مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان
مع استمرار تقدم المواجهة الحاصلة مع العدو الإسرائيلي على الجبهة الجنوبية تواصل الملفات السياسية الداخلية تراجعها إلى الخطوط الخلفية.
وبهذا المعنى لا جديد في ملف الإستحقاق الرئاسي المتعثر إلا معلومات صحفية عن استعداد اللجنة الخماسية لاستئناف تحركها على مستوى السفراء وتقارير إعلامية عن لقاء يعقده الموفد الأميركي (آموس هوكستين) مع مبعوث الرئيس الفرنسي( جان إيف لودريان) بعد غد الأربعاء في باريس.
وإذا كان لودريان مكلفا بالملف الرئاسي اللبناني فإن هوكستين مهتم بالجبهة الجنوبية وهو اهتمام قاده الشهر الماضي إلى كل من بيروت وتل أبيب سعيا إلى احتواء التصعيد العسكري بين لبنان والكيان الإسرائيلي.
ربما يكون هوكستين والإدارة الأميركية التي يعمل بهديها قد نجحا نسبيا في هذه المهمة لكن العدو الإسرائيلي لا يؤمن جانبه لا اليوم ولا غدا
وانطلاقا من هذا المنطق تواصل قوات الإحتلال اعتداءاتها التي تخف يوما وتعنف يوما لكن المقاومين لها بالمرصاد دوما.
وخلال الساعات القليلة الماضية وحدها نفذوا ضربات موجعة للعدو واصابوا مواقع وقواعد وثكنات وآليات له سواء في مستوطنات الشمال أو مزارع شبعا اللبنانية المحتلة.
أما في الجولان السوري المحتل فقد كانت الضربة التي نفذتها المقاومة بمسيرات إنقضاضية أكثر إيلاما للعدو الذي اعترف جيشه بإصابة أكثر من عشرين جنديا خلالها.
في ظل هذا المشهد القاسي بالنسبة لكيان الإحتلال يستمر التخبط بين قادته بشأن الحرب على الجبهة اللبنانية كما يواصل المسؤولون الإسرائيليون - وبينهم بنيامين نتنياهو- التسويق لإنهاء عملية رفح خلال ايام بحيث ينصب الإهتمام بعد ذلك على الشمال.
وبانتظار ذلك الحين تحول قطاع غزة إلى كمائن موت للغزاة الذين قتل لهم اليوم جندي واصيب عشرة بانفجار نفق كما سقط قتلى وجرحى في تفجير مبنى مفخخ في رفح أما في حي الشجاعية الذي أعادت قوات العدو احتلاله فثمة أيام سود يواجهها الجنود... كيف لا وقد وجد جيش العدو أن المقاومة الفلسطينية في الحي الشجاع قد تمكنت من إعادة تأهيل نفسها عسكريا وماليا على ما أعلنت قيادة هذا الجيش.
وفي الضفة الغربية ليس الوضع بأفضل بالنسبة للعدو إذ قتل جندي وأصيب آخرون اليوم في اشتباكات مع مقاومين في طولكرم.
وفي خطوة مفاجئة أفرجت سلطات الإحتلال عن خمسين فلسطينيا كانوا قد اعتقلوا خلال العدوان الحالي ومن بين هؤلاء مدير مجمع الشفاء في غزة محمد ابو سلمية.
إطلاق ابو سلمية فجر سجالات قوية بين المسؤولين الإسرائيليين سواء كانوا على المستوى السياسي أو العسكري.
ووصل الأمر إلى حد إبداء نتنياهو غضبه لأنه علم هو ووزير الحرب ويوآف غالانت من وسائل الإعلام بالإفراج عن أبو سلمية الذي يتهم بأنه كان يؤوي مقاومين.
وقالت مصلحة السجون إن قرار الإفراج صدر عن الشاباك والجيش وعزا جهاز الأمن الداخلي الأمر إلى إكتظاظ السجون.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في
انتخابان مفصليان في اسبوع واحد.
ففي ايران انتخابات رئاسية الجمعة، وفي فرنسا انتخابات تشريعية الاحد.
بين الانتخابين قاسم مشترك: الدورة الثانية.
لكن ما يميز الدورة الاولى في فرنسا عنها في ايران ان نسبة المشاركة الايرانية هي الادنى منذ بدء عهد الجمهورية الاسلامية، فيما نسبة المشاركة الفرنسية هي الاعلى.
