لبنان ٢٤:
2025-01-03@05:26:33 GMT

أيّ تأثير للانتخابات الفرنسيّة على لبنان؟

تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT

أيّ تأثير للانتخابات الفرنسيّة على لبنان؟

تخوض فرنسا في الأسبوع الفاصل عن الدورة الثانية لانتخاباتها التشريعية حقبة جديدة مثقلة بالتحديات الداخلية والخارجية، مهما تكن النتائج التي ستفرزها في ظل الانقسام الحاد وغير المسبوق في تاريخ الجمهورية، الذي عكسته نتائج الدورة الأولى الأحد الفائت.
وكتبت سابين عويس في" النهار": لم تنجح ديبلوماسية ماكرون حتى اليوم في إحداث أي خرق في سياسات الدعم المقدمة إلى لبنان.

حتى إنه بدأ منذ فترة غير قصيرة يخسر التعاطف الشعبي الذي حصده بعد زيارتيه التضامنيتين لبيروت غداة انفجار المرفأ. فلا على مستوى الاستحقاق الرئاسي نجحت مبادرة ماكرون على تعدّد مراحلها ووجوهها، ولا على صعيد الوضع في الجنوب، حيث لا تزال الورقة الفرنسية الخاصة بطرح حل سلمي لتنفيذ القرار الدولي ١٧٠١، عالقة لدى تل أبيب، في تنافس غير مثمر مع الوساطة الأميركية التي يقودها كبير مستشاري البيت الأبيض لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين، علماً بأن الوضع المتراجع للرئيس جو بايدن يقلل حظوظ هوكشتاين في الاستمرار في مهمته!


"تأثير فرنسا على لبنان انتهى من زمان وما بقي كوميديا"، هو أحد التعليقات الساخرة الأولية التي تلقفتها "النهار" لدى السؤال عن انعكاسات تلك الانتخابات على العلاقة مع لبنان، فيما يذهب خبير متابع للشأن الفرنسي إلى التقليل من تلك الانعكاسات، مشيراً إلى أن لبنان تاريخياً لم يلمس أي تغيير جوهري حيال السياسة التقليدية للقوى الفرنسية حياله إن كان من اليمين أو اليسار. ولكن يصعب هذه المرة طبعاً التكهن مسبقاً بطبيعة تعامل السلطة الجديدة المركبة بين يمين متطرّف ووسط (يمثله ماكرون)، علماً بأنه لا بد من الإشارة إلى أن السياسة الخارجية تبقى في يد رئيس الجمهورية، وبالتالي لا يُفترض أن تتغير.

تأثيرات لن يكون في الإمكان تجاهلها في حال فوز اليمين المتطرف، أولها أنه بالرغم من أن السياسة الخارجية تبقى في يد الرئيس لكن الأخير سيكون مكبّلاً بملفات داخلية وأعباء وضغوط بفعل التناقض الواضح في المقاربات بينه وبين الواصلين الجدد إلى السلطة ولا سيما في الملفات المالية والاقتصادية والاجتماعية، فضلاً عن العلاقات مع دول الاتحاد الاوروبي وموقع فرنسا فيه، ما قد ينعكس تراجعاً في الاهتمام بالملف اللبناني، أو حتى عجزاً عن توظيف أي جهود إضافية له.

أما التأثير الثاني فسيظهر في وضع الجنوب والموقف من "حزب الله"، حيث من المعروف أن اليمين المتطرّف يدعم إسرائيل في حربها على غزة. وهذا موقف علني صدر عن لوبان غداة بدء الحرب. وهذا الأمر سينعكس على التعاطي مع الحزب على نحو تذهب فيه التوقعات نحو تسجيل مزيد من التشدّد حياله.

كذلك سيكون لتولّي حزب التجمع الوطني الحكومة أثره على معالجة ملف الهجرة، حيث من المعروف أن زعيمة التجمع هي من أشد المناهضين للهجرة وسيكون لها دور ضاغط في اتجاه المزيد من التشدد داخل دول الاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي يسعى فيه لبنان جاهداً إلى تغيير المقاربة الأوروببة وجعلها أكثر مرونة على نحو يتيح للبلاد التعامل مع أزمة النازحين السوريين وتوفير فرص جدّية لعودتهم.

إذن، فإن الديبلوماسية الفرنسية باتت على المحك وسط التحديات غير المسبوقة التي تواجهها، رغم أنها ليست المرة الأولى التي تشهد فيها باريس فترات تعايش بين يمين ويسار وبين قوى متصارعة، ولكنها ربما المرة الأولى التي تشهد هذا المستوى من التباين الحاد حول السياسات الداخلية، وحتى الخارجية. لكن مصادر ديبلوماسية قللت من أهميتها انطلاقاً من اقتناعها بأن المعارضة من خارج السلطة تختلف عندما تصبح هي السلطة. والأمر عينه في رأيها، ينطبق على العلاقة بين باريس وتل أبيب أو بينها وبين "حزب الله" الذي يشكّل لاعباً إقليمياً في معادلة الحرب القائمة حالياً.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

ماغرو: آمل أن تتيح جلسة 9 كانون الثاني بدء حقبة جديدة للبنان

بعث سفير فرنسا هيرفي ماغرو رسالة تهنئة بمناسبة حلول العام الجديد 2025، وقال: "في مطلع هذه السنة، أتقدم منكم مع عقيلتي بأطيب الأمنيات بدوام الصحة والسعادة والازدهار والأمل لكم ولأقربائكم، في لبنان والخارج".

