الثورة نت:
2025-03-05@18:37:03 GMT

حماس فكرة أم حقيقة صلبة على الأرض؟

تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT

 

الاعتراف بالهزيمة والفشل مسألة غاية في الصعوبة، خصوصا من كيان يمتلك ترسانة كبيرة من الأسلحة وجيشاً مدرباً على أحدث التقنيات والتكتيكات العسكرية. لكن ماذا يعني الاعتراف المتكرر بأن حماس فكرة لن تختفي، سواء كان ذلك على لسان الناطق باسم جيش الاحتلال “دانيال هغاري”، أو على لسان “بيني غانتس”، العضو السابق في حكومة الحرب المنحلة -زعيم معسكر الدولة المعارض-، الذي قال بأن حماس فكرة لا يمكن القضاء عليها، ولكن يمكن القضاء على تطبيقاتها؟
عبارة غامضة لا تختلف عما قاله هغاري عندما أكد استحالة القضاء على حركة حماس؛ مطالبا الحكومة التي يترأسها نتنياهو بتقديم رؤية واستراتيجية لليوم التالي للحرب، ذلك أن اليوم التالي إن أطل برأسه فإن حماس لن تغيب عنه، بل ستكون حاضرة في تفاصيله وفي تفاصيل الرؤية والاستراتيجية المقترحة إسرائيليا وأمريكيا.


فكرة حماس التي لن تهزم، أقر بها المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي قبل أشهر قليلة، داعيا الكيان المحتل لضرورة إعداد خطة لليوم التالي للحرب، الأمر الذي يعجز الاحتلال عن صياغته؛ لغياب البدائل الممكنة أو القادرة على الصمود في وجه المقاومة الفلسطينية كقوة صلبة، وفي مواجهة الفكرة التي تمثلها حماس كمقاومة وثقافة ملتصقة بالحاضنة الاجتماعية.
تكرار العبارة “حماس فكرة”، إقرار غير مباشر وصريح بالفشل والعجز عن إقصائها وهزيمتها كحركة مقاومة فلسطينية، إلا أن التعامل مع هذه الحقيقة، مازال يتم بوضع سياق طويل من المقترحات لمواجهة الفكرة التي تمثلها حماس، إما لمحاصرتها واحتوائها، وإما بهزيمتها بأدوات عسكرية وسياسية وبمجهود دولي وأوروبي، والأهم عربي، وهي رؤية تتجاهل الموقف الدولي المنكشف لأمريكا والاحتلال الإسرائيلي بعد المجازر المقترفة في قطاع غزة، في مقابل صمود المقاومة وتجذر فكرتها في الإقليم، وتحولها إلى أيقونة تعوزها تحالفات إقليمية يصعب القفز عنها أو فصل ساحاتها، وأخيرا صراع وتنافس دولي لن يسمح لأمريكا و”إسرائيل” بحسم المعركة لصالح الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، التي تخوض مواجهة مع الصين وروسيا.
فكرة حماس تدعمها بيئة دولية وإقليمية يغلب عليها الاستقطاب والصراع، وصمود يكاد يتم شهره التاسع منتقلا إلى الشهر العاشر، فما بعد رفح التي راهن على اجتياحها نتنياهو، مازالت حماس القوة الفاعلة والمؤثرة في الميدان وفي الإقليم؛ كونها أحبطت مخططات الاحتلال في الحسم، وأعجزته عن رسم ملامح المرحلة بتعزيز انقساماته وتناقضاته الداخلية.
حركة حماس بهذا المعنى، تجاوزت كونها فكرة نحو كونها حقيقة مادية واقعة على الأرض ومؤثرة في فضائها المحلي والإقليمي، فهي جسم سياسي وعسكري مازال فاعلا، ما يجعل الرهان على تفككها من خلال الضغط العسكري وهْما وسرابا، في حين أن المراهنة على منظومة التحالفات السياسية والعسكرية للولايات المتحدة في المنطقة العربية والإقليم لتفكيك المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس، تضاعف الضغوط على الشراكة الأمريكية العربية، وتهدد بتفكك وخلخلة النفوذ الأمريكي وإضعافه.
الضغوط على بنية النفوذ الأمريكي، عنصر حاسم في إضعاف تحالفاتها وشراكاتها، إذ يتوقع أن تدفع دول المنطقة للبحث عن خيارات أقل ضررا كما حدث في الموقف المتخذ من الحرب الأوكرانية، بتمسك دول الإقليم العربية باتفاق “أوبك بلس” النفطي مع موسكو، ورفض الانضمام لتحالفات وشراكات أمريكية، عنوانها محاصرة الصين والصراع في منطقة الباسيفيك.
أمريكا تختبر تحالفاتها وشراكاتها وتضغط للدفع بها نحو أقصى طاقتها، ضغوط يتوقع أن تُلحق مزيدا من الضرر بنفوذ الولايات المتحدة الأمريكية، التي فقدت تأثير قوتها الناعمة لحساب المقاومة الفلسطينية وفكرة حماس الصلبة على الأرض، التي هزمت فكرة أمريكا التطبيعية في المنطقة العربية، وهو السر الكامن وراء تكرار المسؤولين الأمريكان والإسرائيليين القول؛ “إن حماس فكرة”، فهو تعبير مجازي يتجاوز الإشارة إلى الصمود الميداني والحاضنة الاجتماعية، التي أشارت إليها مجلة فورين أفيرز الأمريكية، التابعة لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، في مقال للكاتب الأمريكي روبرت بيب، “حماس تنتصر”، نحو هزيمة استراتيجية إقليمية أعمق في شقيها الناعم والصلب (التطبيعي والعسكري)، هزيمة وفشل أُخفيا خلف عبارات منمقة، اعتقد الأمريكي والإسرائيلي أن التلاعب بتوصيفهما يحدّ من أثرهما، ويساعد في احتوائهما مستقبلا.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

