شهد الشهر الماضى احتفالين هما الاحتفال بيوم الخدمة المدنية، الذى يوافق ٢٣ يونيو من كل عام، واحتفال ثورة ٣٠ يونيو، وقد اهتم كلاهما بالعنصر البشرى، حيث يعتبر العنصر البشرى أحد العوامل المسئولة عن إدارة الجودة الشاملة ومرتكزاً أساسياً لمحور التنمية، ومن هذا المنطلق شهد العاملون بالدولة زيادة فى الأجور من أجل العمل على تحسين الوضع الاقتصادى والمعيشى لهم مما له من أثر مباشر على أدائهم.

وقد ظهر الاهتمام بالعاملين بالدولة بصدور قانون الخدمة المدنية ٨١ لسنة ٢٠١٦ ولائحته التنفيذية الذى أفرد باباً منفصلاً (الباب الخامس) الأجور والعلاوات (أجر وظيفى + أجر مكمل)، حيث أعطى الحق للعامل فى استحقاق أجره من تاريخ تسلمه العمل أو من تاريخ التعيين (مستبقى بالقوات المسلحة).

كما أعطى له الحق فى الحصول على منح وعلاوات دورية سنوية وعلاوات تشجيعية بنسبة ٥٪ من أجره الوظيفى وفقاً للاشتراطات التى وردت فى المادة (٣٨) من قانون الخدمة المدنية، ولم يتوقف الأمر على ذلك، بل أعطى الحق بصرف حافز تمييز لمن يحصل على مؤهل أعلى أثناء الخدمة (دبلوم - ماجستير - دكتوراه) تحفيزاً لرفع أداء العامل ومستواه الوظيفى، وهذا الحافر بمبالغ متدرجة طبقاً لنوع المؤهل.

بل أجازت للسلطة المختصة تشجيعاً للموظف المبتكر فى منحه مكافأة تشجيعية نظير تقديم أفكار تؤدى إلى تطوير وتحسين طرق العمل بالوحدة الإدارية، وقد أدى ذلك إلى زيادة كبيرة وطفرة فى الأجور مقارنة بالأعوام السابقة؛ فعلى سبيل المثال بلغت الأجور وتعويضات العاملين فى موازنة عام ٢٠١١/٢٠١٢ مبلغ ١١٧ مليار جنيه، فى حين بلغت فى موازنة العام السابق ٢٠٢٣/٢٠٢٤ مبلغ ٤٩٤ ملياراً.

بينما تعتبر موازنة العام المالى ٢٠٢٤ /٢٠٢٥، التى وافق عليها مجلس النواب، هى أكبر موازنة زيادة فى الأجور والمعاشات والمقدرة بمبلغ ٥٧٥ مليار جنيه، وبالتالى تتضح زيادة الأجور والمعاشات خلال العشر سنوات ما يقرب من ٤٠٠٪، مع زيادة فى الدعم والمنح الاجتماعية لتصل إلى 635 مليار جنيه، مع زيادة مخصصات الصحة والتعليم بنسبة ٣٠٪؛ للقضاء على التفاوت بين الحدين الأدنى والأقصى للأجور داخل الجهاز الإدارى للدولة، حيث أصبح الحد الأدنى للأجور ستة آلاف جنيه شهرياً يزداد طبقاً لكل مستوى وظيفى أعلى (تبدأ من الدرجة السادسة وتنتهى إلى الدرجة الممتازة)، وبالتالى أدى ذلك إلى تعديل فى جدول المرتبات للعاملين بالدولة.

لم يتوقف اهتمام الدولة بالعاملين القائمين على رأس العمل، بل اهتمت أيضاً بأصحاب المعاشات وقررت لهم زيادة سنوية على إجمالى المعاش الذى يصرف لهم فى كل سنة مالية، حيث تم تخصيص مبلغ ٢١٤٫٢ مليار جنيه لصالح الهيئة القومية للتأمينات الاجتماعية لأصحاب المعاشات، حيث من المقرر أن يصل إجمالى ما تم تحويله للهيئة القومية للتأمينات الاجتماعية بنهاية يونيو ٢٠٢٥ إلى تريليون و١١٦ مليار جنيه.

