الثورة نت:
2025-03-18@09:39:56 GMT

حب الدنيا وكراهية الموت.. استمرار العون من الله

تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT

 

أنشأ الكيان الصهيوني – الجامعة الإسلامية- في فلسطين المحتلة وهي جامعة خالصة وخاصة لتدريس المتميزين من اليهود أصول الدين الإسلامي، تشرف عليها المخابرات الإسرائيلية- وتمنح الخريجين منها أسماء والقاب مستعارة إسلامية ظاهرا يهودية باطنا، وذلك في إطار خطة استراتيجية لمواجهة الإسلام من خلال نشر الأكاذيب الاشاعات وتشكيك المسلمين في عقيدتهم وإيمانهم حتى يسهل السيطرة عليهم، وليست هذه الخطة جديدة فقد سبقهم في ذلك المستشرقون الذين اعتمد عليهم الاستعمار الحديث، والحملات الصليبية قبل الاستيلاء على فلسطين سابقا وقبل احتلال أقطار الوطن العربي والإسلامي في العصر الحديث، رغم أن بعضهم بدأ بهدف الإساءة لكنه تحول إلى الإسلام، وأثبت هدف الدراسات الاستشراقية وابعادها، من اليهود والنصارى، واليوم تتضافر جهودهم من خلال أقسام الدراسات الإسلامية في جامعات دول الغرب، والجامعة الإسلامية في تل أبيب لتكرار الأمر ذاته.


خلال الأحداث الماضية من الحرب والحصار أطل المتحدث باسم الجيش الصهيوني افيخاي أدرعى يروى أحاديث نبينا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ويصف حركة الجهاد وحماس وغيرهما انهم خوارج، وكأن إسرائيل أصبحت تمثل الإسلام، ويتهم أيضا بأنهم يمارسون أساليب وإجرام الجماعات الاستخباراتية التي مولتها دول الغرب لخدمتها ولتحقيق أهدافها.
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتفكك مكوناته وضع الغرب الإسلام العدو الذي يجب هزيمته فكريا وثقافيا وسياسيا واقتصاديا وعسكريا وفي كافة المجالات حتى يتم الاستئثار بكل تلك الخبرات ومنها مصادر الطاقة والثروة والمواصلات، وكان تصفية القضية الفلسطينية أهم هدف لتحقيق الهيمنة الصهيونية وربط الكيانات المطبعة والعميلة وجودا وعدما، لكن الحلول الظالمة المفروضة على المقاومة أوجد نوعا من الإحباط واليأس والعودة إلى خيار الجهاد والمقاومة من جديد.
يدرك ساسة الغرب وصناع القرار السياسي فيها، وأيضا اليهود أهمية التمسك بالدين الإسلامي وما يشكله من عامل قوة وممانعة لانتشار أفكارهم ومبادئهما لذلك فهم يعملون على تشويه الإسلام سواء في أوساط مجتمعاتهم وفي أوساط المجتمعات العربية والإسلامية، وهي توجهات صريحة يؤكدها ساسة الغرب دونما حياء أو خجل أو خوف، من ذلك تصريح رئيس المجموعة الوزارية الأوروبية وزير الخارجية الإيطالي: حينما سئل عن مبررات بقاء حلف الأطلسى- بعد انهيار الاتحاد السوفيتي الذي أنشأ من أجله الحلف فقال: المواجهة المقاومة مع العالم الإسلامي، وسئل مرة أخرى ما السبب لوقف هذه المواجهة قال: إن يقبل الأخر بالنموذج الغربي، مما يؤكد أن القيم والمثل التي ينادى الغرب إليها ويدعى حمايتها والكفاح من أجلها ليست سوى دعاوى زائفة وأكاذيب يروجها لتحقيق مصالحه وأهدافه، مع أن أبسط المبادئ الديمقراطية تعني حرية الاختيار واحترام ومعتقدات الطرف الآخر، فالغرب لا يحترم سوى مصالحه ولا يهتم بالضحايا الذين سيتم إبادتهم من أجل تحقيقها، والعالم العربي والإسلامي اليوم يمثل البعد القومي لإمبراطوريات الغرب الهالكة والحالية، لذلك يسعى لكل جهوده وإمكانياته للسيطرة التامة على كافة المجالات اقتصاديا وسياسيا- عسكريا وثقافيا ودينيا- فالانتصار العسكري والتنكوجي الذي تحقق له خلال السنوات الماضية اغراه لأن يسعى جاهدا لتحقيق الانتصار والتفوق في بقية المجالات حتى نستديم له السيطرة والاستمرار مع أن الحقائق تؤكد أن تلك الإنجازات هي نتائج الثروات التي استولى عليها بالقوة والإبادة والحروب التي خلقت الملايين من الضحايا لإرضا، شهوات الانتقام، ولاء ثبات البطولات المدعاة أمام تلك الجماهير.
المفكر الأمريكي- برناردلويس- أحد أهم صنائعي- القرار السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية- قدم مقترحاته- لتقسيم الشرق الأوسط إلى أكثر من ثلاثين دولة أثنية ومذهبية- لحماية الصالح الأمريكية واليهودية، تجزئة العراق إلى ثلاث دول وإيران إلى أربعه، وسوريا إلى ثلاث، والأردن دولتين ولبنان خمس والسعودية إلى عدة دول، وهذا المقترح قدمه بناء على خبرته الاستشراقية في دراسة التاريخ الإسلامي، ونشره في مجلة وزارة الدفاع الأمريكية عام 2003م وهو بهذا يضمن هيمنة وتفوق الكيان الصهيوني، واستمرار تدفق الثروات إلى الغرب والشرق وبقاء الفرقة والشتات لدول الوطن العربي أكبر قدر ممكن، حتى أن أطماع أمريكا بثروات العراق عبر عنها جورج بوش الأب 1990م في تصريح أدلى به لإحدى الإذاعات الفرنسية بقوله: (أن مناصب الشغل لدينا، ونمط حياتنا، وحريتنا وأيضا حرية الدول الصديقة لنا عبر العالم ستتأثر سلبيا إذا ما سقط أكبر مخزون للنفط في العالم بين يدي صدام حسين) وهذا الاستعلاء الغربي الذي تقوده أمريكا والصهيونية العالمية قد حذر منه رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يوشك الأمم أن تتداعى عليكم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل ومن قله نحن يومئذٍ قال (صلى الله عليه وآله وسلم، بل أنتم يؤمئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت” سلسلة الأحاديث الصحيحة.
إن الغرب يعمل جاهدا من خلال وسائله وأدواته التي زرعها في الدول العربية حكاما ومسؤولين خونة وعملاء على زعزعة الثقة بالله والإيمان به واستمداد العون منه، لأن ذلك يضمن له بقاء حالة الانهزام والاستسلام والسيطرة، والتحكم وهي حالات لا تتفق مع الإيمان الصحيح والثقة والتوكل على الله- فالإيمان عزة واستعلاء على الإجرام والطغيان ومواجهة واقتحام، وما أصدق ما قاله الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي- رسول الله يريد لنا أن نكون أعزاء كما كان عزيزا” أما الاستسلام لطغيان أمريكا والصهاينة والخونة والعملاء فذلك هو عين الذل والخسارة والهوان، وصدق المجاهد القسامي أبو عبيدة (تتوعدنا بما ننظريا بن اليهودية أنه لجهاد نصرا واستشهاد ” وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ”.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

