مركز التميز للتوحد يشارك في دراسةحول القلق والمخاوف خلال جائحة كورونا
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
شارك مركز التميز للتوحد في الدراسة البحثية (القلق والمخاوف خلال جائحة فيروس كورونا.. وجهات نظر الأفراد ذوي الإعاقة وأهاليهم حول العالم) وهدفت هذه الدراسة البحثية الدولية إلى معرفة آثار جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) وجميع تداعياتها على الأفراد ذوي الإعاقة وأسرهم ومعرفة ما يميز خبراتهم وخبرات أولياء أمورهم خلال هـذه الجائحة فيمـا يتعلق بالمشاكل الصحية والتعامـل مع القلق والتباعد الاجتماعي واتباع الإجراءات الاحترازية.
وأسهم المركز في ترجمة الاستبيان إلى اللغـة العربيـة ونشره عن طريق قاعدة البيانات عبر وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية وهيئة الأشخاص ذوي الإعاقة، وكان للمركز دور كبير في حث الأهالي للمشاركة في الاستبيان، حيث شارك في هذه الدراسة 5500 أسرة من أهالي ذوي الإعاقـة في المملكة العربية السعودية، وقد بدأت هذه الدراسة البحثية في مايو حتى يوليو 2020.
وأوضحت الدراسة أن التفسير الأفضل لقلق الأهالي هو الخوف من الإصابة بمرض كوفيد، أما قلق الأطفال كان متعلقاً بالطفل نفسه مثل خوفهم من فقدان نمط حياتهم الروتيني ومن المشاكل الأسرية ومن عدم وجود السلامة بشكل عام والمخاوف المتعلقة بالإصابة بمرض كوفيــد، إضافة إلى أنه تم ربط مستويات القلق لدى الأطفال من ذوي الإعاقة وأسرهم بوجود حالات قلق سابقة.
ويسعى المركز من خلال خدماته إلى أن يصبح جهة اعتبارية مستقلة رائدة في المجال على المستوى الإقليمي، وذلك بتطبيق الأهداف المخطط لها التي تتمثل في تقديم الخدمات التأهيلية ونمذجتها، والإسهام في إجراء الدراسات البحثية في مجال اضطراب طيف التوحد، وتدريب المختصين، بالإضافة إلى دعم الأسر من خلال رفع الوعي المجتمعي حول اضطراب طيف التوحد، وكذلك التأهيل المهني، وتوفير نموذج للحلول السكنية لهم.
ولتحقيق هذه الأهداف التي تخدم فئة ذوي اضطراب طيف التوحد، وتعمل على دمجهم بالمجتمع، والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لهم؛ فإن المركز يعمل على استقطاب الخبرات والمتخصصين المؤهلين في المجال وفقاً لأعلى المعايير والتجارب العالمية.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: كورونا ذوی الإعاقة
إقرأ أيضاً:
كتاباتي: عن اضطراب ثنائي القطب
اضطراب ثنائي القطب: بين نوبات الهوس والاكتئاب:
اضطراب ثنائي القطب، أو ما كان يُعرف سابقًا بالاكتئاب الهوسي، هو اضطراب نفسي معقد يتأرجح فيه المصاب بين نوبات من الهوس والاكتئاب. هذه التقلبات الحادة ليست مجرد تغييرات مزاجية عابرة، بل هي حالة مرضية تؤثر بشكل عميق على حياة الشخص، سواء على المستوى الشخصي، الاجتماعي، أو المهني.
الاسباب:
لا تزال الاسباب المؤدية لأعراض اضطراب ثنائي القطب غير معروف، ولكن يبدو بأن هناك بعض العوامل من الممكن ان تكون مزيجًا معقدًا من العوامل المادية والبيئية والاجتماعية، والتي يمكن أن تؤدي إلى حدوث الاضطراب وتلك تشمل:
• اختلال التوازن الكيميائي في الدماغ لمستويات الناقلات العصبية، وهي مواد كيميائية مسؤولة عن التحكم في وظائف الدماغ (مثل: النورادرينالين والسيروتونين والدوبامين).
• الجوانب الوراثية وهناك إعتقاد بأن الاضطراب ثنائي القطب له علاقة بالوراثة.
• غالبًا ما تؤدي الظروف أو المواقف المجهِدة إلى ظهور أعراض الاضطراب ثنائي القطب.
• الإجهاد النفسي الشديد.
• المشاكل الشديدة في الحياة اليومية (مثل: المشاكل المالية والأسرية، والمشاكل في العمل، أوالعلاقات بأنواعها اجتماعية كانت أو عاطفية).
• الفقد في الحياة عاطفياً كان أو أسرياً (مثل: وفاة أحد المقربين).
• الاضطرابات النفسية والاجتماعية وعدم النوم.
ما هو اضطراب ثنائي القطب:
يُصنّف اضطراب ثنائي القطب ضمن اضطرابات المزاج، حيث يعاني المصاب من تقلبات حادة بين حالتين متضادتين:
• نوبات الهوس: يشعر الشخص خلالها بطاقة مفرطة، حماسة شديدة، سرعة في الحديث، وأحيانًا اندفاع وتهور في اتخاذ القرارات.
• نوبات الاكتئاب: تتسم بفقدان الشغف، الإرهاق، الحزن العميق، وانعدام القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية.
