دخلت فرنسا أسبوعا حاسما من التجاذبات السياسية بعد الجولة الأولى من انتخابات تشريعية تاريخية تصدرها حزب التجمع الوطني اليميني المتشدد برئاسة جوردان بارديلا بفارق كبير مقتربا أكثر من أي وقت مضى من «أبواب السلطة».

وحل حزب بارديلا وحلفاؤه في طليعة نتائج الجولة الانتخابية الأولى من الاقتراع الذي شهد مشاركة كثيفة، بفوزه بنحو 33.

15% من الأصوات.

واحتلت الجبهة الشعبية الجديدة التي تضم اليسار المركز الثاني بحصولها على حوالي 28.14%، فيما جاء معسكر الرئيس إيمانويل ماكرون في المرتبة الثالثة حاصدا نحو 20.76% من الأصوات، أما الجمهوريون (يمين محافظ) الذين لم يتحالفوا مع اليمين المتشدد، فنالوا 10.22%.

وانتخب 39 نائبا عن التجمع الوطني في الجولة الأولى، بينما انتخب 32 نائبا عن الجبهة الشعبية الجديدة.

وتعليقا على هذه النتائج، قال ماكرون في تصريح مكتوب: «في مواجهة التجمع الوطني.. الآن وقت تحالف واسع في الدورة الثانية للانتخابات.. تحالف يكون ديموقراطيا وجمهوريا».

بدوره، حض رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال الناخبين على عدم إعطاء اليمين المتشدد ولو «صوتا واحدا» في الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية المقررة الأحد المقبل.

وقال أتال إن «اليمين المتشدد على أبواب السلطة»، مضيفا: «هدفنا واضح: منع حزب التجمع الوطني من الفوز في الجولة الثانية. يجب ألا يذهب أي صوت إلى هذا الحزب».

بدوره، رفض حزب الجمهوريين، دعوة ناخبيه إلى التصويت ضد التجمع الوطني اليميني في الدورة الثانية.

وقالت قيادة الحزب في بيان: «حيث لن نكون موجودين في الدورة الثانية، وبالنظر إلى أن الناخبين أحرار في خيارهم، لن نصدر تعليمات وطنية، وسنترك الفرنسيين يعبرون استنادا إلى ضمائرهم».

وفي معسكر اليسار، أعلن المدافعون عن البيئة والاشتراكيون والشيوعيون أنهم سينسحبون إذا كان ثمة مرشح آخر في موقع أفضل للحؤول دون فوز التجمع الوطني.

وصب موقف رئيس كتلة اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون في التوجه نفسه.

من جانبه، طالب اليمين المتشدد الناخبين بمنحه غالبية مطلقة في الجولة الانتخابية الثانية، وقال الرئيس الشاب للتجمع الوطني جوردان بارديلا (28 عاما) إن الجولة التالية من الانتخابات التشريعية التي ستجري الأحد المقبل ستكون «واحدة من أكثر الجولات حسما في تاريخ الجمهورية الفرنسية الخامسة»، التي تأسست في العام 1958، مؤكدا أن الفرنسيين «أصدروا حكما نهائيا».

وتعهد بارديلا الذي يطمح إلى أن يصبح رئيسا للوزراء، بأن يكون «رئيس حكومة تعايش، يحترم الدستور ومنصب رئيس الجمهورية، لكنه لا يساوم» في مشروعه الحكومي.

من جهتها، أكدت زعيمة كتلة نواب التجمع الوطني في البرلمان الفرنسي مارين لوبن أن «معسكر ماكرون تم محوه عمليا»، معلنة إعادة انتخابها من الدورة الأولى في دائرتها «با-دو-كاليه» بشمال البلاد.

وقالت لوبن: «نحن بحاجة إلى غالبية مطلقة».

وفي حال أصبح جوردان بارديلا رئيسا للحكومة، ستكون هذه أول مرة تقود فيها حكومة منبثقة من اليمين المتشدد فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية.

من جهتها، دعت حوالي 100 منظمة في فرنسا، من بينها جمعيات ونقابات إلى التصويت ضد التجمع الوطني في الجولة الثانية، وقال الموقعون على هذا النداء الذي صدر بمبادرة من رابطة حقوق الإنسان «يجب ألا يغيب صوت واحد في سياق هزيمة التجمع الوطني».

المصدر: جريدة الحقيقة

كلمات دلالية: الیمین المتشدد التجمع الوطنی فی الجولة

إقرأ أيضاً:

ماسك يقود الرافضين للحكم على مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا

تعالت أصوات اليمين المتطرف في أوروبا اليوم الإثنين، ضد بإدانة القضاء الفرنسي لمارين لوبن بتهمة اختلاس أموال عامة ومنعها من الترشح للانتخابات مدة 5 أعوام.

وقال إيلون ماسك المستشار المقرب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن منع لوبن من الترشح "سيأتي بنتائج عكسية" معتبراً أن إدانتها نتيجة "استغلال غير منصف للنظام القضائي". وانضم الكرملين إلى هذه الأصوات مستنكراً "انتهاكاً لمعايير الديموقراطية".

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: "ملاحظاتنا لما يحدث في العواصم الأوروبية تظهر أن تردد هناك في تجاوز إطار الديموقراطية خلال عملية سياسية".

سجن وغرامة ومنع من الترشح.. القضاء الفرنسي يطيح بمارين لوبان - موقع 24مُنعت زعيمة اليمين المتطرف الفرنسية مارين لوبان الاثنين من الترشح لمدة 5 سنوات وهذا يعني أنها لن تتمكن من المنافسة في انتخابات 2027، كما حُكم عليها بالسجن 4 سنوات، اثنتان تحت المراقبة بسوار إلكتروني، بالإضافة إلى تغريمها مبلغ 100 ألف يورو.