ونأمل أن يتم وضع حد أدنى للمعاشات أسوة للعاملين بالدولة بمبلغ ٦ آلاف جنيه كمعاش شهرى كمطلب إنسانى تكريماً للعاملين الذين بذلوا من العطاء لسنوات طويلة.

ويتوالى اهتمام الدولة بالفئات الأكثر فقراً وبمبادرة رئاسية من السيد رئيس الجمهورية سنة ٢٠١٩ كـ«حياة كريمة»، وكان الهدف منها تحسين ظروف المعيشة والحياة اليومية للمواطن المصرى عن طريق توحيد التكامل والجهود بين مؤسسات الدولة والقطاع الخاص بمشاركة إيجابية من شباب متطوع.

ولا يتوقف دورها فقط على تقديم مساعدات مالية للأسر الأكثر احتياجاً بهدف توفير الحد الأدنى من الحياة الكريمة لسكان المجتمعات الأكثر احتياجاً فى المناطق الفقيرة والعشوائيات والقرى، بل يمتد أيضاً إلى الاهتمام بالبنية التحتية عن طريق توصيل المياه والصرف الصحى والكهرباء، بالإضافة إلى خدمات أخرى مثل تشييد أسقف المنازل الآيلة للسقوط وتجهيز الفتيات المقبلات على الزواج.

* مستشار. أ بالجهاز المركزى للتنظيم والإدارة سابقاً

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأجور والمعاشات التنظيم والإدارة الاستقرار الاقتصادى الجمهورية الجديدة ملیار جنیه

إقرأ أيضاً:

هل يحق للموظف قبول هدايا نظير القيام بواجبات وظيفته؟

حظر قانون الخدمة المدنية، على الموظفين العاملين بالجهاز الإداري للدولة، قبول أي هدايا أو خدمات  مقابل القيام بواجبات وظيفتهم.


نص القانون على: أن يحظر عليه مباشرة أي نشاط أو إتيان أي سلوك من شأنه تكدير الأمن العام أو التأثير علي السلام الاجتماعي أوأي فعل يفقده حسن السمعة وطيب السيرة اللازمين لشغل الوظائف العامة أو الاستمرار في شغلها.


وتضمن قانون الخدمة المدنية محظورات أخرى على الموظف، منها ممارسة أي عمل حزبي أو سياسي أو جمع تبرعات أو مساهمات لصالح أحزاب أو جماعات أو نشر الدعاية أو الترويج لها، إذا كان ذلك داخل مكان العمل أو بمناسبة تأديته، والاشتراك في تنظيم اجتماعات داخل مكان العمل دون إذن من السلطة المختصة أو من تفوضه، وذلك دون الإخلال بأحكام قوانين التنظيمات النقابية، وحظر استغلال نفوذه الوظيفي.


كما حظر القانون إساءة معاملة الجمهور متلقى الخدمة أو التباطؤ المتعمد في أداء الخدمة أو تأخيرها، أو إساءة استعمال السلطة، وإساءة استخدام أدوات أو معدات العمل أو العبث بأصول وممتلكات جهة العمل أو التقصير الذي يترتب عليه ضياع حق من الحقوق المالية للدولة والعاملين والمتعاملين مع الجهة.

مقالات مشابهة

  • حاكم الشارقة يعتمد الموازنة العامة للإمارة بـ 42,007 مليار درهم لعام 2025
  • حاكم الشارقة يعتمد الموازنة العامة للإمارة بـ 42.007 مليار درهم لعام 2025
  • سلطان يعتمد موازنة الشارقة 2025 بـ 42 مليار درهم وبنمو 2 %
  • هل يحق للموظف قبول هدايا نظير القيام بواجبات وظيفته؟
  • النيابة الإدارية تفتتح ورشة عمل إشكاليات الخدمة المدنية وآليات الإصلاح الإداري
  • مارجريت عازر: نعيش العصر الذهبي للمرأة في عهد الرئيس السيسي
  • هل ستلبي مطالب زيادة الأجور والمعاشات؟
  • الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة يستعرض تجربة مصر في الإصلاح الإداري
  • استعراض التجربة المصرية في الإصلاح الإداري أمام رابطة السياسات العامة بالشرق الأوسط
  • إبراهيم شعبان يكتب: نظرية العصر الإسرائيلي