قنبلة هيروشيما.. القصة الكاملة من مشروع مانهاتن إلى وقوع الكارثة
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
في 6 أغسطس عام 1945، وخلال الحرب العالمية الثانية، أسقطت قاذفة أمريكية من طراز B-29 أول قنبلة ذرية في العالم فوق مدينة هيروشيما اليابانية.
أدى الانفجار على الفور إلى مقتل ما يقدر بنحو 80 ألف شخص، ومات عشرات الآلاف في وقت لاحق جراء التعرض للإشعاع.
أخبار متعلقة اليابان تكشف عن موعد تصريف مياه محطة فوكوشيمافي ذكرى قنبلة هيروشيما.. اليابان تدعو إلى تطهير العالم من الأسلحة النووية
وبعد 3 أيام، أسقطت طائرة ثانية من طراز B-29 قنبلة أخرى على ناجازاكي، ما أسفر عن مقتل ما يقدر بنحو 40 ألف شخص.
وأعلن إمبراطور اليابان هيروهيتو استسلام بلاده غير المشروط في الحرب العالمية الثانية في خطاب إذاعي يوم 15 أغسطس، مشيرًا إلى القوة المدمرة لـ"قنبلة جديدة وأكثر قسوة".
مشروع مانهاتنحتى قبل اندلاع الحرب في عام 1939، كانت مجموعة من العلماء الأمريكيين مهتمين بأبحاث الأسلحة النووية التي تجرى في ألمانيا النازية.
وفي عام 1940، بدأت الحكومة الأمريكية في تمويل برنامج تطوير الأسلحة الذرية الخاص بها، والذي جاء تحت المسؤولية المشتركة لمكتب البحث العلمي والتطوير ووزارة الحرب بعد دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية.
جرى تكليف سلاح المهندسين بالجيش الأمريكي بقيادة بناء المرافق الشاسعة اللازمة للبرنامج السري للغاية، والذي يحمل الاسم الرمزي "مشروع مانهاتن" .
آثار قنبلة هيروشيما ظلت مستمرة لسنوات - موقع JSTOR Dailyإنتاج المواد الرئيسية للانشطار النوويعلى مدى السنوات العديدة التالية، عمل علماء البرنامج على إنتاج المواد الرئيسية للانشطار النووي - اليورانيوم 235 والبلوتونيوم 239، أرسلوها إلى لوس ألاموس، نيو مكسيكو، حيث عمل فريق بقيادة جيه. روبرت أوبنهايمر على تحويل هذه المواد إلى قنبلة ذرية عملية.
وفي وقت مبكر من صباح يوم 16 يوليو 1945، أجرى مشروع مانهاتن أول اختبار ناجح لقنبلة بلوتونيوم في موقع اختبار بألاموغوردو، نيو مكسيكو.
اليابان ترفض الاستسلامبحلول وقت اختبار القنبلة، كانت قوى الحلفاء قد هزمت ألمانيا بالفعل في أوروبا، ومع ذلك، تعهدت اليابان بالقتال حتى النهاية، على الرغم من الدلائل الواضحة في وقت مبكر من عام 1944 على أن لديهم فرصة ضئيلة للنصر.
وبين منتصف أبريل 1945 (عندما تولى الرئيس هاري ترومان منصبه) ومنتصف يوليو، تسببت القوات اليابانية في خسائر كبيرة في صفوف الحلفاء، ما أثبت أن اليابان أصبحت أكثر فتكًا عندما تواجه الهزيمة.
وفي أواخر يوليو، رفضت الحكومة العسكرية اليابانية طلب الحلفاء بالاستسلام الوارد في إعلان بوتسدام، والذي هدد اليابانيين بـ"التدمير الفوري والمطلق" إذا رفضوا ذلك.
القنبلة دمرت البنية التحتية في هيروشيما - موقع news weekقرار استخدام القنبلةفضل الجنرال دوغلاس ماك آرثر وغيره من كبار القادة العسكريين مواصلة القصف التقليدي لليابان الساري بالفعل ومتابعته بغزو واسع النطاق، أطلق عليه اسم "عملية السقوط".
نصحوا ترومان أن مثل هذا الغزو سيؤدي إلى خسائر في صفوف الولايات المتحدة تصل إلى مليون شخص، ممن أجل تجنب مثل هذا المعدل المرتفع للخسائر، قرر ترومان استخدام القنبلة الذرية على أمل إيصال الحرب إلى نهاية سريعة.
