أيّ تأثير للانتخابات الفرنسيّة على لبنان؟
تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT
تخوض فرنسا في الأسبوع الفاصل عن الدورة الثانية لانتخاباتها التشريعية حقبة جديدة مثقلة بالتحديات الداخلية والخارجية، مهما تكن النتائج التي ستفرزها في ظل الانقسام الحاد وغير المسبوق في تاريخ الجمهورية، الذي عكسته نتائج الدورة الأولى الأحد الفائت.
وكتبت سابين عويس في" النهار": لم تنجح ديبلوماسية ماكرون حتى اليوم في إحداث أي خرق في سياسات الدعم المقدمة إلى لبنان.
"تأثير فرنسا على لبنان انتهى من زمان وما بقي كوميديا"، هو أحد التعليقات الساخرة الأولية التي تلقفتها "النهار" لدى السؤال عن انعكاسات تلك الانتخابات على العلاقة مع لبنان، فيما يذهب خبير متابع للشأن الفرنسي إلى التقليل من تلك الانعكاسات، مشيراً إلى أن لبنان تاريخياً لم يلمس أي تغيير جوهري حيال السياسة التقليدية للقوى الفرنسية حياله إن كان من اليمين أو اليسار. ولكن يصعب هذه المرة طبعاً التكهن مسبقاً بطبيعة تعامل السلطة الجديدة المركبة بين يمين متطرّف ووسط (يمثله ماكرون)، علماً بأنه لا بد من الإشارة إلى أن السياسة الخارجية تبقى في يد رئيس الجمهورية، وبالتالي لا يُفترض أن تتغير.
تأثيرات لن يكون في الإمكان تجاهلها في حال فوز اليمين المتطرف، أولها أنه بالرغم من أن السياسة الخارجية تبقى في يد الرئيس لكن الأخير سيكون مكبّلاً بملفات داخلية وأعباء وضغوط بفعل التناقض الواضح في المقاربات بينه وبين الواصلين الجدد إلى السلطة ولا سيما في الملفات المالية والاقتصادية والاجتماعية، فضلاً عن العلاقات مع دول الاتحاد الاوروبي وموقع فرنسا فيه، ما قد ينعكس تراجعاً في الاهتمام بالملف اللبناني، أو حتى عجزاً عن توظيف أي جهود إضافية له.
أما التأثير الثاني فسيظهر في وضع الجنوب والموقف من "حزب الله"، حيث من المعروف أن اليمين المتطرّف يدعم إسرائيل في حربها على غزة. وهذا موقف علني صدر عن لوبان غداة بدء الحرب. وهذا الأمر سينعكس على التعاطي مع الحزب على نحو تذهب فيه التوقعات نحو تسجيل مزيد من التشدّد حياله.
كذلك سيكون لتولّي حزب التجمع الوطني الحكومة أثره على معالجة ملف الهجرة، حيث من المعروف أن زعيمة التجمع هي من أشد المناهضين للهجرة وسيكون لها دور ضاغط في اتجاه المزيد من التشدد داخل دول الاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي يسعى فيه لبنان جاهداً إلى تغيير المقاربة الأوروببة وجعلها أكثر مرونة على نحو يتيح للبلاد التعامل مع أزمة النازحين السوريين وتوفير فرص جدّية لعودتهم.
إذن، فإن الديبلوماسية الفرنسية باتت على المحك وسط التحديات غير المسبوقة التي تواجهها، رغم أنها ليست المرة الأولى التي تشهد فيها باريس فترات تعايش بين يمين ويسار وبين قوى متصارعة، ولكنها ربما المرة الأولى التي تشهد هذا المستوى من التباين الحاد حول السياسات الداخلية، وحتى الخارجية. لكن مصادر ديبلوماسية قللت من أهميتها انطلاقاً من اقتناعها بأن المعارضة من خارج السلطة تختلف عندما تصبح هي السلطة. والأمر عينه في رأيها، ينطبق على العلاقة بين باريس وتل أبيب أو بينها وبين "حزب الله" الذي يشكّل لاعباً إقليمياً في معادلة الحرب القائمة حالياً.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية يؤكد لنظيره الفرنسي أهمية حل الدولتين ووقف إطلاق النار في لبنان
التقى الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، مع نظيره الفرنسي، جان نويل بارو، على هامش أعمال منتدى حوارات روما المتوسطية، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتبادل الرؤى حول عدد من الموضوعات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وصرح السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن الوزير «عبدالعاطي» أشاد بالعلاقات الاستراتيجية بين البلدين والرغبة المشتركة لتعزيز كافة جوانب العلاقات الثنائية، وأعرب وزير الخارجية عن التطلع لزيادة الاستثمارات الفرنسية في مصر لاسيما في ظل الجهود المصرية لجذب الاستثمارات الأجنبية والإصلاحات التي اتخذتها الحكومة لتهيئة مناخ الاستثمار، مشيداً بالتعاون المتميز مع الشركات الفرنسية العاملة في المشروعات المختلفة في مصر.
التطلع لمواصلة الجانب الفرنسي دعم مصركما أعرب عن التطلع لمواصلة الجانب الفرنسي دعم مصر في إطار الاتحاد الأوروبي اتصالًا بتنفيذ الشراكة الشاملة الاستراتيجية.
وتطرق وزير الخارجية إلى التطورات في منطقة الشرق الأوسط، حيث أكد على ضرورة مواصلة كافة الأطراف الإقليمية والدولية الفعالة في بذل الجهود للتوصل لوقف فوري لإطلاق النار في غزة، ونفاذ المساعدات الإنسانية دون عراقيل.
أهمية المضي قدمًا في مسار الاعتراف بفلسطينكما أكد على أهمية المضي قدمًا في مسار الاعتراف بالدولة الفلسطينية وحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وفقًا للمرجعيات الدولية.
كما تبادل الوزيران الرؤى حول تطورات الأوضاع في لبنان، حيث أكد وزير الخارجية على أولوية الوقف الفوري لإطلاق النار وتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 وأهمية دعم قوات اليونيفيل، فضلاً عن دعم مؤسسات الدولة اللبنانية وتمكين الجيش اللبناني من عودته إلى الجنوب اللبناني، كما أشار إلى الجهود التي تبذلها مصر لإنهاء الفراغ الرئاسي بلبنان في إطار توافق وطنى لبناني دون إملاءات خارجية.