أنواع اضطراب ثنائي القطب:
1. النوع الأول: يتميز بنوبات هوس كاملة قد تستمر أسبوعًا أو أكثر، وغالبًا ما تتطلب تدخلاً طبيًا أو دخول المستشفى، يليها نوبات اكتئاب حادة.
2. النوع الثاني: يتسم بنوبات هوس خفيف (أقل حدة من الهوس الكامل) مترافقة مع نوبات اكتئاب شديدة.
3. اضطراب المزاج الدوري (Cyclothymia): يتميز بتقلبات مزاجية أقل حدة، لكنها طويلة الأمد ومتكررة.
حين يصبح المزاج متقلبًا كالبحر:
اضطراب ثنائي القطب ليس مجرد “مزاج متقلب”، بل حالة عقلية تؤثر على مجرى الحياة بشكل جذري. لنأخذ مثالًا واقعيًا:
دعونا نسمي صاحب الحالة بزيد، شاب من صفاته انه طموح ومبدع، لكن مشكلته انه كان يعيش بين حالتين متناقضتين تمامًا دون أن يفهم السبب. وخلال نوبات الهوس، كان يشعر بطاقة هائلة، يخطط لمشاريع كبيرة، يتحدث بسرعة، ويكتب أفكارًا بلا توقف. بالكاد ينام، ومع ذلك يظن أنه يستطيع تحقيق المستحيل. لكنه كان أيضًا يتصرف باندفاع، يتخذ قرارات متهورة، وينفق أمواله على أمور غير ضرورية.
لكنّ، ودون سابق إنذار، كان يسقط في نوبة اكتئاب عميقة، يصبح عاجزًا عن النهوض من السرير، يفقد الاهتمام بكل ما كان يثير حماسه، ويغرق في إحساس ثقيل بالذنب واليأس. وهكذا ظل زيد في هذه الحالة لسنوات، يعتقد أنه “غريب الأطوار”، حتى بدأ البحث عن إجابات ليكتشف أنه مصاب باضطراب ثنائي القطب.
قصص وتجارب: بين الإبداع والمعاناة:
كمّا رأينا، ما مر به زيد ليس حالة نادرة، فالكثير من الشخصيات التاريخية عانت من اضطراب ثنائي القطب، لكن ذلك لم يمنعهم من تحقيق إنجازات عظيمة. فان غوخ، روبن ويليامز، وكاثرين زيتا جونز، جميعهم واجهوا تحديات هذا المرض، ومع ذلك تركوا بصماتهم في مجالاتهم. بل إننا قد نجد قادة وحكاماً يعانون من اضطراب ثنائي القطب ولايجرؤ أحد على مجرد التعليق على ذلك خاصة في عالمنا الثالث مما قد يكون سبباً في خراب دول..
التعامل المجتمعي مع المصابين: بين الوصمة والدعم:
للأسف، لا يزال هناك جهل كبير حول الاضطرابات النفسية في كثير من المجتمعات، الأمر الذي يجعل المصابين باضطراب ثنائي القطب يواجهون وصمة اجتماعية قاسية. يصفهم البعض بأنهم “غير متزنين” أو “يعانون من جنون”، مما يدفعهم إلى إخفاء معاناتهم وعدم طلب المساعدة. هذه الوصمة (label) تعيق رحلة العلاج، في حين أن الدعم الاجتماعي يمكن أن يكون مفتاحًا أساسيًا لتحسين حياة المصاب.
العلاج والتعايش مع اضطراب ثنائي القطب:
اضطراب ثنائي القطب ليس حُكمًا نهائيًا على حياة المصاب، فالعلاج الصحيح يساعد في السيطرة عليه والتعايش معه.
• العلاج الدوائي: يشمل مثبتات المزاج، مضادات الاكتئاب، وأحيانًا مضادات الذهان.
• العلاج النفسي: مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، الذي يساعد على فهم المرض والتعامل مع التقلبات المزاجية.
• الدعم الأسري والاجتماعي: وجود شبكة دعم قوية من الأهل والأصدقاء يساعد المصاب في رحلته العلاجية.
رسالة إلى المصابين وأسرهم:
إذا كنت تعاني من اضطراب ثنائي القطب، أو تعرف شخصًا يعاني منه، تذكر أن هذا الاضطراب لا يحدد قيمتك كشخص. لا تخجل من طلب المساعدة، ولا تتردد في الحديث عن معاناتك. هناك العديد من الأشخاص والمجموعات الداعمة التي يمكن أن تساعدك على تجاوز الصعوبات.
ختامًا: نحو وعي مجتمعي أكبر:
اضطراب ثنائي القطب تحدٍ كبير، لكنه لا يعني أن الحياة انتهت. مع العلاج والدعم، يمكن للمصابين أن يعيشوا حياة مُرضية ومنتجة. علينا كمجتمع أن نعمل على إزالة الوصمة عن الأمراض النفسية، ونشر الوعي بأن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية. لنكن أكثر تفهمًا ورحمة، فكل إنسان يخوض معركته الخاصة، وأبسط ما يمكننا فعله هو أن نكون داعمين بدلًا من أن نكون قضاة..
عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة
osmanyousif1@icloud.com