السبب في الحالين معروف.
فالايرانيون يعلمون ان التغيير ممنوع في ظل نظام الملالي، لذا يعبرون عن رفضهم ممارسات النظام بالامتناع عن المشاركة بكثافة.
اما الفرنسيون فيدركون انهم أمام مفترق مصيري لذا شاركوا في الانتخابات بكثافة، وهو أمر يتوقع أن يتجدد الاحد المقبل.
لبنانيا، نواب المعارضة اطلقوا صرخة موحدة ودقوا ناقوس الخطر مطالبين الحكومة بالتحرك ديبلوماسيا للعودة الى اتفاقية الهدنة ولتطبيق القرار 1701 كاملا.
كما دعوا الى عقد جلسة مناقشة نيابية تتعلق بالحرب الدائرة في الجنوب. لكن اي حكومة ستنفذ ما طلبته المعارضة؟ وهل رئيس مجل س النواب مستعد لفتح ابواب المجلس لمناقشة حرب الاسناد؟ طبعا لا،لذا ستبقى صرخة المعارضة مجرد صرخة ضائعة في جمهورية ضائعة!
البداية من فرنسا. فبعد الفوز التاريخي الذي حققه اليمين المتطرف في الدورة الاولى ، يتهيأ المرشحون لخوض الجولة الثانية الحاسمة، فرنسيا واوروبيا.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار
الى الحائط المسدود وصلت حكومة بنيامين نتنياهو، ولم ينفعها كل الهروب على مدى اشهر الاستنزاف الى الامام..
فحال الجيش مزرية، وخططه في الميدان استنفدت، وقتلاه مع جرحاه الذين غادروا الخدمة بالآلاف، فيما نظرية استمرار المعركة لن توصل الى تحقيق اي من الاهداف السياسية المعلنة بحسب كبار جنرالاته..
جيشهم هذا بحاجة الى عشرة آلاف جندي فورا – كما قال وزير الحرب يوآف غالانت، فيما قانون التجنيد لم يطبق بعد، ولا امكانية لتمديد خدمات الجنود في ظل عدم اقرار قانون تمديد الخدمة العسكرية، بل ان تسعمئة ضابط برتب متفاوتة طلبوا بحث امكانية تحريرهم من عقود الخدمة العسكرية..
فأي جيش هذا الذي تريد حكومته ان تكمل به المعركة ؟ بل اي جيش تهدد به بقية الجبهات؟ من جبهة الشمال الى ما بعدها؟
وان كانت جلساتهم الحكومية لا تزال حلبة لتبادل الاتهامات وتقاذف المسؤوليات، فان عامل الوقت بات يخنقهم، واستحقاق غزة كما الجبهة الشمالية يؤرقهم، لكن، جميعهم – باستثناء بن غفير وسموترتش – باتوا على قناعة بأنه يمكن التوصل الى ترتيبات على الحدود الشمالية، وتجنب الحرب مع لبنان بحسب موقع كان العبري، الذي نقل عن غالانت قوله خلال الاجتماع الوزاري الأمني الاخير انه ابلغ الاميركيين بان تل ابيب غير معنية بحرب على الجبهة الشمالية..
وما ينقله الميدان يؤكد ان كلام غالانت ليس بداعي حسن النوايا بل بسبب سوء الواقع الذي يعانيه جيشه وحكومته من غزة التي سحبت منهم كل الحيل العسكرية، الى الجبهة الشمالية التي أدبتهم باليسير اليسير من قدرات المقاومين وخبراتهم، فكيف لو فتحت الحرب على مصراعيها؟
اما الصرع الذي يصيب الحكومة الموتورة فبفعل الحوادث التي تسميها بالصعبة، من العبوات التي توقع بجنودهم كل يوم في المباني المفخخة وفوهات الانفاق، والآليات المستهدفة في غزة، الى المسيرات والصواريخ التي تلاحق تجمعات جنودهم المستترة والمستحدثة، ولو على ارتفاعات تفوق الالف متر كما في موقع رويسات العلم في اعالي تلال كفرشوبا المحتلة...
