مظهر شاهين: الجماعة الإرهابية كانت تنوي الإطاحة بـ«شيخ الأزهر» والسيطرة على «الأوقاف»
تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT
قال الشيخ مظهر شاهين، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، إن الجماعة الإرهابية كانت تريد الإطاحة بـ«شيخ الأزهر» والسيطرة على مفاصل وزارة الأوقاف.
وأضاف فى حوار لـ«الوطن»، أن حصار الكاتدرائية والهجوم على المسيحيين والكنائس والمتاجرة بقضية المواطنة، أمور عجّلت بسقوط حكم الإخوان، مشيراً إلى أنه دشن الجبهة الوطنية للدفاع عن الأزهر والأوقاف أمام مسجد عمر مكرم لمواجهة مؤامرات التنظيم الإرهابى للسيطرة على المؤسسات الدينية.
بعد مرور 11 سنة على «30 يونيو».. ما الذى تفكر فيه عندما تتذكر عام حكم الإخوان؟
- هذه السنة كانت صعبة وثقيلة على صدر المصريين وعلى الدولة، وبها العديد من المواقف السوداء والأفعال التى أظهرت نظرتهم للأزهر الشريف وشيخ الأزهر، لعل أبرزها افتعال أزمات الهدف منها إقصاء الإمام الأكبر شيخ الأزهر عن كرسى المشيخة وتولية الشيخ القرضاوى مكانه.
ومن الأمور التى افتعلوها تسمُّم الطالبات المزعوم الذى نتج عنه حصار مشيخة الأزهر، ونادى بعض الطلاب، ولأول مرة فى تاريخ الأزهر الشريف، بإقالة شيخ الأزهر، وهو لا يقال وفقاً للدستور، لكنهم أرادوا أن يضيِّقوا عليه حتى يتقدم باستقالته ويترك لهم هذا المنصب، وهذه نقطة سوداء فى تاريخ الإخوان.
كما أن من النقاط السوداء التى تحوم فى الذاكرة عند سماع سيرة الإخوان هى حصار الكاتدرائية فى العباسية وهجومهم على المسيحيين وعلى الكنائس وافتعالهم أزمات كثيرة من أجل المتاجرة بقضية المواطنة، وسعت الجماعة لزرع منتسبيها فى مؤسسات الدولة، وعلى رأسها وزارة الأوقاف، لنشر أفكارهم ومذاهبهم وأن تكون سُلماً يصعدون عليه لتحقيق مكاسب سياسية، سواء عربياً أو إقليمياً.
متى قلت إن الإخوان لن يستمروا فى حكم مصر؟
- حدث فى أكثر من موقف، وأفعال هذه الجماعة أكدت أنهم لن يستمروا فى حكم مصر، وأبرز هذه المواقف عندما أصدر مرسى الإعلان الدستورى وقانون السلطة القضائية الجديد، قلت ذلك حينما اعتدى الإخوان على المعتصمين بجوار قصر الاتحادية ووقف محمد مرسى ليخطب فى الإخوان فى هذا الوقت، ويقول أهلى وعشيرتى ولم يوجه خطابه للشعب المصرى.
قلت ذلك عندما رأيت المؤتمر الذى كان على الهواء مباشرة ويتحدث المجتمعون بكلام غريب عجيب لا ينبئ عن أن هذه العقلية تستطيع أن تحكم هذا البلد العظيم، وعند هجومهم على الكنيسة والكاتدرائية قلت ذلك، الواقع أن مواقفهم كلها كانت تنبئ من أول يوم أنهم ليسوا أهلاً لأن يحكموا هذه الدولة الكبيرة العظيمة، لأنهم لا يعرفون قدر مصر ولا يعرفون شأنها، لذلك كانوا يأتون بهذه التصرفات الصبيانية التى لا تنبئ إلا عن عقلية هشة ونظام لا يعرف شيئاً فى السياسة ولا يعرف شيئاً فى المواطنة.
ماذا كان سيحدث للأزهر حال استمر التنظيم الإرهابى فى الحكم؟
- لو استمر الإخوان لم يكن ليحدث أى شىء فى الأزهر الشريف لأن الشعب المصرى كله كان يعلم أن الإخوان يريدون أن يستولوا على كرسى مشيخة الأزهر، وكان يقف فى وجه هذه المؤامرة إلى جانب الإمام الأكبر، وعلى استعداد لأن يدافع عن مشيخة الأزهر ضد الأخونة واستيلائهم عليها مهما بذلوا من محاولات فاشلة، لذلك أنا أعتقد أن الأزهر الشريف كان سيبقى بمنأى عن حكم الإخوان ولم يكن ليحتله الإخوان احتلالاً كاملاً، وأن يجلسوا على كرسى المشيخة مهما فعلوا لأن الشعب المصرى يقف خلفه ولأنه يغار على الأزهر الشريف، كما أن الشعب يحب شيخ الأزهر وكان يدعمه، والقوى السياسية كلها كذلك.