“معركة بدر” نقطة تحوّل في التاريخ الإسلامي ودروس خالدة في القيادة والتخطيط

المناطق_واس

تعدّ “معركة بدر الكبرى” التي وقعت في اليوم الـ 17 من شهر رمضان من السنة الثانية بعد الهجرة (الموافق 13 مارس 624 م) أول انتصار عسكري كبير للمسلمين، أظهرت قوة الإيمان والوحدة بين المسلمين في مواجهة الصعاب، وشكّلت نقطة تحوّل في التاريخ الإسلامي، ومسار الدعوة إلى دين الله تعالى.

ورصدت عدسة وكالة الأنباء السعودية مشاهد من موقع المعركة التي خلّدها التاريخ الإسلامي، وجرت أحدثها بين المسلمين بقيادة النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – وجيش المشركين في منطقة بدر 150 كلم – جنوب غرب المدينة المنورة – وما تحويه من معالم طبيعية من كثبان رملية، وساحة وميدان المعركة، ومقبرة شهداء بدر، ومسجد العريش الذي بُني في مقر قيادة النبي – صلى الله عليه وسلم – لجيش المسلمين، خلال المعركة التي عزّزت موقف المسلمين، ودعمت وحدتهم وقوتهم في مواجهة الأعداء المتربصين، وساهمت في توطيد أمنهم، وثبات إيمانهم رغم قلة عددهم وعتادهم، وإيمانهم الراسخ بأن الله ينصر عباده الموحدين.

وتعود خلفية نشوب المعركة التاريخية حين علم المسلمون في المدينة المنورة أن قافلة تجارية كبيرة لقريش بقيادة أبو سفيان، كانت عائدة من الشام محملة بالبضائع، فقرر المسلمون اعتراض القافلة، لاستعادة بعض ما فقدوه من أموال بعد هجرتهم من مكة، لكن أبو سفيان تمكّن من تغيير مسار القافلة، وطلب النجدة من قريش، فخرج جيش من مكة يزيد عن 950 مقاتلاً، مزودين بعتاد، ويضم 100 خيل، فيما كان عدد جيش المسلمين 313 رجلاً بينهم فرسان قليلون، ويتضمن 70 جملاً و2 من الخيل.