انتصار المقاومة في السابع من أكتوبر: العدو يُقِرُّ بالفشل

يمانيون../
أقر جهاز الأمن العام الصهيوني “الشاباك”، اليوم الثلاثاء، بفشله في تقييم قدرات حركة ” حماس” قبل 7 أكتوبر 2023، وألمح إلى مسؤولية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو .

وذكرت صحيفة ” القدس العربي ” أن ذلك جاء ضمن مقتطفات نشرتها وسائل إعلام عبرية من نتائج تحقيق أجراه “الشاباك” بشأن هجوم “حماس” عام 2023، والذي مثّل ل “إسرائيل” إخفاقا عسكريا واستخباراتيا وأمنيا.

وفي ذلك اليوم هاجمت “حماس” 22 مستوطنة و11 قاعدة عسكرية بمحاذاة غزة، فقتلت وأسرت صهاينة؛ ردا على ” جرائم العدو الصهيوني اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى” . وذكرت هيئة البث الصهيونية (رسمية) أن ” الشاباك” أقر في التحقيق بفشله، إذ لم يقّيم بشكل جيد قدرات ” حماس” قبل 7 أكتوبر 2023 أو هجوم الحركة في ذلك اليوم .

وأضافت الهيئة، عبر حسابها بمنصة “إكس”، أن تقرير “الشاباك” ألمح إلى أن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو “رسم سياسة فاشلة على مر السنين “.

فيما قالت القناة”12″ العبرية إن تحقيق ” الشاباك” توصل إلى أنه ” كانت توجد ثغرات ومشاكل في التعامل مع المعلومات الاستخباراتية بشكل عام وفي آليات الرقابة على العمل الاستخباراتي بشكل خاص ليلة 7 أكتوبر “.

واعتبر “الشاباك” أن ما أسماها ” سياسة الصمت سمحت “لحماس” باكتساب قوة هائلة”.

وكشف جهاز الشاباك الصهيوني، في تحقيقاته الداخلية عن سلسلة إخفاقات استراتيجية أدّت إلى العجز عن التنبؤ بهجوم السابع من أكتوبر.

وأقرّ الجهاز بأنه فشل على مدى سنوات في كشف خطة “حماس” الهجومية، رغم توافر مؤشرات خطيرة.

وقال رئيس الشاباك “رونين بار”، إن التحقيقات خلصت إلى أن الجهاز لم يستخفّ بحركة حماس، لكنه أخفق في نهاية المطاف في تقييم نواياها الحقيقية، مشيرًا إلى أن الاعتقاد السائد كان أن الحركة تركّز على إشعال الضفة الغربية، ما صرف الأنظار عن التهديد القادم من غزة.

