المحلي ضغوط العمل كوريا الجنوبية

إقرأ أيضاً:

كوريا الجنوبية والصراع الهادئ بين البوذية والمسيحية

رغم أن البوذية دخلت كوريا منذ قرابة ألفي سنة والمسيحية دخلتها منذ قرن ونصف فقط، فإن هذه الأخيرة تمددت حتى صارت أكثر انتشارا من البوذية، وما يميز كوريا الجنوبية عن غيرها من دول شرق آسيا هو الحضور القوي للديانة المسيحية فيها رغم شيوع الطابع البوذي التاريخي للدولة.

ففي حين قد يظن البعض أن كوريا دولة بوذية فإن الحقيقة غير هذا تماما، حيث يشكل المسيحيون ما بين 28 إلى 30% من سكان البلاد، بينما يشكل البوذيون ما نسبته 22% تقريبا، ويحتل من يعتبرون أنفسهم "لا دينيون" معظم النسبة المتبقية، مع نسب ضئيلة لأتباع الديانات والمذاهب الأخرى كالإسلام واليهودية والهندوسية والسيخ وغيرهم.

وخلال وجودنا في العاصمة الكورية سول قررنا زيارة معبد بوذي وكاتدرائية مسيحية، لنأخذ القراء في جولة حول أكبر ديانتين في البلاد، نقابل خلالها أطرافا من الجانبين.

راهبات بوذيات يتسوقن من متاجر بوذية بجوار معبد في سول (الجزيرة) البوذية

دخلت البوذية كوريا عبر الصين عام 372 ميلادية خلال فترة الممالك الثلاث، ثم تجذرت في السياسة والفلسفة والفنون، ومع ذلك، فخلال عهد مملكة جوسون (1392-1897) في كوريا الجنوبية، حلت المعتقدات الكونفوشية -القادمة من الصين أيضا- محل البوذية كأيدولوجية للدولة، مما أدى إلى قمع الأخيرة عدة قرون رغم استمراها في المناطق الريفية والمعابد الجبلية.

واليوم تعد "طائفة جوغي" أكبر طائفة بوذية في البلاد، ويبلغ عدد أتباعها نحو 7 ملايين شخص، ويشرف عليها 13 ألف راهب، ويوجد في كوريا الجنوبية نحو 900 معبد تقليدي ونحو 20 ألف موقع بوذي.

معبد جوغيسا بسول تأسس سنة 1910 ويتميز بزخارفه ورسوماته والأنشطة التي تقام فيه سنويا (الجزيرة) معبد جوغيسا

من بين كل تلك المعابد زرنا معبد جوغيسا، الواقع في منطقة جونغنو في قلب العاصمة سول، ويعتبر المركز الروحي والإداري لطائفة جوغي، ومحورا رئيسيا للعبادة البوذية والأنشطة الثقافية.

إعلان

ويشتهر هذا المعبد، الذي تأسس عام 1910، بمهرجان الفوانيس السنوي الذي يقام خلال عيد ميلاد بوذا، ويجذب آلاف الزوار، كما يشتهر بقاعة دايونغجيون -قاعة بوذا الرئيسية- التي تحتوي على تمثال ضخم لبوذا في الوسط وعن يمينه ويساره تمثالان آخران يمثلان حالات تأمل لبوذا.

قاعة بوذا الرئيسية في معبد جوغيسا بسول (الجزيرة)

ويتيح موقع المعبد في وسط سول للزوار مشاهدة الممارسات البوذية أمام أعينهم، والتي تشمل التأمل وتلاوة الترانيم والإقامة في المعابد، ورغم انخفاض أعداد البوذيين في السنوات الأخيرة بسبب الحداثة وانتشار المسيحية، فإن البوذية لا تزال جزءا مهما من الهوية الثقافية الكورية.

الراهبة بوبشين

خلال زيارتنا للمعبد قابلنا الراهبة بوبشين (37 سنة)، التي قالت إنها بدأت التطوع في المعبد بهدف مساعدة الناس، ثم شعرت "بالحاجة للتعمق في فهم البوذية"، فبدأت دراستها منذ 7 سنوات، وبعد ذلك قررت أن تصبح راهبة بوذية.

تقول بوبشين إنها حلقت شعرها بعد الترهب، "لأن حلاقة الشعر تعني التحرر من التعلق بالدنيا، وفي البوذية نرى أن التعلق بالدنيا هو سبب المعاناة والألم، وحلاقة الشعر تعني بطريقة ما التخلص من المعاناة"، بحسب تعبيرها.

الراهبة بوبشين (يسار) قالت إنها درست البوذية 7 سنوات قبل أن تقرر أن تصبح راهبة (الجزيرة)

أما عن دراستها للبوذية وكم تستغرق لإتمامها، قالت إن دراسة البوذية بالنسبة للراهبات "لا نهاية لها"، وأشارت إلى أنها زارت المعبد في هذا اليوم لتأخذ كتابا جديدا لتعاليم بوذا لدراسته، وأضافت "كلما انتهينا من دراسة كتاب نبدأ كتابا جديدا".

وعن الزواج تقول بوبشين إن الراهبات البوذيات لا يتزوجن "نحن نتزوج العالم كله من خلال العطاء والحب"، على حد قولها، وعن تقليد إيقاد الشموع في المعبد، قالت إنه "يرمز لإشاعة النور وطرد الظلام، ولتذكر طبيعة الحياة الفانية من خلال رؤية الشمعة تذوب".

إعلان طقوس بوذية

صادفنا في المعبد أيضا أحد زواره وهو جونغ كوان سون (43 عاما)، وقال للجزيرة نت إنه يزور هذا المعبد دوريا لأن والده كان يعمل فيه، وأوضح أن والده لم يكن راهبا لكنه "كان بوذيا متدينا جدا إلى حد الرهبنة"، واعتاد مرافقته في طفولته.

