أكدت جيهان عبدالرحمن، رئيس الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة، نائب محافظ القاهرة الأسبق، أن الدولة المصرية خلال العشر سنوات الماضية تبنّت استراتيجية إعادة بناء الإنسان المصرى والاستثمار فى البشر، من خلال توفير إجراءات وبرامج الحماية الاجتماعية والاقتصادية لموظفى الدولة وأسرهم، وعلى رأسها برامج حياة كريمة، وتكافل وكرامة والدعم الغذائى وغيرها، وقالت فى حوارها لـ«الوطن»، إن 10 سنوات من الإنجازات والإصلاحات فى القطاعين الإدارى والاقتصادى، أثمرت عن تحسّن كبير فى دخل موظفى الجهاز الإدارى للدولة.

ماذا تعنى زيادة الحد الأدنى للأجور لموظفى الدولة والهيئات الاقتصادية 7 مرات منذ عام 2014 وحتى اليوم؟

- الزيادة غير المسبوقة للحد الأدنى لأجور موظفى الجهاز الإدارى للدولة والهيئات الاقتصادية، ليس لها معنى أوضح من أن مصر تنعم باستقرار اقتصادى ومعدلات نمو اقتصادى لم تصل إليه من قبل.

تراجع معدلات الشكاوى وتحسّن الخدمات الحكومية بنسبة 85% بعد زيادة الأجور.. و«الخدمة المدنية» قضى على الترهل فى الجهاز الإدارى للدولة

هل للتحسّن الكبير الذى طرأ على مرتبات موظفى الحكومة أثر إيجابى على درجة الأداء فى سوق العمل؟

- بالتأكيد، لأن الموظف الحكومى كان أكثر الفئات تعرّضاً للأزمات المالية بسبب ضعف المرتبات، خاصة خلال الثلاثة عقود قبل أحداث 25 يناير 2011، ولكن بدأت أحواله تتغير مع قانون 18 لسنة 2015 «الخدمة المدنية الجديد»، الذى تم تعديله إلى قانون 81 لسنة 2016 المعمول به حالياً، حيث شمل الكثير من المزايا، خاصة فى ما يتعلق بتحسين الأجور على المستوى المالى، والخدمات المقدّمة للمواطنين على المستوى الاجتماعى.

هل استفاد أصحاب الدرجات الوظيفية الدنيا؟

- بالتأكيد، فالزيادة الأخيرة فى الحد الأدنى للأجور شملت رفع مرتب موظفى وعمال الدرجة السادسة إلى 6 آلاف جنيه، بعدما كانت أقل من 700 جنيه فى 2014، وهو أكبر دليل على أن موظفى الدرجات الدُنيا لم يشعروا بالأمان الوظيفى إلا فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى.

وما مدى الاستفادة التى عادت على أصحاب المعاشات جراء برامج الإصلاح الاقتصادى التى ألمحتِ إليها؟

- أولت الدولة فى ظل توجيهات الرئيس اهتماماً كبيراً بأصحاب المعاشات، خلال الـ10 سنوات الأخيرة، ووضح ذلك بقوة، فى زيادة المعاشات 14 مرة.

ما أهمية زيادة الحد الأدنى للأجور فى محور الإصلاح الإدارى للدولة؟

- توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ أول يوم له فى تولى مسئولية البلاد فى 2014، كانت واضحة للحكومة بضرورة وضع استراتيجية وخطة لتحسين الوضع الاقتصادى لموظفى الدولة وأسرهم، وهو ما انعكس بالإيجاب على الإصلاح الإدارى، باعتبار الاستثمار فى البشر أهم أسس وأركان الإصلاح الإدارى، مما كان له أكبر الأثر فى تراجع نسبة الشكاوى من الخدمات المقدّمة بنسبة 85%، وعلى العكس فى الاتجاه الآخر الشعور برضا المواطنين عن الخدمات المقدّمة وتحسّنها بنسبة 85%.

هل نستطيع أن نقول إن قانون الخدمة المدنية نجح فى القضاء على سلبيات القانون 47 أجور لسنة 1978؟

- قانون الخدمة المدنية، كان الحلم الذى يحلم به الموظف البسيط والشريحة الأغلبية من موظفى الجهاز الإدارى للدولة، ولم يتحقّق هذا الحلم ويرى النور إلا فى عهد الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، الجمهورية المولودة من رحم ثورة 30 يونيو.