وقال أنصار القنبلة الذرية - مثل جيمس بيرنز وزير خارجية ترومان - أن قوتها المدمرة لن تنهي الحرب فحسب، بل ستضع الولايات المتحدة أيضًا في موقع مهيمن لتحديد مسار عالم ما بعد الحرب.
كارثة ليتل بوياختار الأمريكيون هيروشيما، وهي مركز تصنيع يضم نحو 350 ألف شخص، وتقع على بعد نحو 500 ميل من طوكيو، كهدف أول.
بعد الوصول إلى القاعدة الأمريكية في جزيرة تينيان في المحيط الهادي، جرى تحميل قنبلة يورانيوم -235 التي يزيد وزنها على 9 آلاف رطل على متن قاذفة B-29 معدلة، أطلق عليها اسم إينولا جاي (على اسم والدة طيارها الكولونيل بول تيبيتس).
أسقطت الطائرة القنبلة - المعروفة باسم "ليتل بوي" - بالمظلة في الساعة 8:15 صباحًا، وانفجرت على ارتفاع 2000 قدم فوق هيروشيما، في انفجار يعادل 15 ألف طن من مادة تي إن تي، ودمرت 5 أميال مربعة من المدينة.
قنبلة هيروشيما تسببت في أعنف كارثة في القرن العشرين - موقع The Atlanticقنبلة ناجازاكيفشل تدمير هيروشيما في إثارة استسلام ياباني فوري، ومع ذلك، في 9 أغسطس، طار الرائد تشارلز سويني بقاذفة B-29 أخرى، من تينيان.
وقادت السحب الكثيفة فوق الهدف الرئيسي، مدينة كوكورا، سويني إلى هدف ثانوي، ناجازاكي، إذ جرى إسقاط قنبلة البلوتونيوم "فات مان" في الساعة 11:02 من ذلك الصباح.
كانت القنبلة أقوى من تلك المستخدمة في هيروشيما، فكانت تزن ما يقرب من 10 آلاف رطل، وجرى تصنيعها لتنتج انفجارًا بقوة 22 طنًا.
طوبوغرافيا ناجازاكي، التي كانت تقع في الوديان الضيقة بين الجبال، قللت من تأثير القنبلة، مما حد من الدمار إلى 2.6 ميل مربع.
استسلام اليابانظهر يوم 15 أغسطس 1945 (بتوقيت اليابان)، أعلن الإمبراطور هيروهيتو استسلام بلاده في بث إذاعي، وانتشرت الأخبار بسرعة، واندلعت احتفالات النصر في جميع أنحاء الولايات المتحدة ودول الحلفاء الأخرى.
وجرى توقيع اتفاقية الاستسلام الرسمية في 2 سبتمبر، على متن البارجة الأمريكية ميسوري، الراسية في خليج طوكيو.
القنابل النووية تسببت في استسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية - موقع BBCحجم الدمار والفوضىبسبب حجم الدمار والفوضى -بما في ذلك حقيقة أن الكثير من البنية التحتية للمدينتين قد قضي عليها بالفعل- لا تزال أعداد القتلى الدقيقة من قصف هيروشيما وناجازاكي غير معروفة.
ومع ذلك، تشير التقديرات إلى أن ما يقرب من 70 ألفًا إلى 135 ألف شخص لقوا حتفهم في هيروشيما، وتوفي ما بين 60 ألفًا إلى 80 ألف شخص في ناجازاكي، بسبب التعرض الحاد للانفجارات والآثار الجانبية طويلة المدى للإشعاع.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: اليوم الدمام اليابان قنبلة هيروشيما الحرب العالمية الثانية الحرب العالمیة الثانیة الولایات المتحدة ألف شخص
إقرأ أيضاً:
قنبلة الشرق الأوسط الموقوتة تهدد بالانفجار
أعاصير التغيير الكبير تهب على العالم بعنف لأن أخطر مؤشرات الحرب العالمية الثالثة هي اليوم تهديد (ترامب) و (ناتنياهو) بقصف إيران تبعه موقف إيران العقلاني الساعي للسلام.
ويصاب المرء بفقدان البوصلة لأننا تجاوزنا ما سميناه بالحداثة وما سميناه بما بعد الحداثة وأصبحت تكهنات (صامويل هنتنغتون) وراء ظهورنا وهو الذي بشر بحرب الحضارات بعد الحروب بين الدول. على رغم أن الحرب الروسية – الأوكرانية لم تضع أوزارها بعد بدأ الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء باستخلاص الدروس منها.