وقوّض إعلان القضاء الفرنسي، الإثنين، منع زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن، بأثر فوري مدة 5 أعوام، فرصها في الترشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية في 2027 بعدما كانت تبدو المرشحة الأوفر حظاً للفوز بعد 3 محاولات فاشلة.

وكتب رئيس الوزراء المجري القومي فيكتور أوربان عبر إكس "أنا مارين!." واعتبر أن لوبن تنضم إلى صفوف "الوطنيين" ضحايا مؤامرات على غرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونائب رئيسة الوزراء الإيطالية ماتيو سالفيني.

وانتقد سالفيني رئيس حزب الرابطة اليميني المتطرف، الذي واجه بنفسه قضايا قضائية في بلاده، الحكم وقال: "لا يجب أن نشعر بالترهيب، لا يجب أن نتوقف: إلى الأمام، يا صديقتي"!.

واستنكر "إعلان الحرب من بروكسل" معتبراً أنها وراء إدانة لوبن المتهمة بدفع البرلمان الأوروبي رواتب لموظفين يعملون في الحقيقة لصالح التجمع الوطني.

????‍⚖️???????? A Paris court is due to rule on whether Marine #LePen is guilty of embezzlement in a trial that could see her barred from the 2027 presidential race.

Le Pen has accused prosecutors of seeking her "political death", alleging a plot to keep her party from power.

➡️… pic.twitter.com/uYhT9psF79

— FRANCE 24 English (@France24_en) March 31, 2025 لن ينجحوا

وحضت دعوات زعماء اليمين المتطرف في أوروبا على مواصلة النضال. وحذر زعيم حزب فوكس الإسباني سانتياغو أباسكال قائلا: "لن ينجحوا في إسكات صوت الشعب الفرنسي".

وفي فبراير (شباط) دعا أباسكال، لوبن إلى مدريد مع فيكتور أوربان وغيره من زعماء "وطنيون من أجل أوروبا" في البرلمان الأوروبي الذين استعادوا زخمهم بعد عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض.

وفي هولندا، قال زعيم اليمين المتطرف غيرت فيلدرز إنه "صُدم" من الحكم "القاسي على نحو لا يصدّق". وأضاف عبر إكس "أنا مقتنع بأنها ستفوز بالاستئناف وستصبح رئيسة لفرنسا".

#Breaking
Marine #Le_Pen arrives at Paris courthouse for verdict in @EU funds misuse trial #Paris #France
A Paris court is expected to deliver a verdict Monday in an embezzlement case that could shake up French politics and derail far-right leader Marine Le Pen‘s career.

Le… pic.twitter.com/1Ra4rdlOie

— ⚡️???? World News ????⚡️ (@ferozwala) March 31, 2025 سيناريو روماني

ويذكّر سيناريو منع لوبن بالأحداث الأخيرة في رومانيا، حيث رفضت اللجنة الانتخابية ترشح اليميني المتطرف كالين غورغيسكو للانتخابات الرئاسية في مايو (أيار) المقبل، بعدما ألغت المحكمة الدستورية،  الدورة الأولى من الانتخابات التي أجريت في نوفمبر (تشرين الثاني) التي فاز بها.

واعتبر غورغيسكو الذي ينتقد بشدة الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، أن قرار إلغاء الانتخابات في رومانيا يشكّل "انقلاباً رسمياً".

وأعرب إيلون ماسك عن دعم غورغيسكو، فيما انتقد نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس، السلطات الرومانية التي "تخشى شعبها إلى درجة أنها تسكته".

وتحدث المرشح القومي في رومانيا جورج سيميون، الأوفر حظاً للفوز بالدورة الأولى الجديدة في 4 مايو (أيار) عن "صفحة مظلمة في ديموقراطيتنا الهشة".

وقال زعيم الكيان الصربي في البوسنة ميلوراد دوديك: "المحاكم أصبحت أدوات الذين يخشون الديموقراطية".

وقال دوديك الذي أصدرت البوسنة، الخميس، مذكرة توقيف دولية ضده والذي حُكم عليه بالسجن عاماً، ومنع من تولّي أي منصب مدة 6 أعوام "أدينت مارين لوبن لأنها تشكل تهديداً لنظام لا يعرف كيف يخسر". وأنهى رسالته بعبارة "أنا مارين" بالفرنسية.

مقالات مشابهة

  • إبراهيم النجار يكتب: إدانة لوبان.. والقتل سياسيا !!
  • بعد منع لوبان من الانتخابات..اليمين المتطرف يدعو الفرنسيين للتظاهر
  • تستهدف صناعة المسيّرات.. تفاصيل الجولة الثانية من العقوبات الأمريكية على إيران
  • رئيسة وزراء إيطاليا تعلّق على إدانة زعيمة أقصى اليمين في فرنسا
  • وجهته الخارجية الأولى للمرة الثانية.. ترامب يزور السعودية الشهر المقبل
  • محكمة فرنسية تدين زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان بتهمة اختلاس
  • زعيمة أقصى اليمين في فرنسا تعلّق على منعها من الترشح للرئاسة
  • ماسك يقود الرافضين للحكم على مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا
  • منع زعيمة أقصى اليمين في فرنسا من الترشح لمدة خمس سنوات
  • فرنسا: إدانة زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان في قضية اختلاس