وبدأت المعركة بمبارزات فردية، انتصر فيها المسلمون، ثم تطورت إلى قتال عام، حقق خلاله المسلمون نصرا حاسما على الرغم من التفوق العددي لقريش، وذلك بفضل الله تعالى ثم التخطيط الجيد، والروح المعنوية العالية، كما شهدت المعركة نزول الملائكة بأمر الله سبحانه لنصرة المسلمين، كما جاء في القرآن الكريم “وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ، إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ.

وتجسّد معركة بدر التاريخية أهمية التفاصيل الاستراتيجية، وحنكة المسلمين في ثبات وتعزيز موقفهم قبل وأثناء المعركة، حيث سارع المسلمون إلى السيطرة على آبار الماء في منطقة بدر قبل وصول جيش قريش، وهي نقطة حيوية في منطقة تحيط بها الكثبان الرملية، فبادروا إلى تأمين الآبار الرئيسية، وردم بعض الآبار الأخرى، لمنع عدوهم من الوصول إلى الماء بسهولة، ما أضعف معنويات العدو وجعلهم في وضع غير مريح.

وتضمنت التفاصيل المهمة لمعركة بدر اختيار الموقع الاستراتيجي، إذ اختار النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – موقعا مرتفعا نسبيا قرب الآبار مع وجود الكثبان الرملية خلف المسلمين لتوفر لهم حماية طبيعية، بينما كان أمامهم أرض منبسطة تناسب القتال، وتعيق تقدم العدو المتفوق عدداً، إضافة إلى الاستفادة من اتجاه الشمس التي كانت في ظهر المسلمين وأمام أعين قريش، ما أعطى المسلمين ميزة بصرية، إلى جانب الاستفادة من الظروف الطبيعية مثل هطول المطر في الليلة التي سبقت المعركة ما جعل الأرض أمامهم صلبة وسهلة الحركة، بينما كان المطر في جانب قريش أثقل، ما جعل الأرض طينية، أعاقت تحركاتهم، كما قال تعالى ” إذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ”.

وساهم اختيار الموقع المناسب، واستغلال الظروف الطبيعية، والتنظيم الجيد، والتركيز على الروح المعنوية في انتصار المسلمين يوم بدر، رغم تفوق قريش في العدد والعتاد، فلم تكن استراتيجية القيادة التي فرضها النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – مجرد خطة عسكرية، بل كان يدعمها إيمان قوي، وحسابات دقيقة، ما جعلها نموذجا يدرّس في العلوم العسكرية حتى اليوم.

وكانت المعركة الخالدة، شاهدا على حسن التخطيط والقيادة، حيث ركّز النبي – صلى الله عليه وسلم – على الانضباط وتوزيع الأدوار، وتقسيم الجيش الصغير إلى وحدات منظمة، وتعيين قادة لكل مجموعة، كما وضع الرماة في الخلف لتوفير الدعم، بينما كان المشاة في المقدمة لمواجهة الهجوم المباشر، كما شجّع النبي – صلى الله عليه وسلم – الجيش على الوحدة والتضامن، فكان هذا العامل حاسما في تعزيز عزيمة المسلمين وتكاتفهم، وداعماً رئيسيا لنشر الدين والدعوة الإسلامية في مهدها.

وبلغت خسائر المسلمين في معركة بدر الكبرى 14 شهيدا، (ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار) فيما قُتل من قريش 70 رجلا، بينهم قادة بارزون، مثل أبو جهل، كما أُسر المسلمون 70 آخرين، فيما عزّزت المعركة مكانة المسلمين في المدينة المنورة، وساهمت في نشر الإسلام، وتوطيد دولتهم الناشئة آنذاك.

مقالات مشابهة

  • ‏اليمنيون أبناء الموت الذي لا يموت
  • خيري رمضان لـكلّم ربنا: ابنى عاد من الموت بعد بكائي ولما فتح عينيه رجعت ليا الحياة
  • “معركة بدر” نقطة تحوّل في التاريخ الإسلامي ودروس خالدة في القيادة والتخطيط
  • حكم الدعاء بقضاء حوائج الدنيا في الصلاة.. علي جمعة يوضح
  • سلطنة عمان تحذر من تداعيات استمرار النهج العسكري الأمريكي الذي يستهدف مليشيا الحوثي
  • أسرة جزائرية تشكر المغاربة بعد إرجاع جثمان ابنها الذي غرق بين سبتة والمضيق
  • السؤال الذي يعرف الغرب الإجابة عنه مسبقا
  • عقوبة عقوق الوالدين معجّلة في الدنيا
  • هل هذا هو إسلامكم ؟
  • علي جمعة: الموت حقيقة متكررة.. والعاقل يبحث عن أسئلة سبب خلق الله لنا