ولماذا كان قانون الخدمة المدنية حلماً للشريحة العظمى من موظفى الجهاز الإدارى؟

- لا بد أن نوضح أن قانون الخدمة المدنية يطبّق على الوظائف فى الوزارات ومصالحها والأجهزة الحكومية ووحدات الإدارة المحلية، والهيئات العامة، فقد ركزت أهم مواده على إصلاح الجهاز الإدارى للدولة، حيث إنه تم سنّ هذا التشريع فى المقام الأول من أجل هذا الهدف، ويشتمل القانون على مواد لتقييم أداء العاملين بشكل موضوعى، مما يسهم فى خلق جهاز إدارى كفء وفعّال يتّسم بالشفافية والعدالة ويخضع للمساءلة، ويهتم برضاء المواطن عن خدماته، وكذلك أسهم بقدر كبير فى القضاء على الترهل والبيروقراطية التى كانت من أهم السمات المتراكمة بفعل أثر قانون 47 أجور الملغى.

ما رأيك فى برامج الحماية الاجتماعية التى نفّذتها الدولة خلال 10 سنوات؟ هل حققت الأهداف المرجوة منها فى توفير حياة كريمة للموظفين والمواطنين؟

- حقيقة، وضعت الدولة المصرية على مدار الـ10 سنوات الماضية، ملف الحماية الاجتماعية، على رأس أولوياتها، فتبنّت منهج العدالة الاجتماعية، وكفالة الحقوق الاجتماعية والاقتصادية لجميع الفئات وأهمها الأسر الأولى بالرعاية، بما يشمل الفئات الأكثر فقراً والأشخاص ذوى الإعاقة والمتعطلين عن العمل والمسنين، وفاقدى الرعاية الأسرية.

برامج عديدة لحماية محدودى الدخل

هناك برامج عديدة جاءت لحماية محدودى الدخل والأسر الأولى بالرعاية، مثل «تكافل وكرامة»، ونظام التأمين الاجتماعى والمعاشات على فئات القوة العاملة المختلفة، وعلى رأسها العمالة غير المنتظمة، وتكافؤ الفرص التعليمية، وبرنامج «سكن كريم»، وبرنامج «حياة كريمة»، وهو مشروع قومى نجح فى تطوير قرى الريف المصرى بشكل غير مسبوق.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأجور والمعاشات التنظيم والإدارة الاستقرار الاقتصادى الجمهورية الجديدة قانون الخدمة المدنیة

إقرأ أيضاً:

مديحة محمد إبراهيم تكتب: العصر الذهبي للجهاز الإداري للدولة

شهد الشهر الماضى احتفالين هما الاحتفال بيوم الخدمة المدنية، الذى يوافق ٢٣ يونيو من كل عام، واحتفال ثورة ٣٠ يونيو، وقد اهتم كلاهما بالعنصر البشرى، حيث يعتبر العنصر البشرى أحد العوامل المسئولة عن إدارة الجودة الشاملة ومرتكزاً أساسياً لمحور التنمية، ومن هذا المنطلق شهد العاملون بالدولة زيادة فى الأجور من أجل العمل على تحسين الوضع الاقتصادى والمعيشى لهم مما له من أثر مباشر على أدائهم.

وقد ظهر الاهتمام بالعاملين بالدولة بصدور قانون الخدمة المدنية ٨١ لسنة ٢٠١٦ ولائحته التنفيذية الذى أفرد باباً منفصلاً (الباب الخامس) الأجور والعلاوات (أجر وظيفى + أجر مكمل)، حيث أعطى الحق للعامل فى استحقاق أجره من تاريخ تسلمه العمل أو من تاريخ التعيين (مستبقى بالقوات المسلحة).

كما أعطى له الحق فى الحصول على منح وعلاوات دورية سنوية وعلاوات تشجيعية بنسبة ٥٪ من أجره الوظيفى وفقاً للاشتراطات التى وردت فى المادة (٣٨) من قانون الخدمة المدنية، ولم يتوقف الأمر على ذلك، بل أعطى الحق بصرف حافز تمييز لمن يحصل على مؤهل أعلى أثناء الخدمة (دبلوم - ماجستير - دكتوراه) تحفيزاً لرفع أداء العامل ومستواه الوظيفى، وهذا الحافر بمبالغ متدرجة طبقاً لنوع المؤهل.

بل أجازت للسلطة المختصة تشجيعاً للموظف المبتكر فى منحه مكافأة تشجيعية نظير تقديم أفكار تؤدى إلى تطوير وتحسين طرق العمل بالوحدة الإدارية، وقد أدى ذلك إلى زيادة كبيرة وطفرة فى الأجور مقارنة بالأعوام السابقة؛ فعلى سبيل المثال بلغت الأجور وتعويضات العاملين فى موازنة عام ٢٠١١/٢٠١٢ مبلغ ١١٧ مليار جنيه، فى حين بلغت فى موازنة العام السابق ٢٠٢٣/٢٠٢٤ مبلغ ٤٩٤ ملياراً.