تابع :"منذ عام، قدمت إليكم التهاني بعد مرور وقت قصير على تسلُمي مهامي، في جو مثقل تبين في ما بعد أنه كان توطئة للفترة الرهيبة التي مر بها لبنان في الأشهر الثلاثة الأخيرة من السنة. وقد حملت هذه الحرب ما حملته من أحزان ودمار للبلاد التي كانت ترزح تحت وطأة أزمة متعددة الأوجه بين شلل المؤسسات وأزمة اقتصادية خانقة".

أضاف ماغرو: "في هذه اللحظات الصعبة، بقيت فرنسا إلى جانب لبنان وسيادته وشعبه من خلال بذل جهود ديبلوماسية مكثفة، أتاحت، مع غيرها من البلدان الصديقة للبنان، وقف الأعمال العدائية على كل الأراضي إذ توصلت إلى إقرار اتفاق لوقف إطلاق النار. كما بدا التزام فرنسا جليا في 24 تشرين الأول الماضي من خلال تنظيم المؤتمر الدولي لدعم شعب لبنان وسيادته، ثم من خلال مشاركتها في آلية المراقبة المكلفة بالإشراف على حسن تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار".

وأوضح: "يشكل هذا الاتفاق، شأنه شأن القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حجر الزاوية في جهودنا المبذولة من أجل الاستقرار وسلامة شعوب المنطقة، لا سيما سكان جنوب لبنان، الذين يقف كذلك إلى جانبهم، كل يوم، النساء والرجال الذين يشكلون عديد قوات اليونيفيل، ومن بينهم 700 جندي فرنسي من القبعات الزرقاء. أود هنا أن أحييهم وأعرب لهم مجددا عن فخري وامتناني لتضحياتهم في خدمة السلام في أصعب اللحظات. وأذكر بشكل خاص العريف فاني كلودين، التي وقعت ضحيّة حادث مأسوي خلال إحدى المهمات".

وتابع: "طوال هذه الفترة، بقيت فرنسا على التزامها تجاه الاستقرار السياسي من خلال مهمة الموفد الشخصي لرئيس الجمهورية من أجل لبنان، جان-إيف لودريان. إضافة إلى ذلك، مع نظرائي أعضاء اللجنة الخماسية، عملنا كذلك على إقناع المسؤولين السياسيين اللبنانيين بانتخاب رئيس للجمهورية يجمع اللبنانيين ويكون قادرا على قيادة لبنان من خلال العمل الوثيق مع حكومة مكتملة الصلاحيات ومجلس النواب بهدف القيام بالإصلاحات الضرورية ووضع البلاد مجددا على سكة الازدهار في هذه المنطقة من العالم التي تشهد تغيرات بنيوية نأمل أن تكون إيجابية بالنسبة إلى مستقبل الشعوب فيها. ولا يسعني إلا أن آمل أن تتيح جلسة التاسع من كانون الثاني بدء حقبة جديدة للبنان".

وأردف: "أصدقائي اللبنانيين الأعزاء، مواطني الأعزاء، خلال العام المنصرم، تعرفت إليكم بشكل أفضل ورأيت مجددا القوة التي تتحلون بها لتتجاوزوا بشجاعة وعزم المحن التي تواجهونها بكثير من الوقار. إن حيويتكم وتمسككم برؤية لبنان ينعم بالسلام والاستقرار سوف يحظيان دوماً بدعمنا مع فريق العمل في السفارة، وأذكر بشكل خاص زملاءنا في فروع المعهد الفرنسي وفي مدارس اللّيسيه، لا سيّما في الجنوب، الذين واجهوا الوضع على نحو يستحق الثناء".

وختم: "أصدقائي اللبنانيين الأعزاء، مواطني الأعزاء، أقدم لكم أطيب التمنيات لعام 2025، وأؤكد لكم أننا لن نوفر جهدا للعمل معا كي يستعيد لبنان وشعبه المستقبل الذي يستحقانه. عاشت الجمهورية، عاشت فرنسا، وعاشت الصداقة بين فرنسا ولبنان، أتمنى  لكم سنة أمل وسعادة".

مقالات مشابهة

  • ماغرو: آمل أن تتيح جلسة 9 كانون الثاني بدء حقبة جديدة للبنان
  • هذه الدول ستشهد تغيرات في السلطة خلال 2025.. ما تأثير ذلك على روسيا؟
  • خبير صحفي دولي: إغلاق مكتب الجزيرة في فلسطين يتناغم مع السياسة الإسرائيلية
  • ماذا الذي يحمله العام الجديد للمنطقة العربية؟
  • الجيش الفرنسي ينسحب من آخر معاقله في إفريقيا
  • ساحل العاج: الجيش الفرنسي ينسحب من آخر معاقله في إفريقيا بعد مالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو
  • جيلبير المجبر أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية: سأسعى لمشروع يخدم لبنان
  • وزير الجيوش الفرنسي: نعمل من أجل صمود وقف إطلاق النار في جنوب لبنان
  • فرنسا تنفذ ضربات على مواقع لـ«داعش» في سوريا
  • وزير الجيوش الفرنسي: نعمل من أجل صمود وقف إطلاق النار في لبنان