شهدت مصر خلال عام حكم جماعة «الإخوان الإرهابية» 2012 - 2013، أحداثاً إجرامية مدمرة، جرّاء الاعتداءات المتكررة التى شنتها الجماعة ضد الكنائس والمساجد، بما فيها الجامع الأزهر الشريف، حيث استهدفت الجماعة الإرهابية المسلمين والمسيحيين جنباً إلى جنب، سواء بالتشويه أو التعنت أو التقزيم من الرموز الدينية، من خلال حملات تشويه متعمَّدة، وكذلك استهداف المنشآت الدينية، بهدف إثارة الفتنة وزعزعة الاستقرار.

عملت جماعة الإخوان على ممارسة «الإرهاب المعنوى» تجاه المصريين من المسلمين أو المسيحيين، من تهديدات وابتزاز من قبَل عناصر الإخوان، بهدف إرهابهم وإجبارهم على التصويت لصالح قرارات تخدم الجماعة، أو الامتناع عن القيام بأى تحرك ضد مصلحة الإخوان.

كما استخدمت الجماعة الإرهابية وسائل الإعلام التابعة لها لبث الفتنة والتحريض على العنف ضد مؤسسات الدولة والمواطنين، ما أدى إلى زيادة التوتر والانقسام بين أفراد المجتمع، وأيضاً استهدفت الجماعة الإرهابية الشخصيات العامة والسياسيين والإعلاميين الذين أعلنوا موقفهم المعارض لسياسات «مرسى»، خاصةً سياساته التى أهدرت دماء وكرامة المصريين، من خلال حملات تشهير وتهديدات بالقتل، مما أثر على حياتهم وأسرهم.

الكيل بمكيالين فى قضايا المسيحيين.. والعدوان على المنشآت الدينية وسيلة التنظيم لإثارة الفتنة

وتصاعدت أعمال العنف ضد الأقباط وممتلكاتهم، حيث استهدفت الجماعة الإرهابية الكنائس بشكل رئيسى، بهدف إثارة الفتنة الطائفية وزعزعة الاستقرار، ومن بين أبرز الاعتداءات الإرهابية على الكنائس خلال عام حكم الجماعة الإرهابية، ما حدث فى «كاتدرائية العباسية» التى تعرضت لهجوم من قبَل عناصر إجرامية مسلحة بعد جنازة ضحايا اشتباكات الخصوص.

واستخدمت العناصر المهاجمة الزجاجات الحارقة «المولوتوف»، والرصاص الحى، ما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا وإصابة العشرات، وترويع المصلين، وكذلك الهجوم على كنيسة «مارجرجس» فى الخصوص بالقليوبية، التى تعرضت لهجوم إرهابى أدى إلى مقتل 4 أقباط وإصابة آخرين، بالإضافة إلى إلحاق أضرار جسيمة بمبنى الكنيسة، وجاء ذلك الاعتداء ضمن سلسلة اشتباكات طائفية أعقبت خلافات بين مسلمين وأقباط فى المنطقة.

وكذلك استهدفت العناصر الإجرامية التابعة لجماعة الإخوان العديد من المسلمين، بهدف إثارة الفوضى وتقويض الاستقرار الدينى، من بين أبرز هذه الاعتداءات ما حدث فى مايو 2013، عندما نظَّم أنصار الجماعة الإرهابية مظاهرات أمام الجامع الأزهر، احتجاجاً على مواقف الأزهر المعارضة لبعض سياسات «مرسى»، وتطورت الاحتجاجات إلى اشتباكات عنيفة أسفرت عن إصابات بين الطلاب والمواطنين.

الجماعة تعمدت تهميش دور شيخ الأزهر

وقبل سقوط حكم جماعة الإخوان الإرهابية بأيام قليلة، أفتى أحد دعاة السلفية، محمد عبدالمقصود، بـ«تكفير» الخارجين على طاعة مرسى وإهدار دمائهم، فى إشارة إلى الملايين الموقعين على استمارات حملة «تمرد»، إلا أن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وجَّه صفعة قاسية للإخوان فى اليوم التالى، حيث أصدرت مشيخة الأزهر بياناً أكدت فيه أن المعارضة السلمية للحاكم جائزة شرعاً، محذرةً من العنف وتكفير الخصوم واتهامهم فى دينهم، وهو ما أثار حفيظة نظام الإخوان ضد الإمام الطيب.