بينما تعتبر موازنة العام المالى ٢٠٢٤ /٢٠٢٥، التى وافق عليها مجلس النواب، هى أكبر موازنة زيادة فى الأجور والمعاشات والمقدرة بمبلغ ٥٧٥ مليار جنيه، وبالتالى تتضح زيادة الأجور والمعاشات خلال العشر سنوات ما يقرب من ٤٠٠٪، مع زيادة فى الدعم والمنح الاجتماعية لتصل إلى 635 مليار جنيه، مع زيادة مخصصات الصحة والتعليم بنسبة ٣٠٪؛ للقضاء على التفاوت بين الحدين الأدنى والأقصى للأجور داخل الجهاز الإدارى للدولة، حيث أصبح الحد الأدنى للأجور ستة آلاف جنيه شهرياً يزداد طبقاً لكل مستوى وظيفى أعلى (تبدأ من الدرجة السادسة وتنتهى إلى الدرجة الممتازة)، وبالتالى أدى ذلك إلى تعديل فى جدول المرتبات للعاملين بالدولة.

لم يتوقف اهتمام الدولة بالعاملين القائمين على رأس العمل، بل اهتمت أيضاً بأصحاب المعاشات وقررت لهم زيادة سنوية على إجمالى المعاش الذى يصرف لهم فى كل سنة مالية، حيث تم تخصيص مبلغ ٢١٤٫٢ مليار جنيه لصالح الهيئة القومية للتأمينات الاجتماعية لأصحاب المعاشات، حيث من المقرر أن يصل إجمالى ما تم تحويله للهيئة القومية للتأمينات الاجتماعية بنهاية يونيو ٢٠٢٥ إلى تريليون و١١٦ مليار جنيه.

ونأمل أن يتم وضع حد أدنى للمعاشات أسوة للعاملين بالدولة بمبلغ ٦ آلاف جنيه كمعاش شهرى كمطلب إنسانى تكريماً للعاملين الذين بذلوا من العطاء لسنوات طويلة.

ويتوالى اهتمام الدولة بالفئات الأكثر فقراً وبمبادرة رئاسية من السيد رئيس الجمهورية سنة ٢٠١٩ كـ«حياة كريمة»، وكان الهدف منها تحسين ظروف المعيشة والحياة اليومية للمواطن المصرى عن طريق توحيد التكامل والجهود بين مؤسسات الدولة والقطاع الخاص بمشاركة إيجابية من شباب متطوع.

ولا يتوقف دورها فقط على تقديم مساعدات مالية للأسر الأكثر احتياجاً بهدف توفير الحد الأدنى من الحياة الكريمة لسكان المجتمعات الأكثر احتياجاً فى المناطق الفقيرة والعشوائيات والقرى، بل يمتد أيضاً إلى الاهتمام بالبنية التحتية عن طريق توصيل المياه والصرف الصحى والكهرباء، بالإضافة إلى خدمات أخرى مثل تشييد أسقف المنازل الآيلة للسقوط وتجهيز الفتيات المقبلات على الزواج.

* مستشار. أ بالجهاز المركزى للتنظيم والإدارة سابقاً

مقالات مشابهة

  • رؤيا تكرم كوكبة من موظفيها الذين أمضوا 5 و10 سنوات من الخدمة - فيديو وصور
  • تأجيل صرف الدفعة الأولى من الزيادة في أجور الموظفين إلى نهاية يوليوز
  • نائب رئيس جامعة الفيوم يتفقد أمتحانات الدراسات العليا بكليتى الخدمة الاجتماعية والعلوم
  • وزير المالية الجديد: ثقة القيادة السياسية تدفعنا جميعًا لمضاعفة الجهود لتحقيق الاستقرار الاقتصادي
  • نائب رئيس جامعة الفيوم يتفقد امتحانات الدراسات العليا بكليتَي الخدمة الاجتماعية والعلوم
  • رئيس «الإصلاح والنهضة»: الاستقرار الاقتصادي أولوية أمام الحكومة الجديدة
  • مديحة محمد إبراهيم تكتب: العصر الذهبي للجهاز الإداري للدولة
  • حزب العدل يطالب بتقليل عدد الوزارات في الحكومة المرتقبة
  • رئيس ديوان الخدمة المدنية بالكويت: لا توجد لدينا بطالة