وأكدت التحقيقات أن “سياسات شراء الهدوء”، التي تبنّتها إسرائيل، عبر التسهيلات الاقتصادية وفتح المعابر، منحت حماس فرصة ذهبية للتسلّح الكثيف والتحضير لعملية اجتياح مدروسة.

كذلك، كشفت مصادر عبرية، مساء اليوم الثلاثاء، عن تفاصيل جديدة حول هجوم السابع من أكتوبر 2023، إذ تعرضت قوة صهيونية مساندة لكمين محكم في بساتين كيبوتس ناحال عوز، ما أسفر عن مقتل العديد من الجنود، بينما فشلت الإمدادات في الوصول إليهم لإنقاذ الموقف.

وقالت المصادر العبرية، إن شرطة حرس الحدود تمكنت من التصدي لمجموعة أولى من 40 مسلحًا تسللوا إلى الكيبوتس، إلا أن دفعة ثانية من المقاومين استغلت الإنهاك الكامل للقوات وأجهزت عليهم.

وأضافت أن ثلاثة من مستوطني الكيبوتس لقوا مصرعهم برصاص الجيش الصهيوني عن طريق الخطأ، في واحدة من أكبر حوادث الفشل الميداني.

إلى ذلك، كشفت التحقيقات أن كاميرات المراقبة في الكيبوتس لم تعمل صباح الهجوم بسبب انقطاع الكهرباء، ما أتاح لعناصر القسام التسلل بحرية دون رصد تحركاتهم.

وأوضح الإعلام العبري، أن وحدة 8200 وغيرها من أجهزة الاستخبارات الصهيونية فشلت في التقاط الإشارات المبكرة، رغم بث عناصر حماس للهجوم بشكل مباشر عبر “فيسبوك” دون تدخل أو رصد.

وفي مستوطنة نتيف هعستراه، ذكر أن ثلاثة من عناصر نخبة القسام تسللوا جوًا إلى الكيبوتس، وواجهوا قوة من 37 جنديًا، بينهم ضابط كبير.

وأكد أنه في غضون ساعتين ونصف، قُتل 17 صهيونيا، بينما عاد اثنان من المسلحين إلى غزة، وقتل الثالث خلال الاشتباك.

وكشف التحقيق، أن مسؤول أمن الكيبوتس و25 عنصرًا تحت قيادته قرروا الاحتماء بالمنازل ورفضوا مواجهة المهاجمين، ما ترك السكان بلا أي حماية فعلية.

وأقر الجيش الصهيوني: بوجود نقص حاد في المعدات والأسلحة والجنود، واصفًا هذا الخلل بأنه “المرض القاتل “الذي ظهر بوضوح خلال هجوم 7 أكتوبر.

كما لفت التحقيق، إلى أن كاميرا وُجدت مع المقاتلين الثلاثة كشفت عن محاولة تفجير الجدار لدخول المزيد من المقاومين، إلا أن مشاكل تشغيلية حالت دون نجاح العملية، لتجنب “إسرائيل” كارثة أمنية أوسع وفق وكالة فلسطين اليوم.

مقالات مشابهة

  • رفع 200 طن مخلفات صلبة بالمنيا
  • أمريكا ترفض خطة إعادة إعمار غزة التي اعتمدتها قمة القاهرة
  • انتصار المقاومة في السابع من أكتوبر: العدو يُقِرُّ بالفشل
  • “حماس” :الحق في المقاومة غير قابل للتفاوض
  • حماس: نرحب بخطة إعادة إعمار غزة التي اعتمدتها القمة العربية
  • سلاح المقاومة خط أحمر.. حماس ترفض الشروط الأمريكية والإسرائيلية
  • قيادي في حماس: نزع سلاح الحركة "خط أحمر"
  • قيادي في حماس: نزع سلاح الحركة "خط أحمر"
  • حماس تجدد تأكيد موقفها: اليوم التالي للحرب يجب أن يكون فلسطينيا خالصا
  • معاذ أبو شمالة: اليوم التالي للحرب لن يكون إلا فلسطينيًا خالصًا