هذه الحرب كشفت حجم الخلل البنيوي الذي تعاني منه أوروبا على صعيد قدراتها الدفاعية مع سعي دونالد ترامب إلى وضع حد لهذه الحرب بمعزل عن الأوروبيين: إزاء رئيس أمريكي لا يعترف إلا بالقوة الذاتية للدول اتضح افتقاد الأوروبيين ككتلة إقليمية ممثلة بالاتحاد الأوروبي وكدول مستقلة القدرة على فرض مصالحها.
ولعلنا نعيش أواخر عصر السياسة حين نشهد الحرب الشاملة التي تشنها إسرائيل على سوريا بدعوى ضرب مواقع إرهابية وعلى لبنان تحت تعلة ضربات استباقية لما يدبره حزب الله من هجومات على إسرائيل ومشاركة الجيش الإسرائيلي في الحرب على اليمن وعلى العراق تحت غطاء تدمير قواعد الحشد الشعبي وطبعا بالتوازي مع إعادة حرب الإبادة في غزة (بالأمس الخميس استشهد 70 فلسطينيا منهم 25 طفلا) ثم إن قصف المستشفيات جريمة حرب غير مسبوقة مع غلق المعابر ومنع وصول الإعانات لغزة هو القتل بالتجويع!
نعم نحن أمام مذابح ترتكبها إسرائيل ضد أشقائنا الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين وربما قريبا الأردنيين والمصريين فنغضب ونشارك في النفير الكبير الذي دعت له المقاومة واستجابت له بقية الأمة الإسلامية!
تؤكد وكالات الأنباء أن حكومة (نتنياهو) تستعد لاحتلال قطاع غزة والضفة وفرض الحكم العسكري عليهما والسيطرة الكاملة على الفلسطينيين وعلى الشرق الأوسط وتنفيذ مخططاتها المتعلقة بالاستيطان أو التهجير. وهو التوجه الذي يتوافق مع خطة رئيس هيئة الأركان العامة (إيال زامير)
لكن يبقى السؤال: هل تمتلك إسرائيل إستراتيجية واضحة لما تقوم به؟ وانظروا ما يحدث في العالم من حولنا: رجل أمريكي مثير للجدل ترأس الأمة الأمريكية مرتين واحتل البيت الأبيض ويخطط لعهدة ثالثة وأعلن أن كندا وبنما والقطب الشمالي (غرين لاند) هي ولايات تابعة لأمريكا ! وأن خليج المكسيك أصبح اسمه خليج أمريكا وأن أوكرانيا ليست أوروبية بل هي قطعة من روسيا ثم أعلن أنه لا يعترف للاتحاد الأوروبي بأي سلطة على أوكرانيا بل أنه يعمل على إنهاء الحرب الأوكرانية الروسية في مفاوضات بينه وبين (بوتين) حليفه الجديد ونعت الرئيس الفرنسي (ماكرون) بالمعتوه الذي يغرر بالأوروبيين ويريد قيادتهم الى حرب ضد روسيا مثلما نعت (زيلنسكي) أيضا بالمجنون الذي نفخ فيه الأوروبيون روحا من البطولة المزيفة أفقدته حجمه الحقيقي!
وأمام حرب إبادة الفلسطينيين وقف عاجزا عن إبداع من إبداعاته واكتفى بالرجوع الى أصول ديانته الأنغليكانية التي تدمج الخرافات التلمودية المتطرفة في عقيدتها المسيحية (والتي قاومها القس الألماني مارتن لوثر في القرن السادس م) واكتفى بالقول بأن إسرائيل محقة في الدفاع عن أمنها!!! وهو التبرير الخطأ الممجوج من كثرة تكراره حتى لم يعد يقنع اليهود أنفسهم وخرج بعض نزهائهم للتظاهر ضد حرب الإبادة التي وصمت اليهود بالعار الى أبد الدهر وجعلت شرفاء الدنيا كلهم يشيرون إليهم بالبنان كقتلة أطفال وهو عار لن تمحوه الدعايات البلهاء الصادرة عن العنصريين المتطرفين من مستوطني فلسطين منذ العشرينيات (بداية الهجرات الكبرى) الى عام 2025 حيث بدأ الإسرائيليون حاملو جنسيتين يغادرون فلسطين المحتلة الى بلدانهم الأصلية التي جاؤوا منها (أكثر من 300 ألف حالة عودة طوعية منذ السابع من أكتوبر 2013).