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في
في الداخل اللبناني، شلل سياسي كامل، واستسلام شامل للأزمة. هذا هو الواقع المؤسف الذي وصلنا اليه، والذي نبه منه مرارا التيار الوطني الحر، ولاسيما أمس، خلال الجولة العكارية للنائب جبران باسيل.
اما في الخارج، فانشغال سياسي داخلي في الدول الاكثر تأثيرا في المشهد اللبناني، بدءا بالولايات المتحدة التي دخلت عمليا في نفق استحقاقها الرئاسي المثير للجدل، مرورا بفرنسا حيث حقق اليمين فوزا كبيرا يطرح اسئلة كبرى حول المرحلة المقبلة في البلاد، ووصولا الى ايران، التي لم تنجز بعد عملية انتخاب رئيس للبلاد يحل محل الرئيس الراحل ابراهيم رئيسي.
لكن، في خضم هذا المشهد، تبرز الى العلن معطيات التواصل الاميركي-الفرنسي المتجدد حول الملف اللبناني عامة، والجنوبي بشكل خاص، انطلاقا من محاولة تجنيب البلاد توسيعا للحرب الاسرائيلية، بناء على التهديدات المتواصلة من قادة العدو، وفي ضوء التعثر الذي تعاني منه العملية العسكرية الاسرائيلية في غزة، والنزاعات السياسية الداخلية التي تكاد تتسبب بخلل في أسس الكيان العبري.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي
كل العالم انتخابات ومفاعيل انتخابات: أول المفاعيل من الولايات المتحدة الأميركية حيث اعترفت المحكمة الأميركية العليا لترامب "بحصانة افتراضية لأعماله الرسمية"، وكان ترحيب من ترامب.
في فرنسا، حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، فرض نفسه على الجميع، ولم تنفع كل محاولات الإعتراض في الشارع في تغيير مفاعيل النتيجة.
في إيران انتظار للدورة الثانية.
في حرب غزة، تعثرت جهود مصرية وقطرية، تدعمها الولايات المتحدة، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وتقول حماس إن أي اتفاق يجب أن يفضي إلى إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة. وتقول إسرائيل إنها ستوافق فقط على وقف مؤقت للقتال حتى يتسنى لها القضاء على حماس.
إذا، الكلمة للتصعيد وليس لطاولة المفاوضات.
لبنانيا، قالت هيئة إدارة قطاع البترول اليوم الاثنين إن وزارة الطاقة قررت تمديد الموعد النهائي للشركات لتقديم عروضها للحصول على حقوق التنقيب عن النفط والغاز في حقول بحرية ضمن جولة التراخيص الثالثة. وسيصبح الموعد النهائي بموجب هذا الإعلان 17 آذار 2025 بدلا من الثالث من تموز الحالي. وقالت الوزارة في قرارها إن إرجاء الموعد النهائي سيعطي وقتا كافيا لمراقبة "التطورات الإقليمية والدولية، والعمل على إيجاد حلول لتعزيز جذب الشركات".
لبنانيا أيضا، صوت السياحة يعلو على صوت التصعيد. والصيفية ولعانة.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد
صانه ربه لمدى الازمان .. هو لبنان الطالع الى صيفه "مشوار" يخترق النار والمتأهب دوما حتى للسياحة الحربية ولصيفه الاسثنائي هذا العام وقع التحدي وإبراز لائحة وردية في مواجهة ترسانة التخويف الاسرائيلية والتي أصبحت سلاحا يوميا . وإذ أعلن لبنان من بحر بيروت انطلاق موسمه السياحي، فقد نشر لمن يعنيهم الأمر أن مدنه قابلة للحياة واستقبال الوافدين بمن فيهم اولئك الذين سكنوا بيانات الهلع الصادرة عن السفارات .
ومن بين " المهلوعين " نواب معارضون في لبنان رسموا اليوم الخط الازرق بين المسارين اللبناني والفلسطيني ، وطالبوا بإعلان حالة الطوارئ في الجنوب وتسليم الجيش اللبناني زمام الأمور فيه، وبوضع حد للأعمال العسكرية كافة خارج إطار الدولة اللبنانية وأجهزتها، التي تنطلق من الأراضي اللبنانية ومن أي جهة كانوجددوا التأكيد على أهمية وضرورة تطبيق القرار 1701 من قبل الجهات كافة، وتطبيق قراري الشرعية الدولية 1559، و1680 وغيرها من المعاهدات الدولية ذات الصلة .
