بلينكن يعرب عن ثقته باستمرار دعم الناتو رغم صعود اليمين المتطرف في أوروبا
تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT
توقع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن يواصل الحلفاء الأوروبيون للناتو دعمهم القوي للحلف بعد فوز اليمين المتطرف في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية في فرنسا.
وقال بلينكن من معهد "بروكينغز" للدراسات في واشنطن "إن الناتو يتحرك للتأكد من أن لدينا الدفاعات الصحيحة في كل أنحاء الحلف، حيثما تكون هناك حاجة إليها، وحيثما تكون مهمة".
إقرأ المزيد
لوبان: معسكر ماكرون تم محوه عمليا
وأشار إلى أن "هذا المسار واضح منذ ثلاث سنوات ونصف السنة"، مؤكدا أنه يعتقد "بعدم تغيره مهما كانت السياسات الحالية في أوروبا".
وأضاف: "لدينا حلفاء أقوياء جدا، وشركاء أقوياء جدا"، مشيرا خصوصا إلى إيطاليا بزعامة رئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني.
وتابع قائلا: "أنا واثق إذا من أننا سنواصل المضي قدما، والسبب هو، مرة أخرى، أنه من الواضح أن ذلك في مصلحة الأشخاص الذين يتعين علينا جميعا تمثيلهم".
وردا على سؤال عن النجاح التاريخي الذي حققه التجمع الوطني، امتنع بلينكن عن الإدلاء بأي تعليق مباشر.
وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة "باريزيان"، نقلا عن بيانات وزارة الداخلية في البلاد، أن حزب التجمع الوطني اليميني والقوى المتحالفة معه قد فاز في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية في فرنسا بنسبة 33.4% من الأصوات وجاء تحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري في المركز الثاني بحصوله على 27.98% من الأصوات، وجاء تحالف الرئيس إيمانويل ماكرون في المركز الثالث بحصوله على 20.76% من الأصوات.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مسار الخارجيه رئيسة الوزراء شعبي دراسات وطني تشريع قدم اليسا وزير الخارجية الأمريكي وزارة الداخلية
إقرأ أيضاً:
أطفال «اضطراب طيف التوحد».. أنتم أقوياء
إنهم فلذات أكبادنا التي تمشي على الأرض، وهم أيضًا أصحاب الأنامل النقية والحضن الدافئ النابض بجمال الحياة، والممتلئ بكل حب ونقاء.
هم إشراقات للمستقبل الواعد، وشمس الحياة التي لا تغيب، وعطر ينثر شذاه فـي كل مكان، فما أجمل الصباح الذي يبدأ برؤية أطفال رائعين تحدّوا الحياة ليكونوا أقوى من أي شيء آخر، تحدّوا أنفسهم ليصبحوا جزءًا من المجتمع الذي يعيشون فـيه رغم كل ما بهم من تعب ونَصَب.
عندما نبدأ صباحاتنا فـي أماكن تواجدهم، قد يتسرّب إلينا أحيانًا بعض الحزن، لكن عندما نرى أحدهم يعدو إلينا ليأخذنا بين أحضانه لا نتمالك أنفسنا من السعادة، وكأن هذا اللقاء يداوي جُرحًا عميقًا ترسّخ فـي سويداء القلب، وعندما نرى آخر يُقبّلنا مثلما يُقبّل أمه فـي كل صباح نشعر بالسعادة تهزّ أركان أرواحنا.
وعندما يُمسك طفل آخر بطرف ثيابنا نرى فـي عينه بأننا صمّام الأمان الذي لا يستطيع تركه، وآخر يسحب أيدينا ليقول لنا «لا تتخلّوا عنا»، إذن هي تلك الرحلة اليومية التي نعجز عن وصفها، هذه هي رحلتنا التي تبدأ فـيها صباحاتنا فـي العمل مع أطفال «اضطراب طيف التوحد».
هي الصباحات التي نعشق بدايتها كعاملين فـي هذا المجال، حتى لو لم ينطق أحدهم بأسمائنا، إلا أننا بتلقائية متفرّدة نشعر بأنه نطق الاسم كاملًا بقلبه ونادانا بعينه، إنها رحلة «الصبر والتحمّل والقوة» التي لن نتخلى عنها أبدًا كواجب إنساني وعمل ميداني، هؤلاء الأطفال هم دائمًا بحاجة لك ولي ولكافة فئات المجتمع، لذا يجب أن نكون جميعًا أقوياء بما فـيه الكفاية لنظل إلى جانبهم ونُبراسًا مضيئًا فـي حياتهم.