دشنتُ «الجبهة الوطنية للدفاع عن الأزهر والأوقاف» لمواجهة سيطرة «الجماعة» على المؤسسات الدينيةدشنت الجبهة الوطنية للدفاع عن الأزهر الشريف.. حدثنا عن ذلك.
- حينما دشنت الجبهة الوطنية للدفاع عن الأزهر الشريف والأوقاف أمام مسجد عمر مكرم يوم 29 مارس 2013 كان الهدف الأساسى منها الوقوف أمام مؤامرات الإخوان للسيطرة على الأزهر والأفعال المشينة التى قاموا بها من أجل الإطاحة بشيخ الأزهر، ولكن الحقيقة أنه كان إلى جوارى عدد كبير من الرموز المصرية الذين جاءوا حباً فى الأزهر الشريف وجاءوا داعمين لشيخ الأزهر الشريف ضد الأخونة.
وحين ناديت الشعب المصرى أن يأتى إلى مسجد عمر مكرم لنسير معاً فى مسيرة داعمة للدكتور أحمد الطيب وللأزهر الشريف ضد الإخوان جاء الآلاف فى هذه المسيرة التى سُميت «يوم الكرامة» وسعوا مشياً على الأقدام من مسجد عمر مكرم فى ميدان التحرير حتى الجامع الأزهر، مشوا على الأقدام كل هذه المسافة بالآلاف ليقولوا لا للأخونة.
نظرة «الإرهابية» لرموز الأزهرأفعال قيادات الجماعة الغاشمة بدأت منذ بداية تولى مرسى الحكم ووقت حديثه فى جامعة القاهرة عندما وقف شيخ الأزهر لا يجد له كرسياً فى الصف الأول، الأمر الذى اضطره إلى أن ينسحب حفاظاً على كرامته وعلى كرامة الأزهر، كما أنه لم يقف أى أحد من الجماعة الذين كانوا موجودين فى الصف الأول ليجلس شيخ الأزهر مكانه، وهو يستحق أن يكون فى الصف الأول باعتباره على رأس أكبر مؤسسة شرعية فى مصر بل فى العالم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: عام الفوضى جرائم الإخوان الإرهابية الاعتداء على الكنائس الأزهر الشریف مسجد عمر مکرم شیخ الأزهر
إقرأ أيضاً:
اقتلاع الكيزان: الوهم والحقيقة (1 مكرراً من 2)
بقلم: الريح عبد القادر
"جراب الراي في الرد على القراي"
هُرِع الدكتور الفاضل عمر القراي إلى الرد على مقالي الموسوم "اقتلاع الكيزان: الوهم والحقيقة" ولمّا أكُمِلُ جزءه الثاني، وهو الأهم، الذي وعدت به. والأمر المثير للعجب أن يكون الإخوان الجمهوريون هم الأسرع في الرد على مقال يهاجم الإخوان المسلمين. بيد أنّ هذا العجب يُبطل حين يُعرف السبب: لا يتحمل الجمهوريون أدنى نقدٍ يوجّه لمحمود محمد طه وفكره. وتكشف هرولة الدكتور القرّاي إلى الرد أن صبر الجمهوريين قد عِيل إزاء ما اعتبروه مساساً بمرشدهم الذي يمثِّل بلحمه ودمه لحم فكرهم ودمه.
أقدّرُ أن يكون الدكتور القراي قد أمضى خمس سنوات لنيل درجة الدكتوراة في المناهج التربوية؛ ولكنني أدرك أنه أمضى زهاء خمسين سنة في ممارسة الجدال والنزال والسجال.
بدأ الدكتور تعقيبه مشدداً على جهود المرحوم محمود محمد طه والجمهوريين عموماً في توعية الشعب بخطورة فكرة الإخوان المسلمين. وهنا أطمئِن الدكتور الفاضل بأني قد اطلعت على كتاب "هؤلاء هم الإخوان المسلمون". يركز الجمهوريون في جزئين من هذا الكتاب على مهاجمة الشريعة الإسلامية التي يريد الإخوان المسلمون تطبيقها وعلى الممارسات والأفكار الطرفية للإخوان المسلمين. ولو انتظر الدكتور القراي صدور الجزء الثاني من مقالي لوجد أنني أركّز نقدي على "الأسس المُوجِدة للفكر الإخواني"، وعلى لبابه وجوهره الحقيقي. يرى الجمهوريون أن الخطأ الجوهري في فكر الإخوان المسلمين هو تطبيق الشريعة الإسلامية. ومنهجياً، لا يمثل ذلك جوهراً، بل هو فرع. ولئن كان التركيز على نقد الأخطاء والممارسات قد ينطوي على إقرار بالصحة المبدئية لوجود "الفكر الكيزاني"، فإن نقدنا ينزع عن ذلك الفكر صحة وجوده من الأساس. ويبدو النقد الجمهوري متسامحاً مع الكيزان إنْ هم تخلوا عن تطبيق الشريعة وأجروا بعض الإصلاحات. أما نقدنا فيقوم على أن الفكر الكيزاني، في حد ذاته، أو" الكوزنة" في حد ذاتها، نبتٌ شيطاني يتعين اقتلاعه من جذوره.