ولم يكلف نواب المعارضة خاطرهم بإدانة اسرائيل وارتكاباتها وخرقها السيادة اللبنانية ورقص طائراتها يوميا فوق المناطق والمدن من الناقورة الى النهر الكبير. وحتى عندما دعوا لبنان الى الالتزام بالقرار 1701 لم يأتوا على ذكر اسرائيل المعنية بالالتزام من جهتها، إنما اكتفوا بعبارة " من قبل الجهات كافة"
وهذه الجهات المجهولة هي معلومة بافعالها من جنوب لبنان الى فلسطين التي تشهد اليوم على تطرف غير مسبوق وصل الى حد دعوة وزرائها الى تصفية الاسرى الفلسطنيين برصاص في الرأس . والحرب التي يخشاها البعض في لبنان , بدد اسبابها الاسرائيليون انفسهم من ضباط حرب ورؤساء حكومات سابقين. وقد انضم اليهم اليوم وزير خارجية اميركا انطوني بلينكن الذي قال ان لا احد من اللاعبين الكبار في المنطقة يريد حربا فلا اسرائيل وحزب الله ولبنان وايران يريدون الحرب، والعابرون من سفن الحروب كانت سفينتهم على موانىء الجامعة العربية.
ففي توضيح لقرار الجامعة كشف الامين العام المساعد حسام زكي للجديد انه "في قمة جدة في أيار 2023، حصلت تعديلات على القرار الخاص بالتدخلات الإيرانية بالشؤون العربية، ومن ضمن التعديلات سقطت الإشارة إلى مسألة وصف "حزب الله" بالإرهابي وقال: عندما زال وصف "حزب الله" بالإرهابي قبل عام لم يعد هناك أي مانع من اللقاء موضحا أن "زيارته الأخيرة إلى لبنان كانت تضامنية خشية من توسع الحرب وساهمت هذه التوضيحات ايضا بتعديل موقف الرئيس فؤاد السنيورة او توضيحه، إذ قال للجديد إن حزب الله حزب لبناني ونحن كلبنانيين لا نميز بين جناحه السياسي والعسكري موضحا انه سأل فقط عن الهدف من هذه الهدايا المجانية .
وفي سلسلة التوضيحات ذات الصلة بالارهاب من الالتباس موقف من بكركي اورده عبر الجديد المسؤول الاعلامي وليد غياض فكشف ان سفراء في لبنان وخارج لبنان طلبوا من البطريرك الماروني بشارة الراعي بكل وضوح لا بل بوقاحة بان يصف حزب الله بالارهابي وقد رفض الراعي هذا الأمر رفضا قاطعا مؤكدا ان حزب الله مكون لبناني وليس ارهابيا ابدا وانا ارفض هذا الكلام ولا اقبل به ابدا
وقال غياض أن لا نية باستهداف حزب الله ولا بوصفه بالارهابي مؤكدا أن البطريرك الراعي لم يقصد حزب الله ولا المقاومة في الجنوب التي نقدر كل تضحياتها وما انجزته من انتصارات كانت محقة وتحية الى كل الشهداء الذين يسقطون في الجنوب اقتضت التوضيحات والتي سينبى عليها " اليوم التالي " اذا ما انضم جنوب لبنان الى المرحلة الثالثة من تجميد القتال في غزة.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی الجنوب حزب الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
قنبلة الشرق الأوسط الموقوتة تهدد بالانفجار
أعاصير التغيير الكبير تهب على العالم بعنف لأن أخطر مؤشرات الحرب العالمية الثالثة هي اليوم تهديد (ترامب) و (ناتنياهو) بقصف إيران تبعه موقف إيران العقلاني الساعي للسلام.
ويصاب المرء بفقدان البوصلة لأننا تجاوزنا ما سميناه بالحداثة وما سميناه بما بعد الحداثة وأصبحت تكهنات (صامويل هنتنغتون) وراء ظهورنا وهو الذي بشر بحرب الحضارات بعد الحروب بين الدول. على رغم أن الحرب الروسية – الأوكرانية لم تضع أوزارها بعد بدأ الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء باستخلاص الدروس منها.