وكذلك حاول الإخوان التقليل من شيخ الأزهر، خاصةً فى جامعة القاهرة، أثناء الخطاب الأول لمرسى، عقب توليه الرئاسة، حيث لم يخصص مقعد فى الصف الأمامى لشيخ الأزهر، وخُصص له مقعد فى الصفوف الخلفية، كما لم يُسمح له بدخول قاعة كبار الزوار، مما جعل الشيخ الطيب يغضب، وهمَّ بتوجيه حديث حاد لقيادات الإخوان حينها، قائلاً لهم: «هتبدأوا من أولها»، وانصرف ولم يحضر الخطاب.

وواقعة افتعال أزمة تسمم طلبة المدينة الجامعية، برغم أنه لم تثبت حالة واحدة، حينها حدثت ضجة كبيرة، وقام طلاب «المحظورة» بتنظيم التظاهرات واقتحام المشيخة، ومحاولة الوصول إلى مكتب شيخ الأزهر، لولا أن رجال الحرس الخاص استطاعوا أن يُخرجوه قبل وصول طلبة الإخوان إليه.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: عام الفوضى جرائم الإخوان الإرهابية الاعتداء على الكنائس الجماعة الإرهابیة شیخ الأزهر

إقرأ أيضاً:

تصريحات البرهان.. ترياق الفتنة!

* تصريح قوي وحصيف أصدره الرئيس البرهان قبل يومين في العاصمة الوطنية أم درمان وقال فيه: (القوات المسلحة وقيادة الدولة لن تتخلى عن كل الفئات والقوى التي ساندت الدولة السودانية وجيشها للخلاص من المليشيا ومسانديها).

* حديث إيجابي وتصريح قوي؛ يستحق الإشادة، لأنه يُوحِد الصفوف، ويدعم الجيش، ويقطع الطريق على المزايدين وسعاة الفتنة ومن يحاولون شق الصف الوطني المتحد لصد العدوان ودحر التمرد.

* بكلماتٍ بسيطة ومباشرة لخّص الرئيس البرهان الموقف، ورسَّم الحدود، ووضَّح المعيار الذي سيتم التعامل به مع القوى السياسية خلال معركة الكرامة.

* معيارٌ واضحٌ وجلي لا لبس فيه ولا تطفيف.. مفاده أن كل من يدعم الدولة السودانية وجيشها ومواطنيها ويصطف مع القوات المسلحة لصد العدوان الغاشم مُرحّب به، ويستحق التقدير والاحترام بغض النظر عن انتمائه السياسي، وكل من يستهدف الجيش ويعاون المليشيا ويصطف معها (عدوٌ) يستحق الردع والملاحقة، ويجب أن يُعزل عن أي عملية سياسية تستهدف مناقشة مستقبل البلاد والعباد.
* لا توجد منطقةٌ وسطى في معركة بقاء أو فناء الدولة السودانية.

* عطفاً على ما تقدم فإننا ندعم الجهد الكبير الذي بذلته القوى السياسية الوطنية المساندة للدولة وجيشها، ونرحب بالرؤية التي وضعتها تلك القوى كخارطة طريق للحل، عبر حوار (سوداني سوداني) ينعقد في الداخل بإرادة سودانية كاملة، ولا يستثني إلا المتورطين في المخطط الآثم الذي استهدف اختطاف الدولة السودانية وكسر جيشها.

* كذلك نعلن ترحيبنا بالمساعي الرامية إلى تطوير ذلك الجهد عبر ورش عمل علمية تناقش أمهات القضايا، وآفاق الحل، بأيادٍ سودانية طاهرة لم تتلوث بدعم التمرد، ولم تدعِ الحياد زوراً، في معركةٍ مصيرية يُعَدَّ فيها الحياد خيانةٌ عظمى، ويسرنا بل يشرفنا أن نشارك في ذلك المسعى الوطني الحميد بكل نشاطٍ وهِمَّة.

* من يريد معرفة حقيقة موقف القوى المنافقة التي تدعي الحياد زوراً في معركة الكرامة عليه أن ينظر إلى موقفها وطريقة تعاملها مؤيدي الدولة والجيش من جهة، وموقفها وطريقة تعاملها مع مساندي التمرد وأبواقه من الجهة الأخرى.