قد يدور فـي ذهنك سؤال: من هم «أطفال اضطراب طيف التوحد»؟ كيف أكتشف ذلك الاضطراب؟ والعديد من الأسئلة التي تقفز إلى ذهنك حول هذه الفئة المهمة من أبناء المجتمع.
يعرف الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية «اضطراب طيف التوحد» بأنه عبارة عن اضطراب نمائي عصبي يتميز بقصور فـي التواصل والتفاعل الاجتماعي وأنماط سلوكية مقيّدة ومتكررة. لو تطرّقنا إلى الأعراض التي تظهر على أطفال اضطراب طيف التوحد، سنجد بأنها عديدة، ولكن سوف نُعرّج إلى بعض منها باختصار: أولها هو القصور فـي التفاعل الاجتماعي، حيث تُعتبر مشكلتهم الأساسية والأكثر شيوعًا مقارنة بالمشكلات الأخرى المتعلقة بالجانب اللغوي، وثانيًا المشكلات السلوكية، والقصور فـي التواصل، ولذا يكون التطور اللغوي لدى «أطفال اضطراب طيف التوحد» بطيئًا وقد لا يتطور بتاتًا، وأيضًا هناك السلوكيات النمطية المتكررة مثل استخدام الأصابع أو اليدين، كما يصدر أطفال اضطراب طيف التوحد أصواتًا بسيطة أو يكرّرون الكلام.
أما المشكلات الحسيّة التي تميز الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، فهي تتمثل فـي الإفراط أو النقص فـي الحاسة السمعية أو اللمسية أو البصرية أو التذوق والشم، أيضًا هناك قصور فـي مهارات اللعب لدى طفل اضطراب طيف التوحد، فهو لا يلعب بطريقة تخيلية مثل الأطفال العاديين.
ويُعتبر العلاج الناجح اليوم، المثبت علميًا ومن أنجح العلاجات والمستخدم كذلك فـي المركز الوطني للتوحد، هو «تحليل السلوك التطبيقي لعلاج اضطراب طيف التوحد»، وتُعتبر استراتيجيات التدخل التي اعتمدت مبادئ وأُسس تحليل السلوك التطبيقي هي الأكثر نجاحًا، وتكاد تكون الوحيدة التي أثبتت علميًا فـي علاج اضطراب طيف التوحد.
كما ورد فـي المشروع الوطني لمعايير علاج التوحد، وصُنّفت النتائج والتدخلات والأساليب العلاجية المستندة إلى تحليل السلوك التطبيقي بأنها المثبتة والمؤكدة علميًا لعلاج اضطراب طيف التوحد.
والفكرة العامة حول فعالية تحليل السلوك التطبيقي لعلاج اضطراب طيف التوحد تكمن فـي مساعدة الأفراد من ذوي اضطراب طيف التوحد على تحقيق أكبر فائدة لهم من خلال تعليم المهارات المهمة اجتماعيًا، والتي تتضمن مهارات التفاعل الاجتماعي والتواصل فـي الحياة اليومية والمهارات الأكاديمية، بالإضافة إلى خفض السلوكيات غير المرغوب فـيها مثل السلوكيات العدوانية والسلوكيات النمطية المتكررة، وتعليم السلوكيات البديلة المرغوب فـيها، من خلال فهم العلاقة الوظيفـية بين البيئة والسلوك الظاهر القابل للملاحظة والقياس اعتمادًا على الرصد والتسجيل وتحليل البيانات.
ولأهمية هذه الفئة من الأطفال، يحتفل العالم فـي الثاني من أبريل من كل عام باليوم العالمي لاضطراب طيف التوحد. أخيرًا، نلفت انتباه كل الآباء والأمهات إلى نقطة مهمة: «أنتم تملكون أعظم هدية فـي الحياة، فحافظوا عليها وادفعوها قدمًا لتندمج مع المجتمع بكل قوة، ودائمًا ابحثوا عن العلاج الصحيح لهم، ولا تنساقوا وراء العلاجات الضالة، كونوا دائمًا أقوياء لتهدوا تلك القوة لأبنائكم. أدركوا تمامًا أنكم أعظم الآباء والأمهات».