قال الكاتب في صحيفة المصري اليوم “حمدي رزق” بأني أحتفظ فى مفكرتى بكلمات للصديق الأريب، المفكر السودانى الجميل «الواثق كمير»، كتب منافحا عن حياض حبه، عن مصر التى فى خاطره وفى دمه.

كتب الواثق من حبه، مصر وطن يعيش فينا، يعيش فى كل أسمر يعيش على شاطئ النيل من «جنجا» فى أوغنده حيث ينبع نهر العسل (النيل الأبيض) وإلى «بنيشنقول» أعالى الهضبة على الحدود السودانية/ الإثيوبية، حيث يندفع النيل الأزرق سريعا إلى المصب فى البحر المتوسط عن دمياط ورشيد.

وعليه مستوجب الحذر من محاولات الوقيعة بين ضيوفنا الطيبين من أهلنا السوادنيين، والكرماء من المصريين، هناك إلحاح فى الفضاء الإلكترونى على فتن الأحباب بصور مصنوعة، وحكايات مفبركة، ومرويات موهومة، وهذا لعمرى جد خطير.

السودانيون فى مصر ليسوا لاجئين، من لحمنا ودمنا، والمثل فى وادى النيل يقول «الظفر ما يطلع من اللحم». وهو يُقال بين أبناء العمومة، والسودانى ما هو غريب، السودانيون فى مصر بين أهلهم وناسهم، وفى مصر متسع لمن تقطعت بهم الأسباب.

وقبلا قالها الرئيس السيسى، نصا: «مصر لا يوجد بها معسكرات أو مخيمات للاجئين على الإطلاق.. مش بنقول عليهم لاجئين، دول ضيوفنا فى مصر».

خلاصة القول «معندناش معسكرات لاجئين»، ليست فى القاموس المصرى، هم ضيوف، مصر بحر الكرم، معلوم الكريم يبتدع أسبابًا للعطاء، والكرم المصرى من صنف فاخر، الكرم الحقيقى هو أن تعطى أكثر من استطاعتك، وأن تعطى ما أنت بحاجة إليه فعلاً.

مصر التى تعانى لا تبخل باللقمة مغموسة فى عرق العافية، تطعم بها من ضاقت بهم سبل العيش الكريم فى بلادهم فقصدوا مصر. وفى هذا يقال «ألا يا دار لا يدخلك حزن ولا يغدر بصاحبك الزمان/ فنعم الدار أنت لكل ضيف إذا ما ضاق بالضيف المكان».

صحيح مصر ليست غنية بالمقاييس الاقتصادية، ولكنها كريمة بالمواصفات الأخلاقية، مصر كبيرة قوى، وحضنها حنين قوى، وشعبها كريم قوى، ورغم ضيقة ذات اليد، لم تتبرم، وشعارنا فى ديارنا «إن ما شالتكم الأرض تشيلكم العيون».

مصر الكبيرة تكرم وفادة من لجأ إليها، ولا تفرق بينهم وبين المصريين، فى قلوبنا مسكن، وفى عيشنا مأكل، وفى بيوتنا مطرح، هذه طبائع المصريين، ويصدق فيهم القول العميق، «الكريم لا يضام».

فيضان النيل علم المصريين العطاء من فيض الكريم، عطاء بلا حسابات ضيقة، وأجود من الريح المرسلة فى النكبات والكوارث والحروب.

لم يشعر السودانى يوما بأنه غريب بين أهله وناسه بل شقيق وحبيب، «صاحب بيت» يفضلها عن بقاع الأرض، كعادتها تطعمهم من جوع وتأمنهم من خوف.

ذوبان السودانيين فى موج المصريين، كالسكر مذاب فى ماء النيل، كرم المصريين يسبغ حياة المنكوبين بالأمن والأمان والاستقرار، يستريحون بعد شقاء على شاطئ النيل بعد شتات، وادخلوها بسلام آمنين.

بيوتنا مفتوحة للمحبين، ليس بيننا لاجئون، نبغض هذا الوصف على إخوتنا، ولا نتاجر بهم، لا نريد منهم جزاء ولا شكورا، نربت على الظهور المحنية من قسوة الشتات، لا نريد منهم جزاء ولا شكورا.. فحسب مراعاة فروق التوقيت، ليس هذا وقت مراهقات سياسية، ومكايدات عبثية، ومناكفات لفظية، ولا حك أنوف شماء.

حمدي رزق – المصري اليوم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: فى مصر

إقرأ أيضاً:

بدء حفل عيد الشرطة بآيات القرآن الكريم

يشهد الرئيس عبدالفتاح السيسي الاحتفال بعيد الشرطة الـ73، المُقام في مقر أكاديمية الشرطة.

وبدأ الحفل بآيات الذكر الحكيم، تلاها القارئ الشاب عزت جمال.

 

مقالات مشابهة

  • لن يستطيع آل دقلو ومرتزقتهم ببناء دولة تخصهم،منعمين بما نهبوه وسرقوه من أموال السودانيين
  • موعد انتهاء فصل الشتاء 2025.. ظاهرة فلكية مهمة تحدث في هذا التوقيت
  • بعد حديث الرئيس السيسي.. خبير يقدم روشتة للإصلاح الاقتصادي
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. أكذوبة النوم
  • عاجل لجميع مستخدمي الشبكة العنكبوتية “الإنترنت”.. ترقبوا ما سيحدث في هذا التوقيت
  • السيسي: أى محاولات لزرع الخلاف بيننا ونشر الشائعات ستبوء بالفشل
  • جنوب الوادي: مراعاة متطلبات ذوي الهمم بالإنشاءات الجديدة
  • بدء حفل عيد الشرطة بآيات القرآن الكريم
  • مراعاة لظروفهم.. تسليم عقود وحدات سكنية للأسر الأولى بالرعاية بالعاشر من رمضان
  • إرتفاع عدد الضحايا السودانيين في دولة الجنوب إلى «16» قتيلاً