* هؤلاء يساندون المليشيا ويستهدفون الجيش ويعتبرونه عدواً لهم، ويتمنون انكساره وكانوا يطالبونه بالخضوع لشروط المليشيا في التفاوض، بل مضوا أبعد من ذلك وطالبوه بالاستسلام للمتمردين، وعددوا فوائد ذلك الاستسلام، لكنهم لا يستطيعون المجاهرة بذلك الموقف الخائب بادعاء أنهم محايدون ويقفون على مسافةٍ واحدة من (طرفي الصراع)!

* حقيقة موقفهم تتضح في تعاملهم مع مساندي الجيش من فئة الإعلاميين، ومع الأبواق الإعلامية للمليشيا!

* يتعاملون معنا (نحن الذين نساند الجيش) كأعداء يستحقون الإهانة والاستهداف بالحملات المنظمة والتجني والشتائم والإساءات والأكاذيب القميئة، بينما يتعاملون مع أبواق المليشيا الإعلامية برفقٍ وحنان ومودَّة ظاهرة، فلا يهاجمونهم ولا يستهدفونهم ولا يسيئون إليهم ولا يدمغونهم بالرشوة مع وضوح أن مواقفهم الرخيصة مدفوعة القيمة مقدماً!

* الخلاصة أنهم يستهدفون داعمي الجيش من الإعلاميين لأنهم يُعادون الجيش في الأصل، ويتساهلون مع داعمي المليشيا لأنهم حلفاء للمليشيا، ويساندونها بالعادة السرية، لكن تلك المواقف تفضحهم، وتوضح نفاقهم، وتكشف كذبهم، وتحدد حقيقة موقفهم!

* فات عليهم أنهم يخاطبون شعباً مُعلماً واعياً وذكياً يمتلك ما يكفي من الحصافة لتمييز الخبيث من الطيب، لذلك لم تنطلِ عليه أحبابيلهم، ولم تغشه أباطيلهم، ولم ينخدع بتدجيلهم، فصنّفهم في الموقع الذي يليق بهم، كحلفاء للمليشيا وداعمين لها، ومتمردين على الدولة وأعداء للجيش الباسل، مثلما احتفى بالوطنيين المساندين للجيش من فئة الإعلاميين.

* نحن موجودون بحمد الله بين أبناء شعبنا ومواطنينا، نلتقيهم في الطرقات والأسواق ونجلس معهم في كل مكان كل يوم.. نناقشهم ونتحاور معهم بعقلٍ مفتوح وقلبٍ مُحِب ونفرح باحتفائهم بنا وتقديرهم لمواقفنا المساندة لبلادنا وأهلنا وجيشنا الباسل، بينما يتحاشى مساندو التمرد من فئة الإعلاميين الاختلاط بالسودانيين حتى في المهاجر، ويخشون بأسهم ويخافون من لقياهم.. وبين الموقفين تتضح حصافة وذكاء ووطنية أهلنا القادرين على تمييز الخبيث من الطيب، والخائن العميل من الوطني المخلص!

د. مزمل أبو القاسم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • السيسي وولي عهد الأردن يحذران من خطورة التصعيد في الضفة والاعتداءات على المقدسات الدينية بالقدس
  • الفوضى الأمنية تتفاقم.. مقتل نزيل في فندق بلحج و3 مواطنين في حادثتين منفصلتين بحجة
  • محاكمة متهم في خلية الوراق الإرهابية اليوم
  • نظر إعادة محاكمة متهم بقضية خلية الوراق الإرهابية.. اليوم
  • دماء ورموز غريبة.. البوستر الرسمي لـ جمال سليمان في مسلسل أهل الخطايا رمضان 2025
  • قيادي بـ"فتح": الوحدة الوطنية الفلسطينية أصبحت ضرورة لصد محاولات التهجير
  • تصريحات البرهان.. ترياق الفتنة!
  • كيف يساهم إصلاح الموانئ في رفع مداخيل الجزائر؟
  • مفتي الجمهورية: الفتنة والشائعات تؤدي إلى الفساد وانتشار الفوضى بين الناس
  • رابطة العالم الإسلامي تدين التفجيرات الإرهابية في أفغانستان