وحسب تحليل أخير للدكتور طلال أبو غزالة (وهو أفضل من يفكك خفايا الصراع في الشرق الأوسط) فإن إسرائيل دخلت مرحلة الحرب الأهلية لأن نصف شعبها يقف ضد (ناتنياهو) والنصف الثاني متعدد الانتماءات والمصالح وبلغت الحرب الأهلية مستوى قياداتها العسكرية حتى أن بعضهم استعمل مصطلح الحرب الأهلية مرات عديدة! ويتنبأ هذا الخبير الواعي بأن حماس سوف تنتصر لأنها تدافع عن أرضها المغتصبة بينما يقاتل الإسرائيلي من أجل الاحتفاظ بأرض اغتصبها ولأن (ناتنياهو) حينما يؤكد أنه يقاتل على سبع جبهات فإنه في الحقيقة يقر باستحالة الانتصار في السبع جبهات بسببين: سبب جغرافي وسبب عقائدي فجبهة لبنان مثلا هي عدة جبهات: حزب الله ودولة لبنان مع الرئيس الجديد (جوزاف عون) الذي أكد أمام (ماكرون) أن الدولة وحدها لديها حق حمل السلاح لكنه أضاف: «وهذا أمر يحتاج الى شيء من الوقت بالنظر الى أن جزءا من أراضينا ما زالت محتلة» فاقتنع الجميع وأولهم (ماكرون) الراعي الرسمي للدولة اللبنانية بأن عملية نزع سلاح حزب الله بالقوة يعني بكل تأكيد حربا أهلية لبنانية أعنف من الحرب الأهلية الأولى (1975-1990) وهي حربٌ أهليّةٌ متعدّدة الأصعدة راح ضحيتها 120 ألف لبناني مسلحين ومدنيين ولا يزال 76 ألف لبناني مشردين نازحين ولاجئين داخل لبنان أو خارجه.
يتذكر أبناء جيلي أن تلك الحرب الضروس اندلعت على إثر محاولة اغتيال الزعيم (بيار جميل) ومحاولات إسقاط إصلاحات فؤاد شهاب الذي سعى لجمع الطوائف وسن دستور ديمقراطي مما حرك طبقات اجتماعية من اللبنانيين تعودوا على الإثراء مغتنمين هشاشة الدولة ثم تحركت قوى اقليمية ودولية تسعى للحفاظ على مصالحها في لبنان والشرق الأوسط مثل سوريا ومصر والأردن ثم روسيا وأمريكا وفي الأثناء ازداد تواجد الفلسطينيين وقياداتهم على التراب اللبناني معتبرين عن خطأ في التقدير أن لبنان أرض مواجهة مباشرة مع العدو الإسرائيلي المحتل ولا ننسى أن منظمة التحرير تم إجلاؤها بقوة عن الأردن في أيلول 1970عندما شرع فدائيوها في تفجير طائرات مختطفة في الأردن فاستقروا في لبنان ليخلوا بالتوازن الهش بين المسلمين والمسيحيين فانقسموا الى يمين ويسار! وحمل شبابهم السلاح وتقاتلوا فيما بينهم واندلعت حرب أهلية دمرت لبنان! نحن اليوم في مارس 2025 نكتشف مزيد انقسام دار الإسلام ونستحي عندما نرى ونسمع السودانيين يتقاتلون وكل فريق يهتف «الله أكبر» وهو يقصف مسلمين موحدين يهتفون أيضا «الله أكبر»! ونرى ليبيا عاصمتين وجيشين وحكومتين ونرى اليمن يمنين وحكومتين وجيشين! وتصل الأزمة العنيفة الى تركيا السنية لتوقظ مارد الفانوس السحري من نومه فيهدد استقرار تركيا مع أردوغان ويكاد يعصف بالليرة وبالسياحة. من جهتها أطلقت الإيكونوميست البريطانية تحذيرا مرعبا للإسرائيليين حول دولتهم مشيرة إلى أن سياسات الحكومة الحالية تقودهم إلى كارثة غير مسبوقة وجاء في تقريرها الذي تصدر غلافها تحت عنوان «غطرسة إسرائيل» أن دولتهم تبدو قوية ظاهريا لكنها تواجه أخطارا متزايدة تهدد استقرارها بل وجودها!!
(الشرق القطرية)