في حين لم يكن للهويّة حاجة ملحة ، ولم تكن مبتغىً للكشف والتصريح عن أدقّ تضاريسها ، كانت الرياح تهب ولا نعلم من أين وجهتها ،و كانت تمطر ونجهل هل سماء التي أمطرت أم أي أرض، حينها كان بامكان الكون كله الإختباء خلف أسم مستعار ، ومنح الصلاحية للكواكب بأن تناضل وتكشف المجهول ، تشن حروباً بلا جنود وبالفعل كان هناك انتصارًا لكنه لتحقيق التناقضات فقط ، فكان لتخفي دوافع خفية ، ووراء كل اسم مستعار قصص وحكايات ،
هكذا كنا بالأمس أما اليوم فليس هناك مجال للانزواء ، الجميع يلهث ليمتطي موجة الأضواء بوجوه مستعارة تبدأ بالتساقط في أول منعطف لنزاعات، واحداً تلو الآخر ،وينجلي ذلك القبح المندثر الذي كان يستوجب على صاحبه إخفاءه بقناع ،أو أن يواري قبحه بوجه مستعار ، بنقيض المخُفين لتوهجهم ، و الباحثين عن ظلام يقلل من إشعاعهم الذي تتوقد منه عين الشمس ، وظفوا النور حلاً لجميع مشاكل الظلام ، وعقدوا الهدنة بين الليل والنهار .
فنهج الاسم المستعار قديما، هو ذاته نهج الوجه المستعار حديثاً بفارق المسؤوليات والمسمّيات ، والأسباب والمسببات ، لكن يشترك أصحابها في الشعور بالنقص والدونية ، مايفسر صنيعهم بتزيف واقعهم فلا هم بالركب لحقوا ولا رضوا بواقعهم كالقابض بيده على الماء:
ومن يأمن الدنيا يكن مثل قابض
على ماء خانته فروج الأصابع
فعلاقاتهم الاجتماعية مبنية على التملُّق والنفاق ، والتلاعب بالآخرين ، دون مرعاة لمشاعرهم ، والتي بالمقابل تكون مشاعر محبة وصدق ، يغلّفها الإخلاص اللامتناهي، فالإفلاس الفكري الذي ينتهجونه في علاقاتهم ،والصفعات التي يتلقونها عندما يُكشف أمرهم ،تجعلهم في صراع دائم مع الذات ، و تفقدهم الثقة أكثر بأنفسهم ، ممّا يجعلهم يستمرون على المنوال نفسه ، و بالاستمرار في تبديل أقنعة مكرهم ، بأقنعة يتلوّنون فيها حسب المواقف والمصالح ومن ثم توقعهم في شر أعمالهم ، وتسفك علاقاتهم بالبشر .
أخيراً
عزاؤنا الوحيد أنه سيأتي اليوم الذي تسقط فيه جميع الأقنعة والوجوه المستعارة.
Wjn_alm@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
ترامب: المحادثات مع روسيا بالرياض كانت جيدة جدا
سرايا - بعد انتهاء القمة الروسية الأميركية التي انطلقت، صباح الثلاثاء، في قصر الدرعية شمال غرب الرياض، وناقشت قضايا عديدة بينها الحرب الروسية في أوكرانيا، علّق الرئيس الأميركي.
"لن ننشر قواتاً في أوكرانيا"
فقد أكد دونالد ترامب الأربعاء، على أن المحادثات مع روسيا في الرياض كانت جيدة جداً.
ورأى أنه لا بأس بنشر قوات حفظ سلام أوروبية في أوكرانيا.
كما شدد ترامب للصحافيين في منتجع مار الاغو الذي يملكه في بالم بيتش، على أن بلاده لن تنشر قوات في أوكرانيا، مؤكداً على أن هذا الأمر من شأن الأوروبيين.
واعتبر أنه كان بإمكان أوكرانيا عقد صفقة مع روسيا منذ زمن طويل، مجددا تأكيده على قدرته على إنهاء الحرب.
ورأى أنه لو أرادت روسيا تدمير كييف لفعلت ذلك، لافتاً إلى أن أميركا قدمت مليارات الدولارات لأوكرانيا وتريد أن تعرف اليوم أين ذهبت تلك الأموال.
كذلك أعرب عن امتعاضه من أوكرانيا بعد حديث الرئيس فلوديمير زيلينسكي عن استبعاد بلاده من المحادثات مع روسيا.
واعتبر ترامب الرئيس الأوكراني بأنه "غير كفء"، معتبراً أن شعبية زيلنسكي انخفضت في أوكرانيا.
يأتي هذا بينما أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن الوزير ماركو روبيو تحدث مع نظرائه في بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا.
وأضافت في بيان، أن روبيو أبلغ الوزراء الأوروبيين وكايا كالاس بنتائج محادثاته مع روسيا بالرياض.
كذلك تابعت أن الوزير الأميركي اتفق مع الوزراء الأوروبيين على التواصل الوثيق بشأن السلام.
وبعيد انتهاء القمة، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن "الحوار مع واشنطن كان مفيدا واستمعنا لبعضنا بعضا".
وقال في مؤتمر صحافي: "إن الولايات المتحدة باتت تفهم الموقف الروسي بشكل أفضل بعد المباحثات في السعودية"، موجهاً شكره للرياض على استضافة هذه المحادثات.
بدورها، أعلنت الخارجية الأميركية أن اللقاء كان جيدا، مضيفة أن الجانبين اتفقا على وضع أسس للتعاون المستقبلي بين واشنطن وموسكو، وآلية لتطبيع العلاقات بين البلدين.
وأوضحت تامي بروس، المتحدثة باسم الخارجية، في بيان، أنه تم التوافق أيضا على تعيين فريق تفاوضي رفيع المستوى لبدء العمل على مسار إنهاء الحرب في أوكرانيا.
شخصيات رفيعة من البلدين
يشار إلى أن وزيري خارجية الولايات المتحدة ماركو روبيو، وروسيا سيرغي لافروف، اللذين وصلا الاثنين إلى العاصمة الرياض، كانا حضرا القمة، فضلا عن مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، ورئيس صندوق الاستثمار المباشر كيريل دميترييف، ومساعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب للأمن القومي مايك والتز، ومبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف.
اختراق إيجابي في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة خلال اجتماعات الرياض
كما حضر وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ووزير الدولة مساعد العيبان.
وأتت تلك القمة بعد اتصال أجراه ترامب، الأسبوع الماضي، ببوتين، ناقشا خلاله العلاقات بين البلدين، والملف الأوكراني.
رويترز
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 549
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 19-02-2025 01:16 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...