هذه الحرب كشفت حجم الخلل البنيوي الذي تعاني منه أوروبا على صعيد قدراتها الدفاعية مع سعي دونالد ترامب إلى وضع حد لهذه الحرب بمعزل عن الأوروبيين: إزاء رئيس أمريكي لا يعترف إلا بالقوة الذاتية للدول اتضح افتقاد الأوروبيين ككتلة إقليمية ممثلة بالاتحاد الأوروبي وكدول مستقلة القدرة على فرض مصالحها.
ولعلنا نعيش أواخر عصر السياسة حين نشهد الحرب الشاملة التي تشنها إسرائيل على سوريا بدعوى ضرب مواقع إرهابية وعلى لبنان تحت تعلة ضربات استباقية لما يدبره حزب الله من هجومات على إسرائيل ومشاركة الجيش الإسرائيلي في الحرب على اليمن وعلى العراق تحت غطاء تدمير قواعد الحشد الشعبي وطبعا بالتوازي مع إعادة حرب الإبادة في غزة (بالأمس الخميس استشهد 70 فلسطينيا منهم 25 طفلا) ثم إن قصف المستشفيات جريمة حرب غير مسبوقة مع غلق المعابر ومنع وصول الإعانات لغزة هو القتل بالتجويع!
نعم نحن أمام مذابح ترتكبها إسرائيل ضد أشقائنا الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين وربما قريبا الأردنيين والمصريين فنغضب ونشارك في النفير الكبير الذي دعت له المقاومة واستجابت له بقية الأمة الإسلامية!
تؤكد وكالات الأنباء أن حكومة (نتنياهو) تستعد لاحتلال قطاع غزة والضفة وفرض الحكم العسكري عليهما والسيطرة الكاملة على الفلسطينيين وعلى الشرق الأوسط وتنفيذ مخططاتها المتعلقة بالاستيطان أو التهجير. وهو التوجه الذي يتوافق مع خطة رئيس هيئة الأركان العامة (إيال زامير)
لكن يبقى السؤال: هل تمتلك إسرائيل إستراتيجية واضحة لما تقوم به؟ وانظروا ما يحدث في العالم من حولنا: رجل أمريكي مثير للجدل ترأس الأمة الأمريكية مرتين واحتل البيت الأبيض ويخطط لعهدة ثالثة وأعلن أن كندا وبنما والقطب الشمالي (غرين لاند) هي ولايات تابعة لأمريكا ! وأن خليج المكسيك أصبح اسمه خليج أمريكا وأن أوكرانيا ليست أوروبية بل هي قطعة من روسيا ثم أعلن أنه لا يعترف للاتحاد الأوروبي بأي سلطة على أوكرانيا بل أنه يعمل على إنهاء الحرب الأوكرانية الروسية في مفاوضات بينه وبين (بوتين) حليفه الجديد ونعت الرئيس الفرنسي (ماكرون) بالمعتوه الذي يغرر بالأوروبيين ويريد قيادتهم الى حرب ضد روسيا مثلما نعت (زيلنسكي) أيضا بالمجنون الذي نفخ فيه الأوروبيون روحا من البطولة المزيفة أفقدته حجمه الحقيقي!
وأمام حرب إبادة الفلسطينيين وقف عاجزا عن إبداع من إبداعاته واكتفى بالرجوع الى أصول ديانته الأنغليكانية التي تدمج الخرافات التلمودية المتطرفة في عقيدتها المسيحية (والتي قاومها القس الألماني مارتن لوثر في القرن السادس م) واكتفى بالقول بأن إسرائيل محقة في الدفاع عن أمنها!!! وهو التبرير الخطأ الممجوج من كثرة تكراره حتى لم يعد يقنع اليهود أنفسهم وخرج بعض نزهائهم للتظاهر ضد حرب الإبادة التي وصمت اليهود بالعار الى أبد الدهر وجعلت شرفاء الدنيا كلهم يشيرون إليهم بالبنان كقتلة أطفال وهو عار لن تمحوه الدعايات البلهاء الصادرة عن العنصريين المتطرفين من مستوطني فلسطين منذ العشرينيات (بداية الهجرات الكبرى) الى عام 2025 حيث بدأ الإسرائيليون حاملو جنسيتين يغادرون فلسطين المحتلة الى بلدانهم الأصلية التي جاؤوا منها (أكثر من 300 ألف حالة عودة طوعية منذ السابع من أكتوبر 2013).