إيقاد الشموع في الطقوس البوذية يرمز لإيقاد النور و طرد الظلام ويذكّر بحقيقة الحياة الفانية (الجزيرة)

يقول كوان سون إنه حين يدخل المبعد يركع 3 مرات في 3 اتجاهات، وبفعل ذلك فإنه يقدم التحية والاحترام لثلاثة: بوذا ودارما (تعاليم بوذا) وسانغا (أتباع بوذا)، ولكي "أتخلص من السموم الثلاثة: الطمع والكراهية والوهم"، حسب قوله.

وعن صلاتهم، قال إنه ليس في البوذية عبادة بالمعنى ذاته الموجود في الأديان السماوية، وإنما العبادة لديهم عبارة عن "تأمل في الوجود ومحاسبة أنفسنا والحرص على ضبط انفعالاتنا"، وأثناء الصلاة يرتلون أناشيد هي نصوص متنوعة من تعاليم بوذا.

كاتدرائية سيدة الحمل الطاهر

خرجنا من المعبد البوذي، حيث لم يكن مسموحا للزوار التصوير بداخله، وانطلقنا إلى كاتدرائية "سيدة الحمل الطاهر" والمعروفة باسم كاتدرائية ميونغ دونغ، نسبة إلى الحي الذي تقع فيه بمنطقة جونغ بسول، وتعتبر مقر رئيس أساقفة العاصمة، بيتر تشونغ سون تايك.

كاتدرائية ميونغ دونغ في سول أعلنتها الحكومة موقعا تاريخيا سنة 1977 (الجزيرة)

وتعمل الكاتدرائية -التي تأسست نهاية القرن التاسع عشر- كمعلم مجتمعي وجذب سياحي ورمز بارز للكنيسة الكاثوليكية في كوريا، وقد أعلنتها الحكومة موقعا تاريخيا في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1977.

على الرغم من أن المسيحية دخلت كوريا في أوقات متفرقة عبر الكتب والمبشرين الكاثوليك في القرن 17، فإنها لم تنتشر بشكل كبير إلا في أواخر القرن 19 عندما وصل المبشرون البروتستانت من الغرب، وشهدت المسيحية نموا سريعا بعد الحرب الكورية (1950-1953) حيث لعبت الكنائس دورا كبيرا في تقديم المساعدات الاجتماعية والتعليمية.

كاتدرائية ميونغ دونغ من الداخل-سول (الجزيرة)

ويوجد في كوريا نحو 5.8 ملايين كاثوليكي ونحو 10 ملايين بروتستاني، وتضم البلاد أكثر من 1700 كنيسة كاثوليكية، أبرزها كاتدرائية ميونغ دونغ التي زارتها الجزيرة نت، كما تضم بعض أكبر الكنائس البروتستانتية في العالم مثل كنيسة يويدو الإنجيلية الكاملة في سول، والتي تعد أكبر كنيسة في العالم بعدد أعضاء يتجاوز 800 ألف شخص، وفقا للكنيسة.

إعلان موجة مادية

ولم يتسنَّ للجزيرة نت التحدث مع رجال الدين في الكاتدرائية، لأن إدارة الكنيسة اشترطت تقديم طلب مسبق، لكننا قابلنا خلال زيارتنا لها الشاب كايل جونغ وخطيبته لوسيا يو، وعند سؤالهما قالت لوسيا للجزيرة نت إنهما يزوران الكاتدرائية لأنه لا توجد كنيسة قريبة من محل إقامتهما، وفي هذه الكنيسة يجدان السلام والطمأنينة، حسب قولها.

كايل جونغ وخطيبته لوسيا يو أمام كاتدرائية ميونغ دونغ في سول (الجزيرة)

أما كايل فسألناه عن نظرته لمستقبل المسيحية في كوريا، فقال إن "الكاثوليكية مثل عموم الأديان، تواجه موجة المادية، فالشباب المسيحيون لا يحضرون بانتظام للكنيسة لأنهم منشغلون بالسعي لتلبية متطلبات الحياة الصعبة في هذا الوقت"، ويضيف "لكنني عموما متفائل".

وعلى الرغم من التحديات التي واجهتها المسيحية في كوريا الجنوبية، بما في ذلك المنافسة مع الديانات التقليدية مثل البوذية، فإنها تبقى قوة رئيسية في الحياة الدينية والاجتماعية بالبلاد، في حين لا تزال تحتفظ البوذية بمكانتها، ولها تأثير واضح في الثقافة والفكر والحياة اليومية.

مقالات مشابهة

  • «معلومات الوزراء»: مصر ضمن أعلى 5 دول استثمارا في التكنولوجيا
  • قاسم الحاتمي يدير قمة كوريا الجنوبية وأوزبكستان
  • فيديو.. روبوت يشبه الإنسان بشكل مخيف وقد ينزف حتى الموت
  • كوريا الجنوبية والصراع الهادئ بين البوذية والمسيحية
  • رئيس كوريا الجنوبية يون سوك خلال محاكمته:اردت منع دكتاتورية تشريعية
  • كوريا الجنوبية تجدد دعمها للسلام والأمن والاستقرار في اليمن
  • «بيغني ويمثل ويكلم الجمهور».. روبوت كلب يشارك في عرض مسرحي لأول مرة
  • رئيس كوريا الجنوبية المعزول يحضر أول جلسة في محاكمته
  • «هكسا بوت».. «روبوت» ذكي يكشف المخاطر البيولوجية
  • مسجد سول المركزي منارة الإسلام في كوريا الجنوبية