ويجافي الدكتور القراي الحقيقة حين يزعم أنّ حديث محمود عن اقتلاع الإخوان المسلمين تحليل علمي. ليس محمود محمد طه في نظر الإخوان الجمهوريين أستاذاً إكاديمياً وإنما هو "عارف" نهل العلم كفاحاً من الله بلا واسطة. وبذلك فإن ما يسمى فكراً جمهورياً إنما هو في الحقيقة عقيدة. ولو كان الدكتور القراي والجمهوريون يتحرَّوْن الصدق لكان يتعيّن عليهم أن يقولوا إن "نبوءة" اقتلاع الإخوان المسلمين هي من العلم اللدُني والفتح الرباني لمحمود محمد طه وليست مجرد تحليل علمي.
ثم يلجأ الدكتور القرائ، كعادة الجمهوريين، إلى الهجوم الشخصي على الخصم، فيتساءل ساخراً عن الدور الذي قمتُ أنا به في توعية الشعب السوداني بسوء الإخوان المسلمين عندما كنت بجامعة الخرطوم. يا أيها الدكتور الفاضل لقد كنتُ في جامعة الخرطوم طالباً ثم مدرساً بسيطاً ولم يكن لي علمٌ ولا شأن بتوعية الشعوب. أما الآن فأنا أدعو إلى "مشروع التواضع الوطني: تواضعٌ على التواضع"، وبه أدركُ سوء الفكرين الجمهوري والكيزاني وأحذر منهما. يقوم كلاهما يقوم على "استعلاء الأنا الجماعية": يرى الإخوان المسلمون أنهم صحابة هذا الزمان، وهم الأجدر بالحكم، ومن خالفهم يستحق من العذاب ما يستحق، سجناً وتشريداً وقتلاً؛ ويرى الإخوان الجمهوريون أنهم دعاة الرسالة الثانية، وأن صاحبهم محموداً قد تلقى علم الرسالة الثانية كفاحاً، بلا واسطة، فأصبح يصلي صلاة خاصة به، لا تشبه صلاتنا؛ ومن خالفهم فإنه جاهلٌ، ولا يمكن له أن يتعلّم إلا حين يعلم مثل علمهم، ويرى مثل ما يرون.
ثم يصر الدكتور القراي إصراراً لا يسعنى إلا أن أصفه بالسادية على أن تجربة حكم الإخوان المسلمين "مفيدة"، موضحاً أن ما صاحبها من امتحانات عسيرة يفضي إلى هزيمة فكرة الإخوان المسلمين ويسوق الناس إلى الله. ويستشهد الدكتور بقول الصوفية "من لم يَسِرْ إلى الله بلطائف الإحسان سِيق إليه بسلاسل الامتحان". وهنا نوضح للدكتور الفاضل أنّ هذا القول الصحيح ينطبق على الأفراد حصراً، وليس على الشعوب. يتعرض الفرد للامتحان فيثوب إلى ربه ويتوب، فيكون مستفيداً. أما الشعوب، أيها الدكتور الفاضل، فإن مَن مات من أفرادها مفتوناً في دينه، قاتلاً أو سارقاً، أو مغتصِباً، فقد خسر الخسران المبين.
ثم يدلف الدكتور القراي إلى فقرة أثيرة لدى الجمهوريين، وهي رفع قميُص عثمان، مُمثلاً في إعدام محمود. من طوام الرئيس الأسبق نميري إعدامُه محموداً. وهنا نربأ بإخواننا الجمهوريين أن يحرفوا تاريخناً القريب. لقد ظل محمودٌ والإخوان الجمهوريون مؤيدين لحكم الديكتاتور نميري حتى عام 1983. وقد أعدم محمود ظلماً، ولكن ليس لأنه كان يدافع عن حرية الشعب السوداني، بل لإصراره على دعاوى اعتبرها قضاة ذلك العهد ردةً وزندقة.
وبعد التهجم على الرمز الوطني المرحوم محمد أحمد محجوب، الذي سبق محمود محمد طه بعشر سنوات في توقع سوءات حكم الإخوان المسلمين، يعود الدكتور القراي إلى عدم المنهجية العلمية فيقول إنّ نقد حركة الإخوان المسلمين لا يمكن أن يتم إلا بنقد الشريعة الإسلامية. وهنا يترك القراي الفيل ويطعن ظله، ويترك الإخوان المسلمين ليواجه عامة المسلمين الذي يجلّون الشريعة الإسلامية. ويطيش سهم القراي في توصيف خطورة الإخوان المسلمين حين يجعلهم مجرد فكر سلفي.
إن الإخوان المسلمين أخطر من ذلك بكثير و"ألعن"، أيها الدكتور الفاضل.
وهذا ما سنبينه في الجزء الثاني من هذا المقال بحول الله تعالى.
alrayyah@hotmail.com