وحسب تحليل أخير للدكتور طلال أبو غزالة (وهو أفضل من يفكك خفايا الصراع في الشرق الأوسط) فإن إسرائيل دخلت مرحلة الحرب الأهلية لأن نصف شعبها يقف ضد (ناتنياهو) والنصف الثاني متعدد الانتماءات والمصالح وبلغت الحرب الأهلية مستوى قياداتها العسكرية حتى أن بعضهم استعمل مصطلح الحرب الأهلية مرات عديدة! ويتنبأ هذا الخبير الواعي بأن حماس سوف تنتصر لأنها تدافع عن أرضها المغتصبة بينما يقاتل الإسرائيلي من أجل الاحتفاظ بأرض اغتصبها ولأن (ناتنياهو) حينما يؤكد أنه يقاتل على سبع جبهات فإنه في الحقيقة يقر باستحالة الانتصار في السبع جبهات بسببين: سبب جغرافي وسبب عقائدي فجبهة لبنان مثلا هي عدة جبهات: حزب الله ودولة لبنان مع الرئيس الجديد (جوزاف عون) الذي أكد أمام (ماكرون) أن الدولة وحدها لديها حق حمل السلاح لكنه أضاف: «وهذا أمر يحتاج الى شيء من الوقت بالنظر الى أن جزءا من أراضينا ما زالت محتلة» فاقتنع الجميع وأولهم (ماكرون) الراعي الرسمي للدولة اللبنانية بأن عملية نزع سلاح حزب الله بالقوة يعني بكل تأكيد حربا أهلية لبنانية أعنف من الحرب الأهلية الأولى (1975-1990) وهي حربٌ أهليّةٌ متعدّدة الأصعدة راح ضحيتها 120 ألف لبناني مسلحين ومدنيين ولا يزال 76 ألف لبناني مشردين نازحين ولاجئين داخل لبنان أو خارجه.
يتذكر أبناء جيلي أن تلك الحرب الضروس اندلعت على إثر محاولة اغتيال الزعيم (بيار جميل) ومحاولات إسقاط إصلاحات فؤاد شهاب الذي سعى لجمع الطوائف وسن دستور ديمقراطي مما حرك طبقات اجتماعية من اللبنانيين تعودوا على الإثراء مغتنمين هشاشة الدولة ثم تحركت قوى اقليمية ودولية تسعى للحفاظ على مصالحها في لبنان والشرق الأوسط مثل سوريا ومصر والأردن ثم روسيا وأمريكا وفي الأثناء ازداد تواجد الفلسطينيين وقياداتهم على التراب اللبناني معتبرين عن خطأ في التقدير أن لبنان أرض مواجهة مباشرة مع العدو الإسرائيلي المحتل ولا ننسى أن منظمة التحرير تم إجلاؤها بقوة عن الأردن في أيلول 1970عندما شرع فدائيوها في تفجير طائرات مختطفة في الأردن فاستقروا في لبنان ليخلوا بالتوازن الهش بين المسلمين والمسيحيين فانقسموا الى يمين ويسار! وحمل شبابهم السلاح وتقاتلوا فيما بينهم واندلعت حرب أهلية دمرت لبنان! نحن اليوم في مارس 2025 نكتشف مزيد انقسام دار الإسلام ونستحي عندما نرى ونسمع السودانيين يتقاتلون وكل فريق يهتف «الله أكبر» وهو يقصف مسلمين موحدين يهتفون أيضا «الله أكبر»! ونرى ليبيا عاصمتين وجيشين وحكومتين ونرى اليمن يمنين وحكومتين وجيشين! وتصل الأزمة العنيفة الى تركيا السنية لتوقظ مارد الفانوس السحري من نومه فيهدد استقرار تركيا مع أردوغان ويكاد يعصف بالليرة وبالسياحة. من جهتها أطلقت الإيكونوميست البريطانية تحذيرا مرعبا للإسرائيليين حول دولتهم مشيرة إلى أن سياسات الحكومة الحالية تقودهم إلى كارثة غير مسبوقة وجاء في تقريرها الذي تصدر غلافها تحت عنوان «غطرسة إسرائيل» أن دولتهم تبدو قوية ظاهريا لكنها تواجه أخطارا متزايدة تهدد استقرارها بل وجودها!!
(الشرق القطرية)