صحيفة البلاد:
2024-07-04@01:20:40 GMT

وجوه مستعارة

تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT

وجوه مستعارة

في حين لم يكن للهويّة حاجة ملحة ، ولم تكن مبتغىً للكشف والتصريح عن أدقّ تضاريسها ، كانت الرياح تهب ولا نعلم من أين وجهتها ،و كانت تمطر ونجهل هل سماء التي أمطرت أم أي أرض، حينها كان بامكان الكون كله الإختباء خلف أسم مستعار ، ومنح الصلاحية للكواكب بأن تناضل وتكشف المجهول ، تشن حروباً بلا جنود وبالفعل كان هناك انتصارًا لكنه لتحقيق التناقضات فقط ، فكان لتخفي دوافع خفية ، ووراء كل اسم مستعار قصص وحكايات ،

هكذا كنا بالأمس أما اليوم فليس هناك مجال للانزواء ، الجميع يلهث ليمتطي موجة الأضواء بوجوه مستعارة تبدأ بالتساقط في أول منعطف لنزاعات، واحداً تلو الآخر ،وينجلي ذلك القبح المندثر الذي كان يستوجب على صاحبه إخفاءه بقناع ،أو أن يواري قبحه بوجه مستعار ، بنقيض المخُفين لتوهجهم ، و الباحثين عن ظلام يقلل من إشعاعهم الذي تتوقد منه عين الشمس ، وظفوا النور حلاً لجميع مشاكل الظلام ، وعقدوا الهدنة بين الليل والنهار .

فنهج الاسم المستعار قديما، هو ذاته نهج الوجه المستعار حديثاً بفارق المسؤوليات والمسمّيات ، والأسباب والمسببات ، لكن يشترك أصحابها في الشعور بالنقص والدونية ، مايفسر صنيعهم بتزيف واقعهم فلا هم بالركب لحقوا ولا رضوا بواقعهم كالقابض بيده على الماء:
ومن يأمن الدنيا يكن مثل قابض
على ماء خانته فروج الأصابع

فعلاقاتهم الاجتماعية مبنية على التملُّق والنفاق ، والتلاعب بالآخرين ، دون مرعاة لمشاعرهم ، والتي بالمقابل تكون مشاعر محبة وصدق ، يغلّفها الإخلاص اللامتناهي، فالإفلاس الفكري الذي ينتهجونه في علاقاتهم ،والصفعات التي يتلقونها عندما يُكشف أمرهم ،تجعلهم في صراع دائم مع الذات ، و تفقدهم الثقة أكثر بأنفسهم ، ممّا يجعلهم يستمرون على المنوال نفسه ، و بالاستمرار في تبديل أقنعة مكرهم ، بأقنعة يتلوّنون فيها حسب المواقف والمصالح ومن ثم توقعهم في شر أعمالهم ، وتسفك علاقاتهم بالبشر .
أخيراً
عزاؤنا الوحيد أنه سيأتي اليوم الذي تسقط فيه جميع الأقنعة والوجوه المستعارة.

Wjn_alm@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

خالد داوود: كانت هناك مصلحة متبادلة بين الإخوان والأمريكان

قال القيادي السياسي والكاتب الصحفي خالد داوود، إنه لم يرصد خلال تواجده في واشنطن، احتواء الأمريكان للإخوان وإتاحة الفرصة لهم سياسيًا، كبديل لنظام الرئيس الراحل محمد حسني مبارك.

وأضاف «داوود» خلال حواره ببرنامج «الشاهد»، مع الدكتور محمد الباز، والمذاع عبر فضائية «إكسترا نيوز»، أن الإخوان رحبوا بتولي جمال مبارك الرئاسة مع تتبنى مواقف أكثر انفتاحًا وتقبلا مع الجماعة.

وتابع أنه كان هناك إدراك من الأمريكيين بأن الإخوان كانوا ورقة ضغط يمكن استخدامها ضد نظام مبارك، وكانت هناك مصلحة متبادلة بينهما، مشيرًا إلى أنه لم ير الإخوان، مجموعة راديكالية، ولا ديمقراطية.

مقالات مشابهة

  • أمي.. ظل لا يغيب
  • "كيف صنع العالم الغرب؟"
  • 3 وجوه نسائية جديدة في الحكومة المصرية
  • من طرف المسيد: حديث عن النخيل(8)
  • نساء في السودان بين العنف الجنسي والوصم الظالم من المجتمع
  • خالد داوود: كانت هناك مصلحة متبادلة بين الإخوان والأمريكان
  • بـ3 مشاهد.. كيف كانت فلسطين حاضرة في المؤتمر الصحفي لمهرجان العلمين؟
  • رشا راغب: الأكاديمية الوطنية للتدريب هي الوظيفة الحلم بالنسبة لي
  • أمراء الحرب يدمّرون السودان وشعبه